عرض مشاركة واحدة
قديم 03-12-18, 09:54 PM   #399

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

الفصل الثامن و الثلاثون
كقيثارة انا....
عشقت تلك الاصابع الناعمة التى عرفت طريقها الى اوتارى
مَن استطاعت اللعب على كل وتر لتصدح موسيقاى عاليا
ولم التفت الى ذاك المحب الذى فُتن بجمال الحاني
واذا استطاع لاخفانى عن الاعين
فكان مصيرى انقطاع ذلك الوتر بقلبى
وخسارتى لاللحن الذى ادمنه عاشقى
فالقلب يميل لمن يهوى عذابه
والعين تعمى عن المحب الاكبر .

بقلم ( شذى حمزة )

تباطئت نبضات قلبها و تجمدت في مكانها ، ليس لديها القدرة على تحريك أي عضلة في جسدها ، تريد أن تقاوم .. أن تعترض ، و لكنها لا تستطيع ، و كأنها قد حُقِنت بمخدر أرخى عضلات جسدها !
الأصوات تتداخل بقوة ، حتى باتت لا تميز أصحابها و لا تعي لما يقولونه ، لتستسلم تماماً ، و تسمح للظلام بالسيطرة على عالمها ، حتى لا ترى و لا تعي لما سيحدث فيها !
ليضحك خالد و هو يقول : " انظروا ، الجميلة لم تحتمل التفكير فيما سيحدث فيها و فقدت وعيها " .
ليسألهم بتفكير : " أيهم أفضل من وجهة نظركم ، نأخذ ما نريده دون أن تعي ؟ ، أم نوقظها و نستمتع بملامحها الخائفة " .
ليصيحوا أصدقائه دون أدنى ضمير : " نوقظها .. نوقظها " .
ليصدح صوت أمير عالياً .. بارداً : " إن لم تبعد يدك القذرة عنها سأقطعها لك " .
لتزداد ضحكات خالد قوة و عدم تصديقاً ، و يقول باستنكار : " تقطعها لي !..، انظر لنفسك قبل أن تتحدث ، أنا قادر على قتلك في أقل من ثانية " .
ليبتسم أمير بغموض ، و يقول : " بل أنت مَنض ستنتهي في أقل من ثانية ! "
و في لحظة .. انتهى كل شئ !
هجموا عناصر الشرطة على الشقة ، و قبضوا على كل مَن فيها ، وسط صيحات الشباب المعترضة ، و تهديدهم لأفراد الشرطة بأنهم سيندمون على ذلك ، و أنهم لا يعرفون هم أبناء مَن في البلد !
هرع أمير إلى لارا ، و قلبه ينبض بخوف ، ليحاول إيقاظها بفشل ، وسط رجائه :
" لارا حبيبتي .. استيقظي ، لا تخافي .. هو لن يقترب مِنك " .
لتقترب منه شريكته .. و مساعدته في كل ماحدث ، و تقول بنب ة هادئة :
" لا تقلق يا دكتور ، بالتأكيد فقدت وعيها من الصدمة ، خذها إلى الشقة و سنوقظها هناك " .
حملها بلا تردد ، منطلقاً إلى الشقة الأخرى ، و التي استأجرتها هند .. منذ عدة أيام !
سارت خلفه ، لتتوقف قبل أن تخرج من الشقة ، و تقول لخالد بشماتة :
" هذا انتقام بسيط عما فعلته معي " .
ليزمجر بغضب ، فتضحك باستمتاع ، ثم تتبع أمير .
فتحت له باب الشقة ، ليدلف و يضع لارا على أقرب أريكة ، و تسرع هي لتأتي بزجاجة عطر ذي رائحة نفاذة .
أعطتها له ، ليقربها من أنف لارا ، و يقول بتوتر :
" هيا لارا استيقظي ، لا تُخيفيني عليكِ أكثر " .
ثواني و بدأت تحرك رأسها ، دليل على استجابتها ، ليتنهد براحة .
" و أخيراً " .
لتنسحب هند و تذهب إلى الداخل ، تاركة إياهما على حريتهما .
فتحت عينيها بنظراتها الزائغة و وجهها الأصفر ، لتنتفض مفزوعة و هي تتذكر ما حدث قبل أن تفقد وعيها ، و تقول بخوف : " ابتعد عني ، ابتعد .
أبي ، أين أنت ؟ "
تألم قلبه على حالها ، فما تعرضت له ليس بسيطاً ، ليقول بدون وعي :
" لا تخافي حبيبتي ، أنا أمير .. أنا بجانبِك ، لا تخافي .. لن يمسِك أحد " .
نظرت له بضباع ، لتنفجر بعدها باكية ، و تقترب منه .. ضامة نفسها لأحضانه .
تجمد من الصدمة ، لتتمسك هي به و دموعها و شهقاتها تزداد ، و بعد تفكير لثواني ، مد ذراعيه ليحبط بها ، و يربّت على ظهرها بحنو ، و هو يقول :
" لا تخافي ، لن بقترب مِنك " .
لتفصح عن مخاوفها فتقول : " خفت ، ظننت أنه .. أنهم " .
ليقاطعها بعتاب : " و هل ظننتي أنني سأسلمِك له على طبق من ذهب ؟ "
ليتعالى صوت بكاءها أكثر ، لائمة نفسها على غبائها الذي مكّن خالد منها ، و نادمة على عدم استماعها لنصائح والدها و صديقاتها .
و هو لم يمل عن هدهدتها حتى هدأت تماماً و تلاشت دموعها ..
لتستوعب وضعها أخيراً ، و أنها بين أحضانه !
ابتعدت عنه بخجل و وجنتيها قد قارب لونهما لون ثمرة طماطم طازجة ، ليبتسم بحسرة على انتهاء هذه اللحظات ، و التي لن تتكرر مرة أخرى !
جاءت حينها هند ، حاملة معها كوباً من الليمون ، و هي تقول : " أعتقد أنكِ تحتاجين إلى هذا الكوب " .
نظرت إليها باستغراب ، لتلتفت بعدها محدقة في الشقة التي هما فيها ، لتسأله بحيرة :
" أين نحن ؟! "
و تسأل السؤال الذي كان يجب أن تسأله منذ أن عادت إلى وعيها : " و ماذا حدث مع خالد ؟! "
لتتولى هند الإجابة ، و تبدأ في إخبارها كيف تعرّفت على أمير ، و عما فعلاه للإيقاع بخالد بدءً من التحدث مع إحدى صديقاتها المواظبة على حفلات الأخير ، و حتى الإتفاق مع الشرطة لمداهمة المكان .
ليقول أمير فور أن انتهت : " و لكنني فضّلت أن ترين بنفسِك أولاً ، حتى تصدقين أن والدِك لا يفعل شئ إلا لصالحِك ! "
يا إلهي ، هل عرف بما قالته لوالدها ؟!
نظرت إليه بحرج لم يفهمه ، ليخمّن أنها مُحرجَة من سوء اختيارها !
نهض و هو يقول : " لنذهب ، لقد تأخرنا كثيراً ، و هكذا والدِك سيقلك " .
لتنهض بدورها و تسير خلفه .
صعدا إلى السيارة ليقود بهدوء ، و لا يوجه لها كلمة ، لتصمت هي الأخرى .. خجِلة من الحديث معه بعد كل مافعلته !
و لكنها تتساءل عن مصير علاقتهما بعد هذه الليلة ، هل سيعود و يطلب يدها بعد أن تأكد من كرهها لخالد ؟
صفّ سيارته أسفل منزلها ، ليقول بملامح غير مقروئة : " تفضلي " .
لتبقى في مكانها لثواني ، ثم تهمس بصوت بالكاد يُسمَع : " أعتذر " ، لتترجّل بعدها من السيارة .
**********
أطرقت برأسها و هي واقفة أمامه ، و دموعها تنساب بصمت .
" أعتذر أبي " .
ليقول بقسوة مصدرها جرحه منها : " علام تعتذرين تحديداً ؟
على اختيارِك لهذا الحقير ؟
أم على ما قولتيه لي ؟ "
ليزداد انهمار دموعها ، و تقول بندم : " على كل شئ أبي ، على كل شئ ..
أعتذر على غبائي ، على وقوفي أمامك و التشبث بإنسان أنت حذرتني منه مراراً ..
على الحماقات التي أخبرتك بها ، مع أنك لم تقصّر معي يوماً " .
سيطر الصمت للحظات ، قبل أن يقول إسلام بشرود : " أ تذكرين أول مرة رأيتِك فيها لارا ؟
حينما كنتِ في الحديقة تتشاجرين مع صديقتِك ، و عندما حاولت الفكاك بينكما طلبتي مني ذلك السندوتش ، ثم عافبتِك المشرفة " .
شردت بذكرياتها إلى تلك الأيام ، التي كانت تعاني وقتها من الظلم و القسوة .
" يومها شعرت بمشاعر غريبة .. لأول مرة أشعر بها ..
مشاعر أبوة وُلِدت على يديكِ !
صحيح أنكِ لا تحملين دمائي ، و لكنكِ أبنتي !
أول مرة أسمع فيها كلمة ( بابا ) كانت من بين شفتيكِ
أول مرة أسهرخوفاً كانت عليكِ ..
أول مرة أكد و أتعب كانت من أجلِك ، من أجل أن أوفر لكِ ما تحتاجيه .
أنتِ ابنتي يا لارا ، أول فرحتي، و لن تتغير مكانتِك لدي مهما فعلتي " .
و هي ايضاً ، لم تشعر يوماً أنه ليس والدها ، و تلك الكلمة التي نطقتها ذلك اليوم لم تكن تقصدها .. تقسم أنها لم تكن تقصدها !
ركضت لتندس في أحضانه بطفولية ، و هي تقول بصوت باكي :
" سامحني أبي ، أرجوك سامحني " .
ليبتسم إسلام ، فقلبه لا يستطيع القسوة على أكبر بناته أكثر من هذا .
" نعم غضبت حينما قولتي ما قولتيه ذلك اليوم ، لكن غضبي كله زال فور رؤية دموعِك ، أنا لا اقوى على الغضب منِك صغيرتي " .
ليقبلها بعدها على رأسهت بحنو ، و هو يدعو : " ليحفظِك الله يا أول فرحتي " .
لتبتعد و تقبله على وجنته ، قائلة بسعادة مختلطة ببقايا دموعها : " أحبك أبي " .
ثم تلتفت إلى والدتها ، لتهمس باستعطاف : " و أنتِ أمي ، لستِ غاضبة مني ، صحيح ؟ "
لترد هبه بكلمة واحدة : " و هل أستطيع ؟! "
ليتبعها إسلام قائلاً : " المهم أن تكوني تعلمتي من الدرس ، و ألا تثقي في أحد دون أن تتأكدين أنه يستحق هذه الثقة " .
لتسارع بثقة : " لا تقلق ، لقد تعلمته بأقسى الطرق ، و لن أسقط في هذا الفخ مرة أخرى " .
**********
اكتفت ريناد بما رأته ، و أغلقت الباب ببطء .. حتى لا يُصدِر صوتاً .
تحركت بصعوبة إلى السرير ، لتتمدد عليه ، ملتقطة ذلك الهاتف .. أهم ما يحوي ذكرياتها مع بشار .
فتحته على صورة حبيبها البعيد ، لتقص عليه ما حدث ، فتقول :
" لقد سامح عمي إسلام لارا أخيراً ، كان واضح من الأساس أنه لن يستطع أن يقسو عليها كثيراً ، كنت دائماً أرى نظرة الحنان الممتزجة بالحزن في عينيه عندما تقترب لارا منه .
أ تعلم بشار ؟ ، أنا أكره نفسي !
نعم أكرهها ، لأنني بت أحسد لارا كثيراً على امتلاكها مثل هذه العائلة ، أحسدها على الإهتمام و الحنان اللذان تحصل عليه دائماً بدون مقابل ، أحسدها على راحة البال التي تحياها ، لأنها إن تعرضت لأي مشكلة ستجد هناك مَن يساعدها و يقف بجانبها .
و أنا لا أريد هذا بشار ، لا أريد أن أكون تلك الفتاة الحاسدة الحقودة التي تكره لصديقتها الخير ، أنا لست هكذا يا بشار " .
لتنفجر بعدها باكية ، و تقول بحرقة : " أنا فقط أتمنى أن يكون لدي عائلة ، أشخاص يسئلون عني و يهتمون بي ، فهل هذا كثير عليّ ؟
هل كُتِبَ عليّ قضاء حياتي وحيدة لأنني أبنة دار ؟ "
لتلمس الصورة ببطء ، و كأنها تلمس ملامحه ، و تهمس بشوق : " اشتقت إليك بشار ، اشتقت لدرجة لا تستطيع تخيلها ..
اشتقت لحنانك عليّ .. لدلالك لي .. لوجودك بجانبي .. لإحساس العائلة الذي كنت تمنحه لي " .
ثم تدعو إليه بصدق : " على الرغم من كل ما فعلته ، على الرغم من تركك لي و تفضيلك لأخرى عليّ ، على الرغم من جرحك لقلبي المتيّم بك ، إلا أنني أتمنى لك السعادة حبيبي ، و أن يرزقك الله بكل ما تطلبه و تتمناه " .
و لا تعلم أنها دائماً و أبداً أمنية بشار في الدنيا !
**********
استيقظت مفزوعة على صيحات و أصوات عالية آتيه من الخارج ، فارتدت إسدال الصلاة على ملابسها الخفيفة ، و هرعت لترى ما يحدث ، داعية الله أن تكون كل الأمور بخير .
توقفت مصدومة و هي ترى والدها يقف على مسافة بسيطة منها ، يصيح و يسب في أخيها .. و الذي يواجهه بكل قوة و تصميم !
" ماذا .. ماذا يحدث ؟ " ، خرج صوتها متردداً ، يتخلله الخوف من أن يكون والدها علم بما يريده أخاها !
انتبه طه إلى صوتها ، فالتفت إليها بوجه أحمر من الغضب ، و عيون مصدومة من إستحالة الطلب الذي تلقاه !
" أخبريني أنتِ يا تسنيم ، ماذا يحدث ؟
أي جنون تنوين فعله أنتِ و أخاك ِ! "
يا إلهي ، لقد علم حقاً ، و لكن كيف .. كيف ؟
و لم يدم هذا السؤال كثيراً ، فنظرة واحدة إلى ملامح مازن ، أخبرتها كيف علم طه بالأمر .
ليصدح صوتها بدون شعور : " مجنون " .
ليشتعل طه أكثر ، و يصيح : " ماذا ؟
أنا المجنون !
ماذا يُطلق عليكما إذاً ؟ "
لتسارع مقاطعة إياه : " لا يا أبي ، أنا لا أقصدك .. أقسم لك " .
اقترب منه عبد العزيز .. المصدوم بكل ما يحدث ، بدءً من اقتحام طه لمنزله في ساعات الصباح الأولى ، و حتى معرفته بطلب مازن الجنوني !
" تعال و اجلس يا طه ، و لنتناقش في الأمر .. فبالتأكيد هناك سوء تفاهم " .
ليتحرك طه مستجيباً له ، مقنعاً نفسه أنه أسأء فهم الموضوع ، على الرغم من كل الدلائل و الإشارات التي تنفي ذلك !
و أثناء تحركه ، صدح صوت مازن .. عالياً .. قوياً .. مصمماً :
" و لكن ما فهمه والدي صحيح ، أنا أربد الزواج من تسنيم " .
لم يكد طه يجلس ، حتى هبّ صائحاً : " تتزوج ممن يا مجنون ؟ ، من أختك ؟ ، هل تدرك ما تقوله ؟ "
ليقول مازن ببرود : " ليست أختي ابي ، تسنيم ليست أختي " .
كاد طه أن يشد شعره من جنون ولده ، و قال بغضب : " ليست أختك ! ، منذ متى ؟
ألم تخبرني مراراً أنك لا تحمل لها اية مشاعر ؟ ، و أن ما قاله سيف مجرد حماقات ! "
لترتسم ابتسامة صغيرة على ملامحه ، و يقول بينما هو ينظر إلى تسنيم :
" كنت أحمق .. لا أدرك قيمة مشاعري ..
كنت أعتقد أن إحاطتي بها .. خوفي عليها ، بدافع أنها شقيقتي .
و لكن اقتراب سيف منها و .. ابتعادها عني أيقظني ، و جعلني أدرك أن ما أحمله بداخلي لها أبعد بكثير عن مشاعر الأخوة " .
لتتأثر تسنيم بكلماته ، و يظهر هذا من تورد وجنتيها .
لتتسع ابتسامته قبل أن يلتفت إلى والده و يردف : " و في الحقيقة ، كان لدكتور صادق الفضل الأكبر لاكتشاف مشاعري " .
ليسارع طه بدون تفكير أو تردد : " اكتشفت مشاعرك إذاً ، حسناً .. أنا لست موافق على زواجكما " .
لتتبدل ملامح مازن ، و يقول بحنق : " لِمَ يا أبي ؟ "
ليتولى عبد العزيز الإجابة ، فيقول بمنطق : " و هل هذا يحتاج سؤال يا مازن ؟ ، كيف تتزوج أختك ؟ ، ماذا سيقولون الناس عنكم ؟ "
ليؤيده طه : " أخبره يا عبد العزيز ، عرّفه مدى حماقته " .
ليتعالى صوت غير متوقَع : " و هل سعادة الناس أولى من سعادة أولادنا يا طه ؟ "
التفت طه إلى مصدر الصوت ، ليقول بذهول : " هالة ، كيف أتيتي ؟ "
لتجيبه بسخرية : " مثلما أتيت أنت " .
و تابعت قبل أن يفرّغ غضبه فيها : " لقد اتصل بي الدكتور صادق صباحاً ، و أخبرني عما يريده مازن .
و هذا فسّر لي سبب اندفاعك الغاضب من المنزل ، و توقعت أنك ستأتي إليهما .
و لأنه اقنعني بضرورة زواجهما من أجل سعادتهما ، و لأنني متأكدة من رفضك ، فتبعتك إلى هنا " .
ليصيح بصدمة : " ماذا يعني هذا ؟ ، أنكِ موافقة على زواجهما ؟ "
ليمنعها مازن من الرد ، حيث ضمها إلى أحضانه بقوة حتى كاد أن يخنقها ، و هو يقول :
" أحبِك أمي .. أعشقِك " .
لتضحك هالة بسعادة ، فهذا ما ترجوه في حياتها .. سعادة ابنها .
لتتذكر تسنيم ما أخبرها به صادق ، و تحسم قرارها و .. تبدأ في تنفيذ أول خطة !
فيصدح صوتها صادماً الجميع : " حتى لو وافقا أمي و أبي ..
أنا لست موافقة على هذا الزواج ! "
صُدِمت هالة مما قالته ، في حين أن طه تنهد بارتياح ، - فعلى ما يعتقد - أبنته وفرت عليه الكثير من المشاكل برفضها !
أما مازن فاقترب قليلاً ، ليهمس لها بنبرة خاصة : " أخبرتِك أنه لا مجال للإختيار حبيبتي ، لن تتزوجين من غيري " .
لتجابهه بتحدي : " لن أتزوجك يا مازن " .
لتتحرك بعدها إلى غرفتها ، غير سامحة له بفرض أوامره !
كاد مازن أن يتبعها ، إلا أن والدته منعته ، حيث قالت :
" أتركها الآن حبيبي ، فحديثك معها سيزدها عناداً ، بعد أن تهدأ تحدث معها و اعلم سبب رفضها " .
ليقتنع بحديثها و يمتثل له .
أما عبد العزيز فسحب طه إلى الخارج ، حتى لا يتصادم مع زوجته !
**********
" وجدنا اثنتين من هن سيدي ، هاتان اللتان كفلتهما عائلتين ..
أما الأخيرة فلا أثر لها من بعد خروجها من الدار " .
تلك الأخيرة هي ريناد ، يتذكر اسمها جيداً ، فأكثر حديث حلوته كان عنها .. و عن اللحظات التي قضتها معها في الدار
" الأخيرة هي أهمهن ، أقلبا البلد حتى تجدوها ..
و أبعث لي عنوان الأخرتين ، سأذهب إليهما بنفسي " .
ليقول المتصل بطاعة تامة : " أمرك سيدي " .
**********
قامت التحضيرات على قدم و ساق ، دون علم المعنية بالأمر ..و كيف ستعلم و هو حذر الجميع من معرفتها .. حيث أنه ينتوي مفاجئتها !

و في اليوم الموعود
استيقظت بتأفف و ضجر لا يفارقها منذ أن قررت الإبتعاد عنه، التقطت هاتفها لترى الساعة .. لتُفاجأ بالتاريخ !..، فاليوم يوم مولدها، مرت أكثر من ستة أشهر على عودتها إلى عائلتها .. إلى موطنها الأصلي ، ستة أشهر لم تتحرك فيهم مشاعر طارق اتجاهها على الرغم مما فعلته !
و ها هي بعد أن كانت تظن أنها ستسعد في بلدها و ستحصل على حب حياتها ، و لكنها للأسف فشلت في الحصول عليه !
نفضت هذه الأفكار من رأسها ، و حاولت إدخال بعض المرح إليها ، فارتدت ملابسها بسرعة و هبطت إلى شقة عمها، فلطالما أخبرها و هي في بريطانيا أنه يتمنى وجودها معه في يوم مولدها كي بحتفل به كما ينبغي، و ها هو يوم مولدها جاء و هي بجانبه ، و سترى احتفاله به كيف يكون !
بعد عدة طرقات على الباب، فتحت لها سعاد بأعين شبه مفتوحة ، لتقول بتعب مصطنع :
" صباح الخير حبيبتي ، أتيتي باكراً اليوم ! "
ليس باكراً أبداً !..، إنه نفس الموعد الذي تهبط فيه يومياًض لتقضي معهما بعض الوقت قبل ذهابها إلى العمل !
" الساعة السابعة و النصف خالتي، لم يتبقى الكثير على موعد عملي " .
لتتظاهر سعاد بالدهشة، و هي تقول : " أوه حقاً !..، أعذريني حبيبتي .. لقد كان عمِك متعباً طوال الليل ، و لم نغفى إلا بعد الفجر " .
ليظهر الذعر على ملامحها ، و تقول بخوف : " عمي ، ما به ؟ "
لتسارع سعاد بطمأنتها : " لا تقلقي حبيبتي، كان مجرد صداع و أخذ مسكن و ارتاح " .
خطت أسيل إلى الداخل ، و هي تقول : " سأدخل لأراه " .
لتقطع سعاد طربقة بسرعة ، و تقول بتوتر لم تلحظه أسيل : " دخولِك عليه من المحتمل أن يوقظه ، و قد أخبرتِك أننا غفينا بعد الفجر " .
و محتمل ألا يغفى مرة أخرة إن استيقظ ، هكذا اقتنعت أسيل بحديث خالتها، مع أن الخوف على عمها لازال يملأ قلبها .
" إذاً لن أذهب إلى العمل اليوم " .
و لكن هكذا ستفشل خطة أبنها !
" لاداعي لهذا حبيبتي ، إن مجرد صداع بسيط لا يحتاج لأن تعطّلي عملِك من أجله " .
لم يظهر على أسيل اقتناعها بما قالته خالتها ، لتضغط عليها سعاد قائلة :
" كما أن عمِك سيغضب من نفسه إن علم أنكِ عطّلي عملِك بسببه " .
تنهدت أسيل بقوة ، ثم قالت : " حسناً ، لكن أرجوكِ اتصلي بي عندما يستيقظ " .
لتبتسم لها سعاد مطمئنة : " لا تقلقي حبيبتي " .
لتذهب أسيل إلى عملها بحزن ، لا يشغل بالها سوى عمها و صحته ، و قد نسيت الإحتفال بيوم مولدها ..
و هذا ما كان يريده ... طارق !
**********
" ممتاز يا أمي ، إن كان بيدي كنت منحتِك جائزة الأوسكار في التمثيل " ، صدح صوته فور أن دخلت سعاد إلى الغرفة .
ليقول محمد بعدم رضى على أفعال ولده : " و لكنها أخافتها، كان بإمكاننا إيجاد خطة أخرى لتنفيذ ما نريده " .
لينهض طارق و هو يقول : " لا وقت للتفكير و الخطط يا أبي ، لننتهي من هذا الأمر ، فلقد طال عن حده " .
ليقول محمد بسخرية : " حقاً ، و مَن السبب في إطالنه ؟ "
ليرد طارق بصدق : " كنت أعمى أبي ، و الحمد لله الذي أنار بصيرتي و جعلني أدرك قيمتها " .
سأغادر الآن ، فلدي الكثير لأفعله " .
لتسأله سعاد قبل أن يخرج : " و كيف ستذهب أسيل إلى هناك ؟ :
ليجيب طارق و هو يغادر : " زوجة إسلام ستهتم بهذا " .
بعد أن خرج ولدهما ، ضحكت سعاد و هي تتذكر ما فعلته مع أسيل ، لتسأل محمد :
" لم تخبرني برأيك في تمثيلي " .
ليشاكسها محمد بقوله : " تمثيلي كان ليكون أفضل منِك بكل تأكيد " .
لترفع حاجبيها باستنكار ، و تقول معترضة : " لو كان هكذا كان اختارك طارق لفعل هذه المهمة ، و لكنه يدرك جيداً أن أسيل كانت لتكشفك منذ أول كلمة " .
ليضحك بقوة ، و هو يقول : " ماذا تريدين يا سعاد ؟ "
لتقول متذمرة : " لا أريد منك شئ ، طالما أنك تستخسر قول كلمة مدح واحدة في حقي " .
ليهمس بصدق : " كلمات المدح و الغزل جميعها لا تصفِك يا سعاد ، أنا أشكر الله يومياً على أنه رزقني بزوجة مثلِك " .
ثم يتابع بمكر : " ثم لنترك هذه التصرفات لولدِك ، فهو بحاجة اليوم إلى حفظ جميع كلمات الغزل لإقناع أسيل بالزواج " .
لتتنهد بحب : " ليوفقه الله، لا أستطيع تصديق أنه سيطلب الزواج من أسيل اليوم .
و أخيراً سينالا الراحة التي يستحقونها ! "
ليغمض محمد عينيه، و يقول : " الحمد لله، الآن إن مت سأكون مطمئن عليهما " .
لتسارع بوضع يدها على فمه، و تقول بعتاب : " بعيد الشر عنك يا محمد ، إياك و تكرار هذه الكلمات .
سيمنحك الله طول العمر، و سترى أحفادك و أحفاد أحفادك بمشيئة الله " .
ليدعو بصدق : " بصحبتِك إن شاء الله، ليمنحني الله العمر الطويل بجانبِك " .
**********
أُضيئت شاشة هاتفها برقم لا يحمل اسماً ، لتفتحه و تجيب بهدوء :
" السلام عليكم، مَن معي ؟ "
ليصلها صوت هادئ رقيق : " و عليكم السلام و رحمة الله ، كيف حالِك أسيل ؟، معِك هبة زوجة إسلام " .
لتصمت لثانية و تقول ببطء، مذكرة إياها بنفسها : " إسلام صديق طارق ، لقد التقينا من قبل " .
منذ سنوات ، و لم تلتقي بزوجها منذ أن عادت إلا في مرات معدودة و لدقائق لا تُحسَب، فما الذي ذكّر هذه المرأة بها ؟
" كيف حالِك سيدة هبه ؟ "
لتدخل هبه في الموضوع مباشرة، و تقول : " بخير حبيبتي ..
ما رأيِك أن نتقابل اليوم و نجلس سوياً ؟ "
لتعقد أسيل حاجبيها، و تقول بارتياب : " و السبب ؟ "
لتصلها نبرة هبه الهادئة: " لا يوجد سبب محدد، و لكنني أحببت أن نعيد صداقتنا ... إن لم يكن لديكِ اعتراض " .
و منذ متى و هما أصدقاء من الأساس !..، هل لأنها قابلتها لمرتين أو ثلاث أصبحا أصدقاء، ما هذا اليوم الغريب ؟
لتعتذر بلباقة : " هل يمكننا تأجيلها إلى يوم أخر؟، فعمي مريض و عليّ أن أكون بجانبه " .
مريض !..، أﻻم بجد طارق كذبة أخرى ؟!، كيف ستقنعها الآن ؟
" سلامته ، ما به ؟ "
لترد أسيل بشرود : " لا أعلم، لقد أخبرتني زوجة عمي أنه كان يشعر بالصداع .. و لم يغفى طوال الليل " .
لتصمت هبه مفكرة، ثم تقول : " شفاه الله، لكن ألا يمكننا أن نتقابل لساعة حتى ؟ "
لتتابع بحرج : " في الحقيقة هناك موضوع أخر أريد أن أتحدث فيه معِك " .
كانت تتوقع ذلك، فمن غير المعقول أن تتصل بها هبه بعد كل تلك السنوات لتعيد صداقتهما الغير موجودة من الأساس !
تُرى ما هذا الموضوع الهام الذي جعلها تتصل بها ؟
" اتفقنا، و لكن ليس أكثر من ساعة، فعليّ العودة إلى عمي " .
لتتنهد هبه بارتياح، و تقول : " اتفقنا " .
بعد أن أغلقت الخط مع زوجة إسلام، هاتفت زوجة عمها، لتطمئن على صجة عمها .
" السلام عليكم خالتي، طمئنيني .. كيف حال عمي الآن ؟ "
ليصلها صوت زوجة عمها : " اطمئني حبيبتي إنه بخير، و استيقظ منذ دقائق " .
لتقول أسيل بلهفة : " أريد أن أحدثه " .
أعطت سعاد إلى محمد الهاتف، ليأخذه و هو يتنحنح بقوة، و يقول بصوت يحاول إظهار التعب فيه :
" صباح الخير حبيبتي " .
لتسارع قائلة بلهفة : " عمي، أنت بخير ؟ "
ليقول بكذب : " نعم حبيبتي بخير، من الواضح أنها مجرد انغلونزا لا أكثر، لا تقلقي " .
لتقول بشك و مازال الخوف يسكن قلبها : " أكيد عمي ؟ "
" أكيد حبيبتي، لا تشغلي بالِك سآخذ الدواء و أكون بخير " .
لتقول : " حسناً..
لقد هاتفتني زوجة إسلام و طلبت رؤيتي، سأذهب لأرى ماتريد، و بعدها سآتي إليك فوراً، لن أتأخر "

ليقول ببتسامة : " استمتعي بوقتِك صغيرتي، و لا تشغلي بالِك بي " .
لتهتف قبل أن تغلق الخط : " أنتبه إلى نفسك " .
**********
جلست لتقول بارتياب : " خير، ما الموضوع الذي تريديني فيه ؟ "
لتقول هبه بمرح : " الصبر، لنطلب شئ لنشربه أولاً، و بعدها لنتحدث كما نشاء " .
عبست أسيل بملامحها، لتتابع هبه : " لا تقلقي، الموضوع ليس خطير " .
ثم أشارت للنادل، لتطلب منه كوبين عصير، و بدأت تتحدث معها في عدة مواضيع مختلفة .
لتتفاعل معها أسيل، و تنسى سبب مقابلتها لها !
" أوه .. حقاً، مبارك لكما، مع أنه لا يظهر عليكِ " ، قالتها أسيل بسعادة، فور أن أخبرتها هبه بحملها .
لتقول هبه ضاحكة : " بارك الله فيكِ ..
حتى أنا بت أشك في حملي بسبب صغر حجم بطني، لولا أنني رأيت الفتاة بنفسي على الجهاز .. لكنت شككت في أنه حمل كاذب " .
لتسألها أسيل بفضول : " و ماذا ستسماها ؟ "
لتقول هبه بسعادة : " درة، لقد اخترت الاسم و إسلام وافق عليه " .
لتردد أسيل خلفها : " درة، اسم رائع " .
لتقترح عليها هبه: " هل لي بطلب ؟، أود أن أستغل فرصة خروجي و أشتري ملابس لها، فلقد أصبح خروجي قليل من بعد الحمل، فهل تذهبين معي ؟ "
لتلتقط أسيل حقيبتها، و تقول بحماس: " بالطبع، هيا بنا " .
سارا معاً، لتقول أسيل متذكرة: " صحيح، أنتِ لم تخبريني بذلك الموضوع حتى الآن " .
لتحاول هبه السيطرة على توترها، و تقول بمراوغة : " لازال اليوم طويل، لننتهي من أغراض الصغيرة أولاً " .
**********
و من محل إلى محل حتى شعرتا أسيل و هبه بالتعب ..
صدح رنين هاتف هبه معلناً وصول رسالة جديدة، ففتحتها .. لتقرأها مبتسمة، ثم تلتفت إلى أسيل، و تقول بخبث لم تلحظه الأخيرة:
" تبقى لنا أخر مكان " .
لتعترض أسيل : " ضروري، أشعر أنني لا أستطيع الوقوف على قدمي " .
لتسحبها هبه، و هي تقول بمرح : " إذا أنتِ الشابة الصغيرة تقولين هذا، ماذا أفعل أنا و أنا حامل !..، ثم هذا أخر مكان .. أعدِك " .
لتستسلم لها أسيل و تسير معها ببطء .


طتبع


Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس