عرض مشاركة واحدة
قديم 04-08-09, 03:53 AM   #9

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk الفصل الرابع

4- من يوقظ الماضي ؟


لم تكن جولي ترغب بزيارة الغرف التي يتشارك راوول وانيتا فيها .
ولكنها لم تستطع الرفض دون إثارة الشكوك .
الغرف الرئيسية في القصر كانت قريبة من السلم .
وتبعت جولي انيتا إلى غرفة جلوس ضخمة زرقاء مذهبة ، فيها باب فوقه قنطرة
يقود إلى غرفة نوم يحتل سرير ضخم وسطها .
وأشارت انيتا إلى كرسيين ( ريجنسي)وقالت :
- أجلسي هنا .
ولكن جولي تحركت نحو النافذة ، وجلست على مقعد قربها ، وحاولت انيتا الإعتراض ، إلا أن دخول إحدى الخادمات تحمل صينيه منعها ، فقالت تأمر الخادمة :
- ضعيها هناك..شكراً .
وأغلقت الخادمة الباب ، ومّدت انيتا يدها وصبت كوباً من الليمون ، ثم رفعت الكوب وأعطته لجولي التي قالت :
- القليل منه فقط ، شكراً لك .
وأخذت الكوب من انيتا وأشارت إلى كرسي قريب :
- لماذا لا تجلسين هنا ؟ إنه منظر رائع .
- وهل تظنين هذا ؟ المكان هنا يتلف أعصابي .
- ولكن لماذا ؟ لا يبدو وكأنه مكان بدائي على كل الأحوال
- أليس كذلك ؟ هل لديك فكرة عن سماكة جدرانه؟
- وهل الأمر مهم ؟
- إنه مهم لي .
وابتلعت انيتا الليموناضه دفعه واحدة ، ثم وقفت وتوجهت إلى غرفة نومها وعادت تحمل قدحاً صغيراً فيه شراب أصفر ، وراقبتها جولي وهي تضع المشروب في كوب الليموناضة ، فقالت :
- لا تنظري إليّ هكذا ..لقد دفعني راوول إلى هذا ، وكنت سأجّن لو لم يكن بيدرو يحضر لي هذا المشروب .
بيدرو ألهذا كان الجو مكهرباً بوجود انيتا !
وعادت انيتا إلى مقعدها ، وارتشفت جرعة كبيرة من المشروب .
- على كل ..أنت لم تأتِ إلى هنا لمناقشة عادة المشروب عندي .
أليس كذلك ؟ أنا لست سكيرة ، أو أي شي كهذا ، هناك أوقات فقط..
ولم تكمل كلامها ، فهزت جولي رأسها وقالت :
- الساعة لا تزال الحادية عشر صباحاً يا أنيتا . أتظنين من الحكمة أن تخاطري بصحتك..
- صحتي! ومادخل صحتي بكل هذا ؟ أنا صحيحه بما فيه الكفاية .
إنه راوول ! إنه الملام . إنها غلطته التي أوصلتني إلى هذه الدرجة .
- اهدأي ! أنا لا أنتقدك يا انيتا . فقط لا أستطيع فهم أي شيء.
- وكيف بإمكانك أن تفهمي . فأنت لم يكن يهمك إذا كنت ميته أم حيه في السنوات الخمس الماضية!
- هذا ليس صحيحاً . انيتا أنت تعرفين جيداً ، كما أعرف أنا ، أن راوول . . كان من السهل علينا أن نفترق ، فلم يكن بيننا شيء مشترك ، ويبدو أنك مقتنعه الآن كفاية .
- لقد كنت مقتنعة ...
- إذا ....ما الخطب ؟
- لا شيء ، وكل شيء ،أوه ياجولي ..ليس عندك فكره ..
- هل سيكون أسهل عليك أن تقولي كل شيء لو أنني قلت لك إن بيدرو أخبرني عن الطفل ؟
- وهل فعل هذا ؟ ماذا قال لك ؟
- قال إن الطفل مات .
- لم يمت ، كان ميتاً ، كان ميتاً قبل أن يخرجوه مني !
- أعلم .. ولكن .. سوف تحصلين على غيره .
- لا ..لن أحصل على غيره . راوول لا يريد . إنه يلومني على فقدان الطفل .
ويرفض أن يعيد النظر برفضة أن أحمل بطفل آخر !
- لا ! لا ،لا بد أنك مخطئة !
- لست مخطئة . لقد قال لي هذا ، أنت تعرفين كم أريد أن أحصل على طفل .
أتذكرين عندما كنا في المدرسة وكنت تتحدثين عن مهنة لك؟
كل ما كنتأ ريده يومها أن أتزوج وأرزق بالأطفال .
- ولكن ، هل تحدثتي مع راوول بالأمر ؟ لا يمكن أن يكون يعاقبك على ما حدث .
فهذه الأمور تحدث دائماً . وقد تحدث لأي إنسان.
- أتظنين أنني لا أعرف هذا ؟ هل تعرفين الآن لماذا أنا تعيسة هنا ؟
أفهمت الآن لماذا كان عليّ التحدث إليك ؟
- هل ذكرت هذا الأمر لأحد آخر؟
- من ؟
- حسناً ..طبيبك ؟
- دكتور سيزانو ؟ إنه طبيب راوول ..وليس طبيبي .
- ولكن في روما .. لا بد أن هناك طبيب في روما يمكن لك أن تستشيرية ؟
وهزتأ نيتا رأسها :
- وماذا أستطيع أن أقوله له ؟ هل أقول إن زوجي يلومني لموت الطفل؟
وإنه يرفض أن أحمل من جديد ؟ هل تستطعين أن تقولي هذا لغريب ؟
ورفعت جولي كتفيها بيأس :
- ولكنني لا أفهم ماذا تستطيعين فعله غير هذا ؟
- إلا تعرفين؟
ومسحت انيتا أنفها بالمنديل وتقدمت من جولي بخجل .
وجلست على حافة كرسيها ، ومدت يدها لتمسك بإحدى يديها ، ولم تستطع جولي أن تسحب يدها . وقالت أنيتا :
- لماذا تعتقدين بأنني طلبت قدومك إلى هنا يا جولي ؟
ليس لي أحد غيرك . لا أستطيع إخبار أمي ..
ستموت من الخجل . ووالدي ، قد يغضب قليلاً ، ولكنه لن يقضد راوول في أي شيء . إنه يحترمه كثيراً .. و
- توقفي لحظة ! أظن أنني لا أفهم ما تقولينه يا أنيتا .
- بالطبع تفهمين . أنا دائماً أرتاح للحديث معك .
- نتحدث ؟ ألهذا جئت بي إلى هنا ؟
- بالطبع ، للتحدث معي ، ثم التحدث إلى راوول .
- لا !
- أنت الوحيدة التي يمكن أن يستمع إليها .
- لا ! أنيتا ،أنت لا تدركين ماذا تقولين .
- جولي ..جولي .
وأصبحت أنيتا الآن هادئة . وأخذت تشرح وجهة نظرها بشكل منطقي !
- لا تنزعجي . . أنا لا أطلب منك الكثير . أنت الوحيدة التي تعرف راوول جيداً ، والوحيدة التي عندها فرصة في أن تقنعه . إلا تفهمين ؟
هذا أقل ما يمكنك فعله لي .

- الأقل؟

- بالطبع ..كلانا يعرف إنه لولاك لما تزوجني راوول .
- أنا ..لا شأن لي بالموضوع .
- بل لك شأن فلولا تصميمك على أن تحصلي على مستقبل مهني لكنت الآن مكاني .
وتورد وجه جولي .
- لا شان لهذا بذاك.
- لا شأن له ؟ وماذا لو قلت لك إن راوول ليلة زفافنا ناداني بأسم جولي .
ووقفت جولي عن المقعد . غير قادرة على الأستقرار مكانها أمام إتهام أنيتا .
- لا زلت ، لا أفهم ماذا بإستطاعتي أن أفعل ؟
- تستطيعين التحدث إليه . أن تقنعيه .
- لا أستطيع .!
- ولماذا لا تستطيعين ؟
- لن يستمع إليّ .
- ولكنه قد يستمع ، إذا قلت له كم أنا يائسة ، لن تفهمي كيف أمضي حياتي يا جولي .
أريد طفلاً ، طفل راوول ، بالتأكيد تستطيعين فهم هذا .
- لو أنك أنتظرت قليلاً .
- أنتظر ؟ لقد انتظرت طويلاً . لقد توفي الطفل منذ ثلاث سنوات ، وانتظرت ، لن أستطيع الإنتظار أكثر .
ورفعت جولي عينيها إلى السقف .
لقد كانت تتوقع هذا ، كان يجب أن تعرف أن أنيتا لا يمكن أن تتصل بها بعد كل هذه السنوات
دون سبب وجيه . ولكن كيف كان يمكن أن تعرف دوافع أنيتا في الطلب منها أن تأتي إلى ( كاستللو دي فيلانو )
وتأوهت أنيتا فجأة بيأس :
- يا آلهي ..!
ولفت هذا أنتباه جولي بالرغم منها ، وتابعت أنيتا :
- أشعر بالغثيان !
وأسرعت عبر الغرفة إلى غرفة نومها ، قبل أن تستطيع جولي إدراكها كانت قد انهارت وهي تتأوه على الارض:
لا بد أن السبب هو ما شربته ، وأخذت أنيتا تتقيأ بعنف ، وانقلب الغضب عند جولي إلى شفقه على الفتاة المنهارة على الأرض عند قدميها .
- سأدعو أحداً .



* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس