عرض مشاركة واحدة
قديم 17-01-19, 12:31 AM   #12

شمس محمد

شاعرة متألقة في القسم الأدبي


? العضوٌ??? » 244934
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 220
?  نُقآطِيْ » شمس محمد has a reputation beyond reputeشمس محمد has a reputation beyond reputeشمس محمد has a reputation beyond reputeشمس محمد has a reputation beyond reputeشمس محمد has a reputation beyond reputeشمس محمد has a reputation beyond reputeشمس محمد has a reputation beyond reputeشمس محمد has a reputation beyond reputeشمس محمد has a reputation beyond reputeشمس محمد has a reputation beyond reputeشمس محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثاني
العودة الى الماضي (1)


(( ليتني لم أكبر وبقيت وسط حكاية لايعرفها أحدُ سوانا ))
رجعتُ بذاكرتي الى الوراء ، إلى عشرين عاماً مضت ، عندما كنت فتاة في عمر الزهور
وتذكرته ، تذكرت سالم ذلك الشاب الذي يسكن بجوارنا وأخته آمنة كانت صديقة لي
كانت في نفس صفي ، نذهب ونعود سوياً ، كانت تتحدث عنه كثيراً
وحكت كيف كان هو من يتحمل المسؤولية في البيت بعد وفاة والده
وأنه يدرس وفي نفس الوقت يعمل ليسد احتياجات عائلته
حدثتني عن هواياته وحبه للقراءة وكتابة الأشعار والخواطر
كانت تحدثني لأنها كانت تعلم أني أنا أيضاً أحب القراءة ومتذوقة جيدة للشعر
وكان والدي كثير الأسفار وكان يحضر معه كتب كثيرة من خارج البلاد كنت أستمتع بقراءتها
وأحكي لآمنة عن تلك الكتب فتنقل تلك الحكاوي لأخيها سالم الذي طلب منها
في إحدى الأيام أن تستعير مني كتاب ليقرؤه لأنه لم يجده في مكتباتنا
فأعرت لها الكتاب لتعطيه له ثم سألت آمنة : كيف يجد أخاك الوقت ليقرأ
وهو حسب علمي دائم الإنشغال ، قالت أن من يحب شيئاً يخلق له الوقت
كلامها المتكرر عنه أثار فضولي ورغبتي في التعرف عليه أكثر
وفي أحد الأيام طلبت مني آمنة زيارتها في البيت قلت لها
أن والدتي لاتسمح لي بالذهاب لزيارة أي أحد دون مرافقتها
لكني سأجد طريقة لإقناعها ، احتلت حيلة وهي أني طلبت من والدتي
السماح لي لكي أذهب لزيارة آمنة لأنها مريضة جداً ولم تذهب للمدرسة
ويجب علي أن أساعدها في ما فاتها من دروس
وافقت على شرط أن أصحب أخي الصغير يوسف البالغ عشر سنين معي
وافقت على مضض وأخذت معي مجموعة من الكتب والدوواين
وكانت والدتي تظن أنها الكتب الدراسية
خرجتُ من المنزل ومعي أخي وصوت أمي من وراءنا يحثنا على عدم التأخير .
كان منزل آمنة قريب من منزلنا يبعد عنا حوالي خمس دقائق مشياً على الأقدام ،
استقبلتني آمنة بالأحضان هي وأمها وأخواتها ، وذهب أخي للعب مع فاطمة
أخت آمنة الصغيرة ، ناولتها الكتب والدوواين التي أحضرتها معي لتقرأها
وتعطيها لمن يرغب في قراءتها من اخوتها ، قضيت معها وقت ممتع
تبادلنا فيه الأحاديث الممتعة ومضى الوقت سريعاً ثم تنبهت أن الوقت قد تأخر
فطلبت من آمنة السماح لي بالخروج لأن والدتي ستغضب ان تأخرت أكثر
طلبت مني آمنة الانتظار خمس دقائق فقط لكي تُعطيني كتابي الذي أعرته لأخاها
والذي انتهى من قراءته ، وأثناء الانتظار فوجئت بدخول رجل علي في الصالة
التي كنت أجلس فيها مع آمنة ، تفاجأ هو كذلك فلم يكن يعرف أن هناك ضيفة في البيت
كان شاباً وسيماً طويلاً ، يشبه آمنة فاستنتجت أن هذا أخاها سالم
خجلت من نفسي وخجل هو أيضاً لأنه بقى لحظات لم يستوعب فيها
أن التي أمامه هي فتاة غريبة وليست احدى أخواته
همهم بكلمات لم أفهمها لكنه فر سريعاً واصطدم بأخته التي تفاجأت بوجوده
ثم اعتذرت مني لأنها لم تخبره بوجودي لأنه كان خارج المنزل وعاد دون أن يشعر به أحد
تقبلت اعتذارها وأخذت كتابي وأخي يوسف ورجعت للبيت بعقل مختلف عن الذي ذهبت به .
استقبلتني أمي بغضب لأني تأخرت عن الموعد المحدد للرجوع
وأن والدي قد سأل عني أكثر من مرة ، لم أعر غضب أمي أي اهتمام
ولم أجيب على تساؤلاتها
ذهبت مباشرة الى غرفتي لأفكر فقط ، أفكر فيه ، هذا هو سالم ؟
هذا هو الكاتب والأديب والذي اتفق معه في هواياتي
شعرت بسعادة وراحة في قلبي ، ربما لأنه كان لدي فضول لرؤيته وها أنا قد رأيته .
في اليوم التالي وكالعادة ذهبتُ مع آمنة الى المدرسة
وفي الطريق قالت لي آمنة أن أخاها يعتذر عن الموقف الذي حدث في الليلة الماضية
كما أنه قد أخذ جميع الكتب التي أحضرتها لكي يقرأها
قلت لها لاداعي للاعتذار موقف وعدى
بعد عدة أيام هطلت الأمطار بغزارة ونحن داخل المدرسة
فصرفوا جميع الطالبات ورجعت مع آمنة سيراً على الأقدام
كالعادة والطرق مليئة بالمياه وأثناء سيرنا توقفت سيارة أمامنا وطلبت منا الركوب
فأسرعنا بالسير ظناً منا أن هناك من يريد خطفنا لكن السائق
كان مُصر ثم توقف وترجل من السيارة وقال آمنة !!
والتفتنا ووجدنا أنه أخاها سالم قد أتى ليصطحبنا الى البيت ،
ركبنا معه وتكلم هو في السيارة
وقال : يا الله عليكِ يا آمنة بالله ماعرفتي سيارتي ؟
ردت آمنة بأن خوفها قد منعها من استيعاب أي شيء
فضحك وواصل القيادة
أما أنا فقد بدأت أشعر بمشاعر غريبة .



شمس محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس