عرض مشاركة واحدة
قديم 22-12-18, 12:04 PM   #1355

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

في الغد ،
دخل الكافتيريا ليلمح مهى التي كانت مشغولة بالحديث مع إحدى صديقاتها .
إذن لم تستطع إقناعها بالحضور كما وعدته أن تحاول .
شعر بالخيبة تغلف قلبه و هو يدور بعينيه بملل في المكان قبل أن يعود بنظراته ليتأمل رفيقة مهى التي تعطيه ظهرها ،
هل يعقل ، تساءل بعدم تصديق .
هي ! أجابه هدير قلبه .
رأى مهى تقوم واقفة و هي تأخذ هاتفها بينما ترمقه بنظرة متآمرة قابلها بابتسامة عرفان و هو يسرع في خطواته ليجلس في كرسيها الشاغر .
استغل لحظات صدمتها الأولى ليروي عينيه من ملامحها التي اشتاقتها روحه ،
كتم أنفاسه و هو يشعر أنها اليوم بالذات أجمل من كل مرة رآها فيها من قبل .
لا يدري هل هو الشوق أم هو الحجاب الذي أضفى عليها تلك الهالة التي طالما تصورها بها .
لم يكن حجابا بالمعنى السائد ، يعترف بذلك ، كان وشاحا تلفه بأناقة حول وجهها و بعض خصلاتها ظاهرة لكنه يعرف أنها خطوة كبيرة منها .
صحى من أفكاره العاشقة و هو يراها تقوم باضطراب غاضب و تمد يدها إلى حقيبتها دون أن تنظر نحوه .
- من فضلك اجلسي ، طلب بصوت خفيض .
- أعطني سببا واحدا كي لا أغادر .
- أريدك فقط أن تسمعيني كما سمعتني مرارا من قبل .
- سأجلس عصام ، قالت بجفاء ، لكن ليس لأسمعك بل مراعاة للعشرة التي كانت بيننا و كذلك شيء آخر .

بحثت قليلا في حقيبتها ، رآها تخرج خاتمه و تضعه قريبا من متناوله و هي تتمتم :
- تفضل .

اسودت ملامحه أمام عينيها و هو ينظر إلى الخاتم لكنها تنفست بعمق و أقنعت نفسها بأنها لا تبالي .
- أريدك أن تحتفظي به ، تمتم أخيرا و هو يدفعه نحوها .
- لماذا ، ثمنا للمتعة الحرام التي نلتها معي ، كلا شكرا ، قالت ببرود و هي تعيده قريبا من يده ،
احتفظ به أنت لربة الحسن و العفاف هذا إن وجدتها .

تأمل التحدي الطفولي في عينيها و هو يتنفس بارتياح ، على الأقل مازالت تحمل شيئا من ملامح شخصيتها القديمة .
- كيف حالك شاهيندا ؟ سألها بهدوء .
- لست بخير ، شكرا .
- هل أستطيع أن أساعد بشكل ما .
- فقط دعك على وضعك ، في الواقع اختفاءك من حياتي هو أكبر خدمة قدمتها لي .

أغمض عينيه قليلا يهرب من هجومها الذي لم يتخيله بهذه القسوة .
- شاهيندا ، أنا أريدك أن تسمعيني و حتى لو لم تقتنعي بكلامي و فضلت أن يذهب كل منا في طريقه لا أريد أن نفترق هكذا .
لا أريد أن يكون موقفك عدائيا مني .
أريد أن يمضي كل منا في حياته و هو لا يحمل أحقادا على الآخر .

أشاحت بوجهها بعيدا و هي تضغط شفتيها بقوة تكتم رجفتهما المتوترة .
ليت شعورها نحوه كان حقدا .
شعرت بقلبها يعتصر و هو يقرر بكل سهولة أنه سينساها و يمضي بدونها في أيامه كأنها صفحة أخرى سيمزقها من كتاب حياته .
تحاشت النظر إلى عينيه و هي تمد إليه يدا باردة ، ارتعش قلبها عندما احتواها بين كلتا يديه بلطف و لكنها قبضت على يده اليمنى بقوة و صافحته برسمية و هي تقول له بهدوء :
- هل هذا يكفي لأثبت لك أني لا أحقد عليك .
- مبدئيا نعم
لكني رجل طماع .
- ماذا تريد ؟ نفخت بنفاذ صبر .
- أن تعطيني فرصة لأتكلم ، لأشرح وجهة نظري ، لأمحو هذه الظنون السوداء التي أراها في عينيك عني .
لا أريدك أن تظني أني ذلك النوع من الرجال .
- لا أعتقد أننا في زمن يهتم فيه الرجل بما تظنه المرأة به يا عصام ، و مع ذلك تفضل تكلم و أنا سأسمعك لكن على شرط .
- اؤمري .
- هل تستطيع أن تسقط جميع دفاعاتك القديمة
هل تقدر أن تضع صلفك الذكوري على جنب و تحاورني ندا لند ؟
- جربيني .

تأملته قليلا و هي تنقر بأصابعها على سطح الطاولة ثم قالت ببطء :
- أنت اتهمتني بأني كنت سهلة مع خطيبي السابق كما كنت سهلة معك .
ماذا عنك أنت ؟
هل كنت سهلا مع خطيبتك السابقة ؟
- هي موجودة ، تستطيعين أن تسأليها .
- و لو ادعت العكس ، هل أصدقها أم أصدقك أنت ؟
خاصة بعدما حصل بيننا .

راقبته يزفر بقوة لكنها أضافت بنفس النبرة :
- لنفرض أني صدقتك بشأنها هي ، ماذا عمن قبلها ؟
- أنا لم أخطب سوى مرتين .
- عصام تعرف جيدا ما أقصد .

أغمض عينيه ثانية و هو يهز رأسه قليلا قبل أن يواجه نظراتها و يقول بهدوء :
- نعم ، أعترف أني كانت لي أخطائي .
- أي نوع من الأخطاء ؟ و اعذرني على فضولي .
- الأخطاء الخفيفة التي يقوم بها معظم الشباب .
- خفيفة عليكم و ثقيلة علينا ، علقت و وجهها يشحب غيرة.

زفر مرة أخرى لتضيف هي بصوت لاذع :
- أنت تعرف طبعا أن الله عادل
- أكيد
- أنت أخطأت مع بنت أو بنات الناس و تتوقع أنك حين تتزوج سينسى لك الله هذا .
- أنا تبت توبة نصوحة و لم أعدها أبدا .
- إلا معي أنا طبعا .

أشاح بوجهه لكنها واصلت بنفس التقريع :
- الله لا ينسى عصام و لن تجد أبدا الفتاة النقية التي تبحث عنها ، ليس لأنها غير موجودة بل لأنها ليست لك .
- أخبرتك أني تبت .
- و أنا لم يكن من حقي أن أتوب أم حق التوبة حق حصري للرجال ؟
- حالتكم صعبة جدا في الواقع ، ازدواجية فوق الوصف !!
تعرف لماذا عصام ؟

واجه نظراتها اللائمة في صمت فواصلت بنفور :
- لأنكم لا تهتمون برأي الدين ، بدل ذلك تهتمون برأي المجتمع .
و بالنسبة للمجتمع ، يكفيك أن تنطق بستة حروف " أنا رجل " لتجد الملايين يعذرونك.
بل ربما يكافئونك على خطئك ، تخطئ و تفتخر أما المرأة فليس من حقها أبدا أن أخطئ .
- أيامنا أيام صعبة يا شاهيندا ، تكلم أخيرا ، و الرجل أحيانا لديه عذر ، أنت لا تعرفين إلى أين يمكن أن تصل بعض البنات .
- تبنيا لنفس منطقك ، أنت لا تعرف ما الذي يمكن أن يصل إليه بعض رجال هذا الزمن .
- الرجل غريزته أقوى من المرأة يا شاهيندا لذلك يضعف ، علق بثبات و نظرات عينيه تزداد سوادا .
- و المرأة عاطفتها أقوى يا عصام ، أجابت و صوتها يحتد رغما عنها ، المرأة حاجتها للتوازن و الاستقرار أقوى ، المرأة ضعفها أقوى يا عصام .
هل تعلم أصلا ما الفرق بيني و بينك ؟
الفرق بيني و بينك أنني أحببتك بصدق لذلك كان عندي استعداد لأن أسامحك على أخطائك لكنك لم تحبني يا عصام ، لم تحبني .
- الله أعلم بشعوري نحوك يا شاهيندا و الله وحده يعلم بكمية العذاب التي أشعر بها في قلبي الآن .
- إذن لماذا تصرفت معي بكل تلك القسوة ؟
لماذا لم تجد في قلبك القدرة على مسامحتي كما استطعت مسامحة نفسك ؟
لماذا لم تراعي كوني أعيش في بيت مضطرب مع أم مشغولة عني بتتبع خيانات أبي لها ، مع أخ وقته مقطع بين ملاحقة طموحاته و البنات المائعات ، كل ذلك لم يشكل عذرا لديك ؟
لماذا تعتقدون أنكم تملكون صكوك الغفران توزعونها فيما بينكم و تحرموننا نحن من حق الرجوع عن الخطأ ؟
إلى هذه الدرجة عقدة الأنا متمكنة بداخلكم ؟
إلى هذه الدرجة تظنون أنكم دائما الأعلى و الأفضل ؟


صمتت تأخذ هدنة تهدئ خلالها اضطراب أنفاسها قبل أن تواصل و هي تدفع خاتمه نحوه مرة أخرى :
- و لكني كنت أفضل منك عصام لأني رغم كل شيء ، رغم كل ما تعرضت له حافظت على نفسي من الجميع
إلا منك
لأني وثقت فيك أكثر من نفسي .

أعاد الخاتم إلى منتصف الطاولة ، تأمل عينيها قليلا يقرأ بقلبه غضبها ، جرحها و عتابها عليه ثم قال بثبات :
- أنا أوافق على جميع ما قلته
و نحن فعلا نحتكر حق الخطأ و لكن ...
ليس لأننا نحن الأفضل
بل لأنكن أنتن الأفضل
نتحدث عن الطهر نقول المرأة
نتحدث عن العفاف نقول المرأة
نتحدث عن أي شيء جميل فنقول المرأة
أنتن الشرف ، العرض و الكرامة
نقبل على أنفسنا الخطأ ليس لأننا الأعلى بل لأننا نهون على أنفسنا و أنتن ، أنتن لا تهن .
أنتن ببساطة لا تهن و لن تهن .
عندما تخطئن نحن نضيع
عندما تخطئن هذا ، أشار لرأسه ، يتشتت و هذا ، عاد ليشير لقلبه ، يسود و يظلم .
- اخرس ، همست بعد صمت طويل .
- عفوا !!
- أكلم قلبي ، همست بين دموعها ، كالعادة ضحكت عليه بكلامك و هو يريد مني أن أعود إليك .
- و أنت ستوافقين ؟ سألها بلهفة .
- كلا ، لا أريد ، تمتمت بخفوت و هي تقف ببطء ، جرحت كثيرا قبل أن أعرفك لكن من بين كل جروحي كان جرحك هو الأعمق .

وقف لوقوفها ، سار بجانبها قليلا ثم عاد ليأخذ الخاتم ليجدها سبقته إلى الخارج .
شاهيندا ، هتف يناديها بعمق .
توقفت تعطيه ظهرها فاقترب جدا منها يهمس لها بحرارة :
- أنا أوافق أن تعيدي لي خاتمي و لكن على شرط .
أعيدي لي أيضا عصام القديم قبل أن يحبك و سأغادر
عصام الذي زلزلت حياته ببراكينك و عصفت بقلبه برياحك المتمردة
عصام الذي لم يعرف كم كانت حياته مملة سوى عندما سكنتها قليلا ثم غادرتها
أعيدي لي الشوق الذي أشعر به خلق لك وحدك
أعيدي لي ابتسامتي التي أضعتها منذ أضعتك من حياتي
و الأهم أعيدي لي قلبي الذي خانني و يخونني في هذه اللحظة و سيظل دائما يخونني من أجلك .


.............................
تمّ


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس