عرض مشاركة واحدة
قديم 06-02-19, 02:41 AM   #746

Jamila Omar

نجم روايتي وكاتبة ومحررة لغوية في قلوب أحلام وعضوة في فريق الترجمة

 
الصورة الرمزية Jamila Omar

? العضوٌ??? » 4574
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,576
?  نُقآطِيْ » Jamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond repute
افتراضي




الفصل الثامن عشر (الجزء الأول)



- ما معنى ما أسمعه جوديا؟؟!!
كان صوت لطيفة حذر محاولة فهم ما ترمي إليه جوديا التي قالت معيدة كلامها من جديد ببرود:
- ما سمعته لطيفة.. انسيني في مخططاتك.. وليد حرفيا نبهني إن لم يكن قد هددني فعليا أنه سينقل كل ما حدث في الماضي لهاشم.. وأنا لست مستعدة لخسارة زواجي بسببك!!
ضغطت لطيفة على السماعة بقوة قائلة بحدة:
- تتركينني في نصف الطريق جوديا؟؟!!
زفرت جوديا بنفاذ صبر من غباء لطيفة التي ما زالت تتوقع أن خططها ستعيد لها وليد.. وليد الذي اجتمع بعائلة لطيفة بالأمس وأخبرهم أنه سيتزوج وأنه اتفق مع ابنتهم على الطلاق.. لكن يبدو أنها لم تفهم بعد أن المسألة مسألة وقت فقط وينتهي كل شيء بينهما.. هي فقط تكابر بغباء..
- لطيفة.. ألا ترين أنك تضيعين وقتك هباءا؟؟!! وليد لن يغير رأيه بالعكس هو متشبت بتلك الفتاة.. لا أعرف ما الذي رآه فيها لكنه يريدها بقوة غريبة.. "سكتت بعض الوقت مضيفة باحراج" لقد تحدث مع أشقائك ووالديك بالأمس وأخبرهم أنكما اتفقتما على الطلا..
لم تكمل جوديا حديثها إذ قاطعتها لطيفة بصراخ:
- ماذا؟؟!! حدثهم؟؟!! من الذي أعطاه الحق بذلك؟؟!! يريد أن يضعني أمام الأمر الواقع!!.. لكن أقسم أن أجعله يعض أصابعه ندما!! أقسم أن أجعله يتوسل لي البقاء معه ولكن حينها أنا من ستتركه!!
تنهدت جوديا بملل من سماعها لهذه الأسطوانة التي لطالما كررتها على مسامعها.. تعرف أن لطيفة تموت على التراب الذي يمشي عليه وليد ولو أشار بأصبعه ستجري لترتمي عند قدميه..
- لما لازلت تدورين في فلك وليد بينما هو لا يراك أساسا؟؟!! عيشي لنفسك لطيفة.. "قالت جوديا بحنق من تفكير لطيفة" انظري إليه.. يعيش من أجل نفسه كما يفعل منذ سنوات والآن يرتب حياته وقد اختار أخرى بديلة عنك واضعا إياك أمام الأمر الواقع لطلاقكما الذي أصبح مسألة وقت فقط.. بينما أنت ماذا تفعلين طيلة الوقت؟؟!! لا ترين سواه!! تخططين بعشوائية لتعيديه إليكِ!! أفيقي لنفسك لطيفة قبل أن يضيع منك الوقت والعمر!! "صمتت قليلا قبل أن تضيف" إلى اللقاء الآن لدي مرضى ينتظرون دورهم.. وفكري فيما قلته لكِ...
أقفلت جوديا الخط.. تاركة لطيفة تنظر إلى الهاتف في يدها بدون تصديق... فعليا لقد تخلت عنها جوديا تاركة إياها وحدها.. حسنا لا يهم هي لن تيأس حتى إن تخلى الجميع عنها.. هي وحدها قادرة على ذلك ولا تحتاج لأحد.. ستفكر وستجد الطريقة لتجعل وليد يخسر ريماس خاصته.. لن تدعه يهنأ بيوم سعيد.. يجب أن يذوق طعم الخسارة هو أيضا كما خسرت هي كل شيء.. وحينها فقط سيعود لها صاغرا، ذليلا يستجدي حبها.. وقتها أكيد لن تصده.. ستحتضنه وتخبره أنها وحدها من تحبه..
ابتسمت برضى وهي تتخيل وليد يطلب رضاها..

**********************

كانت علياء تنزل الدرج بينما انهمكت في البحث عن مفاتيح سيارتها في حقيبة يدها لتنتبه لصوت غزلان الآتي من غرفة الجلوس.. كانت تتحدث بعصبية مخبرة إياهم أنها لا تريد شيئا آخر غير الطلاق...
ميلت علياء شفتيها بملل فهذا ما كانت تتوقعه منها.. منذ أن أخبرتهم أنها تريد الزواج بياسين وأقنعت كل العائلة بالموافقة عليه..
كانت تعرف أن غزلان لن تتحمل المسؤولية في يوم.. وها هي لم تصمد أكثر من ثلاثة أشهر لتعود للمنزل مطالبة بالطلاق بكل طفولية... أكملت نزول الدرج متذكرة يوم نصحت غزلان لتتهمها هذه الأخيرة بالغيرة لأنها لم تجد من يحبها..
تنهدت قبل أن تقرر الدخول إلى غرفة الجلوس لترى غزلان قبل أن تغادر إلى الكلية..
ما أن دخلت حتى تفاجأت بشكل غزلان.. منتفخة العينين وذابلة..
التفتت نحوها غزلان قائلة باتهام طفولي ودموعها تغرق وجهها:
- أكيد سمعت ما حدث وأتيت لتشمتي بي!!
رفعت علياء حاجبها ناظرة لها بسخط من صغر عقلها وقبل أن تقول أي شيء سمعت عمتها تقول بعتب:
- غزلان ما هذا الكلام الذي تقولينه!! ولما ستشمت بك علياء؟؟!!
كتفت علياء يديها خول صدرها قائلةببرود:
- هيا أخبرينا لما سأشمت بك؟؟!! إن كنت أساسا لم أعرف بوجودك إلا الآن!!
أخفضت غزلان نظرها بحرج بينما دموعها لم تتوقف.. بينما اقتربت علياء لتجلس قربها قائلة بصوت حاني:
- مابك غيزو؟؟
عضت غزلان شفتيها قائلة بصوت مخنوق:
- ضربني..
اتسعت عينا علياء دهشة.. رغم أنها كانت من المعارضين على زواجها بياسين إلا أنه كان يبدو لها من النوع المسالم والذي تكاد تقسم عليه أنه لا يمد يده على امرأة فما بالك بزوجته.. وابنة عمتها تعرفها مثل كف يدها قادرة على استفزاز أكثر الناس برودا لذلك سألتها بحذر:
- وماذا فعلت أنت؟؟!! أقصد كيف أوصلته لمرحلة أن يضربك!!
تدخلت الجدة ببرودها المعتاد قائلة باتهام:
- تشكين في ابنة عمتك يا علياء!!
لم تجبها علياء بل حثت غزلان على الإجابة والتي لم تتأخر كثيرا.. حكت لهم ما حدث بالضبط ليلة أمس مضيفة ما كان يحدث في الأيام السابقة من استفزازات من كريمة.. كانت علياء مكتفية بالاستماع فقط دون أن تقاطعها.. وحين انتهت أخيرا قالت علياء بهدوء:
- هل تعرفين أنك مخطئة..
- أنا لم..
كانت غزلان قد بدأت حديثها لكن علياء قاطعتها:
- أولا أخطأت حين تركت الفرصة لكريمة تلك أن تستفزك بتلك الطريقة.. لما لم تضعي نصب عينيك أن ياسين لو كان يريدها لما تزوجك... ضعي في رأسك "قالت مشيرة لرأس غزلان" أنك في مركزة القوة فأنت زوجته لا هي.. وكان عليك أن تتعاملي بذكاء مع استفزازاتها.. وخطأك الثاني خروجك من بيتك دون إذن زوجك تاركة الملعب لغريمتك التي إن كانت ذكية ستستغل هذا جيدا.. وياسين لا أعتقده الرجل الذي سيركض وراءك إن بقيت على عنادك الغبي..
كانت علياء تتحدث متابعة تغيرات تعابير غزلان.. بينما عمتها تهز رأسها موافقة على كلماتها الشيء الذي شجعها على الاسترسال قائلة:
- كوني أنت أذكى منها ولا تتركي مكانك لها.. هل تعرفين ذكرتني بقول صديقة لي أخبرتني مرة أن الزواج يشبه الجلوس في الحافلة الممتلئة والعديد من ينتظر منك إخلاء مكانك ليشغره.. لذا لا تتركي مكانك لغيرك.. مادام ياسين هو اختيارك الذي كنت واثقة منه فلا تسمحي لغيرك بالحصول عليه...
همست غزلان بألم:
- وصفعته لي؟؟!!
- أدبيه عليها وأنت معه.. لا تخلقي فجوة بينكما لا لزوم لها.. كلما طال البعد طال الجفاء..
- بارك الله فيك يا ابنتي.. "قالت عمتها بفخر مربتة على كتفها" لقد لخصت لها ما كنت أحاول أن أخبرها به منذ أتتني صباح اليوم..
ابتسمت علياء وقد وقفت حاملة حقيبتها.. قالت لغزلان:
- هل تودين أن أوصلك في طريقي لبيتك.. أم ستبقين مع عمتي بعض الوقت..
همست غزلان مجددا:
- سأبقى مع ماما قليلا..
اتجهت علياء الى الباب قائلة:
- إلى اللقاء اذن..
ما ان وصلت الباب الخارجي حتى وصلها صوتها جدتها تقول بتهكم:
- وأتى اليوم الذي أصبحت فيه ابنة ثريا تنصح!!
تابعت خروجها.. تعرف أنها لن تنال رضى جدتها يوما مهما فعلت.. لاتعرف حقا ما الذي يبقيها في هذا البيت.. ربما لو قابلت والدتها لكان أفضل لها..
استقلت سيارتها مبعدة هذه الفكرة الغبية من رأسها.. هل تعتقد حقا أنها ستجد الخير في تلك التي رمتها وهي بالكاد رضيعة في أيامها الأولى..
من مرآة السيارة التي ابتعدت بها لمحت سيارة تقف أمام باب المنزل وتنزل منها امرأة.. لم تتبين ملامحها لبعد المسافة.. لكن خفقة مؤلمة في قلبها أعلمتها أن تلك المرأة قد تكون هي نفس الشخص الذي كانت تفكر به منذ لحظات..
هاجس خفي طالبها بالعودة لتنهي أمرها مرة واحدة للأبد... لكن ما لبثت أن أن أبعدت عينيها عن المرآة ناظرة أمامها مقررة إكمال طريقها...

**********************


يتبع...



Jamila Omar غير متواجد حالياً