الفصل الاول
"هيا موني هيا يا صغيرتي أحملي هذه الحقيبة يجب أن ننتهي من توضيب المنزل قبل الليل" قالت والدة مونيالسيدة مانيل.
"أوه يا أمي أنها ثقيلة جداً،وأنا لا أستطيع أن احملها”
قالت الطفلة مونى وهي لم تتجاوز الثانية عشرة. لم تشعر إلا بيد قوية اقتريت من الحقيبة وحملتها بسرعة وقاللها :
“لا تقلقي يا صغيرتي سأحملها انا عنك”. . ، انه الأب كريس، شاب جميل فى التاسعة عشر من عمره، اختار أن يكون مرشدا روحيا للكنيسة في قرية لـونشينا في يوغوسلافيا.
“شكرا لك ايها الأب” قالت له موني الطفلة الجميلة.
“هل انت الأب الروحي لهذه المنطقة” عادت لتسأله.
“نعم الا يبدو علي انني كذلك؟” سألها الأب كريس بلطف وحب.
“بلى يبدو ولكنك صغير جدا لتكون الأب كريس”.
“الجميع بقولون لي هذا ولكن أنا اخترت هذا منذ طفولتي”.
"لا يهمنى ..."انحنت موني وقطفت بضعة ورودحمراء برية.
“تفضل ان هذه الورود لك”.
“انت لطيفة جدا يا طفلتي”. ثم حملها الأب كريس بين ذراعيه وفبل وجتيها.
“اوه " احمرت وجنتا الطفلة خجلا ونظرتمن بعيد لتجد ان والدتها تخرج من المنزل والغضب يملا وجهها.
"موني.. اين انتلماذا لم تدخلي بقية الحقاثب. .ايتها اللعينة" .
"هل امك دائما غاضبة على هذا النحو؟سال الاب كريس.
“نعم وخاصة اليوم”.
"لماذا اليوم بالذات؟”.
"لأنها تكره الانتقال من منزل الى آخر وانت تعلم والدي توفي من شهرين هنا وترك لثا هذا المنزل ونحن لانستطيع في قريتتا السابقة ان نعيش لوحدنا فاضطرت اميلأن تنقلنا الى هنا لأن هذا البيت ملك لوالدي”.
قالت موني هذه الكلمات وكان الخوف يكـاد يخرج من مقلتيها عندما رأت ان والدتها ازدادت غضبا عنـدما رأتها تتحدث مع الأب كريس ،
“انت تضيعين الوقت ايتها الطفلة العنيدة هيا بدلا من ان تساعديني في ترتيب المنزل. انت تثرثرين هنا هيا. . . قبل أن أجعل القضيب يعلم خطوطاً على جسدك النحيل"
“اوه يا سيدتي مساء الخير".
"مساء الخير من أنت؟!"
-"أنا الأب كريس المسئول عن قريتنا هذه الجميلة”.
-“عفوا لا يبدو عليك انك اب للكنيسة اعتقد انك صغير جدا على هذا ياولدي هيا... هيا موني قبل ان يهبط الظلام"
ثم أمسكتها من شعرها الأجعد وشدته بعنف وقوة حتى أحست الفتاة الصغيرة بالالم وصرخت من كل قلبها .
-"أه دعيني انك تؤلمينني يا أمى."
-"ارجوك يا سيدتي يجب إن تتعاملي مع الأطفال بلطف انهم زهرة حياتنا".
-"زهرة حياتنا. . اصمت ارجوك انت لا تعلم شيئاعن الأطفال ومسؤوليتهم، انهم عالة على المجتمع، لقد توفي والدهم الشقي ومن اين سآتي بالمال لأربيهم”
-“لا تخافي ان الكنيسة ستعمل على مساعدتك لا تقلفي ارجوك وكفي عن معاملة موني بقسوة انها ملاك لا تعرف الشر ولا الكراهية” .
-“سأدع لك هذه المعاملة يا أبتي ارجوك استمحيك عذرا اريد ان ادخل الى المنزل فهناك اعمال تنتظرني، يبـدو ان زوجى لم ينظف هذا المنزل منذ القرون الوسطى”.
ثم دخلت السيدة مانيل التي نتمتع بجسد نحيف طويل وقوي ذو عضل وكأنها رجل بثدي امرأة .
نظر الأب كريس باستغراب لهذه المرأة وحزن من اجل الطفلة الصغيرة موني.
وانها فتاة جميلة ويجب مراعاة تربيتها وألا ستتعرض لحياة صعبة يجب على والدتها الاهتمام بها اكثر. .. ثم ضرب باسفل قدمه حجر صغير وسار وهو يفكر بما جرى أمامه من معاملة قاسية.
كانت مونى تراقب الأب كريس من شباك المطبخ الصغير وبقيت تتبعه بنظرها ى دخل الى الكنيسة من بابها الصغير
-“انت ما زلت تنظري من التافذة هيا. . هيا قبل ان اضربك هيا ساعديني في ازالة . فى ازاله هذه الاواني من على الطاولة ".
-" حسنا ..حسنا ولكن ارجوك لا تضربينتي انت تؤلميننى ".
-" حتى تتعلمى طاعتى أيتها اللئيمة انت لاتعرفين سوى الأكل والنوم والاتكال علي في كل شىء ".
-“ولكن يا امي انا اعمل ليلا نهارا”.
-“انت تردين علي .. اصمتي والا. . ."
اسثدارت الطفلة موني نحو الطاولة وبدأت بترتيب البوفيه واعادة الأواني المطبخية الى اماكنها بعد ان تم مسح الغبار عنها، ثم مسحت دموعها الطفولية بحرقة والغصة في حلقها تؤلمها.
امسكت معدتها بألم لأن الجوع كاد ان يعتصرها.
-“امي أريد ان اتتاول الطعام ارجوك” .
-“ليس قبل ان تتتهي من تنظيف هذه الأواني”.
-“ولكن يا أمي انا منذ الصباح لم اتناول قطعة خيز واحدة ارجوك” .
-"قلت لك ليس قبل ان تنتهى من التنظيف ".
-“حسنا ولكن انطري لتيد انه يتناول كعكة”.
-“انه صبي وبحاجة للطعام كي يصبح قويا،.
-"وانا اموت من الجوع” قالت موني بحرقة قي سرها ولم تلتفت الى والدتها التي كانت تداعب رأس شقيقها الكبير تيد
-"هيا مونى اذهبى الى البئر واملئى هذا الدلو اريد ماء فى الحال"
-"لكنه ثقيل على يا امى , دعى تيد يساعدنى ".
-"لا انه يتناول طعامه هيا قبل سقوط المطر ".
-"حسنا.. حسنا لا تصرخي بوجهي سأذهب”
خرحت موني وهي حزينة تجرجر حقدها على امها خلفها ثم راحت تحدث نفسها.
-“هل تراني لست ابنتها ربما انا لقيطة حتى تعاملنى هكذا معاملة”.
وصلت الى البئر ورمت بالدلو الى اسفله وراحت تسحبه بقوة وضعف.
ثم فجأة احست بذراعين قويتين تساعدانها لسحب الدلو المليء بالمياه العذبة .
-“اوه الأب كريس انت تساعدني دائما شكرا لك”.
-"انا اتساءل كيف ترسلك والدتك وحيدة وسط الظلام لملى، هذا الدلو الا تخاف عليك”.
*********************