عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-08, 01:32 AM   #29

Shining Tears
 
الصورة الرمزية Shining Tears

? العضوٌ??? » 1639
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 218
?  نُقآطِيْ » Shining Tears is on a distinguished road
افتراضي

بعد يومين ، اصيبت ماغدا بكرب شديد . فاتصلت بجوليت وطلبت منها ان تحمل لكارل بعض الكتب من مكتبها اثناء ذهابها الى مينيش . وقالت لها ان تتسلم الكتب الى الممرضة اذا كانت لاترغب برؤيته شخصياً.
وهذا ماكانت جوليت تنوي ان تفعله ... لكنها عندما وصلت الى القسم الذي يعالج فيه كارل ، وجدت مكتب الممرضات خالياً . واخيراً وبعد دقائق طويلة من الانتظار ، مرت ممرضة في الممر وكانت تبدو مشغولة جداً.
استوقفتها جوليت وطلبت منها ان تحمل الكتب للسيد ادلر .
" اسمعي " قالت لها الممرضة .
" لماذا لاتحمليها له بنفسك ، لقد وقع حادث على الطريق ونحن نستعد لاستقبال الجرحى ... غرفة ادلر في آخر الممر ، رقم 20" ثم تركتها وابتعدت .
ترددت جوليت ، وتسارعت دقات قلبها فجأة ، هل ستجرؤ على قرع باب غرفته ؟ كيف ستكون ردة فعله ؟ اتجهت نحو غرفته . لكن يدها تسمرت على مقبض الباب . الا ان رغبتها الكبيرة برؤيته وسماع صوته تغلبت على كل مخاوفها .
دخلت ، فوجدت الغرفة خالية لكن باباً زجاجياً يؤدي الى الشرفة حيث يرتاح كارل بدون شك .
بكل هدوء ، دخلت الى الشرفة ، امامها ، على مقعد طويل ، كان كارل نائماً . اقتربت منه بحذر . كانت ساقه اليمنى مغطاة باللفائف . وهو نائم ، كان يبدو شفافاً ...
اجتاحتها موجة حنان ورغبت فجأة بالتخلي عن التعقل وبتقبيله كما فعل عندما غفت مرة في سيارته .
لكن ملامسة شفتيه ولوللحظة قصيرة تعتبر مجازفة ...
تأملت عنقه وصدره ، وبكل بطء وكأنها تحلم ، جلست على ركبيتها بجانب كرسيه .
ثم احنت رأسها وأسندت جبينها على كتفه ، على الفور ، تحرك كارل ورفع يده وجذب رأس الفتاة الى صدره دون ان يفتح عينيه . حبست جوليت انفاسها وكانت تجهل اذا كان لا يزال نائماً ... واخيراً ، انزلقت يده عن شعرها لتداعب ظهرها ، رفعت مقلتيها نحوه والتقت بنظراته الزرقاء المليئة بالاتهام ... انه ليس نائما ... هو يعرف ..."
فكرت بسرعة قبل ان تستسلم لقبلته الحارة . وبهدوء ، بادلته قبلة مليئة بالاشواق ، وشعرت بسعادة كبيرة في تقديم نفسها للرجل الذي يجعلها ترتعش من الرغبة . فهي لم تنس ابداً خلال هذه اللحظة من اللذة انه هو لم يكن يطيع سوى اندفاع جسدي في تقبيلها . لكن حبها يكتفي بهذه القبلة التي طالما حلمت بها ، واخيراً تركها ، فنهضت وهي تشعر بالدوار .
" ارسلتك ماغدا ، اليس كذلك ؟" سألها بسخرية .
" نعم " تمتمت بضعف .
" كنت اشك بذلك ... لابد انها الحت كثيراً ..."
" لا ..."
" ولماذا فعلت ؟"
" لم يكن هناك احد من الممرضات ".
" اذاً ، خاطرت بدخولك الى هنا ، وعندما وجدتني نائماً ، استغليت الفرصة ".
" ماذا تقصد ؟" سألته متلعثمة .
" خاطرت بلعب مسرحية الشفقة و ... لكنك لم لكني مثل هذا الشعور ابداً لجيرارد ، ولا تشعري به ايضاً من اجلي . لكن فضولك كان الاقوى ، فجئت واستسلمت لفضولك ..." ثم اشار الى ساقه ، واضاف بحدة .
" انظري لدي ساقان وقدمان لكني قد لا اسير ابداً . اما اذا حالفني الحظ فقد اسير بواسطة عكازات هل انت راضية ، الآن ؟ لا تقولي شيئاً ! بهذه الظروف ستكذبين ... لماذا جئت ؟" انفجر غاضباً.
" الم تنقل لسلي لك رسالتي ؟"
" بلى ..." اجابته بجهد كبير
" اكرر لك بأن ماغدا هي التي ارسلتني ..." واخذت ترتجف ، لكن حبها وانفعالها جعلها تجرب من جديد .
" لماذا ترفض رؤيتي ؟" سألته متهمة اياه .
" بينما استقبلت لسلي والبارونة بالترحيب ... يحق لي ان اعرف لماذا يزعجك وجودي ."
تأملها كارل من رأسها حتى اخمص قدميها ثم قال :
" الم تفهمي بعد ؟"
" لا ".
" حسناً ، سأشرح لك ... انا عرفك جيداً . المرض، العذاب ، الالم يشعرك بالقرف ، انت مستعد للمساعدة ولكن لدرجة معينة فقط . شرط ان لايطلب احد منك التضحية ، انا اكره كل هذه المسرحيات بالمناسبة ، انت لعبت دورك جيداً منذ لحظات ، اهنئك مواهبك كبيرة ..."
" انا ... لم اكن العب دوراً ، فهمت ان ."
" ماذا فهمت ؟" سألها بحدة واحتقار .
" انك ... انك ستتصرف ... بنفس الطريقة مع اية امرأة ... لانك في هذه المستشفى منذ عدة شهور ... وارجوك حاول ان تفهمني !"
قست ملامح كارل ونظر اليها نظرة مخيفة .
" تقصدين انني اذا وجدت ممرضة منحنية فوقي توقظني ، كان يجب ان تكون ردة فعلي هي نفسها لانها امرأة ايضاً ".
" اعلم انني شخصياً لا اهمك الآن " اجابته بصوت مرتجف .
" لكنك طيبة وحساسة لدرجة انك لم تمنعيني ".
قال بسخرية . ثم اسند رأسه واغمض مقلتيه .
" ارحلي " امرها فجأة " نحن لايمكننا التفاهم وليس لدي صبر امنحك اياه ... دعيني وحدي ".
اتجهت جوليت نحو الباب وقلبها يعتصر من الالم ، وقبل ان تخرج ناداها صوت كارل .
" اذا فهمت فيما بعد لماذا انت ، وليست اية ممرضة ، كانت ضحية لقبلاتي ، لا تتعبي نفسك بتحذيري لا يهمني ذلك ... اتمنى ان لا اسمع عنك شيئاً بعد اليوم ".
هذه السنة ، كان الخريف لطيفاً على ضفاف بحيرة سيلبريس . وكانت ماغدا سعيدة بإدارة فندقها مع شقيقتها وصهرها . اما لسلي ، فكانت قد رحلت دون ان تطلب تعويضاً كبيراً . ولا احد يعلم اين هي الآن .
اما كارل ، فبعد ان قضى فترة النقاهة ، غادر بفاريا وتقول الشائعات انه يقيم حالياً في ايطاليا . لكن لا احد يعلم اذا كان يعيش هناك وحده ام مع ليسلي ... ويقول الجميع انه يسير الآن متكأً على عصا ويقود سيارته بشكل طبيعي .
انتهى العمل على انشاء المنشرة ، وضجيج الآلآت يرتفع على ضفة البحيرة الشرقية ليقضي على هدوء الوادي .
اما جوليت ، فمنذ ان اهانها كارل وطردها من غرفته ، وهي تكرس وقتها للعمل الذي انغمست فيه جسداً وروحاً على امل النسيان ... من الفجر حتى الغروب ، كانت تفكر في العمل وتتكلم عنه ، تبيع انتاجها وتحلم به حتى في الليالي ، اصرارها وعنادها ، جعلها تتلقى طلبيات كبيرة وخاصة مع اقتراب عيد الميلاد فزادت اجور العمال واشترت كل مايلزم للموسم القادم . وهكذا تكون قد وفت بكل دينها لجيرارد وحافظت على المدرسة التي كانت حبها الوحيد الحقيقي.
لكن الجميع كانوا يجهلون اية فدية كبيرة كلفها هذا الفوز .
ذات يوم احد ، كانت تحضر قدداساً في كنيسة البلدة . وعندما قرع آخر جرس ، بدأ الحشود بالخروج ، بينما تأخرت جوليت امام المذبح . هي تحب هذه البلدة واهلها وتحب عملها . كان بامكانها ان تكون سعيدة جداً لولا الحزن المرير الصامت الذي يؤرق ليلها ونهارها ...


Shining Tears غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس