عرض مشاركة واحدة
قديم 10-01-19, 09:09 PM   #132

فاطمة عبد الوهاب

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاطمة عبد الوهاب

? العضوٌ??? » 387737
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,138
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » فاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


الجزء الثاني من الفصل الثامن

اسرع ينحي عليها متداركا صدمته ، نادها بصوت مختنق
"حواء!!"
لم يجبه سوى صرير الباب على اثر عصف الرياح.
مد كفه الى كتفها يحركها فانقلبت على جانبها كالخشبة اليابسة ، مد انامله الى نحرها يلتمس نبضها فحرر زفرة على اثرها لم يستوعب متى كتمها و هرع يحملها بين ذراعيه و يدها مسبلتان و رأسها متدلي على رقبتها بينما شعرها يخط خلفه.
يكاد الذعر يوقف قلبه فجسده الان يرتعش من شدة برودتها بين يديه.
وضعها على السرير و القى عليها كل ما وصلت إليه يده من اغطية و اسرع الى الحمام مهرولا يجهز الماء الدافئ.
اخذ منشفة صغيرة من الحمام و قد غمسها بالماء الحار و عاد اليها ينحني على رأسها يمسح اثر الدماء المتجمدة ليرى اثر الجرح زفر بعدم ارتياح متمتما
"الاولى تدفئتها و علاجها....ماذا جرى لي لأفعل بها هذا ، الحمد لله اني طبيب"
فحملها الى الحمام وضعها على ارضيته يسندها إلى الحائط تجنبا لزيادة ضررها و جثى على ركبتيه عندها و اخذ يجمع شعرها بصعوبة بيدين مرتعشتين حتى يستطيع غسله هو الاخر
بينما يتنهد بنفاذ الصبر هامسا
"ليس وقتك ايها الشعر اين بدايتك من نهايتك كيف اجمعك و انت كلما اسحبك تتقطع اسفلها"
تمالك نفسه بإرادة من حديد و اخذ يصب الماء الدافئ بتدريج على رأسها يسنده بيده الاخرى متجنبا فرك جسدها او تدليكه ، فانتفضت بين يديه كالطير المذبوح نظر لها بعينين غائمتين و حالها بين يديه كالجسد الميت عل المغسلة.
لم تقوى على رمش عينيها حتى فاجتاح الجرح و الألم صدره يكادان يخنقانه لم يستطع أن يبتلع غصته فقد علقت في حنجرته كالحجر.
اراق الماء على نفسه بدون وعي منه فجفل يؤنب نفسه مغمغما
"ليس وقت مناسبا للسهو و تمالك نفسك يا كرم!!، الحمد لله اني طبيب و الا كان سيصيبها ضرر اكثر مما هي فيه"
استمر في صب الماء حتى احس بانها استعادت جزء من حرارتها فرفعها من على الارض يضعها في المغطس الذي ملئه سابقا و هي بين يديه يسندها الى جسده من تحت ابطئها.
دقائقا اخرى مرت فحرر يدا واحدة و اخذ يصب الماء على راسها وهي على حالها دون حراك... فهمس لنفسه
"لا ضير من فعل ذلك"
فمال بجسده اكثر و دفعها من رأسها الى اسفل المغطس ثواني عشر و اخرجها و اعد الكرة فشهقت بقوة كالمحتضر بينما ينتفض جسدها بعنف ، قاس نبضها و تأكد من تنفسها و هي واقفة في المغطس تستند اليه فمد يده الى ازرار قميصه يهم بفتحها ليخلعه عنها و يخرجها من الحمام جافة ، جفل من انقضاض كفها المرتعشة على اصابعه رفع رأسه اليها فحدّجته بنظرة ، بلع لعابه و ابعد كفها بتوجس متجاهل روعها و بدء يفتح اول زر فهمست بخفوت من بين صرير اسنانها
"توقف ارجوك!"
اقتحم الغضب صدره و اشتعلت عينيه بنار الكره و الغيرة نوى على جرحها وإيلاميها لكنه تراجع يكبح ما اعتلاه من مشاعر رأفة بحالها...
"لابد من نزع هذا القميص المبتل و تجفيف جسدك لتخرجي من الحمام و ارتداء غيره" رد عليها بحزم
"اتركني!!" صرخت بضعف
تملكه الغضب فشق القميص و نزعه من عليها صارخا
"هذا ليس وقت الجدال.....ما الذي تخجلين منه فعلى حسب علمي انك تعديت تلك المرحلة ...."
واخذ يلهث بأنفاس متقطعة من فرط انفعاله و اما هي ترتعش كالسعفة في مهب ريح مسدله أهدابها و دموعها تجري كالسيول.
تجمد في مكانه و علت علامات الصدمة تقاسيم وجهه و ماتت باقي الكلمات على شفتيه لما وقعت عليه عيناه.
خرج مسرعا يحضر المنشفة ، توقف لحظات مدركا نفسه نشف جذعه الذي ابْتل بالماء ، خلع سرواله المبتل و لبس ملابس اخرى كاملة بتعجل.
عاد اليها و هي على حالها ترتعش و تبكي لف جسدها بمنشفة ، شعرها بمنشفة اخرى و حملها و قلبه يرتعد بين ضلوعه على ايقاع ارتعادها.
اجلسها بهدوء امام المدفئة فانكمشت على نفسها كالجنين و ارتفع عويلها فتركها ماشيا نحو الخزانة يحضر ملابس لها ، مجفف الشعر و اسعافات أولية ، رجع وتوقف ينظر الى ظهرها بنظرات مظلمة فأوصل المجفف بالكهرباء و القى الملابس على الارض و جلس بجانبها ، مد يده الى جبينها يضمده و المنشفة من على راسها بعدها لم تبدي اي حركة و لم تعترض سحبها الى صدره فزاد بكائها ، تنهد بألم و اخذ يفرك شعرها بالمنشفة و ابعدها يستبدلها بالمجفف و شرع يجفف شعرها ممررا اصابعه فيه تارة و على ظهرها تارة اخرى يلتمس و يتحسس الاثار التي زينت معظم ظهرها و على زندها ، اخرى متفرقة ضيق عينيه بعدم تصديق و الصمت ثالثهما لا يتخلله سوى صوت انفاسها المتقطعة و بكائها المختلطة بصوت المجفف.
اوقفه بعد ان انتهى من تجفيف شعرها و طفق يجدل شعرها بجديلة على طوله بينما هي قد سرحت في لج ذكرياتها.......
"مبارك لنا زواجنا زوجتي" قالها و الابتسامة تكاد تشق فمه
ابتسمت بخجل قائلة "شكرا يا حبيبي" خفضت راسها بارتباك مسترسلة
"حسنا علي الذهاب الان"
"الى اين يا نور عيني" قالها بتوجس
"إلى منزلي لا استطيع البقاء اكثر سيقلق اهلي" قالتها بتلعثم
"الم تقولي لي اهلك يعلمون بأنك مسافرة؟ وثانيا هذا منزلك و الليلة ليلة زفافنا!!" صاح بها
"اجل لكنهم اتصلوا بي و اخبرتهم اني عائدة...و...محمد الم نتفق ان تكون ليلة الزفاف يوم تأتي لطلب يدي من والدي" تملكها الخوف و خرج منها الكلام مهزوزا
"لا لقد غيرت رأيي انا الان اطالب بحقي و كيف تتصرفين دون علمي ، لا خروج لك من منزلي" صرخ بغضب
"محمد حبيبي لا استطيع افهمني" قالتها برجاء
"ماذا تقصدين...صرخ....هل أنا طفل أمامك حتى لا أفهم!!"
"لا اقصد ذلك حبيبي انا لا اريد ان نُفعل زواجنا حاليا في مثل هذه الظروف" صاحت بخوف و وجل
"لكني اريد هل تمنعينني عنكِ؟؟"
أومأت برأسها بإيجاب
فصرخ حتى اصدرت اذنيها طنينا
فتكلمت بسرعة "حتى لو سمحت لك فأنا الان في عذر شرعي يمنعك عني"
فأجابها بصفعة ادمت شفتيها
اتسعتا عيناها بصدمة و رفعت يديها لمكان الصفعة
ليهب مبتعدا كمن لسعته النار
لتقول غير مصدقة صفعتني محمد؟؟
"اجل تستحقين ذلك لخداعي فلقد تعمدتِ أن تضعيني في هذا الموقف" قالها باستحقار واستدار
فبلعت ريقها و زينت وجهها بأجمل ابتسامة فنهضت تخطو نحوه تحتضنه من الخلف قائلة
"حقك علي انا اسفة ايها الحبيب أ يعقل ان تبقى غاضبا علي لأجلي؟ أفصح عني"
أمسك بذراعيها و ادارها قبالته هاتفا بل "لأجلي انا لم فعلتِ ذلك"
"اقسم لك اني لم اتعمد ذلك و انت تعلم كم بذلت جهدي و حضرت نفسي لكن الظروف خارجة عن ارادتي"
"و حالك هذا" صاح بغيض
"لقد غفلت عنها فحسب" قالتها بخجل قد خضب وجنتيها........
انتشلها من ذكرياتها صوت كرم قائلا و هو يمرر انامله
"ما سبب هذه الاثار!!؟؟....من فعل بكِ هذا؟؟...ماذا قاسيته؟؟"
علا نحيبها على اثر كلامه
احس كرم بأن حالها اصبحت غير طبيعية فهمس قرب وجهها
"حواء؟؟ حواء" فلم تجبه و بدئت تختنق بأنفاسها
هلع كرم لما اصبح عليه حالها...مد يده يتلقف إناء الماء من جانب المدفئة ، صب قليلا منه في يده و قرء عليه ما حضره من ادعية و مسح على وجهها لتفيق فاخذ يمرر يده على رأسها مرة و يدلكه بأنامله مرة وهو يقرئ و يرتل ما حفظه من كتاب الله بصوت عذب يأمل فيه تهدئتها و شفائها....إلى ان انتظمت انفاسها.
توقف عن اللهج بالآيات و ابعدها عن صدره قليلا ليتسنى له جلب الملابس من جانبها.
ادراها نحوه و ضميره يؤنبه لما تملكه من غضب وهي على حالها تبكي باستكانة.
ابعد المنشفة من جسدها فأزداد ارتعادها لكنها لم تبدي اي حركة اعتراض ، مستسلمة بين يديه فتنفس الصعداء و شرع يدخل قميص منامته القطنية في رأسها وهي بين يديه يقلبها كيف شاء ،تملكه شعور جميل لم يجربه من قبل وهي في حضنه يلبسها ثيابه و قد اقسم لنفسه انه لو أصبحت لديه فتاة لما خالجه شعورا كما يحدث له في التو واللحظة، فرفرف قلبه على اثره لكنه قمعه مغمغما
"آه...آه منكِ يا حواء لقد أشعلت نار غضبي وقلبتِ كياني إلى نقيضه ....اصبحت غير نفسي الذي يعرفه الجميع حتى أنا لم اعد اعرف نفسي حتى....وعليكِ تحمل نتائج فعلتك بي..."
هز رأسه يبعد عنه الافكار ، يرفع احدى قدميها يدخلها في شق السروال...انهى ذلك وهي على شرودها و بكائها فقال بعد ذلك بهدوء عكس ما يعتليه...
"حواء كيف اصبحتِ؟؟؟...لم تجبه فواصل يكتم انفاسه....توقفي عن البكاء و اهدئي...." سكت هنيهة ليقول بحدة قليلة
"أنا لا اترجاكِ بل آمركِ بأن تتوقفي عن البكاء"
شهقت بقوة على اثر كتم بكائها و اخذ صدرها يعلو و يهبط بعنف فزفر بغيض و نهض يحملها الى السرير يضعها عليه وهو يقول
"لأجل الله اهدئي و توفقي عن البكاء الان و لنجد حل لجروحنا في الغد" وضع عليها لحاف متين وقاية لها من البرد ليساعدها على استعادة حرارة جسدها دون انتظار رد منها تحرك نحو الاريكة لينام هو الاخر فلم يبقى على طلوع الفجر الا سويعات....
فقالت بصوت مبحوح يغلفه الانكسار و الحزن
" أنت السبب في نصف ما حدث لي وأنا السبب في النصف الآخر" لم يسمعها فقد تملكه التعب و غلبه النوم




فاطمة عبد الوهاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس