عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-19, 02:55 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثاني

المرأة الحديدية
غيوم رمادية تنذر بالسوء .. عواصف وزعابيب معتادة في مثل هذا الوقت من السنة لكن عواصف قلبها اشد واعظم .. بعض الاوجاع لا علاج لها حتى الزمن
من قال المال وسيلة السعادة ..؟؟ مطلقًا السعادة في راحة البال والاطمئنان .. القلق يقتل القلب من الداخل ..
السيدة زارا حكيم .. سيدة الأعمال الشهيرة التى اصبحت تمتلك مئات الملايين ولا تمتلك ذرة واحدة من السعادة .. سئمت من الأموال ومن الأعمال ومن زيف كل ما تفعله .. ولولا وجود ريان في حياتها لكانت فقدت عقلها منذ عصور ..
من اقصى الصعيد المتزمت لحياة الانفتاح بلا رقيب .. هل هذا ما كانت تتمناه فعلًا؟؟!! كلما تحدثت بلغة غير لغتها كلما ازدادت كآبة فحرصت علي جعل ريان يتقن العربية عن طريق الدروس الخاصة لكنه اصبح يتساءل ويرغب في المعرفة ودائمًا يسأل لماذا أمى ؟؟
وضميرها الذى يؤلمها لدرجة الموت يجعلها تطمئن بعد كل درس لغة عربية وتسأل عن مدى تقدمه واتقانه لها .. تقدمت بحرص لداخل غرفته تتأمله وهو منكب علي اوراقه الخاصة يعبث بها بقلمه دون تركيز ..
" من شابه اباه " بالفعل هو نسخة مصغرة من ابيه ويتبقي الزمن ليصقله فيصبح نسخة حقيقية وقد ترعبها حتى هذه النسخة .. وكأنما شعر بحركتها الخافته فاستدار من فوره والقى بنفسه بين ذراعيها محملًا كل ثقله علي جسدها ويتعلق في رقبتها ..
امطرته بقبلات لا تنتهى تعوض فيها حنينها إليه .. تقضى معه معظم يومها ولا تكتفي .. حنين قاتل إليه حتى
وهو بين احضانها .. تشتاق لريان حقيقي في تربته الأصلية بدلا من المهجر الذى يجعلهم وكأنهم في حفلي
تنكري كبير ..
سألته بحب ..
- كيف كان درسك اليوم ؟؟
رفع نظرات ممتلئة بالعتاب قبل أن يقول بتأفف ..
- جيدة .. لكن لماذا ادرس في ايام العطلة الدراسية أمى ..؟؟ اصدقائى يتنزهون في عطلة نهاية الأسبوع وانا اجلس لادرس لغة غريبة لا نستخدمها ..
اعادت إليه نظرته بعتاب أكبر ..
- كيف لا تستخدمها ريان ..؟؟ ألا تعلم أنها اللغة الوحيدة التى تستطيع جدتك التحدث بها الآن ؟؟ مرضها جعلها تنسي كل اللغات إلا تلك اللغة .. نعم أنت تتحدث الانجليزية هنا لكن تذكر دائمًا انها ليست لغتنا الأصلية .. لغتك الأصلية هى لغة والداك ..
رغبته في التملص من الدروس والذهاب في نزهة جعلته يرتكب خطًأ لا يغتفر.. بالفعل جدته لا تتحدث سوي بها وها هو حُشر في زاوية لا مخرج منها .. ذكائه الفطري اسعفه فورًا .. " انبتنى لنسيانى لجدتى وسأقلب عليها الطاولة "..
- اذًا سأدرسها أمى هذا واجبي كى اتواصل مع جدتى التى لا تسمحين لى برؤيتها إلا نادرًا وحسنًا لغتى الاصلية هى " الملايو " لغة والدى التى لم اتعلم منها سوي بعض الكلمات القليلة وليست الانجليزية التى اتحدث بها دائمًا .. حسنًا افهم كل ذلك لكن اسمحى لي اليوم بالخروج ارجوكِ .. دائمًا ترفضين ذهابي لمدينة الملاهى .. أنا الطفل الوحيد الذى لم يركب افعوانية في حياته ..
ترجاها " ريان" وحيدها وسبب استمرارها في الحياة .. ترجاها مرارًا وداوم علي الالحاح بغباء في الفترة الاخيرة
واصبح كئيبًا ويبكى طوال الوقت ..
الحصار الامنى الذى تفرضه عليه يفوق استيعاب عقله الصغير .. يتساءل باستمرار عن سبب احتجازه في القصر .. حتى المدرسة يذهب إليها في حماية العديد من الحراس ولولا اصرار اكرم لكانت منعته منها هى أيضًا ..
ربما يعتقد الجميع أن السبب الرئيسى لما تفعله هو اموالها أو بالأحري اموال اكرم حكيم التى تنعم بها الآن هى وريان لكن السبب الحقيقي هو فزعها من الماضى الذى بالتأكيد سيعود يومًا ويطاردها بعنف .. بالتأكيد سيجدها وسيقتلها بدون ادنى تفكير .. مصيرها القتل لكن ما ذنب ولدها في كل ما يحدث ..؟؟ وكالعادة كان جوابها ..
- لاحقًا حبيبى ليس الآن ..
طفلها يكبر وردة فعله تختلف .. في الماضى كان فقط يبكى أما اليوم فرفع رأسه بكبرياء ليقول ..
- حسنًا اعدكِ لن اطلب الذهاب إليها بعد الآن كرامتى لا تسمح ..
آة .. انه العذاب الخالص في اقصى صوره ولدرجة تسبب لها الم البطن الحاد ... انه يتحدث كأبيه تمامًا .. " الوراثة لعنة ويأتى هو ليرث كل صفات أبيه .. " ملامحه وحتى كبريائه, لكنها تحرص علي نزع القسوة التى كانت ترعبها من قلب ريان وتبدلها بالحب .. لا لن ترث قسوته يا حبيبي ..
لم يتعدى الخمس سنوات ويتحدث عن الكرامة ؟؟!! لكنه اكمل بلهجة شطرت قلبها لنصفين ..
- لكن اعلمى أنى حزين .. ليلة سعيدة أمى ..
يا الله .. انه حزين .. بالطبع .. انه يعيش في رهاب .. تتأكد من الترتيبات الأمنية مئات المرات في اليوم .. أي حركة بسيطة يفعلها يراقبه فيها جيشًا من الحراس ..
مسكين !! ليس الفقر فقط هو ما يجعل من طفل مسكينًا ويستحق الشفقة .. فيكفيه أنه اقتلع من جذوره ليغرس في أرض غريبة ومع ثقافة غريبة .. لا يسمح له بزيارة الأصدقاء ولا بزيارة الملاهى ولا المطاعم ..
يعيش كطريد والسبب لحظة تهور جعلتها تقضى الباقي من عمرها في الذعر ..
الدموع التى تقدمها له كتبرير علي رفضها لطلبه في كل مرة يطلب منها زيارة الملاهى أو التنزه لم تعد تكفيه .. يريد اجوبة حقيقية ترضى فضوله وللأسف لا تملكها ..
حتى مشيته تذكرها بما مضى .. نظرات الاشفاق التى بدت جلية علي وجه اكرم جعلتها تجفف دموعها وتنضم إليه في الحديقة ..
مهما فعلت لن تستطيع شكره علي ما فعله لها .. اعطاها منزلًا بل بالاحري مآوى وليس أي مآوى .. قصرًا ضخمًا وشركات وهوية والأهم منح طفلها اسمًا وشهادة ميلاد ..
نظراته اليوم كانت مختلفة كانت نظرات تأنيب ضمير .. حينما لجئت إليه ظن وقتها أنه كان يفعل الافضل لها لكنه الآن يعيد كل حساباته.. كلما راقب ذعرها وعمرها الذى يضيع كلما عنف نفسه علي مجاراتها في خطتها المندفعة تلك .. ربما كان الحديث وقتها يفيد اكثر بدلًا من التخفي ..
الخوف لا يمنع القدر بخيره ولا شره لكنه يمنع من الحياة .. من الاستمتاع .. الرعب الذي تعيش فيه ترك اثاره علي ملامحها الجميلة .. فحولها لزهرة باهتة فقدت بريق الحياة .. تذبل تدريجيًا علي الرغم من جمالها الظاهري الذي صقله العمر إلا أن الحزن دفن في الاعماق فكان يظهر في كل نفس تخرجه ..
ربت علي كفها بحنان ..
- لن اطلب منكِ السماح له بالذهاب فأنتِ والدته اولا واخيرًا والقرار لكِ .. لكنى اطلب منكِ الاستمتاع بما لديكِ .. ضيعتى اجمل سنوات عمرك في الخوف من الماضي ففقدتى الحاضر وستفقدين المستقبل ايضًا صدقينى لو كان خوفك يفيد لساعدتك كعادتى دائمًا لكننى افكر بطريقة عقلانية .. تمتعى بأموالك ومتعى ابنك .. أنت الآن بهوية جديدة واموال تصنع درعًا واقيًا يقيكِ منه ولو استطاع ايجادك بعد كل ما فعلنا اذًا هو قوى اكثر بكثير مما نتحمل ولن تفلح حراستك في الوقوف في وجهه ..
كلامه يحمل كل الحقيقة .. لو وجدها بعدما تنقلت عدة مرات واخفت اثرها في كل مرة اذا فقد اكتسب
قوة مرعبة وسيسحقها بسهولة اطفائه لسيجارته ..
يومًا ما سيتوجهان لكن بالتأكيد لا ترغب في تلك المواجهة قريبًا ..
- لقد تركنا ماليزيا منذ سنوات بعدما نقلنا اعمالنا لكندا ثم منها لنيوزيلاندا .. اوكلاند مدينة كبيرة ورائعة .. متى خرجتِ اخر مرة أو ارتديتِ احدى فساتينك الرائعة ..؟؟
القبر الذي تدفنين نفسك فيه مع ريان موعده لم يحن بعد يا ابنة الرابعة والعشرين بحلول ميلادك القادم والذى سيهل بعد بعد ايام قليلة ستنضمين لروتاري العجزة الذي اذهب إليه.. لا تجعلينى اندم علي مساعدتك فكلما رأيت عمرك يتسرب من بين اصابعك كلما حملت الهم ..
لا لن تنزلق وتندفع وراء خدعته .. هو يريدها أن تكشف عن نفسها .. أن تظهر في المجتمعات .. السيدة الحديدية الغامضة كما اسموها لابد وأن تظل غامضة .. تدير الشركات من وراء حجاب .. قليلين فقط يعرفون شكلها ومدخلها الخاص محرم استخدامه علي العاملين..
الجميع يعتقد أنها تزوجت اكرم العجوز من اجل امواله لكن هى وهو فقط يعلمان الحقيقة ..في الواقع الأموال التى هربها والدها لماليزيا بعيدًا عن سلطة العائلة نفعتها ولم تكن معدمة بالكامل .. كان يعلم أنها لن ترث حقها الشرعى فبادر ب..
ربما انهاء المحادثة الآن في مصلحتها .. فقط ستذهب لزيارة والدتها في غرفتها قبل الذهاب لاجتماع مجلس الادارة الهام ..
فاليوم لديها اجتماع مع سنيور ميجيل بيدرو دى ماري ملك استيراد الاغنام في اسبانيا في صفقة تتعدى مئات الملايين ...
مراعيها العديدة حازت شهرة عالمية وسلالتها من الأغنام التى حرصت علي تنقيحها خلال السنوات الثلاث
السابقة اتت ثمارها واليوم اصبحت اغنام حكيم اسمًا يطلبه الكثيرون ..
من اكثر ما يؤلم ضميرها بخلاف ريان هو والدتها التى اقتلعتها هى الاخري من جذورها وغرستها في الخارج ...
الزهايمر من الأمراض المعروفة في سنوات العمر المتقدمة لكن أن تصاب به والدتها الاربعينية بالتأكيد هى مسؤلة ولو بنسبة عن اصابتها به .. لم تتجاوز يومًا وفاة زوجها الذي كانت تعشقه لتعيش منذ يوم وفاته وكأنها في عالم اخر ..
وككل مرة تدخل فيها غرفتها حتى لو تعدى دخولها العشر مرات يوميًا تشعر بنفس الشعور .. الغضب الكبت السخط .. والسبب شخصًا واحدًا .. مخلوق كريه قاسي يحسب علي البشر لكنه ليس منهم بالتأكيد ..
ذلك الحقير اجبرها وضغط عليها بكل قوته لتنهار وللاسف انهيارها لم يشملها هى فقط بل طال في سكته ابرياء لا ذنب لهم ..
اسمها الجديد ملابسها المختلفة .. لون شعرها,, القصور والاموال التى اصبحت هى المتصرف الوحيد فيهم .. تغيرت بالكامل لكن في الاوقات القليلة التى تتعرف عليها والدتها فيها تعود لأنفها فيها رائحة الماضى .. رائحة السعادة التى لم تعد تشمها منذ سنوات ..
- أمى ... حبيبتى كيف حالك اليوم ..؟؟
نظرات دهشة احتلت ملامحها ...
- لماذا تحول شعرك للأصفر ولماذا لم تذهبي للمدرسة لليوم ؟؟ أنتِ معاقبة ولن تذهبي للحديقة في نهاية الاسبوع .. اذهبي فورًا واغسلي وجههك من المساحيق .. ومرة اخري لا تعبثي باشيائى الخاصة ..
الانهيار اليوم كان علي وشك الوصول لمرحلة التدمير النهائي .. كلامها يمزق قلبها ..ويكفيها أنها تحرمها من رؤية حفيدها .. كلما رأته كلما تذكرت والدها وكلما انهارت اكثر .. من عجائب قدرة الله أن يجمع ريان صورة والده ووالدها علي الرغم من عمره الصغير وكأن الله عز وجل اراد أن يعاقبها به..
غادرت تجري بانهيار وأنفها الأحمر وجفنيها المنتفخين خير دليل علي ساعات البكاء الطويلة ... كيف
ستذهب لاجتماعها هكذا ..؟؟ الم تنبه نفسها من قبل لضرورة عدم التفكير في الماضي أو مقابلة والدتها قبل أي اجتماع ..
لم ولن تتجاوز يومًا مرض والدتها أو تتقبله .. قاسية هى الحياة حينما تبدع في عذاب احدهم ..
واكرم معه حق فمرآتها تظهر عجوز في الثمانين لا امرأة في ريعان الشباب والحقير المتسبب في عذابها ينعم مع زوجته ويربي ابنائها وولدها هى يعيش كنبتة شيطانية بلا جذور ..
وفي حركة تمرد خلعت عنها السواد وانتقت فستان محتشم في تصميمه بلون المارون الرائع .. واطلقت العنان لشعرها الأشقر والذي تحول من البنى الفاتح للاشقر الفضى بسلاسة ناسبتها ..
من يصدق أن تلك الشقراء صعيدية في الأساس ؟؟
لكن اليوم ستكون شابة من جديد .. والقليل من المساحيق ستخفي انتفاخ جفنيها واحمرار أنفها ..
كم من المدهش أن القليل من الاهتمام يبدل الانسان ليتحول من كومة حزن لسيدة مشرقة بغض النظر عما يعتمل في القلب ظاهريًا اليوم هى سيدة جميلة بامتياز راقية في ملابسها لكنها تخلب الالباب .. استعادت جمالها بلمسة اهتمام بسيطة لدرجة أنها لم تتعرف علي نفسها حينما نظرت في المرآة .. سيدة جديدة جميلة وتتنفس .. وجمالها خلاب فريد ..
جمال يستحق رجل يقدره ويدللــه.. تحتاج للعناق .. نعم كم تحتاج لرجل .. وخصوصًا بعدما جربت يومًا الحب اللاهب والقبلات الحارقة ..
مأساتها بدأت بقبلة ومع ذلك تفتقدها .. اغمضت عينيها وتذكرت حتى اقشعرت .. لا,, تفكيرها يقودها لمنزلق خطر للغاية .. هل تعترف الآن باشتياقها لمعتصم الحقير وحاجتها له ؟؟
لا بالطبع كل ما تحتاجه هو اهتمام رجل حقيقي وحنانه لكن بالتأكيد الذى كان يقدمها لها ذلك الجلف
لم يكن اهتمام أو حب من أي نوع ..
وبخطوات مترددة خطت خارج غرفتها بهيئتها الجديدة التى نالت استحسان اكرم علي الفور ..
- خلابة .. ستغزين العالم يومًا بجمالك زارا وتذكري اكرم العجوز حينها ..
كيف تفيه حقه ؟؟!! بادرها علي الفور ..
- اياكِ أن تسمحى لتلك الدموع بالنزول وافساد زينة وجهك التى اراها لأول مرة .. اذهبي واصنعى لنا صفقة جيدة مع الاسبان .. هيا ستتأخرين .. اعتمد عليكِ بالكامل هذه المرة واعلم أنكِ لن تخذلينى يا تلميذتى النجيبة ..
واخر ما كانت تريده وخصوصًا مع حالة ضعفها الراهنة هو نظرات ريان التى رمقها بها من علي باب غرفته .. وعلي الرغم من حزنه والمه الخاص وجدته يقترب منها ويتعلق في رقبتها ويمسح علي شعرها بانبهار قبل أن تهبط يديه الصغيرتين لفستانها الملون وهو ينزلق معها لأسفل ويشهق قائلًا ..
- أمى أنتِ رائعة الجمال ..
يا الله نفس نبرة صوته .. الذكريات لا ترحم ..
عادت للوراء لذلك اليوم الصيفى الحار حينما كانت في السابعة عشر .. دائمًا كانت تحبه لكن في هذا الصيف تغير بداخلها شيء .. اصبحت تتمنى أن تكون امراءة .. امراءته ..
ذكريات .. ذكريات .. ربما تلك الذكريات هى الشيء الوحيد الذى يجعلها حية ..
أوف .. ما هذه الحرارة التى لا تطاق ..؟؟
تصببت عرقًا وهى تجلس في غرفتها ..
حتى الحرارة اللاهبة لن تمنعها من الاستمتاع بوجودها بقربه وستتحملها حتى لو ساحت فعليًا .. ولسوء حظها
توقف مكيف الهواء عن العمل وكأنه يعاندها .. فطلبت من الخدم ايجاد فنى لاصلاحه وارتدت ملابسها
وجلست تنتظر ..
للأسف معتصم في المجلس العرفي ولا تعلم ماذا تفعل وهو مشغول فحينما تغامر وتأتى للنجع بدون والدها ووالدتها وهى تعلم كم هى غير مرحبًا بها من زوجة عمها تكون تغامر براحة بالها لكن قربه يستحق ,, والجديد أنها ستلتحق بالجامعة في مصر مما يعنى اقامة دائمة في القاهرة واحتمالية لرؤيته اكبر بكثير من الماضى ..
من الرائع أن والدها سمح لها بالعودة لمصر قبله لاتمام معاملات التحاقها بالجامعة معتمدًا علي معتصم بالكامل في ذلك الذى هو بدوره احضرها للنجع وكلف احد رجاله بتقديم اوراقها في الجامعة الامريكية في القاهرة ..
وطرقات قوية علي الباب انبئتها بوصول الفنى لكن لصدمتها لم يكن الفنى هو من وجدته خلف الباب حينما اتجهت لفتحه بل معتصم شخصيًا ويحمل حقيبة معدنية صغيرة ..
لأول مرة يدخل غرفتها ودهشت حينما تقدم للداخل تاركًا الباب مفتوحًا وعلي وجهه علامات الاستياء ..
- لماذا لم تطلبي منى أنا اصلاح المكيف ..؟؟
تلعثمت وهى تجيبه ..
- أنت كنت مشغولًا ..
ولتكملة صدمتها وجدته يخلع عمامته ويضعها علي الطاولة بحرص وأمام نظراتها المذهولة خلع جلبابه الجملي اللون وجعله يلحق العمامة علي الطاولة وبادرها بالقول ..
- لن يدخل فنى اصلاح لغرفتك شيرويت ,, أنا سأصلح المكيف بنفسي ..
شهقت بعدم تصديق ..
- وهل تعلم كيف تصلح مكيفًا ؟؟
واصل التخلص من ملابسه التى يخشي عليها من التلف وابعدهم بعناية ليتبقي بقميص داخلي قطنى ابيض
ضيق مشدودًا علي صدره العريض وسروال من الجينز الأزرق كان يرتديهم تحت جلبابه الفضفاض ويقول ..
- هل نسيتِ أنى مهندس ميكانيكا في الأساس ..؟؟
علقت بانبهار ..
- حقًا تستطيع ..؟؟
- فقط انتظري وسترين ..
لطالما ابهرها بقدرته علي التغيير .. في القاهرة وفي خلال سفراتهم خارج مصر يكون المهندس المتحضر الأنيق وحينما تعود للنجع تجده الصعيدى الأصيل بثياب الأجداد والمدهش أنه يليق عليه كلتا الحالتين ..
وبكل سلاسة بدء العمل .. وبعدما تفحص الوحدة الداخلية وتأكد أنها بخير كان عليه تفحص الوحدة الخارجية للمكيف وبخفة الفهد اعتلي حافة النافذة وتدلي بوسطه للخارج في حركة خلعت قلبها لتشهق بذعر ..
- معتصم لا ارجوك عد للداخل لا اريد مكيف في الغرفة ..
لو كان حياؤها يسمح لها بلمسه لكانت تعلقت في ساقيه لتمنعه من السقوط من النافذة لكنها بعدما اقتربت برعب توقفت كفاها في الهواء وعجزت عن التعلق به لكنها كانت تترجاه للعودة ..
وهو لم يتراجع بل اتسعت ابتسامته وهو يواصل العمل وكأن قلقها عليه عدل له مزاجه الغاضب وبحركات خبيرة تفحص الوصلات وقام بتغيير بعض البراغي التى كانت تآكلت بفعل عوامل الجو واعاد ربط الخرطوم الكبير الذى كان انفصل عن القطعة الداخلية بمهارة وعاد للداخل بعدما انتهى ..
وليعود قلبها المسكين بعودته للداخل لمكانه ..
- جربي المكيف الآن ..
- ماذا..؟؟
- شيرويت .. اختبري المكيف ..
- أوه معذرة ..
وجوده المفاجىء في غرفتها انساها الغرض الأساسي من زيارته لغرفتها ..
وحينما ادرك انها لن تتحرك من مكانها قام هو بتشغيل الجهاز وانسابت البرودة للغرفة فابتسم برضا ..
- ستنعمين الآن بالبرودة .. عذرًا علي كل لحظة تحملتِ فيها الحرارة .. ليتنى تحملتها أنا عنكِ ..
كانت تريد شكره لكنها كانت في اقصى درجات ارتباكها من لطفه الغير معهود .. والآن انقضى الغرض من زيارته لغرفتها وسيغادر .. " ابقي قليلًا بعد "..
لكنه كان متعجلًا للرحيل .. وبالطبع اتسخ تمامًا وتحول قميصه الأبيض للأسود وتحولت اصابعه للون البنى من التراب ومن الصدء ..
ووقفت تتأمله وهو يجمع عدته استعدادًا للرحيل وبحركة تلقائية حملت جلبابه وعمامته لتوصلهم لغرفته لأنه لن يستطيع لمسهم وهو بهذا الشكل ..
- الآن سأغلق لكِ النافذة لتستمعى بالبرودة بالكامل ..
شددت من ضم اغراضه لقلبها تتنشق عبيره وكانت علي وشك فقدان الوعى من شدة نشوتها حتى استفاقت علي صوت زوجة عمها الغاضب وهى تصرخ ..
- معتصم .. ماذا تفعل عندك ..؟؟ هل اصلحت ذاك المكيف اللعين بنفسك ..؟؟
تجاهل نبرة الغضب في صوتها ليقول .
- مرحبًا أمى .. نعم اصلحته بنفسى ..
نظرت إليها باشمئزاز وهى تشير بأصابعها بحركة كلها احتقار وقرف ..
- تلك الحية لها تأثير سيء عليك ولدى .. تجعلك تتصرف بحماقة لا تليق بمكانتك ولا بمركزك ..
انظر كيف اصبح شكلك .. ماذا لو شاهدك احد الخدم الآن ..
عند هذا الحد ادارت شيرويت وجهها للنافذة التى لم تكن اغلقت بعد واطلقت العنان لدموعها وسمعت معتصم يقول بنبرة حازمة ..
- أمى .. فليشاهدنى الجميع لا اهتم .. أنا مطلقًا لا اخجل من افعالي .. أنا رفضت دخول فنى الاصلاح لغرفة ابنة عمى واردت اصلاحه بنفسي .. لماذا تكبرين الامور ..
- لأنك لا تشعر بنفسك معتصم ولا تعلم كيف تبدو غبيًا أمام الجميع حينما تكون تلك الحية هنا .. أنت تنسي العالم وتكرس كل وقتك لها .. ماذا سيقول عنك الخدم عندما يرونك تتبعها هكذا..؟؟ افقدتك عقلك امراءة يا رجل ..
بدء الغضب يظهر عليه تدريجيًا ..
- أمى من فضلك لا داعى لهذا الكلام أنا كبير النجع ومن يتجرأ بذكري أو ذكرها بالسوء حسابه سيكون عندى .. واعتقد يا أمى أن موعد الغذاء اقترب ولديك اشياء اهم من تأنيبي لتفعليها ..
واحمر وجهها من الغيظ .. لقد احرجها ولدها امام تلك الصرصارة الغبية التى تتكبر عليهم مثلها مثل والدتها والآن ستتأكد من وضعها لمعتصم بالكامل في جيب قميصها بل سيكون كالخاتم في اصبعها تتحكم فيه كيف تشاء ..
لا .. لن تستطيعى يا ابنة السفير .. أنا لكِ بالمرصاد ..
وفور مغادرتها لكم معتصم الطاولة بيده بغضب واتجه لشيرويت يحدثها لكنها واصلت ضغط اغراضه لصدرها ولم تلتفت إليه فعلم أنها تبكى ..
اللعنة .. هل حقًا تبكى ..؟؟ فكرة بكائها افقدته التفكير السليم وكاد يجن ..
وبحركة لطيفة لكن حازمة جذبها من ذراعها ليديرها إليه .. صدق حدسه فعلًا .. عيناها البندقيتان التى
ظهر لونهما بوضوح بفعل ضوء الشمس القوى امتلئتا بالدموع التى انسابت باستسلام علي وجنيتها .. وشعرها كان يتحرك بفوضوية علي وجهها وعنقها وبدلًا من أن يعتذر منها علي ما فعلته والدته وجد نفسه يهتف بشغف ..
- يا الهى أنتِ رائعة الجمال ..
- أمى أنتِ رائعة الجمال ..
نفس صوته واسلوبه ففجرا بداخلها ذكريات واحاسيس عنيفة ..
جثت علي ركبتيها بحب ..
- هل اعجبتك حبيبي ..؟؟
اطرق برأسه في صمت فعادت لتسأله ..
- اذًا أنت لم تعد غاضبًا منى ؟؟
هتف بحنق ..
- أنا لست غاضبًا أنا فقط حزين ..
كانت تفهم مغزى نظرات أكرم جيدًا تلك التى تؤنبها ترشدها تلهمها فتجاهلتها لفترة قبل أن تهتف باستسلام ..
- حسنًا ريان اوافق .. سأرافقك غدًا لمدينة الملاهى ..
قرارها كان اصعب ما يكون وستغامر حتى بنفسها في الخروج للعلن .. لكن قلب الأم يأبي أن يسبب الحزن لصغيره .. أما ريان فذكائه الفطري خارق .. فهم أنها اليوم لسبب ما مختلفة وربما غدًا ستعود لرفضها ..
وفهم أكرم أيضًا أن ضعفها مؤقتًا وستعود لموقفها السابق فورعودتها من عملها .. وعودتها لملابسها القديمة
الكئيبة ..
فرصة ولابد وأن يغتنمها ريان وإلا ..
- حبيبتى الاجتماعات ستدوم لأيام واعتقد أن غدًا سيكون هناك عشاء عمل وسيتوجب عليكِ حضوره ..
- اللعنة .. نسيت ذلك ..
- حسنًا دعيه يذهب اليوم وسأصحبه بنفسي ..
شعور اللهفة علي وجه صغيرها يتزايد طرديًا مع شعورها بالتوتر .. التردد الذى بداخلها الآن يجعل البحور تفيض من شدته,, علقت بتردد ..
- لن يفلح ذلك والحراسة ..؟؟!! أنا ايضًا سأخرج في نفس الوقت ..
بدى الحماس جليًا في صوت أكرم وهو يقول ..
- لتشعري بالامان اكثر سنستبدل طاقم الحراسة .. أنتِ تعلمين أن جاريد وداركو هما الأفضل وطاقمهما كذلك لكنى اري أن طاقم دراكو سيكون الافضل لحماية ريان وسيستطيع مرافقته في كل الألعاب بعكس جاريد ..
جاريد بلتيمور .. عميل السي أي ايه السابق ومن اكثر رجال الحراسة حنكةً وذكاءً .. وعينته لحراسة ريان لسببين ..
الأول تفضيلها لريان عن نفسها والثانى لابعاده عنها .. كانت تعلم أنه معجبًا بها .. نظراته تفضحه وهى لا تريد الخوض في ذلك مطلقًا .. لذلك اتخذت من طاقم دراكو حماية لها وحماية منه ..
واخيرًا هتفت باستسلام مهزوم ..
- حسنًا اذهب مع والدك لمدينة الملاهى يا ريان
ماذا يلزم لاتخاذ قرار بسيط كهذا ..؟؟ بعض القرارات مصيرية وبعضها روتينية لا تؤثر مطلقًا في سير الامور
نفذت أم لم تنفذ لا يشكل ذلك أي فارق ..
وقرار السماح لريان بكسر الطوق الناري الذى تفرضه عليه قرارًا مصيريًا لا يتعلق فقط بنزهة كسائر الأطفال بل ثورة وشيكة الحدوث وتمرد قريب علي قيودها التى تكبل بها نفسها قبله ..
احتضنته بكل قوتها وغادرت قبل أن تعيد التفكير وتلغي قرارها السابق .. نظرة السعادة في عينيه التى تراها لأول مرة في حياتها تستحق المخاطرة ..
**
الترتيبات التى اتخذها جاريد لا تريحها علي الاطلاق .. ها هى تدفع ثمن قرارها الجريء فعندما ينتهز الفرصة التى لم تمنحها له يومًا ويجبرها علي مرافقته بمفردهما في سيارتها دونًا عن طاقم الحراسة جميعًا فهى بذلك ترقص حول اللهب .. ورده المتكبر يحجمها عندما اصر بكبرياء ..
- ستجلسين إلي جواري أنا لست سائقًا ..
وعلي مضض انصاعت وجلست بجواره وتركت باقي فريق الحراسة في السيارة الاخري التى تتبعهما كظلهما .. جاريد وكبريائه,, كعميل سي أي أيه لا يسمح أن يكون مجرد سائق لسيدة ولا حتى حارس خصوصى ,, هو يحمى مؤسسة لا افراد ويضع الخطط الامنية أما حمايتها وهى معه فلا يشكل له أي هم .. بسهولة يستطيع .. وربما انتهز تلك الحجة ليقترب منها كما اراد أن يفعل منذ أن التقته في العام الماضى ..
التغيير اليوم علي اشده وروتين حياتها يتعرض لمحنة .. عندما يكون كل تفكيرها منحصر في ريان وآمنه واهتمامها بمظهرها ثم المضايقات المحتملة التى سوف تواجهها مع جاريد .. واخر ما كانت تتوقعه أن يخرج جاريد عن صمته ويبدأ في مراودتها عن نفسها .. ربما مظهرها اليوم كالعسل ويجذب الذباب ..
- أنتِ اليوم مذهلة زارا .. جميلة كمهرة اصيلة تلمع تحت الشمس ..
الصدمة الجمت لسانها لأول مرة يغازلها احدهم وجهًا لوجه .. لأول مرة تسمع كلمات الغزل الصريحة .. ربما
اعتادت سابقًا علي نظرات الاعجاب لكنها لم تتخطى ذلك يومًا .. مجرد نظرات لكن جاريد الآن بجوارها
ويغازلها .. وربما فهم ارتباكها بشكل خاطىء .. ربما اعتقد أنها توافقه علي غزله فتشجع ليقول بحنق ..
- من العار أن يحظى العجوز حكيم بكل ذلك الجمال ..
لا هنا وكفي سيتجاوز الخطوط الحمراء .. يجب أن يعود لصوابه وستوقفه عند حده .. هتفت بصرامة ساخطة ..
- جاريد ..
لكنه كان في دنياه الخاصة ليكمل ..
- أنتِ بحاجة لرجل حقيقي زارا .. أنكِ حتى لم تدخلي غرفته ابدًا .. لا علاقة خاصة بينكما ولا تحاولي الانكار فأنا المسؤل عن تأمين المنزل واعلم كل الخبايا .. منذ أن استلمت مهمة تأمينك وأنت لم تدخلي غرفته مطلقًا ولم يدخل هو غرفتك أيضًا .. أي علاقة زوجية تلك ؟؟!!
أنه يغزو عالمها وينبش في خباياها .. لا خوف حقيقي من ناحيته مطلقًا ولا تخشي السقوط فى حبائله فقلبها مغمور بحب علم عليه حتى الموت لكن جاريد اصبح خطرًا حقيقيًا يهدد آمنها .." قد ينكشف المستور " ..
من هى الآن ؟؟!! شيرويت الضعيفة الهاربة التى علم معتصم عليها حتى اكتفت أم زارا حكيم سيدة الاعمال والمرأة الحديدية كما اصبحت تسمى ..
لا عودة لفتاة مرتعدة خانعة بعد اليوم .. لن يتحكم رجل في حياتها أو تسمح له حتى بهزها .. لا وجود لرجال اعلي شأنًا في حياتها ولن يكون ..
وضعت كل صرامتها وسخطها وغضبها في صوتها .. ليخرج كالجليد ..- اسمى السيدة حكيم ولا تتخطى حدود عملك .. أنت تعمل لدى ولا دخل لك مطلقًا في حياتى .. قد تكون الأفضل امنيًا لكن ذلك لا يعنى بالتبعية عدم وجود بديل يحل محلك .. احفظ مصدر رزقك ولا تتدخل فيما لا يعنيك ..
ثم ادارت وجهها للجهة الاخري من السيارة في اشارة منها لانتهاء المحادثة ..
اثبتت مركزها كالسيدة حكيم التى لا يهز لها رجل شعرة وهذا هو المطلوب ..
**
استمع بانتباه شديد لما يقوله الرجل المنحنى أمامه .. كل عضلة من وجهه تحفزت في دليل قوى علي اهمية ما
يستمع إليه حتى انتهى الرجل تمامًا فيصرفه في حركة ترفع اعتاد علي فعلها..
ويجلس ليقيم الامور .. الفرصة واتته علي طبق من ذهب .. سفر معتصم في هذا التوقيت بالذات يجعله يضع رقبته تحت انيابه وهو لن يتوانى عن قضمها ..
الغاية عادة تبرر الوسيلة وهذا مبدأه الميكافيللي الذي اتبعه دائمًا .." افكار اليهود تلك يملك منها الكثير" من يعتقد نفسه ابن الخادمة ؟؟
قد يكون جدهم الأكبر السمالوطى الكبير اعطاه كل مقاليد الامور قبل وفاته وتناسي غلطة ابيه وزواجه من ابنة الخفير لكنه كان اولي بذلك المنصب ..
الظروف خدمت ذلك المتعجرف بصورة لا تصدق .. والد معتصم كان ارق من تحمله لمهام المنصب واثبت ذلك بوقوعه في ما يسمى بالحب وعمه عزيز كانت المناصب الخارجية وعمله كسفير اهم لديه من مناصب عرفية كان يعتبرها عادات بالية يجب أن تختفي للأبد أما والده المستحق الحقيقي للمنصب فاستبعده جده الكبير عفيفي السمالوطى تمامًا بلا أي مبرر وعندما توفي والد معتصم وهو في اواخر الاربعينيات من عمره,, الصدمة التى سببها فراقه لجده جعلته ينصب معتصم في مكانه.. ربما لأنه وجد فيه القوة التى افتقدها في والده وربما كان يصنع هو تلك القوة التى عجز عن ايجادها في كل ابنائه بما فيهم والده هو حتى ..
تلك القوة التى يتباهى باستخدامها الآن ولا يعلم أنها هى التى ستقوده لهلاكه ..
المغفل الغبي لا يعلم أن جولته الاخيرة مع رضوان هى التى ستفعل ..
أخيرًا وبعد انتظار سنوات سيحقق حلمه ويتخلص من ذلك المتكبر .. ويصل للمجلس العرفي الذي وضعه هدفًا
منذ أن بدأ يتحول لرجل ويترك لهو الاطفال ..
وفور سفر معتصم سيبدأ التنفيذ ..
امتدت يده لهاتفه النقال وضرب رقمًا ما وفور سماعه لصوت محدثه سأل بلهفة..
- هل غادر القاهرة بالفعل ؟؟
- نعم منذ ساعات عديدة ..
- حسنًا خميس لا تنسي ما اتفقنا عليه ..
- بصراحة أنا اخشي من غضب الزعيم,, لا اعلم كيف وافقتك من قبل يا فالح
ليهتف بغضب عندما سمعه يلقبه بالزعيم ويخفض راية الخضوع له ..
- وافقت بعدما تحصلت علي مبلغ من ستة اصفار لا تنسي ذلك .. اريد ولائك الكامل وإلا ستندم .. بدأ الحفل ولن اغادره إلا وأنا الملك هل تفهمنى.. ؟؟
- صدقنى يا فالح,, استمع إلي واعد التفكير فيما تنوى فعله .. ابن عمك مخالبه من نار وهو أقوى مما تتخيل ولا قِبل لك بهزيمته ..
ضحك بتهكم قبل أن يقول ..
- وأنا انيابي زرقاء وسأغرسها في عنقه .. لا تتدخل في اشياء تفوق استيعابك .. هل فعلت ما امرتك به ؟؟
لقد حذره لكن العنجهية والغرور القبلي يتملكاه ويظن أنه يستطيع وفي النهاية هو سيأخذ المبلغ الضخم ويغادرالبلدة قبل عودة معتصم الذى سوف يشوي قلب فالح ويأكله علي العشاء .. خائن خان خائنًا وعلي الباغى تدور الدوائر
- نعم .. عائلة البهنساوى ستفتح أمر هروب زوجته في المجلس القادم الذي سيعقد بصورة عاجلة بعد ايام وبدونه والذي بالتبعية ستكون أنت رئيسه بالانابة ..
يتبقي فقط اقناع باقي العشائر بحضور المجلس بدونه كرئيس وهى مهمة ليست بالسهلة لمعلوماتك ..
- الهمة اذًا .. واعدك سأعطيك نفس المبلغ الذى اعطيتك اياه سابقًا اذا ما اتممت المهمة بنجاح .. مجلس واحد فقط يقام بدونه وارأسه أنا .. هكذا هو الاتفاق ..
اموال وهبها لتابع ويعلم أنها ستسيل لعابه .. لا يهم كم سيخسر في مقابل كسر الحقير واقتلاعه ..
- في امان الله معتصم تغيب كما يحلو لك ..
**
صرح عملاق هى بالفعل ما تكون عليه مجموعة شركات حكيم .. دائمًا استشعر والدها باحتمالية غدر معتصم .. ذلك ما ادركته حينما علمت أنه يحتفظ بمبلغ ضخم باسمها في ماليزيا ولم يحدثها عنه مطلقًا .. كانت تتمنى أن تكون تلك الشركات تابعة لمجموعة السمالوطى القابضة لا تحت مسمى حكيم لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن فتبحر مضطرة لا راغبة ..
في لحظة ضعفها السابقة تفهمت رفض جاريد ومحاولته الظهور بلقب مرافق لا تابع أما حينما عاد إليها تعقلها مع كلماته الجريئة كان لابد من تحجيمه ..
فليقبل بوضعه كتابع أو ينسحب .. امرته بترفع حينما اوقف السيارة في مدخلها الخاص أمام البناية الضخمة التى تمتلكها..
- افتح لي الباب جاريد ..
بالتأكيد اصابته في مقتل لكن حينما يتعلق الأمر بالتمرد فجاريد اكثر من يستطيع السيطرة علي تمرده بحكم تدريبه .. ولائه لجهة معينة والآن هى فقط من تستحق ولائه وطاعته بغض النظر عن كونها انثى أو حتى اضعف منه لكنها مصدر رزقه ويجب علي الطاعة ...
وبهدوء ظاهري يخفى بركانًا داخليًا كان يسبقها للهبوط قبل أن يفتح لها الباب ويدعوها للنزول ويشدد علي
مخارج الفاظه وهو يقول ..
- تفضلي سيدة حكيم ..
وبكبرياء يليق بمكانتها رفعت رأسها لتغادر دون أن تلتفت لترهاته .. قد تشرع في البحث عن بديل في اقرب وقت
.. أي مصدر للتهديد غير مستحب وجاريد بدأ في اللعب فيما لا يخصه ..
وفي مصعدها الخاص الذى يصل لغرفة مكتبها مباشرة وقفت تعدل من هيئتها أمام المرآة .. لأول مرة تستخدمها علي الرغم من وجودها في نفس المكان منذ أن ابتاعت المبنى .. بعض الألوان جعلتها مختلفة من الخارج لكن روحها الداكنة لا علاج لها ..
وكالمعتاد رافقها جاريد حتى باب مكتبها لينسحب بهدوء ويتركها لعملها ومكتبها بعد أن يتفحصه بنظرات سريعة ويتأكد من أنه آمن بالكامل ...
وفور جلوسها خلف مكتبها تنفست الصعداء .. احتاجت لدقائق تلتقط فيها انفاسها قبل أن تتواصل مع مديرة مكتبها بكلمات قليلة .. يتبقي فقط نصف الساعة علي موعد الاسبانى الوسيم دى مارى .. الاسبان لهم شهرة واسعة في الوسامة وخصوصًا ذلك بالتحديد .. شخصية شهيرة كدى ماري غنية عن التعريف وجريدة فوربس الأمريكية لا تخلو من الحديث عنه ونشر صوره مع جميلاته ..
كان من المفترض أن تذهب هى إليه ساعية للصفقة الضخمة التى تفيدها هى اكثر منه وبحكم نفوذه الأعلي,, لكنه لدهشتها وافق بسهولة علي الحضور واتمام الصفقة في عقر دارها حينما تعللت بعدم مقدرتها علي ترك نيوزيلاندا في الوقت الحاضر ليقول بسعة صدر ..
- اغنام حكيم تستحق ..
وارسل جميع المعاملات بالفاكس فوقعت أوراق الصفقة الهامة قبل أن ترسلها مع نائبها ليوقع هو بعد ذلك .. التعامل معه راقي وسهل بصورة مدهشة ..
- سيلينا .. اريد أن اراكِ قليلًا ..
- علي الفور سيدة حكيم ..
يوم الجمال العالمى .. لو لم تكن انثى لكانت خرت صريعة أمام جمال سيلينا المبهر اليوم .. في العادة هى
جميلة لكن اليوم هى مذهلة .. بشعرها الأسود وعينيها الزرقاويتين .. رائعة في جمالها وبفستانها الأسود القصير الذى ينافس شعرها في درجة سواده .. زيارة دى مارى لها صداها .. ولم تكن الدهشة من نصيبها وحدها .. فسيلينا أيضًا وقفت تراقبها بانبهار .. لكنها تجاهلتها بلباقة مدروسة واكملت تفحصها للأوراق .. - هل كل شيء علي اكمل وجه ؟؟
- نعم اطمئنى .. اليوم اجتماع اولي فالرحلة الطويلة التى قطعها الضيوف في الطائرة والتى تقترب من يوم كامل تمنعهم من أي ترتيبات عدا التعارف وامضاء بعض الاوراق الاخيرة فهم فقط وصلوا اوكلاند اليوم صباحًا .. أما غدًا فجدول الزيارة يشمل زيارة مراعى حكيم ثم عشاء عمل ..
جميع الأوراق نظمت في نسخ علي طاولة الاجتماعات وجهزنا الكثير من الأطعمة الخفيفة والمشروبات وبعض الحلويات من مطعم شهير بطاقم خدمة محترف .. اعتمدى علي واهدئي قليلًا ..
علقت بحسد لم تستطيع اخفائه ..
- لا اعتقد أنكِ اليوم ستأدين عملك بنفس الكفاءة مع ذلك الكعب العالي والفستان الذى يكاد يتمزق ..
لتبتسم سيلينا بخفة ..
- بالتأكيد سأفعل .. وهل يجوز لي التعليق نفسه ..؟؟!!
أنتِ أيضًا اليوم رائعة بل خلابة .. دائمًا كنت اسمع عن الجمال الشرقي المهلك لكنى رأيته يتجسد اليوم .. هل سيمنعك ذلك عن القيام بمهام المرأة الحديدية كما تفعلين دائمًا ؟؟ نحن نحتاجك اليوم بكل قوتك .. دى ماري ثعلب كبير ..
اعادت عليها استخفافها بها بذكاء .. المرأة ستظل مرأة حتى لو اطلق عليها كل القاب القوة .. ماذا يحدث اليوم
؟؟ لماذا مظهرها يستثير الموظفين هكذا ؟؟ هل كانت تدفن جمالها لهذه الدرجة طوال سنوات ؟؟
من الغد ستعود لكآبتها وسواد ملابسها فيكفيها ما حدث اليوم لكن يتبقي ساعات عليها قضائها حتى ينتهى
هذا اليوم .. جاريد واحرجته لكن سيلينا فتاة طيبة وتحبها حقًا ولا تعتقد أنها تغار منها بأي شكل فحتى حياتها العاطفية تبدو خالية كحياتها هى ..
- اعتقد أنكِ تعاملتى معه من قبل ..
صمتت سيلينا قليلا وبدى عليها التردد قبل أن تجيبها بتوتر ..
- نعم فيما مضى ..
- اذًا هو يعرفك ...
- بالتأكيد لا يفعل فرجال بحجم دى ماري لا يتذكرون الكومبارس سيدتى ..
- حسنًا سيلينا دعينا نجعله يغادر ويتذكرنا هذه المرة للأبد .. سنثبت له من نحن ..
- اعلم أنك قوية سيدة زارا واعلم ايضًا أنكِ مستقيمة لكن سمعة دى ماري تسبقه احذري منه فهو يرغب في كل امرأة جميلة ولا يكتفي بواحدة ..
قهقهت بسخرية شديدة ..
- لا تخشي علي مطلقًا .. تستطعين القول أنه اصبح لدى مناعة من الرجال وخاصة امثال دى ماري الذين يعتقدون أن المرأة مجرد جسد .. لو حاول التطاول فسألقنه درسًا لن ينساه .. ربما عليكِ أنتِ ايضًا أن تحترسي منه فبالتأكيد أنتِ لستِ محصنة مثلي ..
بل محصنة اكثر منكِ زارا حكيم وبمراحل .. بعض العلاقات تترك ندوبًا في الروح وتجعلها سميكة لا تخترق بالكلام المعسول ..
وكأنما وجب الصمت وغرقت كلاهما في احزانها الخاصة .. وتجربتها المريرة ولم يستعيدا تماسكهما إلا مع
رنين الة النداء التى كانت تحملها سيلينا والذى جعلها تهتف برهبة ..
- اعتقد أن الوفد قد وصل ..
- ادخليهم علي غرفة الاجتماعات مباشرة .. سأتحدث مع اكرم لاطمئن علي ريان ثم انضم اليكم ..
صفقة العمر .. والمزيد من الأموال التى ستحميها من بطشه .. ستقف عليهم وتنظر له من اعلي وهى تسخر منه ..
اتصالها مع اكرم كان سريعًا فهما بالكاد وصلا للمدينة الملاهى ولم يستقر ريان علي الالعاب التى يريدها بعد ..
نظرت لمرأتها لمرة اخيرة قبل أن تغادر مكتبها لغرفة الاجتماعات لتلحق بسيلينا هناك ..
الوفد المرافق لدى ماري مكون من اربعة افراد نهضوا جميعًا لتحيتها فور دخولها باستثناء شخصًا واحدًا ظل علي جلوسه وعندما يحين دوره للنظر في وجهه بعدما تنتهى من تحية السادة المهذبون ستعلمه مدى احتقارها لتصرفه ..
- سينيور دى ماري اهلا بك في مراعى حكيم ..
اطرق برأسه في حركة مهذبة لكنها سريعة وكأنه يقوم بمهمة ثقيلة .. حيت الجميع علي عجالة قبل أن تلتفت لرابعهم .. ذلك الوقح الذى لم ينهض للترحيب بها وهمت بتأنيبه بلطف لكنه اختنقت بكلماتها وغامت الدنيا واصبحت روحها علي وشك المغادرة ومقابلة بارئها..
من اغلق الضوء وشفط الهواء من الغرفة .. بالتأكيد هناك خطأ ما .. هى تهلوس بكل تأكيد فذلك الوقح الجالس علي طاولتها لم يكن سوى معتصم السمالوطى زوجها ووالد ريان الحقيقي بشحمه ولحمه ..
**
انتهى الفصل



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 17-01-19 الساعة 05:25 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس