عرض مشاركة واحدة
قديم 18-12-18, 09:20 PM   #8777

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بيت العطار .. نفس الليلة ...

ليلة المهر (عقد القران) لخليل وشذرة



تجلس شذرة على الكرسي تشع جمالا خلابا بجلباب حريري ابيض مطرز ووشاح مسدل فوق رأسها بنفس البهاء حوافه مطرزة بآيات قرآنية ونقوش زرقاء للـ(سبع عيون)... القرآن مفتوح بين كفيها على سورة الفتح ومرآة امامها ، اما قدماها الحافيتان فداخل حوض ماء صغير وضعت فيه اغصان نبات الياس (الآس) الاخضر برائحته المميزة ...

تصطف حولها فتيات الجيران والاقارب ويشترط ان يكنَّ غير متزوجات ... وكأنها تفتح لهن الحظ الطيب والنصيب ...

وكما طلبت من خليل حقق لها في اول ليلة احتفال وبمساعدة خلود والخالة ابتهال وباقي بنات العطار ...

صينيتان .... الاولى هي صينية الـ(سبع بياضات) رتبتها حبيبة واسيا معاً في اوان شفافة كريستالية مع مناديل منقوشة بزخارف عربية اسلامية وقد اختارتا سبع موادٍ بيضاء لتضعاها في الاواني ... حلوى من السما و حلوى المصقول ولبن ورز وطحين وملح والقند، اما الصينية الاخرى فهي صينية البخت (الحظ) فكانت من نصيب رباب ورقية لتنسقاها بطريقة فنية تبهر العين كأنها زهرة ومع كل ورق ملأتها بنوع من الحبوب او البهارات فاختارتا .. الهيل والفلفل الاحمر والقرفة والقرنفل والعدس والكمون والكركم ..

كان الشيخ الذي احضره خليل كي يعقد القران من جديد يتحضر لبدأ مراسيم العقد و يجلس خلف باب موصد تفصله عن الغرفة التي تجلس فيها العروس مع النساء فقط ..

تتطلع سوسو وسع عينيها الى العروس وتشعر بلهفة طفولية ان تكون مكانها ... كانت جميلة بشكل لا يوصف خطفت كل الانظار وامها خلود لم تكف عن قراءة المعوذات ... دوماً احبت سوسو هذه الاحتفالات وتجدها فاتنة تخطف قلبها خطفاً .. همست لامها تسألها " اخبريني امي عن هاتين الصينيتين "

فترد خلود همساً وهي تحتضن صغيرتها " انها من موروثاتنا القديمة حبيبتي .. لم يعد الجميع يفعلها لكن هناك الكثير ممن يحبها حتى اللحظة.."

تشير باصبعها لصينية الـ(سبع بياضات) وتقول " هذه الصينية تسمى سبع بياضات .. نختار سبع مواد بلون ابيض كي تجلب السعادة للعروس وتجعل حياتها بيضاء باذن الله..."

ثم تحرك يدها للصينية الاخرى وتكمل

" وهذه هي صينية البخت ترتب بألوانها المختلفة بشكل مبهج كي تجلب الحظ وتطرد الحسد .."

فتتساءل في براءة " وهل تطرد الحسد ؟"

عندها ترد بدرية بدلا عن خلود وقد سمعت حوارهما لتقول " انها مجرد امنيات حبيبتي وتفاؤل بالخير .. نتمناها للعروس ونبهج الاعين بالفرح والالوان ..."

فتتساءل سوسو بمزيد من الفضول " ولماذا نحضر الشيخ للبيت ؟ ألم يعقد قرانهما الشيخ في المحكمة ؟" ترد بدرية بصبر وهي تشرح لها " في المحكمة نسميه القاضي الشرعي يا سوسو يعقد لهما ويسجلهما في السجلات الرسمية انهما اصبحا زوجين .. اما الشيخ فنحضره للبيت كي يعقد القران مرة اخرى لزيادة البركة.." ارادت سوسو ان تسأل اكثر عندا ارتفعت نحنحة الشيخ من خلف الباب تسبق اعلانه انه سيبدأ العقد ...

تم العقد وارتفعت زغاريد خلود مع زغاريد قوارير العطار لتتقدم ابتهال وهي تحتضن شذرة وتقبل وجنتيها وصوت خلود وبنات العطار يرتفع سوياً بالصلوات " الف الصلاة والسلام عليك يا حبيب الله .. محمد ...."

ثم تتبعها الزغاريد ليعاودن اطلاق الصلوات ثم الزغاريد حتى فُتح الباب وأطل منه خليل باطلالة رجولية في بدلة كحلية ليقترب من عروسه وعيناه ترفرفان بسعادة الدنيا وما فيها...

وسط الزغاريد تضيع شذرة وعيناها في عيني خليل الذي يتقدم نحوها بين النساء حتى وصلها والزغاريد تعلو أكثر لتجعلها مشوشة فلم تشعر الا باصابعه تلامس جيدها وهو يُلبسها قلادة ذهبية بسيطة استطاع مؤخرا شراءها لها ثم امسكها بكفيه من ذراعيها ليقربها منه فتشم عطره قبل ان تشعر بدغدغة شاربه ولحيته على وجنتها ثم صوته وهو يقول لها بتقطع " منك الصبر يا قوي .. حصنك ربي يا روح خليل .. غدا صينية (الحناء ).. بقيّ ليلتان فقط يا بنية .. انا اعدها بالساعات..."

ثم يرفع وجهه ويبتسم لها وعيناه جريئتان بالنظر اليها في كل تفاصيلها حتى قدميها الحافيتين في حوض الماء والياس ...

ثم يخرج مضطراً ليترك الاحتفال والبهجة للنسوة مع عروسه ....

تهمس رقية لرباب بغيرة وشقاوة " لماذا لم نقم احتفالا كهذا بزواجنا ؟! انظري لبنت المحظوظة كيف تبدو .. وذاك خليل كيف ينظر اليها دون اعتبار لاحد ... لو ترينه كيف يحضن في الزوايا المظلمة .. اخ يا (يمّه) من الحب ..."

تضحك رباب ثم تقرصها في ذراعها وتقول "الا تكفين عن خيالاتك الرومانسية وغيرتك المزعجة هذه ؟! الفتاة لم تحظ بعرس كعرسك ولا عرسي .. فاغلقي فمك.."

تمد رقية يدها لتربت على بطن رباب التي كبرت كثيرا خلال الاشهر الماضية لتقول لها بمشاكسة " دعك انت من خيالاتي واعتني بالديك الاشقر في بطنك .. سيكون عريس ابنتي المستقبلية ..."

تنظر اليها رباب بتركيز لتسألها بخفوت " هل تأكدتِ يا مجنونة ام انها ضمن هلوساتك "

ينير وجه رقية وتربت على بطنها المسطحة بفخر لتقول وهي ترقص حاجبيها " تأكدت قبل بضع ساعات واحتفلنا انا ورعد على طريقتنا ..."

ثم تغمز بنظرة وقحة فتجعل رباب توبخها بالقول " انت بلا حياء اقسم بالله .. ابتعدي عني انت وابنتك ... لا بد انها ستكون بلا حياء كأمها ..."

فترفع رقية اصابعها تتراقص بها وتغيظ رباب بالقول " سنُرقّص الديك على البيض دون ان يكسره ..."

لم تستطع رباب مقاومة الضحك ثم تميل لتحتضن اختها وتهمس لها " لا تعلني الخبر الآن حتى ذهاب المدعوين .. انت تعرفين امي تقلق من الحسد ..." فترد رقية " مؤكد .. انا ايضا اخاف من الحسد وليست امي فقط ..."

ثم تتحرك رقية لتجر رباب وتبدآن الرقص مع النسوة لتلتحق بهما اسيا وحبيبة وهما تجران شذرة ... هي ليلة من ليالي الفرح مرصعة بالزغاريد مع امنيات ترتفع للسماء طلباً للايام البيضاء والبركة والحظ السعيد..














يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس