عرض مشاركة واحدة
قديم 30-01-19, 06:31 PM   #476

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي



" أريد لقاءك خارج الأوبرا أسوار ".
هتفت في صوت سيد المليجي بغضب :"السيدة أسوار .. سيد بك .. لم انزع الألقاب فلا تفعلها .. اليوم لا تدريب لدي .. فالحفل بنهاية الأسبوع وأنا انهيت تدريباتي مع المجموعة .. كل تدريبي سيكون هنا على معزوفتي المنفردة .. ثم سبق وأعلمتك نحن لا نخرج مع أي أحد غريب ".
هتف بها بصوته الراجي :" لا تغلقي الهاتف رجاء.. أريدك ".
صدح صوتها بغضب :" لا أفهم هذه الكلمة التي تخرج رخيصة منك تلوث أي امرأة محترمة .. ماذا تريد بالضبط؟!!".
هدئ صوته ليجيبها :" هذا ماكنت أريدك من أجله .. لكن يبدو أنك لن تتركي لي مجال إلا هنا ".
لأول مرة يجد نفسه صادقاً كبير ولا اهتمام حقيقي له بالمرأة هي فقط مراحل عابرة في حياته .. كل ما كان يهمه هو المال وجمعه ..
وجدت صوته يرق ليعلن لها :" أريد الدخول للمنزل من بابه سيدة أسوار .. أريد منك وعد بالزواج بعد إنتهاء عدتك ".
هاجمته بحدة رغماً عنها :" هذا ما كنت أقوله لك من قبل .. لم تعامل المرأة سوى بالرخص .. أي حديث عن زواج وأنا بفترة العدة .. أنا ما زلت حتى هذه اللحظة على ذمة رجل .. أن كنت تدرك معنى الرجولة الحقة ".
تنهد بضيق :" معنى هذا تريدين طليقك ؟!".
تنهدت بقوة لتستمر في إفهامه :" أنا لا أريد أبو الغالي ولا أريد أي رجل آخر .. القصة كلها الشرع .. كما لا يحق للرجل أن يتقدم لخطبة فتاة على خطبة آخر .. كذلك ليس من الشرع اقتطاع الطريق وتمهيد زواج بفترة العدة هذا محرم شرعاً.. أريد تحري الحلال ليس أكثر .. كموضوع تلك الهدية كل هذا مرفوض ".
ثم تذكرت شيئاً لتكمل به :" لولا تصرفك بإهدائي هذا السوار ما جعلت فيروز التي دائما تلتصق بك تتحدث معي بطريقة لم تعجبني .. جعلتها تظنني رخيصة .. تصرفك لم يعجبني من الأساس ".
هتف بصوت غامض :" أنت أغرب امرأة عرفتها .. أتعرفين ربما لم أنال تربية أم .. الرجل دائماً يحتاج لمن تهذبه حقاً ".
كلماته جاءت غريبة على أذنيها :" لا أظنك تتزوج لتحصل على أم سيد بك .. كنت تزوجت بالماضي من تصلح لهذا الغرض ".
أجابها بشيء من الحنين :" تزوجت من أجل المال والمصلحة وطلقت كذلك .. حتى الطلاق تستطيع بعض النساء الإستفادة القصوى منه .. كلهن صرن أغنياء بعدي .. لكن لا واحدة كأمي كانت فقيرة ولكنها حقيقية ما زلت أتذكرها وهي تسير في البلدة لتشتري لنا الفطور تسير أكثر من كيلومتر فقط لتبتاع لنا ما نأكله من الفجر تصلي وتخرج حتى تعود ونحن في بداية نهوضنا .. كانت كلما جلبت حلوى للمنزل تسألني من أين ولا تدعني آكلها حتى تتيقن من صدق مصدرها "
هتفت بصوت رحيم :" وكيف هي الآن .. تبدو سيدة حقيقية كما تقول ".
همهم بصوت خشن :" ماتت.. سقطت فوق قضيب القطار وكسرت فخذها وظلت مقعدة بعدها لأن علاجها لم يكن بالمستوى المطلوب نتيجة فقرنا الشديد .. ظل هكذا حتى ماتت .. ظلت في دارنا القديمة ولم تغادرها أبداً".
عقبت بهدوء :" لا أتخيل أنك كنت فقير يوماً.. لماذا لم تعيد علاجها بعد أن صرت غنياً".
جملتها جعلته يستغرق في أمه التي رفضته وطردته وقد جلب لها المال داخل حقيبة هاتفاً :" سوف تعالجين أمي .. ستعودين كما كنت ".
صدح صوتها :" من أين لك بكل هذا المال سيد ".
وقتها أجاب بحدة :" لا تقولي حرام وهذه الأشياء البلهاء .. المهم ان تعالجين ".
لكنها رفضته هتفت فيه :" تحرم علي حياتك ومالك .. ويحرم عليك هذا البيت .. أخرج لن أتناول منه ما يكفي قضمة تلوث بطني .. أخرج أنت ومالك اتبع شيطانك لكن خارج بيتي ".
ما زال لا يفهم أبجدياتها فقيرة لا تأكل سوى كسرة الخبز وقطعة الجبن ومع هذا تتمسك بأشياء بلهاء في نظره ..انتفض بحدة على صوتها تهتف :" سيد بك أما زلت معي ؟!!".
ليجيب صوته منتفضاً كذلك :" لسنا هنا لنتحدث عن أمي .. كنا نتحدث عنك ".
لم يعجبها تبدل صوته فأجابته بصدق :" أولاً ومباشرة أريد معرفة لما عدت تريد أن تكون الراع الرسمي لعزفي ؟!!".
فهم ما تقصده ليعلن لها بطريقة مباشرة ولأول مرة يكون صادق مع أحد :" تقصدين لما جعلت فقرتك تلغي أول مرة ؟!"
.
أجابته بجدية :" هذا أبسط حقوقي معرفة أعدائي من أصدقائي ".
هتف بها بصوت لين يطلب راحة خاصة :" هذا ما كنت أقوله لك عن أمي .. حادة كالسيف صادقة .. ربما هذا ما يجذبني إليك ".
هتفت بغضب :" سيد بك لا أريد سماع هذا كله .. وإلا سأغلق الخط ولن أجيب على مهاتفتك ثانية ".
أجلى صوته ليعلن لها :" زاهر دحية صديقي من زمن كبير هو ما طلب هذا مني بناء عن طلب من رحيل دحية .. لم أكن أعرفك حتى لم أنظر لصورتك .. صديقي كما قلت لك وبيننا أعمال معاً".
دار عقلها في تلك المرأة كانت تعرف بوجودها قبل سنمار وهي من دبرت إلغاء الحفل .. متى تتمكن من كشفها بالدليل الدامغ بينما هو يقول لها وهي تنصت بنصف أذن :" لكن ما أن رأيتك بحفل الجمعية علمت أني خسرت بعدم رؤيتك من قبل .. كنت لجوهرة مشعة داخل علبة من المخمل الأسود .. شيء خارج حدود العقل .. كنت أجمل امرأة بالحفل .. سلبتِ عقلي وقتها ".
صدح صوتها عندما تحدث بآخر جملة :" سوف أغلق الآن سيد بك لأنك خرقت شروط الكلام الطبيعي وحدود العمل ".
هتف متوسل متلهفاً:" لا رجاء لا تغلقي .. عديني أولاً".
تنفست بضيق ظاهر :" أعدك بماذا ؟!!"
استطرد راجياً:" أن لا تغلقي الهاتف وتجيبي على مهاتفتي ولكِ وعدي لن أتحدث بموضوعنا حتى تنتهي عدتك وربما يموت أبو ابنك ونرتاح ".
انقبض قلبها بحدة لتهتف :" كما قلت أبو ابني .. لكن الذي نسيته أنه ابن عمي كذلك وإن حدث له شيء سيظل ثآره معلق في عنق العائلة حتى نناله جميعاً".
كانت تهدف بأن توصل له أن لا يخرب الكون كله ..
صمت ليسمع صوتها يهدده :" لا أعد بشيء فحسب الوضع والعمل قد أجيب وقد لا أفعل .. تريد الصدق مني فها أنا أصدقك القول .. مع السلامة ".
أغلقت الهاتف على غضبه .. نعم هي المرأة التي لو قابلها كان تغير للأبد .. نظر حوله ليشعر بالغضب أكثر من نفسه .. أمه وذكرياتها تؤلمه .. حرمانها له السير في جنازتها تمزقه ..تدور ذكرياته وحنينه حولها .. أمه التي كان لا يجد أنفاسه إلا وهو نائم على ركبتها تقرر أن لايحملها لمستقرها في باطن الأرض .. تركله خارج حياتها .. عاد لآخر مرة شاهدها حية :" أمي لقد ابتعت المنزل كله من من أعمامي ليكون كله لكِ وسوف ابني لك مكانه قصر كبير ".
تجاهلت كل ما كان يقول لتنادي لجارتها التي تخدمها بعد خروج جميع الأولاد من المنزل الطيني الصغير .. تأمر جارتها :" تعالِ أحمليني للخارج سأجلس في العشة البوص خارج المنزل ".
صدح صوت المرأة :"الجو بارد ولن تتحملي ساعة بها ".
إصرارها على رفض كل شيء منه أعجزه أمامها كذلك العجز أمام أسوار بالضبط .. أمه التي كان يريد إسعادها بملكية المنزل الذي صارت تقيم فيه بصفة ضيفة فقد تزوج أبيه في منزل الجد وعندما مات جده لم يطالب أي من ورثته بالمنزل .. لكنه كان يسمع من أولادهم عبارة نحن جميلنا عليكم أنت وأخوتك لتشكل حياته .. أراد لها السعادة لتصبح مشردة خارج جدران تدفئ عظامها فلم تتحمل الوصول للشتاء القادم .. رحلت ومعها وصية أن لا يحضر مراسم دفنها ولا يتلقى العزاء بها .. ومعها كلمة كانت كسياط تلهب جسده " حد الله بيني وبين أموالك الحرام .. لن تجد راحة مع هذا المال .. حدالله بيني وبينك ".
حد الله .. شرع الله نفس الكلمة التي ألهبت بها ظهره اليوم ليتنازل لها عن السيطرة .. حتى التهديد بموت طليقها نفذت منه .. لماذ هو خائف هكذا من تنفيذ تهديده .. داخله إدراك أن مثيلاتها قويات لا ترضخ أبداً .. ستجعل بينكما دماء سيد ..
صوت جريء جذبه بفحيح أسود " أتظنها فعلاً ستتزوجك "
نظر لصوتها الجاد الذي ينافي مظهرها الخليع :" أتظنين كل النساء مثلك .. هي لو أرادت ستفعل ووقتها سأضع لها كل جواهر الأرض لتسير عليها ".
ليجد داخل نفسه فجأة اشمئزاز منها فهتف صارخاً بها :" هيا من هنا .. أرحلي ولا تعودي للظهور مرة أخرى في وجهي .. وإياك والتعرض لأسوار كما فعلت في التدريب ".
تحركت قائلة :" سوف أغادر قبل أن أواجه غضبك ولكن صدقني إنها تتلاعب بك .. لا يعقل أن تنظر إليك .. أنت تعرف من كان زوجها .. يستطيع ان يفعل لها أضعاف ما تفعل .. بالإضافة لكونه شاب ووسيم ألم تره في حفل الجمعية .. خلقا لبعضهما .. وهذا ما كانت تخاف منه قريبة زاهر .. كانت تدرك ان هذا الرجل قدره هذه المرأة .. عاندت وبالنهاية الله جمعهما وجعلهما على صلة أبدية بهذا الطفل .. أنا لو منها وأردت التفريق بينهما أقتل الطفل .. وقتها لن يعودا معاً".
كلمة الله كانت غريبة من بين شفتيها .. مرفوضة منها بالذات دفع بقدمه المنضدة بينهما لتسقط جانباً مسقطة ما عليها من تحف صغيرة لكنها باهظة الثمن .. صارخاً :" أخرجي ولا تدعيني أشاهدك أبداً".
تحركت بغنج مظهرة رشقة جسدها الرخيص وبدلال أكبر كانت تتحدث معلقة :" سأغادر وأنا أعرف أنك ستعود وتهاتفني بعدما تنتهي منك ابنة دحية ".
صرخ أكثر:" أخرجي ولا تذكري أسمها على فمك القذر ".
داخله يعرف أن الزيت لا يمتزج بالماء .. خاصة لو كان الزيت أسود محمل بالشوائب .. لكن الحنين لإعاده الطهر لحياته ولو قليلاً .. يجعله يتشبث بها كطفل يتمسك بجلباب أمه الأسود حتى لا يضيع في سوق الحياة ..
************




الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس