عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-08, 01:33 AM   #30

Shining Tears
 
الصورة الرمزية Shining Tears

? العضوٌ??? » 1639
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 218
?  نُقآطِيْ » Shining Tears is on a distinguished road
افتراضي

خرجت أخيراً من الكنيسة ، وكانت كل السيارات قد غادرت الساحة ولم يبق هناك سوى سيارة واحدة ، عندما رأتها الفتاة ، احست بقلبها يقفز من صدرها . حبست انفاسها ، وبحثت عن صاحبها . انها سيارة كارل الذي يستند على جذع احدى الشجرات . حمل عصاه ، واتجه نحوها ، انه نفس الرجل الانيق الواثق من نفسه .
" اكدت لي ماغدا انني سأجدك هنا ". بدأ كلامها وانحنى امامها ، خلعت نظارتها الشمسية واخذت تتلاعب بها بعصبية وتوتر .
" نعم ، كنت احضر قداس الاحد ... ارتغب في الكلام معي ؟" سألته وهي تحس بجفاف في حلقها .
" لا ، كنت اريد ان اراك ".
لم تعرف ماذا تقول ، فتأملته بصمت .
" هل انت جائعة ؟" سألها فجأة .
" جائعة ؟" رددت بدهشة " لا ...".
" حسناً ! هذه المرة ، انا ادعوك للغداء ،ليس الآن طبعاً ، طالما انك لست جائعة ، فيما بعد ، ربما ..." ثم دعاها لكي تتبعه ، فتبعته بصمت وجلست بقربه في السيارة .
" الى اين تصطحبني ؟" سألته بحذر .
" ستعرفين قريباً ". وانطلق بسيارته بكل هدوء متجهاً نحو الجبل .
لم يكن يبدو عليه انه يرغب بالثرثرة ، وجوليت لم تجرؤ على البدء بالحديث ، تتالت المنعطفات امامهما ، ففهمت فجأة انه يصطحبها الى الجبل حيث موقع منزله الجديد . لماذا ؟ الطريق الفرعية اصبحت واسعة .
كانت جوليت قد علمت من عمال المدرسة ان عملية البناء مستمرة لكنها لم تحاول ابداً ان تتحقق من ذلك بنفسها ، طالما ان كارل يبنيه من اجل لسلي ...
كانت آلة الاسمنت تتوسط الورشة ، لكن لحسن الحظ ، عدد قليل من الاشجار فقط قطع ، من جديد ، تساءلت الفتاة لماذا يصر كارل على اصطحابها الى هنا ، أيأمل ان يثير غيظها بتهديده من جديد سلام الحياة الهادئة هنا ؟ بالتأكيد لم تكن هي سعيدة بسكنه في ريتغن ، لكنه لا يمكنه ان يفهم حقيقة اسباب مخاوفها ... ايحاول ان يبدأ من جديد بالمشاكل معها ؟ لكنها عندما رأته امام الكنيسة لاحظت ان نظراته مختلفة ، ربما كان يقول الحقيقة عندما اخبرها بأنه جاء فقط رغبة برؤيتها ...
نزلت جوليت من السيارة ووقفت تتأمل واجهة المنزل الذي لم ينته العمل فيه .
" ما رأيك ؟" سألها كارل وهو لايزال واقفاً امام سيارته .
" حالياً ، المنزل ليس سوى هيكلاً ، ولكن الموقع رائع حقاً ... متى سينتهي العمل فيه ؟"
" بعد ستة اشهر تقريباً ، اذاً ، في الفترة المناسبة لبيع الابنية ..."
" البيع ؟ ولكن ... كنت اعتقد انك ستقيم هنا ..."
" كنت بالفعل انوي ذلك ، لكني غيرت رأيي إثر ... صدمة ، في حياتي الخاصة ... الآن ، سأبيع المنزل لاول مشتر ".
أيحاول ان يعلن لها عن فسخ خطوبته مع لسلي ؟ في هذه الحالة ، لماذا يسألها رأيها في منزل لن يسكنه ؟ كان يتكلم بمرارة ولكنها لم تتمكن من التوصل للفظ كلمات المؤاساة التي ينتظرها منها .
" اتمنى ان تغير رأيك بخصوص المنزل ..." تمتمت جوليت " هل قرارك نهائي ؟"
" يتوقف على بعض الظروف ".
شعرت جوليت بالكآبة ، الا يزال لديه امل بمصالحة لسلي ؟.
" احب معرفة رأيك حول تقطيع الغرف " قال فجأة وجذبها نحو المنزل .
توقفت ورفعت نظرها نحوه وعقدت حاجبيها .
" لماذا ؟ لماذا تستشيرني ؟"
" ولما لا ؟ كنت قد همست للمهندس بانك تملكين بعض الافكار ، ستجرحينني اذا رفضت مساعدتي بافكارك ..."
" هير برنتل كان يمزح ، في ذلك اليوم " اجابته بجفاف امام لهجته الساخرة " والآن لو سمحت ، اريد العودة الى البلدة ..."
" ألم تعرفي بعد لماذا اصطحبتك الى هنا ؟"
" بلى ! انت تشعر بالملل ، وقد قررت ان تمضي وقتك في اصطحابي الى منزل لن نتهي العمل فيه قبل مدة طويلة ".
" حماسك ربما اقنعني بعدم البيع ..."
" انت صاحب القرار ..."
" نعم ، هذا صحيح ، للاسف ".
" للاسف ؟ لماذا ؟"
" انت تفرطين في استعمال كلمة لماذا ؟"
" لعبة الحزازير هذه طالت كثيراً " صرخت بنفاذ صبر " لا افهم سبب اصطحابك لي الى هنا ، واهتمامك برأيي ، مع انك في الحقيقة قلما تهتم لذلك !"
" سبق وقلت لك انه تحت بعض الظروف ، سأهتم مجدداً بمشروعي هذا". " حسناً ، وماهي هذه الظروف ؟"
" اذا كنت انت ايضاً مهتمة ، هكذا يمكننا معاً نحن الاثنان ان نكمل بناء المنزل ".
هذا الجواب كان غريباً لدرجة ان جوليت انفجرت ضاحكة ، لكنها ضحكة ليس فيها اي مرح .
" نحن ؟" قالت بمرارة " انت تمزح ! نحن لا نتفاهم ابداً ! انت تكرهني ، تحتقرني " وانهمرت دمعة من عينها دون ان تنتبه " انت اثبت لي ذلك اكثر من مرة ، حاولت ان تتلاعب بي بكل الوسائل لانني اعارض بناء منشرتك ، طلبت من لسلي ان تحذرني بانك سترميني خارجاً اذا زرتك في المستشفى ، ووفيت بوعدك عندما احضرت لك الكتب التي ارسلتها ماغدا! والآن تجروؤ ..." قطعت كلامها وقد جرحتها هذه الذكريات المؤلمة .
" ولم تعلمي لماذا طردتك بهذا العنف ، ذلك النهار ؟"
سألها كارل بحدة وبدأ يهز كتفيها بعنف " الا يوجد ذرة ذكاء في رأسك ؟" صرخ كالمجنون " الا تفهمين انني كنت بخطر البقاء مشلولاً بقية ايام حياتي ، وان ذلك القدر كان يرعبني ؟ كنت اخشى مصير جيرارد ، هو ايضاً كان مريضاً ، تائهاً ، هو ايضاً كان يحبك ، وتسألين لماذا شفقتك ترعبني ؟"
" الحب ؟" رددت بذهول " انت تحبني ؟ ولكن هذا مستحيل ! ... لابد انك ... مخطئ ... ابداً لم تلمح لي بأية ... اشارة ..."
" مع انني حاولت ..." اجابها بمرارة .
احمر وجهها عندما تذكرت كيف قبلها في السيارة وعناقه لها على متن المركب ، هناك ، كان قد تظاهر بأنه كان يريد الثأر لاخيه ، لم يكن يعلم ابداً انها كانت على وشك الاستسلام له طوعاً وبكل رغبتها ... مرتين ، سرق منها قبلة دون ان يظهر لها حباً ، والآن يؤكد انه كان يحبها ، لكن كرامته اجبرته على طردها بقسوة في المستشفى ، اين هي الحقيقة ؟
" لم اشك لحظة انك ..." بدأت كلامها مترددة .
" هل كنت تتمنين ذلك ؟" قاطعها ورمى عصاه ليضمها الى صدره " كنت تتمنين ذلك ؟"
حنان صوته طرد آخر مخاوفها وشكوكها ، فرفعت وجهها نحوه بخجل .
" نعم ، كنت اتمنى ذلك ..." تمتمت جوليت " منذ مدة طويلة ..." اغمض عينيه للحظة وكأنه لا يجرؤ على تصديق سعادته .
" هل انت متأكدة ؟" سألها متوسلاً .
كجواب على سؤاله ، عقدت يديها حول عنقه وقدمت له شفتيها ، تنهد وتناول شفتيها وضمها اليه اكثر ، كانت تنتظر هذه اللحظة منذ مدة طويلة جداً ، كانت تنتظر ان يقبلها مثل الآن بحنان


Shining Tears غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس