الفصل الثالث
في الصباح الباكر استيقظت على صياح الديك، نهضت بسرعه وا عدت الحليب لوالدتها وشقيقها تيد .
ثم خرجت الى البئر لتملا الدلو من جديد
"هيه موني صباح الخير "
نظرت موني اليه وهو يساعدها فى سحب الدلو من البئر، وراقبت عينياه الواسعتان ببطء ونضاريس وجهه الجميل، وعندما انتهى من ملىء الدلو حملته مسرعة الى منزلها دون ان تلتفت اليه .
“هيه موني الى اين ؟!! لماذا انت غاضية مني ".
لم تجبه فقط اكتفت بأن حملت الـدلـو واسرعت به ،والمياه تنساب من جانبيه بسبب ثقله وهي تحمله .
اسرع الأب كريس ليساعدها في حمله، ولكنها رفضت بشدة واستمرت فى مشيها مسرعة.
"ما بك هلا توقفت قليلا ارجوك يا طفلتي”.
"دعني ارجوك دعني . . . “
ولكن الأب كريس لم يدعها بل استمر في السير خلفها بسرعة، ثم حمل عنها الدلو بقوة .
التفتت اليه مونى والدموع في مقلتيها
“الا تريدين ان تقولي لي لماذا تبكين؟” .
"دعنى ارجوك ان والدتى سترانى” .
“هل عاقبتك بالأمس”
“نعم وقد طليت مني ان لا اتحدث الى الغرباء”.
“حتى انا".
“نعم حتى أنت فهي تعتبر نفسهاغريبة عن المنطقة. وتعتقد ان الجميع هنا يكرهوننا .
"لماذا لا اعتقد ان والدك قد فعل شيئا يسبب الكره"
"لا انه لم يفعل اى شيىء انه ر جل طيب وانا احبه من كل قلبى ولكن امى هى التى رفضت المجيء معه الى هنا لا اعلم السبب ولكن على ما اعتقد انها تكرهه وكانت تتمنى لو يتركها تعيش وحيدة كما انها كانت متزوجه من
رجل أخر قبل ابي ولديها شقيقي تيد منه”.
"يا الهي الهذا هي تكرهك الى هذه الدرجة”.
“نعم اعتقد ان والد تيد كانت تحبه بجثون ولكن ابي تزوجته بعدما توفي زوجها الأول”
"يا للطفلة المسكينة ولكنها والدتك ويجب ان تكون للعاطقة مكان في قلبها”.
“كيف وهي لا تملك قرشا واحدا لإعالتنا وهي تتذمر دائما من الفقر والحاجة، ارجوك يا ابتي دعني اريد العودة الى امي والا ستضربنى مثل البارحة”.
"يا طفلتى الصغيرة ضربتك بسبيي”.
"بسبب كل شىء فهى تعتقد أني اقترف الأشياء القذرة دون ان ادرى"
"لهذا لا تريدين التحدث الى ؟".
"نعم ...."
“اذا انا سبب ضربك؟”.
اجابته بنعم ..دون ان تنظر اليه قالألم والخوف يعميـان قلبها .
“لاتخافى يا صغيرتى لن اسبب لكى الاذى بعد اليوم ..ساعمل المستحيل كي اساعدك".
•اوه ياابتي كم انت طيب... انااحبك... انت الوحيد الذي تعطيني الحب والقوة”.
ثم ركضت باتجاهه وانحنى الأب كريس وعانقها بقوة وقبلها من راسها ثم قال لها هامسا.
“هيا عودي الى منزلك واحلمي احلاما سعيدة يجب ان تعيشي حياتك كطفلة وسأعمل على هذا انا اعدك”.
بعد عدة ايام من استقرار آل كرافورد في منزلهما الجديد جاء بعض سكان القرية للتعرف عليهم. ولكن السيدة مانيل استقبلتهم بوجه لئيم وكأنها ترفض صداقتهم .
"يا سيدة مانيل انا اقترح ان تدخل موني المدرسة” قال الأب كريس:
“ولكن . . . من الذي سيساعدني في اعمال المنزل؟”.
“لا احد سوف تعتمدين على نفسك من الآن فصاعدا ان قوانين قريتنا تنص على ان كل طفل يجب ان ينال قسطه من العلم وهذا امر ضروري ومفروض على كل اهل القرية” قال الأب كريس مؤكدا.
“ولكن. . ."
“لا تستطيعين الرفض سيقوم ضدك الجميع، انت تقضين على مستقبل ولديك”.
“انا لا استطيع ان أقوم باعباء المنزل”.
“يجب ان تحاولي ان موني طفلة صغيرة هي ايضا وبحاجة للرعاية وعندنا في الدير نستطيع ان نؤمن لها المنزل الذي يقدم لها الرعاية التامة وكذلـك بالنسبة لتيد ".
عاد الأب كريس ليؤكد
“حسنا كما تريد ان كان راى الجميع فانا موافقة مع ان هذا الامر سيسبب لى التعب ".
فى الصباح الباكر خرجت مونى وتيد متوجهتان مع الاب كريس الى الدير فى راس الجبل وهو يبعد عن منزلهم فى القرية حوالي مسير ساعتين .
“سوف تنالان المعاملة الجيدة والحياة السعيدة انا اعدكما” وجه كلامه مباشرة الى موني الطفلة الصغيرة.
“عزيزتي موني يجب ان تتعلمي كل شيء هنا انت بحاجة لذلك لأن الحياة صعبة جدا في الخارج وانا سأعمل على تربيتك تربية صالحة”
"وانت ...؟!!” نظر اليه تيد وهو يعني انك شاب صعير
"كيف ستربي طفلة وانت بحاجة لمن يربيك".
"وماذا تعني يا تيد ؟!!”.
"اعنى انك شاب صغير كيف تستطيع ان تربينا".
"ان فى الدير اخوات واخوان يستطيعون ان يقدموا لكم المساعدة المادية وانا المعنوية وبعض التسلية اذا امكن للاطفال ".
"عمل رائع " قال تيد بلؤم وكأنه غير مقتنع بالذي يجري ،ويفضل العودة الى والدته .
“الا أستطيع العـودة الى والدتي؟”.
"لا الان يجب عليك ان تبقى في الدير لمدة ثلاثة ايـام وبعدها تستطيع زيارتها فى الاسبوع مرتان.
"اوه ... اف " تذمر تيد بحقد
اما انت يا صغيرني هل تعلمين ما هو عملك؟”.
ولا اعتقد انه علي ان املا الدلو بالمياه”.
"لا يا صغيرتى عليـك التقاط الفراشات وقطف الورود الغناء” :
"ولكن يا ابتى !!”.
"نعم ان اطفالنا في الدير لا يعملون سوى ما يحبونه وانا اعلم انك تحبين الركض خلف الفراشات وقـطف الزهور، بالإضافة الى دراستك المتواصلة اليس كذلك. . .؟”.
“بالطبع "
بعد أن دخلوا الى الدير استقبلتهم الأخت فروسيت بابتسامتها المعهودة .
“انظروا ماذا لدينا!!؟” واشارت الى موني وتيد.
“يا لهما من طفلين رائعين” قالت الأخت فروسيت للأب كريس .
“تعالي يا حبيبتي” ثم حضنت موني بين ذراعيها وكـانت تعلم معاملة والدتها لها وفقرهما.
ذهب تيد مع الأب كريس الى قسم الفتيان وبقيت موني في قسم الفتيات
************************************************** **************