عرض مشاركة واحدة
قديم 16-01-19, 08:15 PM   #35

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل العاشر

احجب عنى الضوء
سارت بخطوات ثقيلة تثبت مكانتها كسيدة المنزل والحلي الذهبية الثقيلة التى ترتديها لها صدى مميز يعرفه جميع العاملين في المنزل الكبير لتتوقف بشموخ أمام غرفة الصغير وتأمر الحارس بنبرة متعالية ..
- افتح الباب ..
تنحنح الحارس باحراج وهو يجيبها ..
- عذرًا سيدتى غير مصرح لكِ بدخول هذه الغرفة ..
صرخت بعصبية ..
- هل جننت .. ألا تعلم من أنا ؟؟
من اشد المواقف احراجًا علي الاطلاق لكن الأوامر المعطاة له صريحة ولا يستطيع مخالفتها مهما حدث ومهما كان الشخص الذى يأمره بذلك .. عليها معاتبة ولدها لا نحن .. أنا فقط عبد المأمور يا سيدة ..
- اعتذر منكِ سيدتى عليكِ مراجعة السيد معتصم ..
- وأنا والدته افتح الباب علي الفور وإلا ستندم ..
صراخها وصل لمسامع غالب الذى خرج من غرفة ريان وهرع علي الفور لاستدراك الموقف ..
- عذرًا يا عمتى لكن الحارس فقط ينفذ أوامر معتصم ولا ذنب له علي الاطلاق ..
نظرت إليه بكراهية بشديدة عبرت عن مكنون صدرها تجاهه ..
ابنها يمنحه سلطة لا يمنحها اياها ..
ذلك الجلف يدخل الغرفة التى حرمت هى من دخولها ؟؟!!
أنه يحمل نفس الدماء التى تكرهها في الواقع ولولا اصرار معتصم علي زواجه من زبيدة لما كانت وافقت أبدًا .. أنه يحمل العرق السمالوطى الأصيل وكبرياء والده شقيق زوجها الراحل الذى كان يحتقرها لوضاعة اصلها ولطالما وقف في وجه شقيقه وحاول ردعه من الزواج منها ولذلك كانت تكرهه كما كرهت والده وجده تمامًا .. بل في الواقع كرهت كل عائلة زوجها بالكامل وحاولت ابعاده عنهم بشتى الطرق لكنها لم تفلح واتى معتصم ليهدم كل خططها .. في الواقع كانت تكره حتى شيرويت تلك العنيدة التى كانت تسيطر علي ولدها بصورة جعلتها تخاف من سلطتها الشديدة عليه ومع أن غالب كان لا يظهر لها سوى الاحترام والتهذيب لكنها لم تستطع حبه أو حتى ابتلاعه ..
ربما لغيرتها الشديدة من والدته الراقية بأصولها العتيقة ورقيها في التعامل والتى لم تكن تملك مثلهما وربما لأنه قوى ولا ينصاع لها ..
سألته بوقاحة ..
- اذًا أنت مصرح لك بالدخول وأنا لا ..؟؟ من تظن نفسك ؟؟
والدة زوجته, ووالدة معتصم, وزوجة عمه الراحل وعليه احترامها مهما فعلت ..
اجابها بضيق واضح ..
- معتصم علي وشك الوصول وتستطعين معاتبته كما تريدين لكن في الوقت الراهن الحارس فقط ينفذ الأوامر ..
منذ عدة أيام وهو يقيم بصفة شبة مستمرة في المنزل الكبير .. أنه ذراع معتصم اليمنى ويتولي ادارة العمل في غيابه ويمنحه سلطة هائلة تقارب سلطته هو شخصيًا وهذا يجعلها تغلي وتزبد لكن كل ما تفعله لم يجعل معتصم يستجيب أو يقصيه من الشركات بل زوجه شقيقته وثبت أقدامه بزيادة والآن ينصره عليها ويخبره
بالسر الذى تموت حرفيًا وتعلمه ذلك المتعلق بالطفل الغامض ..
واحراجها الآن بلغ اشده خصوصًا مع رؤيتها لعبلة تراقب ما يحدث من أعلي الدرج ..
الفضول يقتلهما سويًا لكن معتصم شدد من الاجراءات وأخبار الطفل منعدمة للأسف ولم يغادر غرفته منذ وصوله ..
ولمدارة احراجها كانت تواصل صراخها الغاضب بلا هوادة وتهين غالب وتهين الحارس المغلوب علي أمره حتى دوى صوت قوي يأمرها ..
- توقفي عن هذا علي الفور يا عديلة وعودى لغرفتك ..
لم تتوقع أن يتدخل والدها هكذا ويحرجها أمام الخدم وأمام الجميع لكن احراجها كان مقدمًا بالفعل والسبب معتصم ..
اعطته نظرة غضب مرعبة قبل أن تغادر لغرفتها .." حسابي معك معتصم "
**
أطول ليلة مرت عليها في كل حياتها .. أن تحاول النوم وهى تعلم أن حازم يرقد علي بعد خطوات منها كان أكبر من تحملها .. وبعدما يئست من النوم نهضت مع اذان الفجر للصلاة عسي أن تريحها الصلاة وتجعلها تصمد ..
الاستسلام اسهل بالتأكيد لكنها إن استسلمت ستكون بذلك خطت علي صك عبوديتها له واعلنت أنها بلا كرامة أو شعور ..
لن يضعفها الحب هكذا وخصوصًا بعدما قضت سنوات في بناء نفسها واستكشافها من جديد لتخرج بنتيجة مرضية ...
لن تسمح له بهدم مجهود سنوات في لحظات .. حاربت لبناء كيان مستقل يُحترم بعدما اكتشفت كم كانت تعيش في الضياع ..
فقط اعتقادها أنها اذت توأمها ابدلها بنسبة كبيرة .. حينما ظنت أن سارة تضررت من سقوطها علي الدرج اصيب
بصفعة قوية ابدلت كل حياتها وجعلتها تعيد التفكير ..
كم هي تافهة وحقيرة تلك الحياة حينما نحياها بلا هدف .. والأهم ذلك الشعور المدمر الذى نشعر به حينما نكون علي وشك خسارة شخصًا ما ارواحنا معلقة به فيكون بمثابة الصدمة التى تجعلنا نتوقف للتفكير العميق .. ورؤيتها لحازم تذكرها بزلتها معه ..
تذكرها باحتقاره الواضح لها بعدما سلمت له نفسها وهى تظن أن الحرية تعنى التحرر والتمرد علي القيود .. وحينما ادركت أن الحرية هى الاستقلال واحترام الذات كانت قد فقدت كرامتها علي فراشه ..
وبالتأكيد قهوة الصباح ستعيد لها بعضًا من اتزانها المفقود .. فلتجعلها مضاعفة اليوم لتزيد من تركيزها وتعينها علي المواجهة والصمود ..
عودته المفاجئة تذلذل كل كيانها وعليها التصرف بحكمة .. خسارته لا تشغل بالها بقدر أن تخرج منتصرة .. أن تثبت له أنها جديرة بالاحترام وأن تالا المراهقة الغبية ولت بلا عودة بكل اخطائها وشطحاتها ونزعتها المتمردة .. الطلاق ربما يعيد لها جزء من كبريائها بعدما تثبت له أنها تغيرت للأفضل ..
" فلتحترمنى الآن لما اصبحت عليه حاليًا بمجهودى وتعبي لسنوات " ..
كانت قد خطت فقط خطوتين باتجاه المطبخ حينما تخشبت تمامًا .. هناك علي الطاولة المخصصة للطعام كان يجلس بكسل وفقط مرتديًا سروال منامته وصدره عاريًا تمامًا ..
الرحمة هذا فوق الاحتمال ...
لماذا استيقظ باكرًا هكذا ..؟؟ في خلال فترة مواعدتهما كانا يستيقظان بعد العصر واحيانًا بعد المغرب واليوم كلاهما استيقظ مع أول خيوط الفجر ..
هل تغير هو الأخر ؟؟؟ اخبار نجاحه التي تملئ الجرائد بالتأكيد تدل علي ذلك ..
ربما كان نجاحه الحافز الأكبر الذى جعلها تنحت في الصخر وتصر علي التغيير للأفضل .. لن تكون أقل منه
في رحلة الكشف عن الذات واثبات التفوق ..
وبالطبع خانتها الكلمات وتخلي عنها ذكائها .. ماذا ستقول أو ستفعل وهى تخدرت بالكامل ..
في الخارج اصبحت ترتدى الحجاب وفي الداخل تتحرر منه واليوم لم تتوقف للتفكير وتقرير ما عليها ارتدائه أمامه .. في الواقع هو زوجها لكنه مع الوقت اصبح غريبًا عنها كأي رجل اخر ..
هذا ما فرضه الوقت عليها وفرضته عليها الظروف لذلك أن تجده نفسها وجهًا لوجه معه وفى مطبخ منزلهما وبملابس النوم تجربة مثيرة خطيرة تهدد كل خططها ..
وكأنه هو أيضًا صدم بتواجدها فنهض بتوتر واضح ..
الحيرة التي اعتلت وجهها لم تترك لها مجالا للشك .. هو أيضًا تفاجئ بوجودها لذلك علي احدهم الانسحاب .. وترك المطبخ للأخر ..
حتى ينفصلان عليهما التعايش واستعمال المرافق بالتناوب ..
وبالطبع انسحابها هي سيكون الأسهل والأسرع .. كانت قد استدارت وفي نيتها المغادرة حينما سمعته يقول بخفوت ..
- لم اتوقع أن تكونى مستيقظة في هذا الوقت الباكر لذلك لا تجعلي وجودي يعيقك عن اتمام الغرض الذى جئتِ من أجله .. فقط سأنتهى من اعداد قهوتي وارحل ..
لماذا يتحدث بلطف هكذا ؟؟؟
هجومه عليها أفضل ويعطيها سببًا مباشرة لمحاربته .. لكراهيته ربما ..
كانت ترتعد داخليًا لكنها تماسكت لتقول بصوت متقطع ..
- حضرت لصنع القهوة ..
بدت عليه الدهشة لبعض الوقت قبل أن يتساءل بالكثير منها ..
- هل اصبحتِ تشربين القهوة ..؟؟!! اتذكر في الماضي كنتِ تكرهينها ..
ابتسمت بمرارة وهى تجيبه ..
- اعتقد أن التعود علي القهوة دليل النضوج والتقدم في العمر .. الأطفال يكرهونها والمراهقين لا يحاولون تذوقها أما البالغين فيعتبرونها جزءً من رويتنهم اليومي ... وأنا اعتقد أنى نضجت اخيرًا .. علي كل حال استمتع بقهوتك وأنا سأعود لاحقًا ..
- انضمى لي تالا .. صنعت المزيد منها ..
دعوة غير متوقعة بنبرة تعلن الهدنة هل ستستطيع رفضها ..؟؟
- حسنًا أنا اشربها بدون السكر ..
- ممتاز مثلي تمامًا ..
وفي حركة شديدة التهذيب جذب لها المقعد المقابل لمقعده ودعاها للجلوس في جلسة حميمة بملابس النوم الرقيقة خاصتها وبصدره العضلي العاري خاصته,, ربما فقط دعوة لتناول القهوة لكن بالكثير من الاغراء ..
وحتى لو كان طلب منها صب القهوة لم تكن لتستطيع .. وهو لإكمال فاصل تهذيبه اتجه لصبها ووضع الفنجانين علي الطاولة حيث اخترقت الرائحة كل طبقات عقلها مع اضافة رائعة من بعض قطع بسكويت الزبدة الشهى ثم عاد ليجلس أمامها ..
- توقعت وجود الكثير من الخدم لذلك فوجئت حينما اكتشفت عدم وجودهم,, من يعتنى بالمنزل تالا ؟؟..
- أنا اعيش هنا بمفردي والخادمة تأتى للتنظيف كل صباح وتغادر بعدما تنتهى ولا حاجة لإقامتها الدائمة ..
استطيع القيام بخدمة نفسي والاعتناء بالمنزل من بعد عودتي من العمل .. في الواقع لا يوجد الكثير لأفعله
..
هدنة ظاهرية اعلنها وهى قبلت بها متغاضية عن حالة ملابسهما .. ربما تتنازل .. ربما ستعيدها تلك المحادثة للوراء بعض الخطوات لكنها احتاجت إليها ..
الشعور بالحياة الزوجية الطبيعية علي هيئة فطور في مطبخ تجربة تستهلك حواسها وتسبب لها تخمة مشاعر تفوق درجة الاشباع العادية ..
مشاعر احتاجتها ووجدتها لذلك لا طاقة لها بمقاومتها .. ربما لاحقًا لكن الآن سترشو عقلها وتساومه .. اصبر الآن ولاحقًا سأتركك لك اليد العليا ..
مدت كفًا مهتزة لتلتقط فنجانها ومن شدة توترها انسكب السائل الحار علي كفها لتصرخ بألم ..
سرعة استجابته كانت مثالية ونهض من فوره يحضر مكعبات الثلج ويضعها فوق كفها ويمررها علي جلدها بلطف حتى تأكد من زوال الاحمرار تمامًا ..
كان مازال يتمسك بكفها وينظر في عينيها وهو يسألها ..
- هل أنتِ بخير ..؟؟
عجزت عن الاجابة بالكلمات فاكتفت بهز رأسها وعلي الرغم من تأكده من أنها اصبحت بخير إلا أنه لم يترك يدها بل رحلت أصابعه في رحلة استكشافية عبرت لأعلي جلد ذراعها المكشوف الذى انتصبت شعيراته من الاثارة ليصبح جلدها كجلد الأوزة ..
الفطور يتحول لشيء أكثر خطورة .. شرب القهوة مع زوجها الغائب وادارة حديث ودى هو بالتأكيد أمرًا مقبولًا ..
لكن المذاق المسكر الذى شعرت به في حلقها والنشوة التي جعلت اطرافها ترتعد ليستا مجرد لحظات استمتاع وستمضى .. أو حتى لحظة ضعف عابرة ..
أنها اول مراحل الاستسلام والخضوع .. لذلك الطاقة التي استحضرتها للنطق بالسؤال الذى سيكسر سلام
لحظتهما لم تكن طاقة عادية .. سؤال وضعت فيه كل طاقتها لتسأله فجاءة ..
- لماذا عدت ...؟؟ لماذا الآن ..؟؟
ويبدو أنه ايضًا كان قد تناسي سبب عودته ليتفاجىء بسؤالها الذى انتزعه من نشوته انتزاعًا وعجز عن اجابتها بإجابة تقنعه هو شخصيًا ..
- عدت لأنني اكتفيت من الغربة تالا وحان وقت وضع النقاط فوق الحروف ..
****************
- كم ستدفعين هذه المرة ؟؟؟ الأخبار التي احملها اليوم مختلفة .. وتستحق صدقينى ..
يا الله الوغد يبتزها ويستغل لهفتها للمعرفة .. ألم تعطيه ما يكفي من قبل ؟؟
قد يحاسبها معتصم يومًا ما وعليها أن تكون مستعدة لتبرير اختفاء كل تلك الأموال ومع كل ذلك وجدت نفسها تهتف بلهفة ..
- ما الجديد علوان ؟؟ اخبرني علي الفور ..
كانت تعلم أنه سيساومها قبل أن يبوح لكن لا يهم الآن سوى المعلومات التي يحملها والتي ربما ترضي فضولها الذى اصبح علي لا يحتمل, يؤلم في الواقع ..
معلومات اكيدة وصلتها باقتراب وصول معتصم من السفر ربما في خلال ساعات وعليها فهم طبيعة علاقته بالطفل قبل ذلك ..
- لم تخبريني بعد .. كم ستدفعين ...؟؟
لهفتها تحولت لضيق .. الجشع لا حدود له وهى أكثر من تعلم ذلك ..
- كم تريد هذه المرة ؟؟
- مائة الف جنية ..
هتفت باستنكار ..
- ماذا تقول علوان هل جننت ..؟؟
تلفت حوله باهتمام ليتأكد من أن احدًا لا يسترق السمع ..
- خيانة بخيانة اذًا فلتكن مربحة وتستحق المخاطرة .. فالح السمالوطى يجزل العطاء لجمعة وأنا لن اكون اقل منه .. اذا كانت المعلومات التي احملها لا تهمك فربما تهمه هو ويدفع فيها الكثير .. وربما عليكِ انتظار الكبير ليخبرك بنفسه ..
صرخت بغيظ قبل أن تقول ..
- لا املك كل هذا المبلغ علوان .. لقد طمعت كثيرًا هذه المرة ..
- ربما لا تملكين الأموال السائلة لكنى اعلم أنكِ تملكين جواهر باهظة الثمن وحلي تقدر بالكيلوجرامات يكفي هذا الكردان الذى شاهدتك ترتدينه يوم عقيقة حمزة .. سأقبل ببعض مجوهراتك وأمري إلي الله ..
حقير وخسيس .. لكنها مضطرة .. حسنًا علوان دورك قادم ..
- حسنًا علوان اوافق ...
تنهد بارتياح وهو يقول ..
- بعد ساعة سآتي لصيانة مكيف غرفتك بعدما تبلغين السيد غالب عن عطل وهمى فيه وكلما اسرعتى في الابلاغ عن العطل كلما ضمنتي حصولك علي المعلومات .. فقط نصف ساعة وسأبلغ فالح بكل ما رأيته ..
بالطبع .. خبرته في اصلاح الأعطال تنفعه وهى الغطاء الذى يتخفى تحته حينما يأتي لغرفتها ويتحصل منها علي الأموال ... بعض الصبر لن يضر طالما ستحقق ما تريد ..
**************
ربما حينما صرخت في العراء تمكن من تدارك الموقف لكن أن تصرخ في غرفته وفي منزله وكل الخدم والغفر في الجوار فذلك ليس بالأمر الهين وكل ما فعله لسترها سيذهب هباءً ولن يجنى منه سوى كراهيتها ..
المجنونة ستقفز من النافذة بالفعل ..
في قفزة عملاقة كان بجوارها يرفعها من عثرتها ليمنعها من القفز من النافذة ومن المزيد من الصراخ ثم يثبتها بقوة علي الجار المجاور للنافذة وهو يلصقها به بشدة ويكمم فمها بيده ..
كان يضغط علي كل حرف ينطقه بقوة وهو يقول ..
- اهدئي ليال ولا تخافي منى وسأشرح لكِ ما حدث ..
يشرح ؟؟!! هل هو معتوه .. يشرح اغتصابها أم اختطافها أم خيانة صديقه في عرضه ..؟؟!!
إن كان قد انتصر سابقًا فستظل تقاوم حتى ولو قتلها .. وفي حركة فجائية عضت علي اصابعه التي يكمم فمها بقوة جعلت اسنانها تنغرز في كفه ليكون دوره هو ليصرخ بألم وهو يقاوم ليبقي كفه علي فمها ..
بالطبع لن يغضب هي معها كل الحق لكن عضتها تؤلم جدًا .. في الواقع هو يفتخر دائمًا بقدرته علي تحمل الألم لكن تلك العضة في الواقع تؤلم وبشدة ..
مجددًا تضطره الظروف .. ليس فقط لأنه يتألم لكنها بمقاومتها تتحرك كثيرًا وتهز رأسها وهذا ما حذر الطبيب منه ..
وبيده السليمة سحب غطاء رأسها وكمم به فمها بقوة وهى تناضل بشراسة وتركله في ساقه بكل قوتها ..
كانت في اشد حالات غضبها ورعبها وهياجها وكانت تناضل كهرة غاضبة مما زاد من اعجابه بها لكنه مضطر لؤد كل محاولاتها .. ربما في ظروف اخري لكان استمتع بمقاومتها لكن الآن عليها الهدوء ..
صرخ بصرامة ..
- ليال اهدئي فورًا الطبيب حذر من الحركات العنيفة, أنتِ بذلك تضرين نفسك أنتِ تتذكرين الضربة التي
تلقيتها علي رأسكِ أليس كذلك ؟؟؟ الوضع في الواقع ليس كما تعتقدين ومعتصم يعلم أنكِ هنا وسيأتي لاصطحابك بنفسه في الغد .. ولمعلوماتك مقاومتك لن تفيد ولن يجرؤ أي شخص علي التدخل فيما سيحدث ولن تجنى سوى الفضائح .. عديني بعدم الصراخ وأنا سأحررك فورًا وسأشرح لكِ كل ما حدث ..
معتصم بات يعلم !! يا الهى ماذا سيفعل ..؟؟
بالفعل هو معه حق مقاومتها لن تفيد ولا تجنى منها سوى المزيد من التلامس بينهما .. كان يفعصها بجسده ويلتصق بكل شبر منها بطريقة مقززة تسبب لها الاشمئزاز والرعب ...
عاد ليكرر سؤاله بصوت هامس ..
- اتفقنا ليال ..؟؟ لن تصرخي أليس كذلك ؟؟
اشمئزازها ظهر علي وجهها وهى تهز رأسها ..
وتجاهل هو تلك النظرات وسمعته يتنهد بصوت عالي وكأنه يطرد حملًا ثقيلًا .. - سأرفع الكمامة الآن اتفقنا ؟؟ فقط استمعى لما سأقوله وبعدها قرري الاستمرار في الصراخ والمقاومة أم لا ..
ربما لن اصرخ يا حقير لكن هذا لا يعنى سوى أننى قررت الاقتصاص منك بنفسي وسأفعلها ..
وفورًا شعر بعضلاتها التي استرخت وكفت عن المقاومة وبيد مترددة سحب الكمامة وابتعد لخطوة إلي الوراء وهو يقيم الوضع ..
لولا الظروف لكان ركع علي قدميه أمامها ..
شعرها الذى تناثر حول وجهها بفوضوية ووجهها المحتقن من الغضب اعطياها منظرًا رائعًا .. كانت مثيرة بطريقة لا توصف حتى وهى ترتدى منامته الواسعة والتي كان سروالها بضعف طولها ...
وبالفعل كانت تتحمل الوضع علي مضض ولم تصرخ كما اتفقا .. لكن قربها منه بهذه الطريقة يجننه وكما
نزع غطاء رأسها اعاد وضعه بلطف ..
- هلا جلسنا .. ما سأقوله يحتاج للشرح ..
ولإثبات حسن نواياه تركها بجوار الجدار واتجه للأريكة في طرف الغرفة واشار لمقعد أمامه وهو يدعوها للتقدم والجلوس عليه ..
مغتصب وخاطف محير جدًا .. يهتم بتغطية رأسها وراحتها وصحتها .. ؟؟!!
عليها فعليًا الخروج من تلك الأزمة بأقل الخسائر وسيعلم جيدًا من هي ليال السمالوطى ..
ولتزيد من حيرته وانبهارها بها .. رفعت رأسها بكبرياء وتقدمت لتجلس حيث اشار وهى منتصبة الظهر بل ووضعت ساق فوق اخري بشموخ .. حتى الاغتصاب لن يكسرني, أنت من عليه الشعور بالعار لا أنا ..
ولا مجال لإخفائه اعجابه بها فهتف بانبهار واضح ..
- أنتِ تحيريني ليال لكن سأضع حيرتي جانبًا حتى تتوضح الحقائق .. مبدئيًا تقبلي اعتذاري عن استعمالي العنف معكِ,, هذا كان مبررًا صدقينى ..
هتفت باستنكار ممتزج بالقرف ..
- مبررًا ؟؟!! الاغتصاب والاختطاف مبررًا ؟؟ احتجازي في منزلك بالقوة ورغمًا عن إرادتي مبررًا ..؟؟
اجابها بحرج ..
- ربما معكِ حق في اتهامي بالاختطاف لكن تهمة الاغتصاب لا .. أنا بريء منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب .. أنا فقط احضرتك لمنزلي لتوضيح بعض الأمور .. لكن سأعيدها حتى تملين أنا لم المسك ليال .. شرفك مصان ..
ابتسمت بسخرية وهى ترفع وجهها بتحدى وكبرياء ..
- كاذب لعين .. كلماتك تترد في عقلي حينما تهجمت علي كالجبان من الخلف .. بالطبع لن اكررها لأنك
تعلمها جيدًا ولأن اخلاقي لن تنحدر لمستوى اخلاقك ..
اغلق عينيه بألم ظاهر وهو يشيح بوجهه عنها ..
- لماذا تذكريني ليال بذلك الحادث .. ؟؟ أنا احاول نسيان أن هناك حقيرًا لمسك ولوث اذنيك بكلمات بذيئة .. سأقتله في اقرب وقت .. نعم سأقتله وسيكون ذلك أمامك .. الذى تهجم عليكِ في الحقل كان شخصًا اخرًا ولم يكن أنا .. أنا انقذتك منه ..
ابتسامة السخرية التي كانت مرتسمة علي وجهها تحولت لقهقهة عالية ..
- هل هذا افضل ما لديك ؟؟؟ فعليًا ألم تجد كذبة أكثر حبكةً وذكاءً من تلك ؟؟
بالتأكيد حينما تهجمت علي لم تكن تعلم من أنا وحينما علمت واصابك الرعب من معتصم ومما سيفعله بك اختلقت كذبة لا تقنع حتى طفلًا في الخامسة .. أنت لست خسيسًا فقط بل جبان أيضًا .. رائحتك العفنة لن تفارق أنفي إلي الأبد ..
السيناريو الذى حدث بأكمله يدينه لا يوجد أي بصيص من أمل لتتفهم .. لا شهود علي كلامه وهو من ضبط متلبسًا بالاعتداء عليها ..
المعتدى تهجم عليها من الخلف ولم تره مطلقًا وعند استردادها لوعيها هو فقط من كان متواجدًا ثم اكمل ادانته باختطافها .. وتبريرها المنطقي الوحيد لحسن معاملته لها الآن هو الخوف من معتصم فعلي حسب نفس السيناريو الذى رسمه عقلها أنه لم يكن يعلم هويتها حينما تهجم عليها وحينما علم بدء في الكذب المفضوح ليخفي جريمته ..
من يستطع لومها وهو ساهم في رسم تلك الصورة بنفسه .. الوضع بحاله لا مخرج منه .. كان يعتمد علي تفهمها لكنها ترفض الاستماع وقد تقوم حربًا بين العشائر اذا ما اوصلت ما حدث لمعتصم بتلك الصورة المخزية ..
نار الحرب لا تبقي ولا تذر ..
وفي الواقع معتصم يشك في الأمر واسمعه الكثير بعدما اخبره عن اصطحابه لشقيقته لمنزله وهو تحمل مع وعد بالشرح .. لكن بدون اقناع ليال بالحقيقة يصبح اقناع معتصم دربًا من الخيال ..
المخرج الوحيد للخروج من الأزمة بدء يتسلل لعقله .. أن يضرب عصفورين بحجر واحد ..
اخر ما كان يتوقعه أن يصل لتلك المرحلة من النذالة لكن ما باليد حيلة .. منذ الأمس وهو يكتشف صفات غريبة في نفسه فرضتها عليه الظروف .. ربما فعلًا الغاية تبرر الوسيلة حينما يكون أكيدًا من نبلها ..
استعاد هيئة كبير العشيرة وهو يرفع رأسه عاليًا وينفخ انفه بشموخ ..
- راضى الشامى لا يهاب بشري حتى لو كان معتصم نفسه .. أنا لا اخشي سوى خالقي .. لن ابرر موقفى مجددًا لكن اقسم لكِ أنكِ يومًا ستتأكدين بنفسك من صدق كلامى حينما اذبح الخسيس تحت قدميكِ بعد أن يعترف بذنبه لكن حتى هذا الوقت لا يوجد أمامنا الكثير من الخيارات .. الدماء قد تلون أرضية النجع وتروي بها الحقول بدلًا من المياه اذا ما اخبرتِ معتصم بالحقيقة المغلوطة التى تعتقدينها .. عرضى الوحيد الذى سيحقن الدماء هو موافقتك علي زواجنا " صوريًا " ,, علي الورق اعنى حتى اثبت لكِ صدق كلامى بالأفعال لا بالأقوال ووقتها سيكون لكِ مطلق الحرية في تحويل زواجنا لحقيقة أو طلب الانفصال لكن بكرامة محفوظة وبحقن لدماء المئات التى كانت ستسيل ..
دماء دماء دماء .. الحمار اغشي عينيها واشتمت رائحتها بالفعل .. ودمائها هى فارت في رأسها من الغضب ومن الخوف ..
البحور النازفة التى علي وشك الفيضان تهدد كل كبير وصغير في النجع ..
اذا ما بدؤا في دوامة الثأر مجددًا فلن تتوقف حتى تقضى علي شباب العائلتين ويعود نزيف الموتى يلاحق الجميع .. ستتحمل وزر كل انثى ترملت وكل أم فقدت ابن ..
هى المخطئة منذ البداية بتهورها وعدم اطاعتها لتعليمات معتصم التى كانت في محلها تمامًا والآن النجع
بأكمله سيدفع الثمن ..
وبنفس كبريائه انتفخت أنفها هى الأخري لتقول بكل ازدراء ..
- سأوافق علي الزواج منك لفترة وليس لانتظار اثبات ساذج ملفق تحاول ايهامى به لكن لأننى لن اكون من يمرمغ أنف شقيقها في الوحل .. لأجل معتصم سأقبل, يكفيه ما لديه من مشاكل ولأجل حقن الدماء التى ستلون النجع بالحمار أيضًا سأقبل,, لكن هذا قسمى لك " سأحول حياتك لجحيم وسأجعلك تندم علي ما فعلته لي وستعلم من هى ليال السمالوطى فقط انتظر وستري " .
**
رائعة في نومها كملاك صغير .. لا ليست ملاكًا في الواقع بل اله الاثارة .. حينما تتجسد الرغبة في امرأة ..
يريدها بكل حواسه وحينما كانت له كان يشعر معها بشعور لم يختبره مع أي من نسائه العديدات .. ذلك كان الشعور بالحب لكنه لم يكن يعلم ..
جرحها بغباء وعاملها كعاهرة وظن أنها ستتوسل للبقاء لكنها اعطته درسًا في الكبرياء علم عليه ..
شعر بها تتحرك وكانت علي وشك الاستيقاظ فابتعد للخلف قليلًا كى لا يخيفها مع أنه كان يتمنى الانضمام إليها في الفراش ليريها كم يعشقها لكنه تمالك نفسه ... لم يحن الوقت بعد ميجيل ..
بادرها قبل أن تتذمر وتطرده من الغرفة وتسمعه سيمفونية اذدراء ..
- سيلينا .. الطائرة علي وشك الهبوط من الأفضل أن تجلسي في مقعدك وتربطى الحزام ..
كانت لا تزال شبه نائمة وتتثاءب بكسل ورفعت معصمها في حركة عادية لتتفحص ساعتها ومع ذلك زادت من اثارته ..
- هل نمت حقًا كل تلك المدة ..؟؟
- كنتِ مرهقة وكان نومك أفضل الحلول..
انتبهت تمامًا الآن فعادت لتسألة باهتمام ..
- وكيف تنوى مساعدة زارا ..؟؟
فرك شعره في حركة تدل علي الحيرة ..
- في الواقع لا اعلم بالتحديد لكن مبدئيًا سأكون هناك في عقر داره وسيكون عليه محاربتى اذا ما تجرأ وحاول اذيتها هى أو طفلها ..
الوضع كله لا يبشر بالخير والسيد سمالوطى كشريك لدى ماري بالتأكيد سيكون اسمًا يهز الوسط بأكمله كشريكه وحينما ينوى أمر ينفذه بلا تردد .. لكن ولائها لسيدتها يجعلها تحاول .. ميجيل أيضًا قوى وربما اقوى منه ولا يلقي التهديدات جزافًا والحرب ستكون متكافئة لأن سمالوطى علي أرضه وذلك سيعادل فرق القوة بينه وبين ميجيل .. سيكونا ندًا لند ..
العذاب قربه لكن الولاء يجبرها ..
وبقبضتها ازاحت شعرها الحريري بأكمله لجهة اليمين وتخللته بأصابعها وهى تحاول النهوض من الفراش والاستعداد للهبوط كما أمرها ..
الرحمة هذا كثير سيلينا أنا اتعذب ..
وولسوء حظها تعرضت الطائرة لمطب هوائى جعلها تندفع للأمام بحركة عنيفة لتجد نفسها بين احضانه وهو استغل الفرصة جيدًا فأخيرًا استطاع ضمها والارتواء من عذوبة شفتيها ..
**
مشاعر عجيبة انتابتها والأعجب أن الخوف لم يكن بينهم علي الاطلاق .. مع كل متر تقطعه السيارة في اتجاه النجع كانت تشعر بالاثارة واللهفة .." سأراك اخيرًا حبيبي " هو مازال بخير للآن كما اكد معتصم لها .. وإن
كانت حياتها هى الثمن ليظل بخير فلبخس الثمن ..
قسوة معتصم في الفترة الأخيرة فاقت الحدود وفاقت مقدرة العقل البشري العادى علي الاستيعاب لكنها مازالت تحمل أملًا ضئيلًا ينبض بين ضلوعها .. أملًا يجعل قلبه يلين حينما يري ولده ويشم رائحته ..
رائحة الأبناء مميزة تصل للقلب مباشرة لتبث شعورًا عجيبًا بالحب والراحة .. يكفي أن تقترب من طفل حتى وأنت مغمض العينين لتعرف إن كان هذا الطفل لك أم لا ..
راهنت علي ذلك بكل ما تملك .. بالتأكيد كل النجع وأولاد العمومة باتوا يعلمون عن زواجها المحرم من اكرم وستستقبل بالقذف بالنعال فور وصولها للمنزل لأنهم لن يجرؤا علي قتلها في وجود معتصم وسيكتفون باذلالها حتى ينفذ فيها عقابه حينما يشعر بالاكتفاء ويصل لمرحلة الاشباع من رؤيتها ذليلة ..
لكن كل هذا لا يهم ما يهم فعليًا هو رؤيتها لريان ورؤيتها لزوجته ..
زوجته ؟؟!! هل جننتِ شيرويت ؟؟ هل تلك مازالت الغيرة ..؟؟ تغارين عليه بعد كل ما فعله ؟؟
مستحيل أنها فقط الشعور بالخسارة .. رؤيتها تؤلمك لأنها انتصرت عليكِ .. وشعورك بالهزيمة يقتلك ولا دخل للحب في الأمر ..
لا تعلم لماذا اختار هذه المرة أن يقطع كل المسافة بريًا بدلًا من استعمال مطار اسيوط كما كان يفعل دائمًا فنجعهم يقرب كثيرًا لها لكن ربما كان يؤخر لقائها بريان متعمدًا ليزيد من تعذيبها فهو يعلم كم اصبحت حتى الثانية تفرق معها..
وأخيرًا .. قشعريرة رهيبة انتابتها مع ظهور معالم النجع في الأفق .. نفس المعالم التى لم تغيرها الزمن ونفس وجوه الناس مع أنها لا تعلم من هم ..
لم يتغير سواها ويظل الحال نفس الحال ..
مرحلة جديدة من صراعهما بدأت للتو وفقط الأكثر استعدادًا لدفع ثمن اخطائه هو من سيتطهر والورقة التى
مازالت تحتفظ بها في صدرها تعطيها بعض القوة للتحمل ..
انخرطت في افكارها حتى أنها لم تسمع رنين جوال معتصم وفقط انتبهت علي صوته وهو يقول ..
- نعم غالب وصلنا النجع ولم اصل بمفردى بل احضرت معى شيرويت عليك تهيئة الجميع للخبر ..
**
- سأخبر السيد غالب أن العطل كان فقط في جهاز التحكم لا وقت لدينا,, وصلنى اتصال منذ دقائق من احد اقربائى الذى يعمل في الحقول خارج النجع واخبرنى فيه بأنه شاهد موكب الشيخ يمر في اتجاه النجع وانتشرت تلك الأخبار في كل المنزل .. أمامه حوالي خمسة عشر دقيقة علي الوصول .. هل اعددتِ المبلغ ؟؟
كانت تنظر إليه بغيظ لكن اقتراب معتصم يجعلها تستسلم وخصوصًا بعدما شاهدت بعينيها ما حدث مع خالتها " دخول غرفة الصغير اصعب من دخول قصر الرئاسة " .. القت علي امتداد يدها بلفافة بيضاء ..
- لتتعذب بكل قرش من ثمنهم في الجحيم .. اخبرنى سريعًا ماذا لديك ؟؟
كان يتحدث وهو يتفحص اللفافة المغلقة بأصابعه ويختبر محتواياتها عن طريق اللمس,, لا وقت لفض الغلاف والتأكد بنفسه ..
- مشغولات بقيمة المائة الف ..؟؟
كزت علي اسنانها بغيظ وهى تقول ..
- تقريبًا ربما ازيد أو أقل قليلًا ..
- حسنًا حسنًا .. لا تتعصبي .. الخبر يستحق .. ذلك الطفل الأجنبي هو نسخة طبق الأصل من السيد .. معتصم سمالوطى صغير بشحمه ولحمه .. لا خلاف .. هذا الطفل له .. لقد راقبته جيدًا من نافذة غرفته .. الطفل نسخة طبق الأصل من أبيه, ليس في الشكل فقط بل حتى في مشيته وهيئته علي الرغم من صغر سنه .. فقط لغته هى المختلفة ..
صرخت بانهيار ..
- اغرب عن وجهى ..
مع أنها كانت تتوقع لكن المعرفة الأكيدة قاتلة ..
وكأنه كان ينتظر أن تصرفه فاحتضن لفافته وهرع للخارج والطمع يغشي عينيه لدرجة أنه لم يلاحظ الشخص الذى انزوا خلف العمود الرخامى والتقط صورة له وهو يغادر غرفة السيدة ..
ولم يلمح نظرة الانتصار التى احتلت وجهه وهو يضيف الصورة لرصيد الصور ويتوعد ..
****************
" احجب عنى الضوء طالما هذا يرضي غرورك وحملنى اوزار ظنونك, فالنار مهما إن كانت مستعرة تخمد مع الوقت وفقط يتبقي منها الرماد ليذكرنى بجنونك "
كانت تتوقع أن يسحلها علي طول الممر المؤدى للمنزل لكن لدهشتها امرها بصرامة مخيفة جمدت الدماء في عروقها ..
- اهبطى من السيارة ..
خبر عودتها كان قد انتشر كالنار في الهشيم لتجد العشرات من العيون الفضولية تنتظر وصولها وتراقب الحدث ومن بينهم لمحت زبيدة وغالب .. أنا من دمائكما لا تنسيان ذلك ..
عادت بعباءة سوداء كئيبة للنجع بعد طول غياب وعادت بالقوة ولم تعد من تلقاء نفسها .. وانتصر معتصم بالفعل ,, ربما لم يهينها أمام الجميع لكن عقابه فيما بينهما سيكون قاسيًا ..
ليس هو الشخص الذى يظهر كل أوراقه أمام الجميع .. ولتأكيد كلامها تحدث بصوت جهوري سمعه الجميع ..
- لقد اعدت زوجتى للمنزل واحذر .." لن يتدخل أي مخلوق في هذا الأمر " .. ومن يتعدى حدوده سيندم وسيكون عليه تحمل عواقب افعاله .. هنية اصطحبي السيدة لغرفتها القديمة ..
سارت منكسة الرأس تتبع الخادمة لحيث امرها,, حتى زبيدة تخلت عنها ولم تتدخل واعتمدت موقفًا سلبيًا
احبطها .. وعلي الدرج وجدت عبلة تقف بشموخ تنظر إليها بغل .. أنا لست مصدرًا للتهديد عبلة .. هنيئًا لك الفوز ..
ألم تخبرك هيئتى الحالية عما اعانيه ..؟؟ أو لم تري جروح وجهى أوصلعتى التى ربما تبدو واضحة من علي جبهتى ..؟؟
أما عبلة فكانت تغلي وتفور من الغل .. الغل له صوت كان وكأنه ينطلق منها ..
لقد اعادها فعلًا كما توعد مرارًا وتكرارًا .. وربما لن يقتلها في اخر الأمر فحبها يجري في دمائه .. ولم تصبح هى فقط التى وهبته الذكور والميزة التى كانت تميزها تبخرت .. لدي ضرتها هى الأخري طفلًا منه وذكر مثلها تمامًا ..
طفلا يهدد مستقبل علاقتها بزوجها وهذا الطفل يجب أن يموت فهو ما يربط بين معتصم وغريمتها وبنهايته تنتهى العلاقة ...
ربما سيعاقب معتصم زوجة هاربة حتى ولو لم يكن يريد ذلك لاعتبارات كثيرة اهمها الحفاظ علي مكانته التى تعلم كم تهمه لكنه لن يمس ابنه والذى ربما سيجعله خليفته ويغطى علي ولديها ويقصيهما من مملكته لذلك حكمت هى عليه بالموت وخططت .... خطتها الشيطانية اختمرت في رأسها في اللحظات التى تلت رؤيتها لغريمتها ..
الموت للطفل الموت للطفل .. والمعاناة الأبدية للأم التى ستفقد طفلها وزوجها وتحول غلها القابع بداخلها منذ مولدها لكلمات مسمومة لتسألها بصوت كالفحيح..
- لماذا عدتِ ؟؟
للأسف طاقتى استنزفت في الحزن على ولدى ولا مقدرة لدى علي حربكِ..
اشبعى به لقد تركته لكِ منذ زمن..
تجاهلتها وكأنها غير مرئية ومضت تتبع هنية مما زاد من كمية الحقد والغل بداخل عبلة فجذبتها من ذراعها بعنف وبغض..
- لا مكان لكِ هنا عودى من حيث اتيتِ أنتِ وولدك القذر..
"إن كيدكن عظيم " مجددًا إلا ريان .. أنتِ استفزيتينى فتحملي..
لديها بعض الوقت قبل أن يكشف معتصم عن نواياه الحقيقية تجاهها وهذا الوقت كافيًا لجعلها تموت كمدًا في خلاله حتى ولو لسويعات قليلة فهى تكفيها تتشفي فيها خلالهم..
انتزعت ذراعها من قبضتها بقرف وهى تشير إلي الأسفل وتقول بنبرة مغيظة تحمل الحقيقة والكذب سويًا..
- اذًا اقنعى معتصم بذلك ودعيه يطلق سراحى هو من اصر علي عودتى رغمًا عنى..
صرخة القهر التى اطلقتها عبلة كانت كافية لتعلم أنها نجحت في اغاظتها دون أن تلتفت إليها وحتى لو قتلها معتصم فيكيفها دقائق القهر تلك التى اهدتها لضرتها..
اكملت طريقها لسجنها الجديد واطلقت العنان لأنفها عساه يشتم رائحة ريان في الجوار فيطمئن قلبها..
ومع أنها كانت تؤنب نفسها لاهتمامها باغاظة الحرباء وهى تموت قلقًا علي ولدها لكن رؤيتها للقهر في عينيها جعلتها تشعر بالكثير من التحسن..
**
تعالت الهمهمات والاعتراضات في المجلس الذى عقد بصورة فورية وبعد فقط ساعتين من وصوله لحسم الكثير من الأمور الشائكة والخطيرة .. عودة شيرويت ضربه لرضوان البهنساوى,, التمرد الذى قاده فالح..
الأصوات تداخلت بجمل قاسية وكلها تضيق الخناق حول رقبته .. منهم من كان يقول اقتل الخاطية ومنهم من كان يذكر الحرب التى قامت بين السمالوطية والبهنساوية وعائلة البهنساوية اصرت علي معاقبته لفالح
عقابًا رادعًا وإلا سيكون منافقًا ويكيل بمكيالين..
أمور تطير فيها الرقاب ولا مجال لانصاف الحلول وتحتاج له ليكون الشيخ كما اعتاد أن يكون..
صرخ بصوت جهوري قاسي يثبت مكانته..
- اصمتوا جميعًا واستمعوا إلي .. ما فعله فالح لا يغتفر بكل الأحوال واحترامًا لذكري عمى فقط ستكون هذه المرة شدة اذن .. من اليوم يا فالح ستدير فرع الشركة في الأسكندرية وستتقاضى راتبًا نظير ذلك وسنوفر لك سكن يليق بك هناك وستحرم من دخول النجع ولن تعود حتى للزيارة لعام علي الأقل وبعدها سنعيد التصويت بناءً علي تصرفاتك في خلال ذلك العام .. أمامك اسبوع للاستعداد وتدبير امر مدارس أولادك وإلا سنطبق عليك احكام التمرد..
حكم قاسيًا بكل المقاييس .. أنه ليس فقط يهمشه من ادارة الشركة الرئيسية ويجعله مجرد موظف يتقاضى راتب بل أيضًا يجتث جذوره من النجع ويعاقبه كطفل فاشل يوضع تحت الاختبار لمدة عام يعاد فيها تقييم سلوكه .. وقبل أن يفتح فمه ويهم بالاعتراض عقب معتصم بنبرة حاسمة..
- التصويت كالمعتاد .. الموافق علي قرارى يتفضل برفع يده..
مجددًا لعبها بذكاء .. عائلة البهنساوية اصبحت مجبرة علي رفع يدها .. هاهو الشيخ يعاقب ابن عمه بعقاب اشد ضراوة من ذلك الذى طبقه علي رضوان وبالكلمات التى القاها رضوان في وجهه في المجلس الماضى اصبح الحق مع معتصم الذى في النهاية اثبت كونه رجلًا من صلب رجل واحضر زوجته الهاربة بالقوة..
وسيخضعها لسلطته ويجعلها عبرة لمن يعتبر .. هكذا يتوقعون وسيفعل .. اثبت قوته ومكانه وجدارته في منصبه كشيخ الشيوخ,,
وبالطبع غالب وراضى كانا أول المؤيدين لترتفع كفاهما بتأكيد بالموافقة علي عقاب فالح كما حكم
معتصم تلاهما مندوب عائلة البهنساوى الذى اجبر علي رفع يده فهو من طالب بعقابه ظنًا منه انه يحرج
معتصم .. ثم لترتفع كل الكفوف مؤيدة لقراره,,
" اكتساح"
وبنبرة انتصار علق بشماته واضحه..
- موافقة بالاجماع..
عليه أن يخفي سمومه لبعض الوقت ولن ينتصر معتصم مهما طال الزمن .. وبابتسامة صفراء هز رأسه في دليل علي الموافقة..
- حسنًا يا ابن العم اوافق علي قرارات المجلس وسأرحل للأسكندرية كما امرت .. لكنى اتوقع أن اراك تغسل عارك بيدك قبل نهاية هذه المهلة,, اريد أن اطمئن علي شرف العائلة قبل مغادرتى..
أنت أيضًا لديك أسبوعًا واحدًا لتبرد نار عشرات رجال العائلة ذوى الدم الحامى وإلا سنعاقبها نحن بطريقتنا ولن يحق لك التدخل وودع وقتها رجولتك ونخوتك للأبد..
**
انتهى الفصل



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 17-01-19 الساعة 05:37 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس