الفصل الثاني
ثم اجهشت مونى بالبكاء المرير وقالت له بحرقة الطفلة المتالمة.
“لا يهمها امري حتى لو لم اعد فهي ستتمنى ذلك"
“اوه يا طفلتي المسكينة انت مخطئة ان والدتك تحبـك ولا اعتقد انها تنمنى ان تموتي انت فتاة جميلة جدا ولطيفة كيف لها ان تكرهك”.
"لا اعلم ولكنها تفضل شقيقي تيد علي وهو اكبر مني ولكنه يظل يتناول الطعام طيلة النهار وانا. . . ".
ثم عادت للبكاء مرة ثانية ولكن هذه المرة بألم وعضت على شفتيها وهي تمسك اسفل بطنها.
“اوه موني يا صغيرتي ما بك".
"لا شيء .. لا شىءولكن اكاد اتقيأ” .
“ما بك هل تشعرين بألم ما”.
"نعم انا ...انا يا الهي انا جائعة جدا".
“ولكن.. هل من المعقول ان تترك والدتك بلا طعام حتى هذه الساعة”.
“نعم انا لم اتناول الطعام من مساء البارحة”.
“يا الهي كيف هذا؟!!!”.
"هيا انتظريني هنا للحظات سوف اعود لا تذهبي موني ارجوك”.
اسرع الأب كريس ودخل الى الكنيسة وما هي الا دقائق حتى عأد وهو يحمل فطائر شهية ساخنة وبعض الخبز وبعض السندويشات مع المقانق والبندورة.
"وهيا با صغيرتي خذي هذه معك الى المنزل اعتقد ان والدتك ستحب هذا.
"لا ...لا. لا استطيع انها ستضربنى فهى تكره المساعدة .. اننا لا نشحذ ياابتى ".
"لا مونى انها لكم من الكنيسة وهي مساعدة وليست هبة من الناس”.
"لا سوف تضربنى انا اعرف امى ..ولكن .." ثم نظرت الى السندويشات والفطائر بشهبة والخجل يكاد يغمر وجهها.
“هيا موني تذوقيها انها لك اذا”.
“لا استطيع امي ستضربني”.
“تقولين انها تمنع عنك الطعام وانت لم تتناوليه من مساء البارحة. ..".
“نعم .
“اذا يبدو انها لن تعطيك منه اليوم ايضا يجب ان تتناولي شيئا من هذه الفطائر يا صغيرتى "
تناولت شطيرة واحدة وراحت تلتهما بجوع رهيب ووحشى .
“يا الهي للمسكينة,"قال الاب كريس وهو ينظر اليها بتعجب
“هيا موني يجب أن تعودي الى المنزل ان المطر يكاد ينهمر ويجب ان اساعدك في حمل هذا الدلو انه ثقيل عليك جدا ".
"ولكن ..."
لا تخافى لا تستطيع امك توجيه الشتائم لي ،فأنا الأب كريس والجميع يحترمنى"
"اوه يا ابتي كم انت طيب القلب”.
ثم اقتربت موني من وجهه الندى المليء بالحب للجميع والنور الساطع بالإيمان وطبعت قبلة دافئة من طفلة لوالدها.
حمل الأب كريس الدلو وتوجه الى منزل موني المضاء بالقنديل الخافت.
“الا يوجد لديكم كهرباء موني”.
“لا فأبي عندما توفي كان عليه ان يدفع المال الكثير لشركة الكهرباء ونحن لا نملك ان نسد الدين فقطعوا لنا الكهرباء” .
"حسنا سأعمل على اصلاحها لكم لا تخافي”.
قرع الباب ففتح لها شقيقها الكبير تيد.
“مساء الخير” قال الأب كريس.
"امى .. انه الأب كريس هل ادعه يدخل”.
“بالطبع يا بني ".
دخل الأب كريس وجلس على الكرسي المقابل للمدفأة، بعد ان وضع الدلو على باب المطيخ .
“شكرا لك يا ابتي” قالت السيدة مانيل ونـظرت الى ابنتها مؤنبة وكأنها تقول لها. "سوف ترين بعد حين”.
"ارجوك يا سيدة مانيل لا ترسلي موني مرة ثانية الى البئر انه خطر بالنسبة لعمرها”
"ولكن..... ".
“ارجوك” قال الأب متوسلا
"نحن بحاجة للمياه ولا يستطيع تيد ان يفعل هذا ".
“لماذا انه شاب قوى على ما ارى “ قال الاب
"لاانه قوى بالشكل ولكنه ضعيف جدا ولا يستطيع ان يحمل شيئا انه دائما مريض "
وبدا للأب كريس أن تيد يتمتع بصحة جيدة ،ولكن والدته لا تريده ان يقوم بهذه الأعمال لسبب ما اوله لدلع.
“اردت مساعدة طفلتك موني على حمل هذا الدلو اعتقد انه ثقيل عليها يا سيدتي، ومن اجل الكهرباء سوف اعمل في الصباح الباكر حتى يعود التيار يبدو أن هناك عطل ما".
“شكرا لـك ولكن يبدو ان زوجي لم يـدفـع فـاتـورة الكهرياء منذ مدة ولهذا تراني بلا كهرباء”.
“حسنا الى اللقاء با سيدة مانبل”
"شكرا لمساعدتك”.
عاد الاب كريس الى الكنيسة وكانت موني في الأثناء تنال عقابها من والدتها ولكن هذه المرة يختلف عن المرات السابقة.
"انت سوف تنالين عقابك ايتها الكسولة ..ألم اقل لك منذ قدومنا
لا تتحدثى مع الغرباء الا تعلمين انهم كانوا يكرهون والدك".
“ولكن ياامي انه الأب كريس وهو لا يكره احداً..حتى ولوالجميع هنا يعتبرنا غرباء ويجب ان يعتادو علينا لكن ببط،
ثم اضافت الأم وهي ترمي لطفلتها الصغيرةغطاء من الصوف
“هيا نامي هنا في المطبخ عقابـا لك واياك وان تقتربي من البراد"
“لا.. لا اريد شكرا لك ان الأب كريس قدم لي بعض الطعام”.
“ماذا الهذه الـدرجة انت وقحة كي تطلبي الـطعام من الغرباء"
ثم انهالت عليها ضربا مؤلما بالقضيب.
“ارجوك يا امي كدت ان اموت من الجوع ولم يفعل شيء الأب كريس سوى ان قدم لي بعض الطعـام ارجوك دعيني!".
“لا ايتها المتعجرفة الوقحة”.
“ارجوك كانت معدتي تتمزق وعندما علم انني بلا طعام اسرع وقدمه لي ارجوك دعيني انا لم افعل شيئا ان الجوع مؤلم يا أمي،.
“حسنا لن تخرجي من المنزل بعد الآن” .
نامت موني وهي تحلم بكوابيس مخيفة، والدموع تنهمر من مقلتيها طوال الليل وهي لا تدري بسبب تعبها.
****************************