عرض مشاركة واحدة
قديم 15-01-19, 09:43 PM   #417

يوجّين
 
الصورة الرمزية يوجّين

? العضوٌ??? » 410657
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 326
?  نُقآطِيْ » يوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond repute
افتراضي

( الساعة السادسة و الربع)


- ما الذي يجري؟!.لما تسحبينني هكذا كالخراف؟! جهاد توقفي..
هتفت بها رحيق بعد ولوجها البيت محاولة ما أمكن تخليص يدها من قبضة أختها المسعورة فلا تستطيع..
وقفت جهاد فجأة فإرتطم بها جسد توأمها بقوة.. تأوهت بصوت خفيض فهمست تشد علي جبينها: اللعنة على جنونك هذا.. تبا...

و فور أن رفعت بصرها تنظر لحديقة البيت إتسعت عينيها بقوة فصرخت بذهول: حور...

إرتعشت جهاد على صرخة أختها فأفاقت من شرودها الذاهل و صدمتها القوية.. حور عادت؟!. زوجة ميثم الشاروني عادت حقا؟!. تذكرت أمر الرسالة التي وصلتها قبل قليل و قد كانت منها.. تخبرها أنها في البيت.. في الوهلة الأولى لم تصدق فأرادت التأكد بنفسها.. و هاهي الآن تنظر حيث حور.. حيث زوجة أبيها جالسة بكل ملوكية ترتشف من قهوتها بكل هدوء..
أسرعت رحيق نحو زوجة أبيها و ضمتها بقوة.. هاتفة بمرح طفولي: متى عدت؟!. إشتقت إليك كثيرا...
إبتسمت حور بسعادة فهتفت بدورها: و انا أيضا يا حبيبة قلبي.. إشتقت إليك كثيرا..
ناظرتهما جهاد في صمت مطبق بعدما إتكأت بجسدها على حافة الجدار و صارت تتبع كل حركاتهما.. و فجأة كانت رحيق تبتعد عنها.. و هاهي الآن تسرع نحوها.. وقفت بقامتها الرشيقة تجابه جهاد قائلة بسعادة غامرة: سوف أخبر. أبي.. و روضة..
جمدت جهاد في مكانها.. عيناها الزرقاوين لا تحيدان أبدا عن جسد زوجة أبيها.. تنفست ببطء بعدما أحست بجسدها قادرا على الحركة آنذاك..
خطت نحوها بتثاقل شديد.. تضم جسدها بكلتا ذراعيها.. وقفت أمامها حيث لم يعد يبعدها عنها سوى بضع إنشات.. ضيقت عيناها فقالت بهدوء شرس: عدت إذن.. يا لا الروعة..!
تأملتها حور بعبائتها السوداء الطويلة بهدوء.. و سرعان ما أردفت بثقة و ملامح جميلة: هل ستبلغين الشرطة هذه المرة أم ماذا؟!. أنت لم تفعليها في المرة الأولى فهل ستفعلينها الآن؟!.
آنذاك.. إتخدت جهاد مجلسها بثبات أمام غريمتها.. نظرت إليها بقوة فإستطردت بصوت خافض مليء بالتوحش و الجنون: لم أفعل ذلك لأنني كنت أعلم أنك ستنفذين منها كالشعرة من العجين.. أخدت كل شيء.. الدبوس.. الفستان ثم غادرت..

- لا تكذبي على نفسك كثيرا يا جهاد.. لو كنت تريدين فعل ذلك لما وقف أي شيء في طريقك.. على الأقل كنت فضحتني أمام رجاء و أبنائها.. إلا أنك لم تفعلي ذلك..

قاطعتها حور بصوتها الخافض و الثابت.. فعادت جهاد برأسها نحو الوراء واضعة رجلا فوق الآخر.. حدقت إليها زوجة أبيها مطولا فعادت تقول بعدما وضعت ذقنها على كفها الأيسر: إذن.. أخبريني لماذا؟!. لماذا لم تفضحينني أمام ميثم و كذلك أمام عائلة لبيذ.. كنت تستطعين فعل ذلك حتما.. أليس كذلك يا جهاد الشاروني؟!.
فردت عليها بشراسة خافتة و عينان زرقاوين متقدتان: لأنك لست هي.. لست ياقوت.. لست من خطف توأمي و تسبب في دمار صحة ذمار و عائلته.. أنت.. أنت..
أمسكت عن الكلام تنهج فردت عليها حور قائلة ببرود: أنا ماذا؟!.
آنذاك لم تستطع جهاد التماسك أكثر فنهضت في لمح البصر.. نهوضها ذاك صاحب إستطرادها القوي الشرس: ما صلتك بياقوت.. و لماذا فعلتما ذلك برحيق و ذمار؟!. ألن ينتهي هذا الوبال؟!. ألن تكفوا عن أذية الناس أم ماذا؟!..
نظرت إليها حور بهدوء فأقسمت: قسما بالله ليس لدي يد في إختطاف أختك.. و لو عاد بنا الزمان للوراء لما سمحت بذلك أن يحدث أبدا.. أنت لا تستطعين تقدير معزة رحيق في قلبي مهما فكرت..
ثم نهضت.. إقتربت من جهاد كثيرا كي تحدق في عيناها بقوة أجبر هذه الأخيرة على القول بغرابة: من هي.. و ما قصتها مع أبناء عبد الناصر؟! و ما دخل رحيق في الأمر كل!.
فقالت حور بصوت كئيب جدا و ملامح حزينة: كل واحد فينا سيلاقي العقاب الذي يستحق.. حتى لو كانت رحيق.. حتى لو كان رائف و والديه..
نظرت جهاد لصورة حور الشاحبة ثم أردفت بإرتعاش: انا لم اصدقك أبدا.. لا لا.. و لما يفعل لبيذ ذلك..؟! ماذا سيستفيد من كل ذلك؟!

أشاحت حور بعينيها عنها كي تحدق لروضة الآتية بصحبة زوجها ميثم.. نظرت إليهما بإبتسامة حنونة ثم إستطردت بحزن: و هل سينتظر منا الآخر شيئا سيئا حتى يؤذينا.. بعض الناس مهووسون بالقتل و الدمار و أمثالهم لبيذ الجبار..
أرادت أن تخطو نحو زوجها إلا أن جهاد كانت قد أمسكت يدها فجأة و أردفت بغرابة: ماذا عن رائف و أمه و كذلك رحيق.. ما شأنهم بكل هذا إن كانوا قد أحبوا آصال حبا جما..؟!.
في تلك اللحظة تنهدت حور تنهيدة طويلة.. و من دون أن تستدير نحو جهاد كانت تهمس بأكثر المشاعر حزنا قبل أن تسحب يدها من قبضة جهاد و تغادر: لأن رائف و والدته و كذلك رحيق كانوا.. كانوا يعرفون بأن لبيذ هو القاتل منذ أحد عشر عاما إلا أنهم فضلوا السكوت و التكثم عن الأمر..


يتبع


يوجّين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس