عرض مشاركة واحدة
قديم 19-01-19, 12:27 AM   #1865

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي



قبل أسابيع ، جلسا متقابلين حول الطاولة المستديرة في شرفة فيللتهم الأمامية .
- لم نتفق بعد أين تودين قضاء شهر العسل حبيبتي ؟ تمتم و هو يرغم نفسه على ارتشاف المزيد من الشاي الأخضر الذي غاب طعمه مع كمية النعناع الموضوعة داخل الفنجان ، المالديف طبعا ؟
- كلا مللت منها .
- مللت ؟!!
- نعم مللت ، بصراحة بالنسبة لي هي مجرد مكان أخذ سمعة أكبر كثيرا من حجمه .
ما الذي يوجد في المالديف على أية حال ؟ بحر و شاطئ و سكان محليون .

" و هذه ميزة الارتباط بفتاة ثرية " ، فكر في سره و هو يتأمل مبتسما ملامحها المستمتعة بالشاي الغريب .

- ما رأيك في الشاي عصام أعددته بنفسي .
- حبيبتي !! قال بتهكم و حسرته على نفسه تمتزج باستمتاعه بثقتها بنفسها .
- و الكيك أيضا عصام .
- يا روحي !!

على سبيل العقاب على تهكمه المبطن ، وقفت تسكب له مزيدا من السائل الغريب في فنجانه .
عادت للجلوس و هي تقول بينما عيناها متسمرتان على الفنجان الذي لم يمد يده للمسه :
- أتعرف حبيبي ؟
أنا شخصيا أفضل أن لا نسافر خارج البلد .
بابا ليس بخير تماما ، ما زالت صحته غير مستقرة و أنا لا أريد أن أغيب عنه طويلا .
- أمك ستكون معه ، علق و نظراته تستغرب الحزن الذي كسى ملامحها فجأة .
- ماما ستذهب مع خالي لأداء العمرة بعد زفافنا مباشرة .

غاصت ثانية في فنجانها بينما داخل جوانب عقلها يتردد حوارها المختصر مع أمها .
- كيف تتركينه لوحده يا ماما و هو في هذه الحالة ؟ إلى هذه الدرجة هان عليك ؟
- سيكون أكثر وحدة بوجودي ، لم يعد لدي شيء لأقدمه له .
و مع ذلك لن يكون وحيدا لأني سأستودعه من لديه رحمة لا تنضب و مغفرة بلا حساب .
سأتركه لخالقه يا ابنتي .
و تأكدي أني لن أنساه هناك ، واصلت بثبات أمام عينيها المستهجنتين ، سأتذكره و سأدعو له بنفس القلب الذي قضى عمره يدوس عليه بقدميه و أقدام عاهراته .
- ماما ، همستها و هي تحضنها و تعرف جواب السؤال الذي احتارت فيه طويلا : كيف أصبحت معه بهذا الدفء .
الموضوع بسيط لأنها أولا و أخيرا ابنة أمها .
كل ما فعله عصام هو أنه أزال قشرة البرود و القسوة الذي ورثتهما عن أبيها .

- إلى أين رحلت عني حبيبتي ؟

" إلى مكان لا أفضل أن تلحق بي إليه " ، فكرت في سرها و هي ترفع عينيها إليه ببطء بعد أن ألقت منهما نظرة الحزن التي سكنتهما لبضع ثوان .
- اسمعني عصام بالنسبة لشهر العسل فأنا بصراحة لا أهتم كثيرا أين ، المهم أن أقضيه بين ذراعيك حبيبي .

تعانقت نظراتهما طويلا و في عتمة عينيه شع دفئه و حنانه كنجم هادي يعدها أنها لن تتوه بعد اليوم ، لن تضيع أبدا بعد أن جعل هو سعادتها غايته .
دار بعينيه فيما حوله قبل أن يقول محاولا تجاهل نبضات خافقه التي تدعوه إلى النهوض فورا و اعتصارها بين ذراعيه :
- على ذكر أبيك و أمك ، أين هما ؟
- بابا في شركته و ماما عند خالتي .
- يعني لا يوجد أحد في البيت سوانا ؟ لماذا دعوتني إذن ؟ لتستفردي بي ؟
- أنت دعوت نفسك عصام !
- على ذكر الدعوات ، لا أذكر إن كنت أخبرتك أم لا لكن حفل زفافنا سيكون على الطريقة الشرعية ؟
- ماذا تعني على الطريقة الشرعية ؟

كانت تعرف طبعا و لكنها لم ترد أن تصدق أن ذلك من الممكن أن يحصل لها هي بالذات .
هي لن ترقص معه وسط الناس ، لن تغني له ، لن تتجول معه في أرجاء القاعة .
لا يمكن !!!
- كلا عصام ، أنا لا أوافق طبعا .
- حبيبتي أنا لست أعرض عليك ، أنا أعلمك بقراري .
- و أنا أرفض قرارك ، هتفت بحدة ، لن تحرمني مما حلمت به طوال عمري في ليلة زفافي بسبب ...
- بسبب ماذا ؟

" بسبب أفكارك المتخلفة " ، تمتمت في سرها و هي تخفض عينيها أمام نظراته القارئة لأعماقها كالعادة .
- ما الذي حلمت طوال عمرك ؟ سألها بصبر من اعتاد على نزواتها .
- يعني أن أرقص معك مثلا !
- سنرقص حبيبتي ، في شقتنا ، بعيدا عن نظرات الآخرين .
- و أريد أن أغني لك أمام الجميع و نجلس معا كما يفعل الناس .
- نجلس معا كزوجين من القردة و الناس تتفرج علينا .
- نحن قردة عصام ؟!!
عصام من فضلك لا تكن معقدا ، احتدت و هي تشيح بوجهها .
- و أنت حياتي من فضلك لا تكوني سطحية !
المفروض أنك نضجت على هذه التصورات التافهة لليلة العمر .
- سطحية و تافهة و ناضجة لأني تجاوزت السابعة و العشرين لكن لو ارتبطت بواحدة في الثامنة عشر لتغير كل شيء حينها ، كنت لبيت لها جميع طلباتها حتى لو طلبت منك أن تحملها فوق كتفيك و تتجول بها أمام الناس !!

قام من مكانه بسرعة فاقت سرعة عقلها عن استيعاب ما يحصل ليصل إلى مكانها يمسكها من كلا ذراعيها و يرفعها لتقف مقابلة له .
- حبيبتي ومن قال لك أنك في السابعة و العشرين ، أنت لست حتى في الثامنة عشر .
أنت لا تعدين كونك طفلة في السابعة .
أتعلمين كيف سأعاملك فيما تبقى من حياتنا ؟
ستكونين زوجتي في أوقات معينة لكن في معظم الأوقات الأخرى ستكونين طفلة ، طفلتي أنا .
و الطفلة تدلل و تنفذ لها طلباتها ، اتفقنا يا حلوة ؟
لكن بعد ماذا ؟ بعد أن تسمع الكلام .
و أنا سأدللك يا روحي لكن بعد أن أربيك .
- تربيني ؟ ماذا تقصد ، تقصد أنني ...

أسكتها بطريقته التي لا تستطيع أبدا رفضها ، التي تسكت جميع احتجاجاتها قبل أن يواصل بصوت لاهث :
- أربيك و أدللك و أحبك و أرعاك و أضعك داخل عيني .
ماذا قلت حبيبتي ؟ هل تقبلين أن تكوني طفلة عصام ؟

رفعت ذراعيها لتطوق عنقه ثم في آخر لحظة غيرت رأيها و أطبقت بيديها على رقبته .
ضغط على خصرها بلطف متسائلا بصوت أجش :
- من باب من الحب ما قتل ؟
- من باب من أنذر فقد أعذر !!
أقسم لك يا عصام لو تزوجت علي يوما بعد أن أفعل كل هذا من أجلك سأذبحك من الوريد إلى الوريد.


………………..



نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس