عرض مشاركة واحدة
قديم 23-01-19, 10:44 PM   #303

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي


الفصل الرابع.. ج1:


ذات الوقت**
خطوة واحدة لداخل منزل السيدة الفارعة الطول ذات الهيبة.. بينما تبتعد عن فتحة الباب العريض..
"إذاً كنتِ تعرفين أمي.. حسنا قصرتِ علي المسافات للسؤال".. مدت جسور كفها بلطف داخل جيب حقيبتها الخارجي لتجذب بطاقة هويتها الخاصة بعملها الجديد تقدم ذاتها بتهذيب اعتادت عليه :" معك جسور صفوان دحية سيدة بسملة.. لوسمحتِ لي أن أنزع ألقاب العمل جانباً".
استرخت عضلات كتفي المستشارة من هذا الإنقباض لمجرد ظنها أن هذه هي فخر سعد الدين ثم تلقت كف جسور في ترحاب حار حاولت جعله طبيعياً :" مرحباً ابنتي تفضلي بالجلوس ".
تحركت جسور للداخل أكثر حتى أول مقعد من مقاعد غرفة الجلوس الصغيرة المميزة بتنظيم ذو ذوق راقي بينما أغلقت السيدة باب المنزل بهدوء.. ثم تحركت للداخل لجلب عصير كضيافة لجسور ..
عادت لتجلس مقابلها تهمس :" تفضلي العصير آمل أن تحبيه ؟!!".
أخذت جسور الكوب الكبير وارتشفت منه رشفة أشعرتها بالإنتعاش ..مع ابتسامة شاكرة نامت على شفتيها المكتنزة.. تحدثت بسملة :" بما استطيع خدمتك؟!!".
أجابتها معلقة بلهفة غريبة فعلاً تشعر بها حنيناً لحاجتها لأمها في هذا الوقت فقد تنقذها مما هي فيه من غربة عن نفسها :" بالحديث عن أمي ".
توسعت عينا بسملة من صدمتها من الطلب الغريب :" تطلبين مني الحديث عن امرأة لا أعرفها بينما هي أمك كما ذكرتِ ".
ابتسامة مجتمعة مع نظرة منتصرة ملئت ملامح جسور بينما شفتيها تجادل بذكاء خارق :" كيف لا تعرفينها وقد ذكرتيها عندما شاهدتيني.. أظنك تعرفينها أكثر من أي أحد سيدة بسملة ".
شهقت السيدة وبدأ ارتباك يضرب صفحات وجهها فيعمل على عدم ثبات عينيها.. وتشابك أصابعها كلها إعلان صامت عن خوف مما تحمله أو من نتيجه الزيارة :" مما تخافين سيدة بسملة ؟!!".
همست بحدة نافية بشكل أكد كلمات الشابة أمامها:" لست خائفة ".
ثم ارتفع صوتها محتداً أكثر :" مما ستخيفني.. هل أنا متهمة حضرة الضابط ؟!!".
وقفت تهتف بضيق :" أظنك تعلمين أن المستشارين لهم إجراءات خاصة للتحقيق معهم .. لابد من وقفهم عن العمل أولاً".
لم تتحرك جسور من جلستها الهادئة.. وتحدثت ببرود أعصاب وهي ترشف من كوب العصير الذي تحتاحه بالفعل :" رجاء سيدة بسملة أجلسي.. أنا هنا في زيارة ودودة.. أختي الكبيرة ".
علقت السيدة باستفسار :" أي أخت ".
ثم جلست بينما جسور تتحدث :" فرسان أكثر من أختي وقد وصلت لهنا.. ومعنى هذا أنها وثقت بالسيد وجيه لذا أنا هنا اتبع خطاها ".
كانت السيدة تحدق فيها بشدة لتكمل لها جسور ما تريد :" هشام علوان ".
لو ذكروا لها الخوف من الشيطان كانت أقرت أنها رأته في عيني السيدة التي بلعت ريقها غصباً بعد لحظة إختناق به ..
صوت جسور هو النافذ بينما السيدة صمتت وكأن لا كلام عن أخيها :" أخيك.. مرعب لهذه الدرجة ؟!!".
صمت كامل من السيدة التي رغم أنها في السلك القضائي ولكنها شفافة كصفحة من بحيرة عذبة نقية.. هتفت جسور بتأكيد :" هناك علامات استفهام كبيرة عن علاقته ببعض الجرائم منها مصرع زوجك محمود الوكيل وكذلك ابن أخيك الخائن المنتحر أليس هذا لقبه بعد حفظ القضية كما تداولته الصحف ".
وقفت بسملة ودمعة تبرق داخل عينيها هاتفة بصراخ حاد :" لا.. لا.. لم نعرف الموت إلا بعد أن تقاطعت طرقنا مع عائلتكم.. دعوني.. لا أريد فقد جديد.. هيا للخارج.. هيا ".
وقفت جسور بكل هيبة رغم قصر قامتها متحدثة وهي تمسد ملابسها بكل برود :" حسناً سأغادر.. لكن ليس قبل معرفتي.. كيف لم تعرفي أمي وقد ناديتني باسمها ؟!!".
انطفأ الغضب داخل بسملة بلحظة واحدة كما اشتعل بلحظة وأجابت مترددة :" رأيت صورتها ذات مرة في الماضي ".
تجهم وجه جسور مستفسرة :" ما أهمية فخر سعد الدين لكِ لتظلي تتذكرينها وقد مرت بحياتك مرور عابر.. لن أترك الموضوع بلا معرفة ".
هتفت في محاولة منها أن تلفق إجابة تقنعها :" لقد شاهدت صورتها مع زوجي ذات مرة كان ضابط ببلدة عائلتك وكان لديه صور لكافة العائلة.. وقتها علق في عقلي شعرها الأحمر وملامحها الفاتنة.. لذا تذكرتها بمجرد رؤيتك ". ملامح الكذب كانت حادة بحيث لن تفلتها جسور ..
مدت جسور يدها داخل حقيبتها لتخرج بطاقة صغيرة عليها أرقام هواتفها مدتها لها هاتفة :" سيدتي عندما تجدين قصة تقنعني أكثر ليتك تتصلين بي.. ربما تتطابق القصة الجديدة مع ما سأجده.. لن أترك القصة حتى أعرف وسأعرف.. هناك رابط بين أحداث كبيرة وكلها تربط الموت بأخيك هشام.. سوف أصل إليه وإلى كل خفاياه".
تجمد بسملة ، وعدم أخذها البطاقة جعل جسور تميل لتضع البطاقة على المنضدة ، ثم تجاوزت السيدة لتغادر وقبل أن تصل للباب هتفت السيدة :" انتظري.. ربما أنت الأمل الوحيد لأعرف قاتل زوجي ومن زج بابن أخي في هذه الهوة.. نحن من عائلة محترمة ولسنا بخونة ".
عقبت جسور وداخل قلبها نصل مسموم من الخيانة :" الخيانة من الداخل مميتة أكثر ".
تحركت السيدة وهي تقول لها:" انتظري لحظة ".
دلفت بخطوات سريعة للداخل في قرار اعتبرته متهور ولكنه السبيل الوحيد لإنقاذ وجيه ابنها.. لإنه أن كان عرف طريق منزلها من جديد بعد ان كان نسيها تماماً فهو لن يبرح عتبة منزلها وربما عرف بوجود جسور كما عرف بوجود فرسان هي تعلم أنه هو من اتصل يهددها .. عادت تحتضن بين ذراعيها ملفات فوق صدرها وكأنهم كنز غالِ.. راحت تربت عليهم براحتها مع همسة حريرية بحنين جارف تضم صوتها :"هذا آخر ما تركه محمود لي.. ملفات عمله.. قد قرأتها عشرات المرات علي أعرف قاتله لكني فشلت.. ربما تصلين أنت مع طريقة تفكيرك وفي الداخل ستجدين صورة والدتك التي ذكرتها لك.. وعرفتها لأني أراها كل يوم تقريباً فأنا أقلب هذا الملف يومياً.. هذا ما بقي لي من محمود.. لا تجعليه يضيع رجاءً".
أخيراً تركت ملفاتها لتسمح بجسور بأخذهم.. تعدها بجدية معلنة انتصارها ببريق عينيها :" سوف أعيدهم لك مع حقك كاملاً.. يوم نقبض على قاتله". أخذت الملفات ووضعتهم داخل حقيبة يدها الكبيرة نوعاً ما فهي ممن يحملن أشياء كثيرة لا تكفيها الحقائب الصغيرة.. بل لم تفكر في حملها يوماً.. خرجت وهي تشكر السيدة مستطردة كلماتها بما بدأت فيه أول مرة :" أختي فرسان كانت محقة أن تثق في هذا المنزل.. أنه منزل شرفاء".
أدت لها التحية العسكرية كأي جندي يؤديها للرتبة الأعلى وغادرت من فورها مشعرة السيدة بفخر حقيقي لمجرد إنتماءها لهذه العائلة .. داخل جسور حسرة قليلة كونها سوف تتأخر حتى تطلع على هذه الملفات فهناك عدة مقابلات هامة يجب إجراءهم قبل الوصول لحالة الثبات داخل فراشها.. وقتها ستجمع من جميع الملفات ما ربطهم ببعض فجميع شكوكها لا ترقي لدليل مؤكد حتى تقدمه للجهات الأعلى منها ..
خرجت من المنزل تضع حقيبتها على كتفها كما دخلت تماماً وحسناً فعلت.. فلم تدرك جسور أن بالخارج أطراف تراقب تحركاتها ..
بينما في مكان بعيد جداً شخص محاط بكل الحرس المدججين بالسلاح ولكنه يعرف أن مقتله على يد هذه القصيرة..
صرخ بحدة :" دعوها تحت أعينكم.. أريد كل تحركاتها ".
دفع الهاتف من يده ليصطدم بعدة زجاجات مشربات روحية فمالت أحدهما على الأخريات لتندفع الزجاجات محدثة صخب عارم :" آه يا فخر.. رحلتِ وداخلك تصميم على موتي.. فهل أرسلتِ شبيهتك لتفعلها ".
نظر للسائل الذهبي ينسكب من الزجاجة كشريط ذهبي يضيق تارة ثم يتسع أخرى.. عاد بهذه اللحظة لأول يوم يدخل فيه البلدة ضابط صغير برتبة ملازم ما زالت أول نجمة تبرق فوق كتفيه مغرور بقناع السلطة الذي ارتداه مع بذته وزاده بريقاً كل من صادفه بالطريق.. ليرى توهج الشمس على شيء يلمع بإشاعة حمراء برقت على مرآة الحافلة الصغيرة الخاصة بنقل المواطنين في المناطق الريفية مقابل أجرة زهيدة.. وهو كان له إحترامه بسبب بذته النظامية جلس في المقعد الأمامي حتى سلبت الكتلة الضوئية بصره وجعلت حدقتيه تتأذيان نتيجة الضوء الباهر الذي ضرب فجأة المرآة.. نظر للخلف خلف سياج من الحديد المشغول ينبئ عما بالداخل بجوار إحدى الأجمات الصغيرة التي تزهر الورود ليشاهد كتلة من الوهج.. شعر أحمر قصير منفوش بسبب تجعيده.. وفستان ذهبي يدور ويدور.. ذراعان نحيلان تتحكمان بهما في الكون.. ساقان تدفع بهما الأرض لتدور معها وكأنها أميرة الشمس.. تملك الجميع.. هبط من السيارة.. وهبط السائق ليعتلي السيارة ليجلب حقيبة سيادة الضابط.. لتتوقف أميرة الشمس بلمحة فقط لتصرخ في السائق آمرة :" أنت.. أذهب من هنا.. ألم يأمرك أبي بذلك.. هنا منزلنا فلا تجعله موقف لك ".
كانت غلطته أنه رد على ابنة العاشرة بديلاً عن السائق :" أنه فقط يمنحني حقيبتي.. أيتها الطفلة ".
نظرة الكبرياء التي أطلت من بين أهدابها جعلته يشعر بالتقزم أمامها ثم تلتها تسديدها حركة تحذيرية من سبابتها.. إضافة لصوتها الآمر الناهي :" لم أتحدث معك.. أنت مجرد راكب.. خذ حقيبتك في مكان آخر.. هيا ابتعد وإلا سأجعل جدي صفوان يؤدبك بنفسه ".
مد السائق حقيبة الضابط وهو يجادلها بهدوء معتذر :" فقط سأمنح ضابط المركز الجديد حقيبته.. ست فخر ".
لتهاجمه مرة أخرى متجاهلة هذا الضابط تماماً:" ضابط هناك بمركزه.. هنا هو فرد من بلده يحكمها جدي العمدة فدعه يبتعد قبل أن يجعله يغادر للأبد ".
استغرب كثيراً وقتها من هذه الطفلة التي متى وقفت مكانها استكانت لها الشمس لتتوجها بتاج من غزل أحمر يشبه الشفق.. واستنكر صوت السائق المرتجف الذي قفز من فوق سطح السيارة :" لا ست فخر.. لا تبلغي عمدتنا.. لن أقف هنا أبداً".
هتف هو بها وكأنه يردع طفلة صغيرة :" فخر ".
نظرت إليه تهتف بحدة :" ستك فخر ".
انفعل بشكل شديد وهو يشير إليها :" أي ست وأنت طول ذراعي.. طفلة لم تجد من يهذبها صحيح ".
نظرتها ضاقت وحاجبيها ارتفع بغرور امرأة عجوز هرمة.. أما عن الشموخ فرأسها الذي ارتفع ليزيد طولها وتلاعبت بها الظلال على الأرض فصار كل ظل أطول من الآخر ثم أجابته :" ستك وتاج رأسك.. لن أخرج لك من حديقة منزلنا لأني لو خرجت لن تتمنى هذا.. بنات دحية لا يشير إليهن غريب إلا بست".
أشاحت بكفها للخلف حتى يغادر السائق مكانه.. بينما هو يصدح بصوته يريد استعادة هيبته من هذه الطفلة :" سليطة اللسان.. سأجلب جدك هذا للمركز لنرى كيف ستكون وقفته أمام ضابط المركز ".
لم يصدق ما حدث من السائق الذي وقف أمامه يرجوه :" أرجوك نحن أغراب.. والغريب ليس له دية هنا في بلدة يحكمها صفوان دحية.. ".
هتف باسمه مكرراً :" صفوان.. دحية ". لم يدرك السائق بأنه يعرفه مسبقاً.. ولكنه رجح أن العمدة ليس شخص عادي لابد وأن الجميع في العاصمة سمع عنه بل كل الوطن.. فهو يستضيف بشر من بلاد الغرب.. فكيف لا يكون معروفاً.. مؤكداً له :" نعم لن تحتاج لتدعوه للمركز.. ستجده هو من يدعوك.. أو ربما يحقق لك أمنيتك فتجده بالداخل خاصة بعد الحوار مع حفيدة ابن عمه ".
نظر الضابط للرجل بينما السائق يدور ليركب سيارته :" من الأفضل لك شراء سيارة خاصة أو استخدم سيارة المركز فأنا لدي أولاد أريد تربيتهم.. ستقطع رزقي وربما رقبتي ".
لأول مرة ينكسر زهو نفسه أمام أي أحد ولأنه يعلم مسبقاً أنه ضئيل جداً في مجتمع آل دحية.. بالرغم من أعوامه التسعة عشر.. فقد سجل كأصغر ضابط يتم تخريجه من كلية الشرطة.. لكنه هنا غريب وحيد بلا دية.. أين هو من عائلة دحية ..
عقدة حياته تجلت مع هذه الحمراء أميرة الشمس.. نعم هي وغيرها من بنات دحية ست المكان حتى لو كانت رضيعة تحملها أمها.. عائلة خطت حياته دائماً بحروف من حقد.. تحرك أحد رجال أمنه هاتفاً :" سيدي هشام".
خرج مجبراً من ذكرياته القليلة مع المرأة الوحيدة التي تنمى تعذيبها.. حتى لو كان بالزواج.. ولم يدرك أن الرجل الذي يتزوج امرأة تكرهه بالفعل يهوى تعذيب نفسه.. ألم يكن كذلك في إقتفاء أثرها . عذب نفسه ولم تهتم.. صار كل شيء له ولم تنظر إليه بل بصقت فوق بشرة وجهه.. كل هذا لأنها من بنات دحية المتعجرفات ..
******************




الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس