عرض مشاركة واحدة
قديم 14-12-18, 07:09 AM   #1257

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

في نفس المساء ، أجرت تلك المكالمة بعد أن مسحت آخر رسالة لها منه .
" طمئنيني عليك " ،
أرسلها لها ليلة أن طردها من حياته ، أرسلها بعد أن رأى انهيارها أمامه .
ليثبت لها أن ما كانت تشك فيه هو حقيقة و واقع
أنها لم تكن سوى شفقة ، شعوره نحوها شفقة .
ضعفها ، ضياعها ، حيرتها ، كل ذلك استفز مشاعر الحماية لديه ، أخرج ابن البلد الذي يسكن أعماقه و أراد تولي مهمة إنقاذها و حمايتها .
لكنه لم يكن حبا .
لأنه لو أحبها لاستمع إليها ، لأعطاها فرصة .
لسامحها حتى لو كانت فعلا أخطأت .
لكن حين أتى بينهما أول موقف حقيقي و خُيِّر بينها و بين جيناته الغبية المتخلفة ، اختار الأهم .
و في أي موقف آخر لم يكن ليختارها
مع أنها كانت دائما لتختاره .
في كل مرة كانت ستختاره
هو ، هو دون غيره
لكن كلا ليس بعد الآن .
هدر قلبها معترضا فقالت بصوت عال :
- اخرس أنت ، ماذا تريد مني ، طوال عمري أتبع صوت عقلي و مصلحتي و لم أتعب
و أنت كنت عنيدا و لم تخرس و لو للحظة و قلت لنفسي أعطه فرصة
و قدمت لك فرصتك و سمعتك و أطعتك و تبعتك و انظر إلى أين أوصلتني
لم أعد أعرف نفسي حتى .

.
..
...

بعد أسبوع من الانتظار الطويل الممل جاءت أخيرا تلك اللحظة التي عاشت من أجلها كل هذه الأيام .
رأته يدخل الكافتيريا يبحث عنها بعينيه بعد رسالتها القصيرة إليه لتتجمد ملامحه و هو يشاهدها .
رغم اعتراض قلبها أكملت انتقامها كما تصورته في خيالاتها السوداء ، رفعت يدها اليسرى مثل المرة الماضية تشير إلى النادل و تثبت له بخاتمها السولتير أنها عوضته سريعا بآخر في حياتها .
و ليس أي آخر ...
بقلب خافق و وجه شاحب راقبته يغادر عاصفا ضاربا بكل برودها المزعوم عرض الحائط .
- برافو ، نطق مؤيد الذي كان طوال الوقت يتأملها بنظرة تسلية .
ضربة في الصميم حياتي .
- لا تفرح بنفسك كثيرا مؤيد ، تمتمت بخواء .
- لست مركزا مع نفسي الآن حياتي
أنا سعيد من أجلك لأنك عدت شاهيندا القديمة التي أعرفها .
النسخة الأخرى منك كانت سوقية جدا في الواقع ، أكمل و هو يتثاءب بقوة .
.
..
...
في الغد كانت تجلس وحيدة في الصالون ، ترتب المجلات الكثيرة التي اشترتها في كومة على الأريكة بجوارها عندما سمعت صوت خطوات قوية عرفت فورا صاحبها .
- شاهيندا ، علا صوت شادي بنبرة لم يعتدها أحد منه .
- ماذا ، ردت بفتور و هي تأخذ المجلة التي أعلى الكومة و تبدأ بتصفحها دون أن ترفع عينيها نحوه .
- مؤيد السافل اتصل بي و قال أنك عدت إليه
- و ؟
- كيف حصل الأمر ؟ سأل بسخط
و لماذا عدت إليه ؟

واصلت تقليب الصفحات بصمت غير مبالية بنظراته الداكنة نحوها .
- شاهيندا ، صاح بغضب ، أساليبك الحقيرة لا تستعمليها معي أنا ، انظري إلي حين أكلمك .

ببرود التفتت له أخيرا و هي تقول :
- أنت تكلمني ؟ آسفة ظننت أني أحلم ، لأن شادي الذي أعرفه لا يهتم سوى بنفسه
شادي الذي عاش معي طوال عمري لا شأن له بأي شخص في العالم سوى شخصه الكريم .

زفر بشدة ثم قال بهدوء و هو يثبت عينيه على عينيها الغائمتين :
- كيف عدت لمؤيد و لماذا ؟
- كيف عدت ؟ الموضوع بسيط جدا ، كلمته في الهاتف ، قلت له مؤيد مازال عرضك بالزواج قائما و هو ببساطة أجابني
" دائما في الخدمة يا حياتي ".
أما لماذا فالموضوع أبسط مما تتصور
أنا كنت مهيأة نفسيا للزواج و حين لم يتم الموضوع مع الفاشل الأول قررت أن أستبدله بفاشل آخر
في النهاية كلكم فشلة ، أضافت و هي تضع المجلة من يدها بهدوء كاذب .
- و من دون جميع الرجال تختارين القذر مؤيد ؟ تساءل و هو يهز رأسه بقرف .
- تريد أن تعرف لماذا مؤيد ؟
لأن مؤيد هو من يستحق فتاة مثلي، فتاة وضيعة ، مستهترة منحلة ، مؤيد الفاسق سيقبلني كما أنا
سيقبل بي حتى لو كنت أعاشر أعز أصدقائه ، فحّت و هي تثبت نظراتها داخل عينيه .
- أنت مجنونة !!!
- مجنونة ؟ تمتمت دون تعبير ، ربما

وقفت تواجهه و هي ترمي المجلة بعنف لتطير محلقة قبل أن تصطدم بالجدار المقابل تحت نظراته المصدومة .
- علي أن أجن لكي أعرف كيف أتعامل معكم
- شاهيندا ، قال بعدم تركيز و عيناه تتابعان المجلات المتطايرة في أرجاء الغرفة
- أنتم سند أنتم ؟ أضافت و قد بدأ صوتها يعلو
أنتم محنة ، مصائبكم لا تنتهي
حتى اللحظات الجميلة الحلوة التي نقضيها معكم تندمون عليها و تدفعوننا ثمنها غاليا
ماذا رأينا منكم ، ماذا رأيت أنا منكم في حياتي ؟
لماذا لا تموتون جميعا و نخلص
هيا ، هيا ، موتوا ، موتوا ، صرخت بعنف و ملامحها تتشبع اشمئزازا ، موتوا جميعا و أريحونا من قرفكم .

استدارت تبحث عن شيء آخر لترميه ، اتجهت نحو المزهرية الضخمة حين أوقفها شادي ليحتويها في حضنه ، يضمها إليه بقوة و يهدهدها بلطف :
- اشش ، اش ، لا تفعلي هذا بنفسك أختي ، أنا هنا ، أنا هنا .

قربها أكثر إلى صدره يمتص شهقاتها القوية و اهتزاز جسدها بين ذراعيه .
- اشش ، أنا هنا من أجلك ، أضاف و هو يقبل أعلى رأسها .

بعد نصف ساعة كانت مسترخية تماما بين ذراعيه و هما جالسان على الأريكة بصمت بعد بوحها له بكل ما حصل .
- لا بأس ، لا بأس ، ظل يتمتم بشرود .

أخيرا انحنى بوجهه عليها و هو يقول بهدوء لم يخف توتره :
- شيء واحد لم أفهمه شاهيندا
ماذا قصدت بأن مؤيد سيقبل بك حتى لو عرف بأنك تخونينه ؟
- شادي ! رفعت عينيها إليه باستغراب ، من فضلك لا تقل بأنك لا تعرف أن دوللي كانت مع مؤيد قبل زواجك منها .

………..…………...
تمّ


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس