عرض مشاركة واحدة
قديم 06-08-09, 02:13 PM   #35

na3no3a
 
الصورة الرمزية na3no3a

? العضوٌ??? » 89513
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 292
?  نُقآطِيْ » na3no3a is on a distinguished road
B11 6 ـ تلك هي اللعبة

6 ـ تلك هي اللعبة


إلى أن وجدت كيم نفسها على عتبة صديقتها ماغي تسألها إن كان بإمكانها أن تجالس ابنتها الليلة، لم يكن لديها نية في الخروج مع لوكاس للعشاء.
وكانت قد أخبرته بهذا عدة مرات. شكل ذلك اليوم محنة حقيقية لها. ولم تعرف كيف تتعامل مع عناده. بهذا اعترفت لنفسها وهي تعود من بيت ماغي.
في السنتين اللتين تلتا موت غراهام، كان عليها أن ترد عدة خاطبين أرادوا الزواج بها. لكن ذلك كان سهلا. كلمة رفض مؤدبة مع الشكر، وإذا لم يكف هذا لإقناع أحدهم، هناك نظرة عنيفة ينتهي بعدها كل شيء. ولكن ما نجح في السابق، لم يستطع أن يحطم الجليد بالنسبة إلى لوكاس كين.
لقد حاولت ذلك النهار أن تجعل كل حديث بينهما قاصرا على العمل وحده. ولكن يبدو أن لوكاس وجد في تصرفها هذا مجرد شيء يبعث على التسلية.
لكنها ستصارحه الليلة بأنها لا تريد أن تبدأ علاقة مع أحد في المستقبل القريب، خصوصا مع لوكاس كين. الأفضلية في حياتها كانت لميلودي، أولا وأخيرا. وهي لا تريد أي شخص آخر.
عندما سألتها ماغي، بشكل طبيعي تماما، إلى أين هي ذاهبة ومع من، وذكرت لها اسم لوكاس كين، كادت عينا ماغي تخرجان من محجريهما.
وحين وصلت ماغي أخذت بذراع كيم وقادتها إلى غرفة الجلوس وهي تسألها بلهفة:" حسنا، ماذا هناك بينك وبين ملك المال هذا؟"
ـ أتعنين لوكاس؟
ـ هل هناك أكثر من رجل واحد رائع وأسطوري الثراء يدعوك للخروج معه؟
ـ إنه ليس رائعا.
كان جوابها بالغ السرعة وقد أدركت الاثنان هذا. وعندما رأت كيم عيني ماغي تضيقان متفحصة، قالت بمزيد من الحذر:" أعني أنه رئيسي فقط وهذا كل شيء"
فسألتها ماغي بشيء من التهكم:" وهو دعاك إلى العشاء لأي سبب؟ مجرد دعوة بسيطة لإحدى موظفاته؟ دعي عنك هذا، يا كيم. لا تنسي أنني ماغي. وأنا أسألك مرة أخرى، ماذا هناك؟"
قالت كيم بصوت كالنواح:" آه..ماغي يا لها من ورطة..."
ـ شعرت أنك تبدين متوترة في الأشهر الأخيرة، لكنني ظننت أن ذلك عائد إلى المسؤولية التي ألقيت على عاتقك في الوظيفة... لماذا لم تخبريني من قبل؟ لعلي أفدتك.
قالت هذا متعاطفة معها فرفعت كيم إليها عينين مأساويتين:" أعلم هذا، وربما أنا سخيفة في مخاوفي. فأنا ذاهبة لتناول العشاء معه فقط، ويسر أي فتاة أخرى الخروج مع لوكاس كين"
قالت ماغي برقة:" لكنك لست أي فتاة أخرى. وربما هو من الإحساس بحيث يدرك كذلك. ربما هو جاد في أمرك، يا كيم"
قالت كيم بصوت أصبح حازما فجأة:" أرجو ألا يكون ذلك. إنها وظيفة رائعة وسأكره أن أتخلى عنها"
ـ هل ستفعلين ذلك رغم إعجابك البالغ به؟
تنهدت كيم وقالت:" لا أريد رجلا في حياتي، يا ماغي. لا الآن ولا لاحقا. الضربة التي تتلقاها حاذر منها في المرة التالية"
قالت ماغي برقة:" لكنه لن يكون مثل غراهام. أنت تدركين هذا، أليس كذلك؟ إياك أن تدعي غراهام يدمر حياتك، يا كيم"
ـ غريب. هذا بالضبط ما قاله لي لوكاس.
وابتسمت كيم لماغي ابتسامة صغيرة مرة وأضافت:" لكنني لا أرى الأمر بهذه الطريقة. وهناك أمر آخر... إلى متى سيبقى رجل كلوكاس كين مهتما بفتاة مثلي؟ مدة شهر.. أو ربما اثنين؟ وربما ستة أشهر وإذا اقتضت الضرورة. أنا لست من عالمه يا ماغي"
ـ وكيف تعلمين هذا دون تجربة؟
ـ أنا أعلم هذا جيدا.
وشعرت كيم فجأة بأنها تريد إنهاء الحديث:" على أي حال، هناك ميلودي التي علي أن أضعها نصب عيني، أيضا. لا تنسي، لا أريد أن تشغف بشخص ثم تفترق عنه بعد فتره" قصيرة. وأنا لا أريد أن تعاني ابنتي من هذا كله"
كانت ماغي من الحكمة بحيث تعرف متى تتوقف عن الحديث، وقالت:" لا بأس، لا بأس على كل حال، إنها السابعة والنصف تقريبا والأفضل أن تبدئي بارتداء ثيابك"
حالما خرجت كيم من تحت الدوش، طرقت ماغي الباب، فنظرت في ساعة الحائط ثم صرخت برعب واندفعت خارجة من غرفتها وهي تنادي:" حليب وبسكويت ميلودي على صينية في المطبخ. طلبت منك أن تقرئي لها حكاية بينما تتناول عشاءها"
ـ لا مشكلة.
لاحقت نظرات ماغي صديقتها لحظة قبل أن تدخل المطبخ الأنيق، وقد بان القلق على وجهها. لقد قالت إن ما من مشكلة، ولكن ن لم تكن مخطئة كثيرا، فهناك مشكلة... ومشكلة كبيرة تختمر هنا.
كيم جميلة جدا، لكن الأهم من ذلك أنها جميلة من لداخل. غير أنها ضعيفة إلى حد مؤلم، وهي تخفي ذلك الضعف خلف سلاح تمكن لوكاس كين من اختراقه بشكل ما... سواء اعترفت كيم بذلك أم لا.
حملت الصينية وصعدت بها عابسة تفكر في أن عليها إمعان النظر جيدا إلى هذا الرجل الثري الذي لا يمكن مقاومته، فإذا رأت أنه من النوع الذي يريد أن يستغل كيم لمتعة عابرة... حسنا ستعرف الخبر اليقين...
لم تكن كيم في الطابق الأسفل عندما دق لوكاس جرس الباب عند الثامنة. وهكذا سارت ماغي إلى الباب لتفتحه بعد أن طلبت من ميلودي البقاء في سريرها.
ابتسم لوكاس للمرأة الصارمة الوجه التي استقبلته على العتبة:" مساء الخير. أنت ماغي بلا شك. أنا لوكاس كين"
ومد يده بباقة أزهار ضخمة وهو يضيف:" هذه الأزهار لك من باب الشكر لمجالستك الطفلة"
بادلته ماغي الابتسام وهي تأخذ منه الأزهار، وشعرت بلحظة ندم لاستسلامها السهل، ولكن كان عليها أن تعترف بأن لوكاس قد خطف أنفاسها بروعة شكله... واستطاعت أن تقول بصوت لاهث قليلا:" ألا تتفضل بالدخول؟ ستنزل كيم بعد دقيقة"
ـ إنها تحاول أن تجفف أظافرها لكن ذلك سيستغرق دهرا.
الكلام الأخير كان من ميلودي التي تركت سريرها وجثمت على قمة السلم تتحدث إلى لوكاس بعينين واسعتين.
وعندما نظر لوكاس وماغي إلى أعلى، أشرق وجه لوكاس بابتسامة عريضة وقال لها:" حقا؟ وكذلك أظافري تأخذ دهرا لتجف"
قال جملته الأخيرة برزانة فضحكت ميلودي بصوت خافت؛" يا للغباء! السيدات فقط هن اللاتي يصبغن أظافرهن"
فقالت ماغي باضطراب وهو شعور جديد عليها:" المفروض أن تكوني في سريرك، يا صغيرة. عودي وسأتبعك بعد دقيقة لإكمال الحكاية"
ـ انتظري خذي هذا قبل أن تذهبي.
ومد لوكاس يده إلى جيبه وأخرج شيئا ملفوفا قذفه إلى ميلودي، التي تلقته بمهارة. بينما تابع:" هذا لأنك فتاة طيبة مع الخالة ماغي. ستكونين فتاة طيبة، أليس كذلك؟"
ـ ميلودي فتاة طيبة دوما.
شعرت ماغي بأنها فقدت، لسبب ما، السيطرة على لوضع.
ـ أنا واثق من أنها كذلك.
وابتسم لوكاس لماغي مرة أخرى. وعندما صرخت ميلودي مبتهجة بالدب الصغير الرائع الذي كان في العلبة، أضاف بهدوء:" اصعدي أنت واهتمي بميلودي يا ماغي. أنا بأحسن حال هنا، في انتظار كيم"
حدقت إليه ماغي بارتباك:" حسنا، سأضع هذه الأزهار في المطبخ أولا"
ونظرت إلى هذه المجموعة الرائعة من الورود، ثم عندما نظرت إلى لوكس مرة أخرى، رأت فمه ملتويا. فقال بنعومة وقد قرأ أفكارها:" أعترف بأنني أحاول أن أكسبك إلى صفي. فأنا بحاجة إلى عون لكي أكسب ودّ كيم"
قالت وقد احمر وجهها:" سوف... سأضع هذه الأزهار في المطبخ"
وحالما غادرت الغرفة أخذت تعنف نفسها لأنها لم تسأله عن شعوره نحو كيم. لكنها لم تجرؤ على ذلك... وهذا، يدل على جبنها البالغ...


na3no3a غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس