عرض مشاركة واحدة
قديم 01-01-19, 06:59 PM   #221

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي صرخة عنفوان أنثى الفصل (7) القسم الثاني




سامحوني على التاخير كما سامحوني لاني لم اتمكن من كتابة كل ما اردت كتابته ولكني حاولت الوصول الى نقطة مقبولة للاحداث
اشكر جميع من دعى لي كما اشكر جميع من دعمني واترككم بخير الى حين عودتي باذن الله

صرخة عنفوان أنثى الفصل (7) القسم الثاني

المشاركة الاولى




عندما يقسو الانسان على من يحب فهو يكون عندها قد وصل الى قمة احتماله ولم يعد قادرا على التصرف الا بهذه الطريقة .. ليوقظ من يهتم لامره من عالم الوهم الذي كان قد تسبب بدخوله اليه .. هذا ما حاولت سما القيام به وهي تقف امام ابنها في المنزل صارخة عليه بغضب وقد رفضت اتصاله بعلي .. غضب كانت توجهه لعماد للمرة الولى بحياتها .. صدمة ابنها المتها ولكن لم يكن امامها خيار اخر .. فليس هناك اي تلاعب في هذه الظروف ويجب على ابنها ان يعتاد على غياب علي بالتدريج كي لا ينصدم بعدها .. حاولت ان تقربه لابيه في تلك اللحظة بان بان اخبرته بانهما سيذهبان الى هناك خلال يومين الا ان النتيجة كانت عكسية بالكامل .. فما ان سمع عماد باسم ابيه حتى انفجر بالبكاء وهو يصرخ للمرة الاولى لامه مظهرا مشاعره كما لم يفعل سابقا ( انا لم اعد اريد ابا مثل ابي سراج .. لماذا تتشاجرين مع عمي علي وتحرميني منه هكذا .. انا ماذنبي ان لم اختر ابي وهو لم يختارني .. لا اريده .. انت لم تري كيف تنظر الي اختي وكيف يعاملها ابي بحب لا اشعر بنصفه انا .. الوحيد الذي احبني حقا هو عمي علي .. لقد احبني اكثر منك .. وانت الان تريدين ان تبعديني عنه )
كان يصرخ بهستيرية دون ان يعي ما يقوله وهو يتراجع للخلف .. كلماته صدمت سما التي لم تتوقع ان يكون تاثير ما حدث لها قد اذى ابنها لهذه الدرجة فلقد بدا دوما قانع باي شيء تقوم به .. حركاته الخرقاء وتسارع انفاسه اخافها .. راته يلتفت ليخرج من المنزل وهو يركض فلحقت به سريعا وقد انقبض قلبها قلقا عليه .. منظرا تكرر وكانه يعاد كفيلم بالعرض البطيء امامها .. ابنها الذي يركض على حواف مسبح المنزل تنزلق قدمه ليقع بداخل المسبح الثلجي الماء بكل قوة .. قدامها اللتان طارتا باتجاهه لم تكادا تحملانها وهي ترى يدي ابنها اللتان تصارعان الماء في محاولة منه لانقاذ نفسه من الغرق واقد تحجرشت انفاسه من ثلجية الماء التي صدمت اعصابه بالتاكيد .. وجهه الذي بدا يزرق حثها على الغوص بدورها وهي تحاول التاسك بجانب جدار المسبح كي تتمكن من التغلب على صدمة برودة الماء فلا تتيبس عضلاتها وتغرق بدورها .. بصعوبة تمكنت اصابعها الثلجية من لمس اطراف اصابع ابنها لتبدا بجذبه ودموعها تختلط بوجهها مع قطرات الماء وقد اخذت تلهج باسمه وبالدعاء كي تتمكن من انقاذ ابنها وهي ترجوه ان يحتمل ويصبر ويقاوم والا يقلق ويذعر كي لا يغرق اسرع .. ثواني فاصلة كانت بعمر قرن كامل في حياتها قبل تمكنها واخيرا من جذب ابنها باتجاهها لترفعه بكل ما اوتيت من قوة مستعينة بجدار المسبح حتى تمكنت من اجلاسه على طرفه .. كانت دماءها تتدفق كسيل حمم في عروقها المتجمدة كسياط جحيم تضاعف نوبة ارتجافها .. بصعوبة رفعت نفسها بدورها وهي تصرخ باي احد لياتي لنجدتها رغم ثقتها بعدم وجود احد حولها ليساعدها .. ضمت ابنها في تلك اللحظة برعب اكبر وهي تلاحظ بداية نوبة ربو تصيبه وانفاسه تنازع للخروج مع صوت شهقاته المرعبة .. بخطوات مترنحة ركضت باتجاه المنزل لتجلب انبوبة الاكسجين الاحتياطية مع كل ما وقعت يداها عليه من اغطية صوفية .. عودتها كانت اكثر صعوبة وقد بدا الهواء يضرب جسدها ليفقدها تركيزها والبرودة تكتسحها .. قوة كانت مستحيلة الا انها تحصنت بها ومنظر ابنها الذي يمد يده نحوها لتساعده يضاعف من سرعة تحركاتها .. وصلت اليه بصعوبة ثم انهارت بجانبه وقد بدات يداها تزيلان ملابسه وتستعيضان بالاغطية الصوفية لتدفئه بعد ان وضعت قناع الاكسجين وبخاخة دواء الربو على انف وفم ابنها .. لونه الازرق كاد ان يوقف قلبها وهي ترجوه ان يحتمل وتعتذر له في نفس الوقت كما كانت تشتم نفسها لانها السبب وتتوسل اليه الا يتركها هو الاخر .. كانت تحاول ضم الغطية عليه ومن حوله كي تدفئه على قدر استطاعتها ويدها تتصل بتلقائية على اخر رقم كانت تتحدث اليه سابقا في الصباح .. على .. علي .. صوته الذي سمعته جعلها تنهار بكاءا وهي تقول بتلعثم ( علي .. انقذنا .. علي .. عماد .. سيموت .. علي .. تعال .. المنزل .. ارجووك )
لم يفهم علي ما كانت تقوله في تلك اللحظة وقد كان قلبه يقصف بجنون وهو يسمع استغاثة سما .. بلحظة نسي مكان تواجده ونسي كل شيء وهو يسالها ( سمااا .. مابه عمااد .. حبييبتي اجييبي ..سمااا اين انت )
كانت قدماه تتحرك بتلقائيةخارجا من المحل الذي كان فيه مع مرام لتجربة ثوب الخطبة وقد دخلت الى حجرة القياس لتريه ما اختارته .. خطبة لم يفهم كيف بادر فيها .. او كيف يريد اكمالها وقد تاكد من احاسيسه نحوها .. نحو سما .. لم يعلم اي فوضى اغرق نفسه بها ولكن .. احساسه بانه يجر جرا نحو امر لا يريده وهو عاجز عن المقاومة كان يسلب انفاسه لتخرج كاهات .. فبمجرد عودته الى الشركة تفاجئ بانهيار مرام وبكاءها وهي تتهمه بانه يستغلها وبانه لم يحبها وبانه ضحك عليها وعلى اهلها دون ذكر اتهامها له بالنذالة وبالتلاعب بها وهي التي وثقت بكلامه معها وسلمته نفسها وسافرت معه رغم وضعه مع زوجة سابقة .. اتهاماتها كانت كخناجر صدئة انغرست بروحه عميقا وشهامته تستصرخ به .. كيف يمكنه ان يكون في وضع مثل هذا .. ان يضحك على فتاة ويخدعها بحجة الزواج لتسافر معه ويخطبها من اهلها على اساس انه سيطلق سما وسيتزوجها وعندما يحدث هذا يجد نفسه متلاعبا يرفض الالتزام بوعوده .. اي اخلاق هذه التي يملكها .. وماذنب مرام بمشاعره التي اكتشفها مؤخرا .. ما ذنبها ان تعيش صراعه وغباءه بالاختيار وهي التي لم تقم باي شيء سيء معه .. ماذنبها ان تتلطخ سمعتها بالتراب بعد ان اعلنت عن خطبتهما .. بتلقائية وجد نفسه يؤكد موعد خطبتهما ودموع مرام تستنهض كل رجولة تربى عليها .. لن يكون هو ابدا شخصا يتلاعب باحاسيس امراة .. وان كان ثمن هذا تخليه عن حبه فسيفعل فهو ليس خائن وحقيرا ونذلا ليبيع فتاة اشترته رغم كل عيوبه .. وبصمود حاول الالتزام بقراره وهو يعلم بان سما ستجن عندما تسمع اخبار خطبته ولن يقبل عنفوانها ان تقترب منه مرة اخرى مهما ضعف هو .. لذا عندما راى رقمها صدم ولكن .. عندما سمع صوت استغاثتها نسي كل ما فكر به وهو يركض لنجدتها وقلبه يسبقه مهرولا اليها .. لم يكن يعلم بانه اخطئ بكلامه وناداه بحبيبته .. لم يكن يعلم بان هذا سيحطم قلب امراة اخرى كانت تحاول ارتداء ثوب خطبتها منه لتسمع باذنها اعترافه المتاخر هذا لمراة اخرى غيرها .. لم يكن يتخيل ان شهامته ستنقلب عليه وهو يندفع بلا تفكير الى خارج المحل ليركب السيارة مغادرا دون حتى ان يعتذر او يفسر خروجه .. لم يكن يفكر سوى بسما وبعماد وبصوتها المنهار وبدموعها .. اسوء السيناريوهات رسمت براسه وهو يجتاز المسافة الفاصلة بين المحل والمبنى الذي تسكن به سما وهو ومراد واسيل بسرعة قياسية كاد معها ان يتسبب بحادث لولا قدر الله وتلطفه به .. منظرها الذي وقعت عيناه عليه ما ان ترجل من السيارة وهي مستلقية بجانب المسبح وابنها في احضانها وقد احاطته بالاغطية الصوفية وصوت نشيج بكائها يملا الارجاء كاد ان يوقف قلبه .. بلمح البصر كان يقف امامها وهو يتسائل بلهاث مبعثر ( ما .. ما به .. مالذي حدث .. ال .. )
لم يكمل كلامه مع هتافها المنهار ( احمله يا علي .. اسسرع الى الداخل .. لم استطع حمله .. نوووبة .. يجب ان .. يعني .. )
لم تكمل ولكنه فهم ما قصدته فتصرف بتلقائية وهو يحمله بسرعة راكضا الى الداخل وهي تلحق به ممسكة بانبوبة الاكسجين .. بسرعة خيالية بدا يكمل عملية اسعافه كما تعلم في السابق وهي تحاول مساعدته بدورها .. انتبه في تلك اللحظة الى ابتلالها وانتفاضاتها المتتالية فهتف ويداه تحيطانها بغطاء صوفي ( حبيييبتي .. انت .. ستمرررضين هكذا .. اهدئي .. اجلسي .. انا هنا .. لا تقلقي )
للمرة الثانية ينطق لسانه بحقيقة مشاعره وقد فقد تركيزه على عقله مع الخوف .. هي ايضا لم تنتبه وقد كان جل تركيزها على مساعدة ابنها .. حاولت مقاومة الغطاء لتقف الا انه دفعها لتجلس على الارض بجانب سرير ابنها وهو يهتف لها بحزم محكما الغطاء الصوفي عليها ( لا تقاومي .. انت تعيقيني الان .. فقط .. حاولي ان تتدفئي وانا ساقوم بكل ما هو مطلوب لعماد .. لا تقلقي .. انا هنا .. يا سما )
كلمات تسللت بعمق الى قلبها .. رفعت عيناها الدامعتين ببطء وجسدها ينهار باستسلام .. يده الحارة ربتت على وجنتها فبدت كصاعقة كهربائية وعيناه تناجيانها ن تثق به ..ولكنها تثق حقا به .. لقد اكتشفت في تلك الثواني القليلة الماضية بانه ليس لها في هذه الحياة احد سواه .. كل عنفوانها .. كل كبريائها .. كل شيء تبعثر لتجده سندها الدائم والوحيد .. من كان معها بالمرة قبل الحلوة .. من وقف الى جانبها في كل مصيبة دون ان يكل او يمل او يطالب باي تعويض .. عيناها اللتان اخذتا تتابعان ما يقوم به مع ابنها .. تلك الاسعافات التي تعلماها كلاهما في السنة الماضية في الخارج وذلك بعد اصرار طبيبه الاجنبي على ضرورة معرفة والدي الطفل باهم اساسيات انقاذه عندما تهاجمه نوبة ضيق التنفس ليحافظو على حياته .. منظر وجه ابنها الذي بدا يعود للونه جعل انفاسها تغادر صدرها كآهات منهكة وهي ترى كم اصبحت مدينة لعلي .. التفت علي اليها ما ان سمع صوت شهقاتها الباكية ليغمغم وهو ينحني نحوها ( انه بخير الان .. لا تقلقي .. هو بخخير )
ارتفعت يديها اليه بلهفة لتحتضنه بكل ما اوتيت من قوة وهي تخفي راسها بصدره هامسة بتتابع ممتن ( اششكرك .. اششكرك .. مالذي كنت سافعله لولاك .. اششكرك .. اششكرك )
كان قد اوقفها على اقدامها ليغمرها بذراعيه في محاولة منه لاحتواء جسدها المنتفض الثلجي كي يمده ببعض الدفء وهو يهمس لها ( شششششش .. اهدئي يا سما .. اهدئي ياروحي هو بخيير .. اهدئي يجب ان تكوني اقوى من هذا )
عاد صوت نشيجها يرتفع وهي تغمغم بتلعثم متعب وقد قبضت بكفيها على تلابيب قميصه لتستند عليه وتدعم قدماها المرتجفاتان اسفل منها ( انا السبب .. لقد وبخته ... انا السبب .. انا السبب .. لقد كان يركض هاربا مني .. كان يقول انه .. انه .. يكرهههني )
لم يفهم شيئا ولكنه كان يعلم بانها تهذي .. فؤاده كان يضرب بقوة وكانه سيخرج ليقع صريعا عند اقدامها ودموعها تهز كل ذرات روحه .. ابعد وجهها قليلا بعد ان احاط بكفيه وجنتيها واطراف ابهاميه يمسحان دموعها المنهمرة وهو يهمس ( شششش قلت اهدئي .. لا تفكري بشيء .. لم يحدث شيء .. عماد بخير الان .. وانت .. يجب ان تذهبي لتبدلي ملابسك كي لا تصابي بالتهاب رئوي .. هل هذ .. )
قاطعته هاتفة وهي تحرك راسها بالرفض يمنة ويسرة ( لن اذهب .. لن اتحرك من جانبه .. انا .. هو .. )
وضع سبابته على شفتيها ليسكت تدافع كلامها الغير منظم وهو يهتف بحزم ( لن اسمح لك الاقتراب منه وانت باردة هكذا .. يعني ستؤذينه هكذا .. اليس كذلك .. ما رايك ان تذهبي الى الحمام لتاخذي حماما ساخنا سريعا يعيد الدماء لعروقك وبعدها تعودين الى هنا لتضمي ابنك وتنامي بجانبه .. فكلاكما يحتاج للراحة الان .. )
ارادت الاعتراض ولكنه دفعها بحزم هاتفا ( سمااا .. لا تغضبيني .. ان لم تنفذي ما قلته ساحملك بيدي الى الحمام والقيكي اسفل المياه الساخنة .. هل هذا ما تريدينه )
لوهلة ظهرت صدمتها على صفحة وجهها من جرأة كلامه .. كانت تنظر اليه بعدم تصديق ولكنه تعمد ان يظهر حزمه وقسوته لتطيعه وتستيقظ من دوامة بكائها وهو يقترب منه بخطوة تهديدية رافقتها خطوة متقهقرة منها وهي تتراجع بسرعة وقد بدات تستوعب كلامه وتهديده لها .. نقلت نظراتها لابنها قبل عودتها اليه وهي تتحرك بالفعل للخارج جعلته يدرك بانها بدات تستعيد سيطرتها على نفسها واخيرا .. تنهد براحة فما كان ينقصه ان ينفذ تهديده في هكذا اوضاع وقد ادرك من حرارة جسده التي تتسبب بتعرقه رغم برودة الجو الى اي درجة وصل مدى تاثيرها عليه .. عاد بنظراته الى عماد ليتاكد من انه بخير وهو يتنفس الصعداء ولسانه يلهج بالحمد لله لتمكنه من انقاذه .. انتبه الى ابتلال ملابسه بدوره بسبب ضمه لجسد سما المبتل فقرر ان يبدل ثيابه ايضا باخرى دافئة كما قرر ان يجلب من ثلاجته بعض الدجاج ليطهو حساءا لهما .. تحرك الى الخارج متعمدا عدم اغلاق باب منزل سما بالكامل كي يتمكن من العودة وهو يرتقي الدرجات بسرعة لينهي مهمته ويعود اليها فهي تحتاجه بجانبها الان .. وفي خضم كل هذا كان قد نسي مرام بالكامل .. نسي حتى ان يحادثها ليخبرها بما يجري معه او ليعتذر لها بسبب تركها هكذا في المحل خاصة بعد انهيارها بسببه ..نسي ان اصعب ما قد يكسر المراة هي الخيانة .. وبان من اكثر الاشخاص تدميرا في كل زمن هي المراة الغاضبة جريحة الكبرياء .. صوت خطوات هادرة لكعب نسائي مع صوت تحطم زجاجي كان ما اخرج سما من الحمام بسرعة وهي تهتف باسم ابنها وقد احاطت نفسها بروب الاستحمام .. فاجاها منظر مرام في تلك اللحظة بثوبها الاحتفالي الغريب وهي تقف وقد انسدل شعرها حول راسها بجنون والدموع تغرق وجهها وقد تسببت بكسر احدى تحف الصالة الزجاجية .. ضحكتها المخيفة افقدت سما تركيزها وانظارها تعود الى حيث يرقد ابنها لتنتبه بان باب الحجرة مفتوح ومرام تصرخ بها ( اذن انت حقا عاهرة سارقة للرجال .. انت لم يعجبك ان يخطبني فقمتي بافتعال ماساة ليعود اليك .. والان ماذا .. هل اغريته بجسدك لينام معك .. هل اوهمتيه بانك لن تسمحي لابنك ان يراه ان لم يعود لك .. هل استمتعتما سويا وانتما تضحكان على تلك الفتاة التي صدقت بانكما من البشر .. كيف كانت ليلتك معه يا عروسة )
كلمات واتهمات صعقت سما خصوصا مع تقدم مرام منها وهي تقبض على ثوب استحمامها هازة اياها وهي تكمل ( اجييبي .. هل استمتعت مع عشيقك بعد ان جررته الى الفخ هنا بواسطة ابنك .. اي ام حقييرة انتي لتستغلي ابنك في خطط سرقك لرجل المفترض انه سيتزوج غيرك .. اي امراة سارقة خائنة عاهرة و ..)
صفعة تردد صوتها في ارجاء المكان .. كان جواب سما عليها في تلك اللحظة هو صفعة وضعت فيها كل كرهها وتعبها وتوترها وما تعرضت له بسسبها وقد استبد بها الجنون في تلك اللحظة خاصة بعدما كان سيحدث لابنها الذي على ما يبدو كان يسمع تلك الاتهامات عن امه وقد لاحظت حركته.. وبصراخ مشابه هتفت وسماع ابنها لما قالته مرام يذهب ما بقي من عقلها ( انت سارقة الرجال وليس انا .. علي زوجي انا ام انك نسيتي .. انت من تستغلينه وهو يكرهك ولا يبقى معك سوى بسبب شهامته .. اي كرامة تملكين لتتدخلي بين افراد عائلة كانت سعيدة الى ان جئت انت اليها لتحطميها .. ) وصمتت وهي تدفعها بقوة وبكل ما تحمله بقلبها من غضب من كل ما تعرضت له لتصرخ مكملة وهي تلوح باصبعها الى صدر مرام الصامتة بذهول ودموعها فقط من تظهر انها حية مع شحوب وجهها المخيف ( اتتهميني انا وانت هي العاهرة والخائنة والسارقة .. اخخرججي من حيااتنا .. علييي والد ابننني انا .. لست انا من يستدرجه لياتي بل هو من ياتي الي من تلقاء نفسه .. كلما مل منك .. كلما تعب منك .. كلما اكتشف كم اخطأ بخطبته لك .. علي من يصر على البقاء بحياتي رغم انني طلبت منه ان يتركني ويركز فقط معك .. اتعلمين لماذا .. اتعلمين... لانه يحببني انننا .. افهههمتي .. علي يحبنني انا وانت مجرد دخيلة يشفق عليها فققط)
لم تعلم كيف قالت كل هذا .. لم تعلم حتى كيف ادعت بان علي يحبها .. كانت تهذي باحلامها السرية .. بامانيها التي كانت تداعب روحها قبل صدمتها بخطبته .. كلمات مرام لها واتهاماتها بهذه الوقاحة امام ابنها ايقظ بروحها كل ما كانت تهرب منه .. سراج .. والان علي .. كلاهما استغنيا عنها رغم حبها لهما ليبقيا مع نساء غيرها .. اي صورة سيئة ترسمها لابنها عن نفسها وهو يسمع بانها سارقة للرجال واستغلالية وعاهرة .. صوت علي الذي ارتفع في تلك اللحظة ايقظها من موجة جنونها وهو يهتف وقد اتجه نحو مرام المترنحة والتي تبدو وكانها ستفقد وعيها ( مررررام .. مررراااام )
صوت صرخاته الجريحة كان كصوت زئير اسد اصابه احدهم بمقتل .. بلحظة حدث كل شيء امام عينيها وهي تحاول استيعاب سماع علي لكلامها لمرام .. حركات مرام الهاربة من علي وهي تخرج راكضة من شقتها بعد ان دفعته بعيدا عنها .. لحاق علي بها وهو يرجوها ان تنتظر وان لا تصدق شيء مما سمعته .. صوت صرير سيارة مرعب اوقف باقي نبضات قلبها وقدماها تلحقانهما بصعوبة والخوف يشل كل اطرافها .. هل .. اصيب علي .. هل ..اوقف تقدمها منظر مرام الملقى على الارض وهي مضرجة بدمائها وعلي يضمها وهو يبكي بصوت عالي وصراخه يملا المكان مطالبا من حوله ليتصل بالاسعاف .. بترنح وقد ازداد دوران العالم من حولها حاولت الاقتراب ولكن .. ما ان وقعت عيني علي عليها حتى تحولتا الى فيض من الحقد الكاره وهو يصرخ بكل ما اوتي من قوة ( لااا تقتربي منهااا .. لقد .. قتلتها .. ااخرججي من حياااتنا .. يكككفيك ما تسببينه من دماار لنا )
كلمات لم تتخيل ان تسمعها يوما من علي .. علي الذي كان دوما كظلها .. علي الذي عاصر معها اصعب لحظات ضعفها وفقرها .. علي .. علي .. علي .. قدماها كانتا تتراجعان بتلقائية وهي تهرب عائدة الى شقتها من نظرته الكارهة لها .. مالذي اقترفته بحقه .. كيف تسمح لنفسها ان تقول ما قالته .. علي .. يكرهها .. علي .. يطلب منها الخروج من حياته .. علي يتهمها بانها دمرته .. يتهمها بانها قتلتها .. لن تنسى يوما عيناه تلك .. لن تنسى في حياتها صوته هذا .. لن تصدق بعد اليوم ان هناك ما سيجمعها معه مرة اخرى .
لم يصدق يوما انه سيسمع كلام مثل هذا من سما .. لم يصدق يوما ان تهينه وتتعمد جرح انسانة ليس لها ذنب ابدا .. لم يصدق يوما بانه من الممكن ان تحمل سما بقلبها حقدا يجعلها تتعمد فعل كل هذا به .. كان قد نزل من شقته وصوت صراخ سما القادم من الطابق السفلي يرعبه .. كان كل تفكيره بعماد الا انه تفاجا بمرام التي كانت سما تدفعها بقسوة وهي تقول لها بكل جبروت حاقد ( اتتهميني انا وانت هي العاهرة والخائنة والسارقة .. اخخرججي من حيااتنا .. علييي والد ابننني انا .. لست انا من يستدرجه لياتي بل هو من ياتي الي من تلقاء نفسه .. كلما مل منك .. كلما تعب منك .. كلما اكتشف كم اخطأ بخطبته لك .. علي من يصر على البقاء بحياتي رغم انني طلبت منه ان يتركني ويركز فقط معك .. اتعلمين لماذا .. اتعلمين... لانه يحببني انننا .. افهههمتي .. علي يحبنني انا وانت مجرد دخيلة يشفق عليها فققط) .. كلمات لو اقسم له اي احد بانه سيسمعها من سما لما صدقه .. احداث تتابعت بعدها لتضعه في اصعب موقف مر عليه في حيته بعد وفاة عائلته .. اخرج انفاسه بزفرة هادرة وعيناه تقعان على يداه اللتان لا تزالان تحملان اثر دماء مرام .. كيف وصل به الحال الى هنا .. كيف تسبب بكل هذه الكارثة لانسانة لم تبادله الا بالاحترام والثقة .. بغضب جنوني ضرب قبضته على الجدار الذي يستند اليه واحساسه بالعجز يقتله ببطء .. مالذي سيصيبه ان حدث لمرام اي شيء بسببه .. رفع انظاره الى الاعلى بدعاء صامت وهو ينتظر خروج الطبيب من عندها بعدما ادخلوها الى حجرة الطوارئ بشكل فوري ما ان وصلو الى المشفى .. هتاف متعجب باسمه اوقف مناجاته لربه ما ان سمعه لينقل عيناه من الاعلى الى اسيل التي كانت تقف في رواق المشفى امامه متسائلة بذهول ( علللي .. مالذي تفعله هنا .. هل سمعت الاخبار في الشركة )
لوهلة لم يفهم كلامها وهو يتساءل بدوره ( اي .. اي اخبار .. مالذي تفعلينه انت .. هنا .. هل .. هل بعثتك .. .. سما )
نطق اسمها بصعوبة وطعم المرارة يملا فمه .. واجهته نظرات الدهشة واسيل تتساءل ( لما .. تبعثني سما .. لم افهم .. هل .. حدث شيء لسما .. اجببني يا علي .. هل سما مصابة )
بذعر تساءلت اسيل وهي تتلفت حولها .. اوقف حركتها صوت علي الهادر بحنق موجوع ( وهل سما تصاب .. انها تدمر الجميع وتبقى سليمة .. لا تقلقي )
لوهلة لم تفهم اسيل كلامه وهي تتساءل بذهول ( مالذي تعنيه .. من الذي تدمر .. عليي .. مالذي حدث .. من اصييب )
بوجع اجابها وانفاسه تخرج كشهقات ( مرررام يا اسيل .. مرام يا اسيل اصيبت بحادث سيارة بعدما خرجت راكضة وهي تهرب من سموم سما الحاقدة التي القتها على اذانها )
فتحت اسيل فمها وهي لا تكاد ان تصدق ما يقوله .. بخفوت مصعوق تساءلت بتلعثم وقبضتها تضرب صدر علي دون وعي ( مالذي تقوله يا علي .. مالذي تقوووله ... كيف تسمح .. كيف تسمح لنفسك ان تتهم ... علي هل جننت .. هل نتكلم هنا .. عن .. عللي مالذي تقوله عن سما )
امسك علي قبضتها بكل قوة وهو يجيبها بلهاث ( هل تعتقدين انيي اصدق هذا .. هل تعتقدين اني ارييد حتى ان اصددق هذذا .. ان اصدق ان سما .. انه يمكنها .. ان تكون حاقدة .. ان تكون .. مؤذية .. انانية .. ان .. )
كان يردد كلمات يحاول فيها تصديقها .. بغضب قاومت اسيل قبضته وهي تهتف ( لاا تككمل .. كيف تججرؤ .. هذه سمما ياا علي .. سمما .. من اخبرك كااذب .. سما لا تؤذي بعووضة .. كييف تقول هذذا .. اننهم يكذبوون عليك .. كييف صدقتهم .. كي ..)
قاطعها هذه المرة هادرا ( للم يخبرني اححد .. لقد سمعتها يا اسيل .. سمعتها بااذني لاني لم اكن لاصدق احد .. سمعتها وهي تتهم مرام بانها عاهرة وسارقة وخائنة .. سمعتها وهي تخبرها باني احبها هي واني من اصر على وجودها بحياتي رغم رفضها و باني ابقى معها كشفقة .. سمعتها وهي تخبرها بان عماد ابني انا .. وباني خطبتها خطئا وبان وجودها هو من افسد حياتها لسما معي .. ااجل .. سمعت كل هذاا باذذني يا اسسيل ثم رايت الفتاة وهي تخرج مترنحة لتصدمها سيااارة )
كانت اسيل تحرك راسها يمنة ويسرى برفض مغمغمة ( مستتحيل .. سما لا تفعل هذا .. مسستحيل .. هناك سبب بالتاكييد .. ممستتحيل يا علي .. هذه سمما )
بسخرية مريرة تساءل علي ( سبب .. ماهو السبب برايك الذي يبرر قولها هذا .. ما هو اخبرريني .. صدقيني . لا يوجد سبب في العالم يبرر ما قالته .. لا يووجد .. الا غضبها الذي دوما ما توجهه نحوي لاكون ضحيتها )
رفرفت اسيل بجفنيها وهي تزدرد لعابها بصعوبة وصوت علي ينبئها بمكى جرحه الذي تعرض له من سما .. لم تكن تصدق ما بيحدث بل كانت شبه متاكدة من وجود امر مفقود لن تعرفه الا من صاحبة الامر .. تساءلت بخفوت ( اين .. سما .. الان .. اين هي )
مط علي شفاهه بلا مبالاة تمثيليه وهو يلوح بيده ( اين ستكون يعني .. بالتاكيد لن تكون هنا )
ابتعدت اسيل عنه قليلا وهي تسال ( كيف .. حال مرام الان )
تنهد علي وهو يجيبها باستسلام ( لا اعلم .. الاصابة كانت في راسها ويدها .. لا زلت لا اعلم فلم يخرج الطبيب بعد ليطمئنني و .. )
قطع كلامه مع خروج الطبيب في تلك اللحظة .. اتجه نحوه وهو يساله بلهفة عن حال مرام معرفا نفسه على انه خطيبها .. اجابه الطبيب وهو يربت على كتفه ( انها بخير والحمد الله .. لقد لطف بها الله فلم تتعدى اصابتها رغم خطورة الحادث من يد مكسورة وارتجاج بسيط في الدماغ يصاحبه جرح قطعي في راسها احتاج منا لثمان غرز لتقطيبه .. بالتاكيد في الساعات القادمة سنطمئن عليها اكثر عندما تستيقظ من تاثير المخدر الذي اعطيناه لها )
ما سمعه علي في تلك اللحظة مثل له اكثر الاخبار راحة وقد اخذ يحمد الله وانفاسه تخرج بتنهدات طويلة اقرب الى الاهات .. لم يكن مستعدا ان يحمل ذنب اصابة مرام باي شيء بسببه .. صوت اسيل ارتفع في تلك اللحظة وهي تربت على كتفه مغمغة ( حمد لله على سلامتها .. لقد كان تواجدي هنا مجرد صدفة فوالدة ادهم مصابة ولكنها الان نائمة تحت تاثير المهدئات .. القصة طويلة ساخبرها لك فيما بعد فلا وقت لدي الان .. ساتركك هنا وساذهب الى سما خاصة ان ادهم قد ابلغني بانه سيكون هنا في اية لحظة .. بالتاكيد فسما الان تحتاجني )
عاد اسم سما ليوقظ بروحه كل اوجاع الدنيا جاعلا اياه يتناسى كل ما قالته .. عاد مرة اخرى ليذكره بما سمعه منها قبل وقوع الحادث .. بخفوت حازم قال لاسيل وقد استصرخ عقله باوامر احكم فيها تقيد قلبه المنتفض بالرفض لما سيقوله ( اخبريها عندما ترينها بان ما كانت تريده دوما سيحدث .. منذ الان .. انا لن اتدخل بحياة سما وهي فقط ستكون مديرتي في العمل ولن يجمعني بها اي شيء ابدا .. ساختفي واخرج من حياتها كما ساطلب منها نفس الشيء )
لم تتكلم اسيل .. بل لم تحاول حتى مناقشته وهي تنظر اليه بخيبة امل .. فقط اكتفت بهز راسها بالايجاب وعيناها تخبرانه بانه هو من سيندم .. ربما معها حق .. ربما سيندم .. وربما سيتعذب .. ولكن .. وللمرة الاولى .. يشعر بالراحة وهو يتخذ قراره .. فاي علاقة مع سما بعد كل ما حدث لن تكون اصلا سليمة .. لقد انتهى كل شيء .. يجب عليه ان يبدا من جديد .. وهذا .. بالتاكيد سيكون مفاجئا حتى له ان نجح به .
يتبع 2


حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس