عرض مشاركة واحدة
قديم 04-08-09, 03:33 AM   #7

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk الفصل الثالث

3- ماذا يخبئ النهار؟



كانت غرفة جولي في القصر تشرف على طرف الوادي و المرتفعات المشجرة من حوله، ولم تكن الغرفة تشرف على مناظر أكثرجمالا من الغرف الأخرى و لم تكن كذلك كبيرة ، ولكن جولي ارتاحت لرؤيتها فلم تهتم كثيرا لحجمها أو موقعها.

عندما استيقظت في اليوم التالي كان يسيطر عليها شعور بالغرابة و بقيت في الفراش و هي تتمنى لو أنها لم تستيقظ فتوقع ما يخبؤه النهار لها ملأها بالقلق.
في الليلة التي سبقت ، وصلا إلى القصر في وقت كانت فيه ظلال المساء قد أظفت شكلا ضبابيا على المناظر الريفية المحيطة آخر جزء من الرحلة كان شاقا، ليس بسبب صمت راؤول المضجر فقط ، بل لأن آخر بضعة أميال من الطريق كانت منعطفات حادة ، تتصاعد في التلال عبر المناظر الطبيعية ، و مع ذلك كانت تثيرالغيظ و توتر الأعصاب. ربما لو أن راؤول كان يقود السيارة بعدوانية أقل ، وعناية أكثر، لما كانت جولي قد شعرت برأسها يدور عندما وصلا إلى قرية "ڨاغيوسوراڨينو". ولكن هذا ما جرى.
وكان قصر"دي ڨيلانو" على بعد نصف ميل من القرية . عند قمة طريق ملتوية لا بد أن تكون صعبة خلال فصل الشتاء ، و كان قصرا كما اكتشفت بذهول يتشبث في الجبل بنفس الطريقة التي كان عليها الدير الذي أعجبت به فيوقت سابق .كانت تظن أن اسم قصر "كاستيلو" ما هو إلا لقب مضخم لڨيلا كبيرة ، و لكنها اكتشفت أن أسلاف راؤول بنوا القصر منذ مئات السنين ، و صدمها هذا. فهو لم يكن يتفاخربأسلافه ، حتى أنه لم يذكر أبدا أن عائلة دي ڨيلانو قد عاشت في هذا الجزء من إيطاليا لأكثر من ثمانمائة عام، و لكن آنيتا روت لها تاريخ القصر دون اكتراث و هي تعرض عليها الغرف ، و تجيب على أسئلتها دون حماس، وبدا أنها تجد الموضوع مضجرا.
عندما وصلا في الليلة السابقة كان راؤول قد أمضى المسافة ما بين "سانتوجيستو" و القصر دون أن يتكلم ، ثم توقف عند الباب لينظر إلى جولي نظرة مفترسة قبل أن يفتح الباب لها قائلا:
- يبدو أن زوجتي قد استعادت عافيتها. ستجدين أنها دائما تصاب بهذه النوبات. ولكن لا تقلقي ، إنها ليست مريضة كما تبدو.

- و لكن...
و لكن راؤول لم يكن يصغي إليها ، فقد خرج من السيارة ووصلت آنيتا في هذه اللحظة إليهما وهي تقول:

- لقد تأخرتما ، لقد انتظرتكما طويلا .هل تأخرت طائرة جولي؟
- لا...لقد وصلت في الوقت المحدد ، ووصلنا في أسرع وقت ممكن. على كل ، لم يكن بإمكاني أن أتخلص من زحمة السيرعلى الطرقات!
- لا تكن فظا، ماذا ستظن بنا جولي ؟
و عانقته مرحبة به ، و لكنه دفعها عنه بلطف، فتراجعت عنه و هي تبتسم. ودون أن يعيد النظر إليها ، سار مبتعدا عبرالفناء الخارجي للقصر، و اختفى داخل المدخل.
و لم تستطع جولي أن تستنتج شيئا واضحا مما سمعته و رأته ، وحاولت أن تتصرف بشكل طبيعي.فالتفتت إلى مؤخرة السيارة لتفتح الصندوق ، ولكن آنيتا استدركت متذكرة اللياقات و أسرعت إليها تحتضنها، وقالت:
- أنا آسفة..أوه ياجولي...لن تعرفي كم أشعر بالسعادة لرؤيتك ثانية ! أرجو أن تسامحيني لتصرفي دون تفكير، ولكن راؤول يمكن أن يكون قاسيا في بعض الأوقات.
- لابأس...سعيدة برؤيتك أيضا يا آنيتا.
و تراجعت جولي عنها ، وتذكرت فورا كيف تجعلها آنيتا تشعر. لقد تغيرت قليلا، كانت جولي دائما تعتقد أن راؤول لم يختر آنيتا أبدا، فقد كانت بعيدة عن ذوقه ، ولكن كان لديها طموح بالحصول على زواج ناجح ، وفعلت المستحيل كي تجذب انتباهه قبل أن تظهر جولي في حياتهما.
وقالت آنيتا:
- أتركي حقائبك حيث هي، جوليانو سوف يحضرها لا بد أنك جائعة ، سنتناول العشاء فورا، ثم سأقودك إلى غرفتك.
بعد هذه الرحلة كانت جولي تفضل أن تذهب رأسا إلى غرفتها ثم تغتسل و تغير ثيابها ، و لكن كضيفة على آنيتا شعرت بأنها ملزمة بتنفيذ ما ترغب به.
داخل القصر، كان الجو باردا داخل الجدران السميكة. في الخارج كانت الأمسية رطبة ، ولكن في الداخل كان هناك تبيد بدون كهرباء يبقي الجو منعشا. و قالت جولي:
- أعتقد أن الجو بارد في الشتاء.

و أجابت آنيتا و هي تسير أمامها في الردهة الرخامية:
- ولكنه ليس كذلك. في الواقع إنه دافئ جدا، مع أنني اعترف أنني أفضل الشقة التي نملكها في روما.

- الشقة؟
و نظرت جولي بدهشة..و كان أمامهما سلم رخامي مستدير على شكل نصف دائري، يرتفع السقف من فوقه على شكل قبة.
- طبعا الشقة! ألم تعرفي أن راؤول لديه شقة في روما ؟ ولديه منزل في فلورنسا أيضا. و قصر في فينيسيا. إنه رجل ثري يا جولي، و بالتأكيد تعرفين هذا.
- أعرف، ولكنك تعيشين هنا.
- معظم الأوقات ، لسوءالحظ . راؤول يصر أن يكون بالقرب من كرومه ، معظم مزارعي الكرمة يتركون رعايتها لوكلائهم ، ولكن راؤول لا يفعل هذا!
وشدت حبلا مخمليا يتدلى قرب المدفأة ، و في لحظات بدت امرأة ترتدي ثوبا أسودا، فقالت لها آنيتا:
- سنتناول العشاء الآن يا مارغو، هل تبلغين السنيور بأننا ننتظره؟
- و لكن السيد خرج يا سنيورا.
و التفتت جولي من عند النافذة ، لترى نظرة الغضب التي علت وجه آنيتا ، التي صاحت بالمرأة:
- تكلمي الإنكليزية ألاتستطيعين؟ أين هو؟ أين ذهب؟ إنه يعلم أننا على وشك العشاء؟
- الكونت..السنيور..لقد ذهب إلى...إلى معصرة العنب.
- أوه..أحضري العشاء إذا!
و أمسكت بالإبريق الذي أدخلته المرأة وصبت بعض العصير ثم صاحت:
- أسرعي يا مارغو!
- سي سنيورا.
و تراجعت جولي قليلا ، فقالت آنيتا:
- أعتقد انك تظنين بأنني قاسية معها. هذه المرأة غبية! كان عليها أن تقول فورا أين ذهب راؤول.
- وأين .. ذهب؟
- لقد ذهب على المعصرة . لقد قلتلك ، راؤول يهتم بعنبه أكثر مما يهتم ب...بأي شيء . اجلسي، ألا يمكنك هذا؟ لسنا هنا في احتفال.

كان الطعام لذيذا و متنوعا ، ولكن جولي لم تستمتع به ، فلم يكن يعجبها ما يجري هنا. إنها لا تهتم بالطريقة التي تعامل بها انيتا الخدم، و لا تستطيع فهم مزاجها الذي كان يتراوح بين لمسة
من اللطف ، و بين قلة الصبر و الانفعالية . في لحظة تبدو مقهورة وبحاجة للمساعدة ، وتثير عطف جولي عندما تتحدث عن الوحدة التي تقاسيها هنا ، على بعد أميال من عائلتها و أصدقائها.

تقول إنها بالكاد تفهم اللغة ، و مع أن معظم الخدم يتكلمون الإنجليزية فإنهم يلجأون إلى لغتهم عندما تقترب منهم.
و مع ذلك و على عكس الانطباع بأنها امرأة مقهورة فقد ثارت عندما اقترحت عليها جولي أن تتحدث إلى راؤول لتشرح له الوضع وتحاول أن أن تجعله يفهم مشكلتها، و صرفت النظر عما قالته جولي بكلمات هستيرية ، معلنة أن راؤول لن يتكلم معها في الموضوع و أنه لن يفهمها و أن هناك أوقاتا تتمنى فيها أن تموت.
و خرجت جولي من سريرها و سارعت عارية القدمين فوق السجاد و تطلعت عبر زجاج النافذة، وعندما فتحتها وجدت أمامها يوما مشمسا آخر و استطاعت أن تشم العشب كان الوقت لا يزال باكرا، الثامنة تقريبا. و لكن أصوات وقع حوافر جواد في الخارج استرعى انتباهها ، فأبعدت نظرها عن النهر لتحدق بدهشة . راؤول و رجل آخر كانا يقودان جوادين إلى خارج الباحة الخارجية نحو التلال و تراجعت جولي مبتعدة عن الأنظار خشية أن يظن أنها تتجسس عليه.
ليلة أمس لم يكن قد عاد عندما أوصلتها آنيتا إلى غرفتها. و لكنه الآن هنا ، و إذا صدقت صديقتها فهو سبب تعاستها و هو خارج باكرا في الصباح الباكر و كل مظاهر السعادة بادية عليه.
و ابتعدت جولي عن النافذة و أزاحت شعرها إلى الخلف بيد مرتجفة لقد عادت إلى هنا لا لتسترجع ذكريات قديمة ، بل لأن آنيتا توسلت إليها ، وكلما أسرعت في تحقيق الهدف من هذه الزيارة كان ذلك أفضل.
و دخلت إلى الحمام، الذي كان مثل غرفتها يحتوي أقل ما يمكن من الأثاث. و كانت قد استحمت في الليلة السابقة ، لذا اكتفت بغسل نفسها بمياه دافئة قبل أن تعود إلى غرفة النوم.
جوليانو كائنا من يكون كان قد أوصل حقيبتها إلى الغرفة و سألت نفسها و هي تخرج الثياب منها ما إذا كانت تستطيع أن تجد طريقها إلى الطابق الأرضي ثانية.

داخل جدران القصر، لم تكن الأصوات تسمع كثيرا أو ربما يكون السبب أنها قريبة من السكان الآخرين. و نزلت السلم إلى الطابق الأول ،

ووصلت إلى ممر متشعب و لم تعرف في أي طريق ستذهب.
و اختارت جهة اليسار و سارت في هذا الاتجاه إلى أن وصلت إلى الممرات المحيطة بالطابق الأرضي عند أعلى السلم و مررت أصابعها على الرخام البارد لدرابزين السلم و هبطت إلى الردهة. و تناهى إليها صوت شخص يغني في إحدى الغرف على يمينها و ما عن وصلت إلى الأسفل حتى ظهرت فتاة تحمل كومة منا لشراشف.
- بون جورنو سنيوريتا.
قالت الفتاة هذا بأدب و حاولت أن تتجاوزها لتصعد السلم و لكن جولي مدت يدها لتوقفها قائلة:
- بون جورنو...
ولكي لا تظن الفتاة أنها تعرف اللغة ، أردفت بالانجليزية :
-...هل أنا مبكرة جدا لتناول الإفطار؟



* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس