عرض مشاركة واحدة
قديم 18-01-19, 09:31 PM   #20

شمس محمد

شاعرة متألقة في القسم الأدبي


? العضوٌ??? » 244934
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 220
?  نُقآطِيْ » شمس محمد has a reputation beyond reputeشمس محمد has a reputation beyond reputeشمس محمد has a reputation beyond reputeشمس محمد has a reputation beyond reputeشمس محمد has a reputation beyond reputeشمس محمد has a reputation beyond reputeشمس محمد has a reputation beyond reputeشمس محمد has a reputation beyond reputeشمس محمد has a reputation beyond reputeشمس محمد has a reputation beyond reputeشمس محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث
العودة الى الماضي (2)

مازلت ُ أبحر في عالم الذكريات
أتذكر تماماً اليوم الذي أحدث تحول في حياتي ، عندما شعرتُ
بأني لم أعد طفلة وبدأ الحب يطرق بابي ،أعطتني آمنة الكتب التي قرأها سالم
وقالت لي أنه يشكرني على هذه الكتب النادرة والجميلة
ثم ناولتني ديوان شعر وقالت لي أنه هدية منها هي وسالم ،
لأنها تعلم أني متذوقة للشعر وأحب قراءته
شكرتها وفي المساء فتحت الكتاب لأتصفحه
فوجدت في أول صفحة عبارات إهداء مكتوب فيها
( شكراً أيتها الجميلة المثقفة الرقيقة ، أرجو قبول هديتي عرفاناً وامتناناً لكِ)
بضع كلمات جعلت ليلتي كلها سعادة
نظرت الى المرآة لأرى وجهي الجميل قلت في نفسي لابد أنه أُعجب بي
فأنا فتاة أمتلك معظم مقومات الجمال .
كنتُ في السابعة عشر من عمري ، تبقى لي سنة
وأتخرج من الثانوية وسأدخل الجامعة سأصبح فتاة ناضجة
وربما سأتزوج من سالم الرجل الذي أحبه ويصبح لدينا عائلة .
في اليوم التالي انتظرت ُ آمنة لكي تمر علي ونذهب سوياً الى المدرسة
كالمعتاد الا أنها تأخرت ، ثم سمعت صوت الهاتف يرن
ذهبت مسرعة اليه فوجدت على الطرف الآخر آمنة تعتذر عن الحضور لأنها متعبة
ولن تذهب اليوم الى المدرسة
ذهبت الى المدرسة لوحدي وأنا أحلم وأتلفت يميناً ويساراً لعلي عيناي تراه .
بعد رجوعي من المدرسة طلبت من والدتي الاذن لي للذهاب الى آمنة لكنها رفضت
وقالت أنه بإمكاني الاطمئنان عليها بالهاتف ، طلبت الرقم فأجابني صوت قوي وجهور
شعرت بنبضات قلبي تدق بقوة وبصعوبة تحدثت قائلة السلام عليكم
هل بإمكاني التحدث مع آمنة
رد عليا السلام وقال لي مرحبا ً عزيزة ، كيف حالك وكيف حال أهلك وأحبابك
ودون أن يترك لي فرصة للإجابة قال لي خذي آمنة معكِ ،
تحدثت معها واطمئنيت على صحتها
بعدها بفترة أتت فترة الاختبارات ونجحتُ أنا وآمنة
باركت لي آمنة وباركت لها أنا بدوري
فقالت لي الفرح عندي اليوم فرحين ، فرحة نجاحي وفرحة خطوبة أخي
تفاجأت بالخبر وبدا على وجهي علامات الدهشة وسألتها من الذي سيخطب ؟
قالت وهل لي أخ غيره ، سالم طبعاً سيخطب ابنة خالتي سلوى
نسيت أن أخبرك أن سالم وسلوى مخطوبان منذ الصغر لبعضهما
لكن الليلة ستكون الخطوبة الرسمية ، ارتبكت وظهر عليا التوتر
ونزلت مني دمعة عجزت أن أحبسها ، قلت لها بصعوبة مبروك
نظرت الي آمنة وهي مستغربة وقالت لي ما بكِ يا عزيزة
ودعتها وذهبت الى منزلي دون أن أنتظرها
دخلت على غرفتي وأنا أبكي وأقول لنفسي يالي من حمقاء
كيف توهمت أن هناك قصة حب قد تكون بيني وبين سالم
كيف قال لي لي عقلي بأني سأستطيع أن أقترب منه وأسلب عقله
دخلت علي والدتي ورأتني وأنا أبكي وأخذت تواسيني وتقول لي لاتبكي
يابنتي عشان درجات ، الله يعوضك خير في السنة اللي بعدها
قلت لها أنا نجحت وبتفوق لكن أبكي لأني حمقاء ومتعبة وضعيفة جداً يا أمي .
بعد أيام أتت آمنة لزيارتي بشكل مفاجيء ،سألتني عن حالي
ثم قالت لي تعلمين ياعزيزة أنكِ أعز صديقاتي
قولي لي الحقيقة / هل كان بينك وبين سالم شيء
هل وعدك بشيء ؟ لماذا حزنتِ عندما علمتِ بموضوع الخطبة ؟
كدت ُ في تلك اللحظة أذوب خجلاً ، قلت لها كيف تقولين هذا ؟
سالم في مقام أخي الكبير
أنا لم أحزن لكن تذكرت والدي في تلك اللحظة وتمنيت
لو أنه كان بجواري ليشاركني فرحة نجاحي فهو غائب منذ أشهر كما تعلمين
قالت وسالم أيضاً كان يراكِ كأخت صغيرة له .

حاولت نسيان ماحدث وابتعدت ُ قليلاً عن آمنة
وبدأت أمارس هواياتي في قراءة الشعر ،
مرت الشهور وتخرجت من الثانوية ، تزوج سالم وانتقل بعيداً مع زوجته وأهله
وحاولت أنا أنساه أو أتناساه ،وانقطعت علاقتي بآمنة منذُ ذلك الوقت
وبعد سنة لدخولي في الجامعة تقدم لي عبدالله زوجي الحالي
رأتني والدته في احدى المناسبات وأعجبت بي وجاءت لخطبتي لابنها
عندما رأيته في المرة الأولى لم أشعر بأي مشاعر
أدركت أن قلبي لازال مكسور وخائف من شيء اسمه الحب
وافقت عليه أو بالأصح وافق والدي عليه واقنعني بالموافقة
لأنه رأى فيه رجل ذو خلق ومال ، تزوجته بعد ما انتهيت
من دراسة السنة الثانية من الجامعة ، وأكملت دراستي الجامعية وأنا متزوجة
لم يكن عبدالله شخص سيء ولكن كان من اللذين يحبون أنفسهم كثيراً
ويفضلون مصلحتهم فوق كل شيء ، وأكبر دليل هذا الموقف الذي وضعني فيه عبدالله
لم يهتم بمشاعري أو بسنوات عمري التي وهبتها له في محاولات يائسة للحمل .
تذكرت كل هذا وأنا في غرفتي وحيدة لا أحد بجواري
رن هاتفي ، كان هو ، لا أريد الرد عليه ، أريد أن أنام فقط.


شمس محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس