عرض مشاركة واحدة
قديم 22-12-18, 01:22 AM   #1154

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

"إني مفارقك و إن كنت آبى "
خالد إبراهيم


بعد أيام ..شقة المساعد طلحة

أحيانا يكون الألم كبيرا ، فيمتد كسحابة سوداء تغلفنا بالكامل، تصيبنا بالتبلد ، فيصير كل ما حولنا باهت ،حتى أرواحنا ستبدو ضبابية معتمة لا نستطيع التعرف عليها
هكذا كان شعوره بعد أسابيع طويلة من ابتعاد غزلان عنه بعد أن فارقت مريم حياته
ما عاد يهتم ، و لا يملك الطاقة ليخطو خطوة واحدة ،حتى التنفس بات شاقا عليه
يجوع ،و إن أكل علق في لقمة واحدة
يشعر بالإنهاك و إن وضع رأسه على الوسادة لا ينام
يفتش بجنون بين أروقة ذكرياته عن ذكريات سعيدة لمريم ،يحاول استرجاع رائحتها ،ابتساماتها و صوتها الرقيق
ينجح ، فيتألم وحيدا لا تؤنسه سوى دموعه
سمع صوت انفتاح الباب فانتظر بصبر حتى ظهرت أمامه غزلان، دامعة العينين و تبتسم :
- لقد مات، ذلك الحقير قاموا بقتله في السجن بعدما تعذب و تعرض للاغتصاب .
ضحكت بمرارة:- موته لم يمح الألم ، بل زاده أضعافا .
ظل ينظر إلى الأرض دون أن يختلج له طرف ، بدا منفصلا عنها، غير آبه و هي تتحدث و تبوح بكل يجيش داخل صدرها دون لحظة صمت ، بدت أكثر ارتياحا و آثار العلاج الناجح تظهر عليها و تنعكس على كلماتها ، و في لحظة خاطفة أدركت أنها تخوض نقاشا مع نفسها و أن طلحة لم يرفع عينيه إليها
لم يمنحها نظرة واحدة ، تعبر عن شوقه أو أي شيء !
اقتربت منه حتى وقفت أمامه ، رعشة غريبة سرت في أطرافها و خفقات قلبها تتحول إلى ضربات مؤلمة ، و صوت داخلها يهمس لها بأن الأمل الذي كان يدفعها لمقاومة الانجراف وسط وحل الحزن لن ينفعها
همست :- طلحة ،هل أنت بخير؟
أخيرا نظر إليها فحبست أنفاسها ما أن لمحت حزنه الجلي ، لم يكن مجرد حزن بل انكسار
قال :- تبدين بخير .
- نعم ، ماذا عنك؟
-لا أعلم .
ركعت على الأرض كي تماثله طولا ، ثم مدت يديها تحتضن وجهه بينهما ، تسعى بلمساتها المسح على جراحه لعلها تخفف عنه وجعه
- يجب أن نتحدث .
أجاب :- نعم ، لدي ما سأقوله .
يده امتدت نحوها ، تلامس شعرها ثم خدها ، عيناه تبثانها همه و تفصحان ما يضمره صدره من أحزان ، هناك شيء مكنون في نفسه ، يبغي الإفصاح عنه و مع ذلك يصمت
بدت له جميلة و نقية كساعة ليل حين السحر ، بدت أكثر استرخاءً و أكثر هدوءً عكس الصخب الذي ينبعث من أعماق روحه
- لقد طلبت من كاسر ،أن يساعدني كي يتم نقلي إلى مدينة أخرى .
بهتت و سكنت ملامحها و علامة استفهام كبيرة تظهر أمامها ، فلم يتأخر عنها بالشرح و قال :
- أنا اختنق هنا ، الذكريات ، الأصوات و كل شيء ..أريد أن أحمل نفسي و أذهب لأبعد نقطة في الكون .
نفسها استقلت قطار الخوف ، و قلبها ينبض داخلها بفزع فتمتمت :
- ماذا تعني؟
تنهد بيأس قائلا :- موت ميمي دمرني ، كانت الشيء الوحيد الذي يبقيني واقفا ، الشيء الوحيد الذي يربطنا ، أنا و أنتِ يا غزلان لا يوجد بيننا رابط قوي ، قد بدأنا كل شيء بشكل خاطئ ، بنينا زواجنا على الكذب .
هتفت :- أنا أحبك يا طلحة .
فأجابها بما أخرسها :- و أنا لا أثق بك ، إنها مسألة زمن فقط لينهار المعبد فوق رأسينا .
كم تمنى لو أن شعوره لا يغلبه و يعمي كل حواسه ، كم تمنى لو أنه يملك القوة ليتابع ، لينظر إليها و يفكر بها دون أن يجتاحه ألم لا يقدر على دحره
يتمنى و يتمنى ، و كثير من الأمنيات تجهضها الأيام
وقفت على طولها تتحرك بتوتر فوقف خلفها ينتظر منها أي قول ، فلا يحصل سوى على نظرات فزعة و وجه شاحب كأنه قد زلزل الأرض من تحت قدميها على حين غفلة فأوقعها من سحابة الأمان التي اصطنعتها لنفسها و علّقت على حبال الأحلام جل أمنياتها
اقتربت منه تمسك بيديه بين كفيها و تقول :- ربما نحتاج المزيد من الوقت .
هز رأسه نفيا قائلا :- لا ، ليس الوقت ، أنا أريد الابتعاد ، مجرد وجودك يمنحني ذكريات لا أريدها ، و أكثر ما يخيفني هو ذلك الصوت داخلي الذي يزورني أحيانا و يمنحني الرغبة في لومك و أنا لا أريد أن أصل لهذا الحد .
همست بصدمة :- تـ..تلومني؟
- وددت لو أفعلها لعل الألم يزول ، لكنني أدرك بأنه باقٍ مهما سعيت ، كان كل شيء بخير ، ثم ظهرتِ و نسفت كل ما بنيته .
تجمعت الدموع داخل عينيها العسليتين ، لا تكاد تصدق ما تسمعه ، و مع ذلك لا تلومه البتة
- أنا آسفة على كلّ ما سبّبته .
- الألم لحقنا سويا ، الأسف أو اللوم لن يغيرا شيئا .
اقتربت أكثر تسند جبينها على ذقنه ، تكاد تتنفسه مع كل نفس يدخل صدرها ، و هو على الجهة الأخرى كان يتمسك بها ، يمنحها بعض الدفء الذي سينفعها إذا اشتد عليها صقيع الزمن
قد قاومت رياح الزمن و عواصف الأيام ..و انهزمت أمامه و هزمته .
رددت :- لدي ما يجب أن أقوله يا طلحة ، ربما ستغيّر رأيك .
صمتت قليلا و حينما تكلمت كلماتها اختلطت بكلماته ، تماثلن في الزمن ، و اختلفن في القول و الأثر
خاصتها تمنحن الأمل و خاصته تحرقانه
- أنتِ طالق .
-أنا حامل


يتبع ...



التعديل الأخير تم بواسطة bella snow ; 22-12-18 الساعة 01:52 AM
bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس