الفصل السادس: بساعة واحدة ، كانت قد اكتسبت عداوتهما معاً . غضب جون وحقده لا يشكل بالنسبة لها مشكلة كبيرة . لن تراه ابداً بدون شك ، ولكن كارل ... كارل سيبقى مقيماً في الفندق وستلتقي طريقهما دائماً في هذه البلدة الصغيرة . كيف ستتمكن من مشاهدته والنظر في مقلتيه بعدما حصل بينهما ؟. هو لا يشك حتى الآن بمشاعرها الحقيقية وحبها الكبير له ، ومن اجل مصلحتها وكرامتها يجب عليها ان تتجنبه وتهرب منه . لا يمكنها بعد الآن ان تثق بنفسها ، في يوم او آخر ، اذا لم تحافظ على مسافة معه ، ستخونها مشاعرها . ما ان خرجت من الحمام حتى التقت لسلي . " اوه ، هذا انت .. جوليت ؟" " عفواً !" " اخبرني كارل انك واجهت مشاكل مع جون ..." قالت لسلي بسخرية ،" بالمناسبة ، البارونة تبحث عنك ، انها تفكر بأن يرسوا المركب في مرسى مدرستك ، ليتمكن الضيوف من زيارتها ، باختصار انها تنتظرك في الصالون ". كانت ماغدا متحمسة جداً لفكرتها والحت على جوليت بالقبول . " بهذه الطريقة ، ستسفيدين من الدعاية لمدرستك ، ويكون الضيوف ايضاً قد انهوا سهرتهم بطريقة لطيفة مفاجئة ". " لكن المشاغل يسودها الفوضى "، اعترضت الفتاة ، وفكرت فجأة انها بقبولها عرض البارونة ، تتوفر على نفسها عناء الطلب من جزون او غيره مرافقتها الى المنزل ، طالما ان المركب سيرسوا امام المدرسة ... فوافقت بدون تردد شكرتها البارونة وهمست باذنها . " اتعلمين ان لسلي تجد فكرتي سخيفة ؟" " حقاً؟ هي حرة ..." اجابتها جوليت بابتسامة ماكرة . عندما رسى المركب امام رصيف المدرسة ، طلبت جوليت من المدعوين ان ينتظروا لحظات ، ثم نزلت تتفحص المشاغل ، لحسن الحظ ، كان العمال قد نظفوا المكان ورتبوا الادوات قبل مغادرتهم اطمأنت جوليت وعادت ودعت الضيوف للدخول . لمدة نصف ساعة ، لعبت دور الدليل واجابت على اسئلتهم حول العمل الفني . سرعان ما اصبح الجو خانقاً ، فخرجت لتتنشق الهواء المنعش وتركت ضيوفها يتجولون وحدهم في المشاغل . لمحت في الخارج وعلى نور القمر تحت احدى الاشجار لسلي كرانتز تتحدث مع رجل لم تتمكن من معرفته . اثارها الفضول فانحنت واصغت لحديثهما . " نعم بالتأكيد"، كانت تقول ليزا . " كل هذا جميل وفولوكلوري ، لكن العمال هم مجرد فلاحين فقراء ... وهذه الفتاة الانكليزية التي تحميها البارونة ، ترفض الاعتراف بان ايام مدرستها اصبحت معدودة ، وانها ستجد نفسها قريباً بدون عمالها . سيبقى معها المسنون والمعاقون اما الاقوياء فيجذبهم بسرعة طعم الرواتب المرتفعة التي تدفعها شركة ادلر ". تكلم المتحدث الآخر ، لكن جوليت لم تنجح في فهم كلماته . " تعتقد ان المكان سيفقد سحره ؟" اجابته لسلي . " هذا ممكن ، ولكن التغيير مفيد ، كارل فكر بذلك وتوصل لنفس استنتاجاتي ... والآن ، لنعد الى المركب ". عادت جوليت الى الداخل وهي تغلي من الغضب ، لماذا لم تفهم من قبل تكتيك كارل ؟ لكن حيلته لن تنجح لانها ستضاعف اجور عمالها كي لا يتركوها وتضطر لاقفال المدرسة . لا يمكنها تحمل فكرة انتصار لسلي وكارل عليها . عندما غادر المدعون المدرسة ، تأخرت جوليت عمداً في المشاغل . كانت تعلم انه لن يلاحظ احد غيابها على متن المركب عندما يرحل ، وقررت ان تتصل بماغدا لاحقاً لتعتذر لها وتشكرها ، اطفأت الانوار ببطء . وفي الممر ، كانت تستعد لاطفاء الانوار الخارجية عندما جمدت يدها مكانها . الباب لايزال مفتوحاً ، وكارل يقف على المدخل ... " ماذا ... ماذا تريد ؟" سألته متلعثمة . " لماذا لست مع ..." " لماذا لست مع الآخرين ؟ وانت ؟" " الحفل انتهى تقريباً ، وليس من الضروري ان اعود الى القصر حتى انزل من جديد ..." دافعت عن نفسها بسرعة . " كان يجب ان تستأذني البارونة ..." " سأتصل بها عندما تكون قد وصلت لاقدم لها اعتذاري وشكري ..." " كنت تخشين ان تطلب البارونة مني ان ارافقك بسيارتي ، اليس كذلك ؟" " طالما انك دقيق الملاحظة ، لماذا تطرح علي هذا السؤال ؟" " اذا ، انا حذرت ..." " بعد طريقتك الوقحة في تصرفك معي ، هذا المساء ، اتعتقد انني كنت سأقبل ان ترافقني ؟ انت مخطئ! كنت سأفضل العودة سيراً على الاقدام !" " كما يجب ان افعل انا الآن ..." " انت السبب . لماذا لم تصعد الى المركب ؟ كنت تريد رؤية ضحيتك من جديد ، لتدفعها الى مشاجرة جديدة ، لقد استحقيت العقاب ، سيد ادلر، وانا سعيدة لذلك!" " لا ، لم ابق لهذا السبب ..." " لا ؟ ربما كنت تفكر بعقد هدنة سلام معي ؟" " بمثل هذا الوقت المتأخر ؟" سألها مبتسماً. " لست بمزاح جيد لاتقبل المزاح !" " ولا انا ، الآن ، اطفئي الانوار ، واقفلي الابواب ، واخلدي للنوم ، لا تشكريني لانني جنبتك غضب شاب مصمم على الانتقام منك ، تصبحين على خير ". " انتظر ... الى من تلمح ... الى جون ؟" " نعم! كان ينوي ترك المركب يرحل بدونه ..." " كي ... كي يعود الى هنا ؟" " لم يدهشني ذلك ... كان بيسعى بدون شك للانتقام ". " وماذا فعلت انت ؟" " ارغمته على الصعود الى المركب ، اعتقاداً مني انك ستفضلين زيارتي على زيارته ". " شكراً لك ..." تمتمت واخفضت رأسها . " لا تشكريني ". قال وهو يداعب خدها بأصابعه . " انت الد اعداء نفسك ، آنسة هارمون ... اتدركين ذلك ؟ لكنك محظوظة. معي انا ، لا خطر عليك ... تصبحين على خير !" ثم انحنى امامها وابتعد بسرعة في الظلام . لم تعد جوليت تعرف بماذا تفكر . في البداية ، وقف كارل موقف الدفاع عن جون سيبر ، واكد لها انه يحق له بالانتقام ، فيما بعد ، وقف مدافعاً عنها ومنع جون سيبر من تنفيذ تهديده . موقفه يحيرها ، يعاملها باحتقار ثم يسرع لانقاذها بالموقف المناسب . ربما كان يسعى لجرح كبرياءها بانقاذه لها . |