عرض مشاركة واحدة
قديم 19-12-18, 02:07 AM   #1304

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

رمى الهاتف على الكرسي بجانبه قاد قليلا يبتعد عن المكان ثم توقف على جانب الطريق ليتناوله ثانية و يتصل بالرقم الذي نقله من هاتف أخته .
- ما الذي فعلته بشاهيندا يا أستاذ يا محترم ؟ بادره ما إن فتح المكالمة
هل تحاول أن تنتقم لأختك بأختي ؟ أضاف إزاء الصمت الذي قابل به كلماته الأولى .
هل هذه هي الرجولة في نظرك ؟
اسمح لي أن أقول لك بأنك ... جدا

على الجانب الآخر ، أغمض عصام عينيه و هو يواصل الاستماع إلى شادي .
- تركتها قبل عقد قرانكما بأيام لأنك فضلت تصديق ال... الآخر على أن تصدقها هي ؟
إذن دعني أخبرك من رجل إلى رجل أن ذلك السافل يشعر بالقهر لأنه لم يصل معها إلى أي شيء .
و لا تفهمني خطأ ، أنا لا أقول لك هذا لكي تعود لها ، كلا أنت رجل غبي و لا تستحقها .
و لكي أثبت لك أني أكثر رجولة منك فأنا ما زلت أريد فرح في الحلال و لن أدع ما حصل بينك و بين أختي يؤثر على ما بيني و بينها .
تحياتي يا ...

.
..
...

بغضب محبط رمى عصام هاتفه ما إن أغلق الآخر المكالمة و ظل مطرقا في صمت و عتمة قلبه تنافس عتمة الغرفة التي تغرق تدريجيا في الظلام .
آخر ما كان تحتاجه حالته النفسية هو كلمات السافل أخيها .
حتى لو كان أخطأ في حقها لم يستحق أن تهينه بتلك الطريقة أمام ذلك الكلب .
هي لم تسمع الكلمات التي نفثها الآخر في قلبه قبل أذنيه .
ذبحته و ذبحت كرامته بتصرفها الأخير .
كان يفضل لو أمسكت مشرطا و قطعت لحمه و لا تضعه في ذلك الموقف .
لكنه في أعماقه لا يلومها ،
لطالما كانت طفلة .
و في محاولتها للانتقام منه لم تفكر بعقلها ، فكرت بألمها و وجعها .
آلمته كما لم يفعل أحد غيرها .
و مع ذلك يظل ألم غيابها عن حياته يفوق أي ألم آخر .
مد يده ببطء يتناول هاتفه مرة أخرى يقرأ تلك الجملة التي تحكي عن حالها و حاله .
" قد أكون سيئا لكني لا أخون قلبا هرب مرتجفا من صدور الناس إلى صدري "
هذا ما فعلته هي
هربت إليه
وجدت أمانها معه
احتاجته لكنه لم يعلم سوى الآن أنه هو الآخر احتاجها .
لم ينتبه سوى بعد غيابها عنه و عن أيامه كم كانت حياته مملة جدا بدونها ، ميتة جدا بدونها .
بلا روح ، بلا طعم .
لم يعد متوازنا هادئا كما عرف نفسه طوال عمره ، صار راكدا .
كبحر بلا أمواج ، بلا عواصف .
هل يشتاق البحر لأمواجه ؟
لا يعرف لكن صدره يشتاق لحبها ، لشوقها ، للهفتها عليه .
.
..

بعد يومين كان في طريقه إلى الباب ليخرج عندما بادرته أمه تقول و هي منكبة على آلة الخياطة :
- عصام بني ، من فضلك أحضر لي ما كتبته في هذه اللائحة .
- أنت تأمرين يا أمي ، تمتم بابتسامة خاوية ، شيء آخر ؟
- نعم بني ، و أنت عائد لا تنس أن تحضر معك مواصفات زوجة ترضيك حتى أقوم بتفصيلها من أجلك .

توقف في مكانه ينظر بعدم تصديق إلى رأسها المنحني على آلتها .
هل قالت ما قالته له حقا .
- غريبة منك يا أمي .
- ما الغريب ؟
- أنت بالذات ظننتك ستفرحين بانفصالي عنها .
- أفرح بماذا حبيبي ؟ أفرح لأنك لثاني مرة تحرجنا أمام الناس ؟

رفعت رأسها تنظر له أخيرا في عينيه المظلمتين .
- البنت الأولى لم تعجبك لأنك قلت أنك لا تستطيع التغير من أجلها و البنت الثانية تغيرت هي من أجلك كما رأينا جميعا و مع ذلك انفصلت عنها .

انحنت ثانية على آلتها و هي تمتم بفتور :
- ربما أنت من عليك أن تتغير بني .

- هل تريدين مني العودة إليها يا أمي .

هزت رأسها بضع مرات قبل أن تقول بهدوء و هي تواصل خياطة قطعة القماش :
- فات الأوان بني ، أختك ليلى أخبرتني أنها عقدت قرانها اليوم
.

………………..
تمّ


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس