عرض مشاركة واحدة
قديم 08-02-19, 11:02 PM   #637

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



قبيل المغرب **
زفرت بحرقة أنفاسها وهي تطالع هيئتها المرهقة في مرآة الغرفة جمالها الهادئ تحول فجأة عبر الأسبوع المنصرم لشحوب كامل وعينين مؤرقتين تحملان الهالات السوداء الداكنة تحت جفنيها ..
حركة كفيه الصغيرتين وهو يحكم قبضتيه على تنورة ثوبهاالمنزلي القطني بلونه الوردي نظرت إليه :" هل تأكل مازن ؟!!".
أومأ لها بصمت كما اعتاد الأيام الماضية .. تحركت معه للخارج وهي تحيط رأسها بطرحة بيضاء تخفي جمالها عن العيان .. لا تريد من أحد ان يتفوة عليها طالما هي عند الحاج ناصف حتى مقدمة شعرها التي كانت تظهرها صارت تجيد التحكم بإخفاءها ..
ساراً معاً كجسد واحد يقيد حركتها بقبضتيه التي تتمسك بملابسها كما اعتادا.. لم تفلح محاولاتها العديدة ليترك ملابسها حتى لا يقبل بها أن تحمله .. تغير جداً معها صار يكره ان يلمسه أحد ورافض أن يترك ملابسها .. والجديد عليه هذا التبول اللاإرادي صار كل مساء حتى وهو متيقظ .. والأخطر إغلاقه عينيه في الظلام .. لدرجة فكرت في شيء يجعله أكثر راحة ليحقق ما يريده منها ..
دلف فهمي بهذه اللحظة من باب الشقة منادياً :" السلام عليكم ". صمت متجمداً عندما سقطت عيناه عليهما .. لم ينظر إليه مازن يشيح بعينيه الصغيرتان عنه .. منذ أفاق في ذاك الصباح على خزيه وشاهد الفراش المبلل من وقتها خرج لأمه وبعدها لم ينظر إلى فهمي .. كم حاول ان يأخذه ويضم كان يرفض ويهرول خلفها يتمسك بملابسها كما يفعل الآن .. ردت هي السلام بصوت مرهق .. الأمر ليس سهلاً.. :" هل أمي بالمطبخ شروق ؟!!".
أجابته بهدوء مرهق يلوح في صوتها :" لا بغرفتها وأبي الحاج في المسجد لصلاة المغرب ".
الصمت الذي ران بينهما ضاعف من شعورها بالتوتر .. تقدمت بخطواتها تجاه المطبخ معلنة :" سوف أطعم مازن ثم أضع لكم المائدة ".
عقب بتعب مرهق هو الآخر :" لا سنتناول جميعاً الطعام معاً .. أليس كذلك مازن".
تحرك مازن خطوة داخل أمه وكأنه لا يجيد سوى الالتصاق بها .. مما جعلها تجادله :" سوف أطعمه قبل الظلام .. المغرب على وشك الحلول .. لو حضر الظلام لن يأكل فهمي ".
اختنقت عيناها بعبرة بينما اختنق صوتها بغصة هتفت بعدها :" لا أعلم .. هذا الطبيب لا يعرف شيئاً لم يفيد .. لقد فكرت في مساعدته بعصب عسينيه كل مساء حتى لا يبكي ككل ليلة عندما يجد الظلام قد حل قلبي يموت كلما بكى ووضع كفيه على عينيه ".
نادى فهمي أمه بصوت مرتفع متجمداً في مكانه :" أمي أنا هنا .. أريدك لحظة ".
نادته بصوتها من الداخل :" قادمة حبيبي ".
امتد يدا فهمي تجاه مازن يطلب منه أن يمسكها :" قيد نفسك بي مازن .. أترك أمك لحظات .. تعالِ معي أنا ".
لم ينصت له وبدأ يتحرك تجاه أمه أكثر عندما حاولت الحركة صرخ فهمي بها :" انتظري مكانك شروق .. هذا الموقف يتخذه مني فقط منذ الحادث .. يذهب لأمي ولأبي حتى لفتحي فلماذا هو معي بهذا الجفاء ".
هتفت شروق معترضة وهي تضم رأس ابنها براحتيها وكأنها تحميه .. تصرف غريزي جعل فهمي يشتاط غضباً من الألم داخل قلبه المذنب بحق الصغير .. مد يديه ينزع هذا الصغير من هذا الوضع المهين لرجولته كلما رآه يشعر بالضعف .. انتفضت شروق لمجرد شعورها بالقهر الذي هي فيه بينما الصغير تمسك بها منتفضاً أكثر منها يخفي عينيه داخل فخذ أمه .. كانت قبضتاه قد تمكنت من مازن الذي بدأ صوته يعلو بالصراخ الباكي مزعجاً الطيور في السماء .. يقابله صوت فهمي هاتفاً فيه :" كن رجلاً وأترك أمك .. كن رجلاً وواجهني ".
بينما أمه هرولت على قدر صحة عظامها تمسك ظهره تهدر فيه :" اتركه فهمي .. أنه صبي وخائف .. له الحق في الخوف ".
هتف فهمي بعد ان تركه لأمه وكان هو استدار لأمه هو الآخر :" وأنا يا أمي .. أيضاً خائف .. ".
شهقتان ارتفعتا لأعلى اصدمتا بسقف الغرفة وعادتا تخترقان عقل الصغير بعدما مرتا عبر صيوان أذنه ..لم يصدق أحد منهم هذه الكلمة عندما خرجت من فم الرجل الكبير .. بذات الوقت استدار فهمي نحو الصغير يجلس القرفصاء مقابله معترفاً :" نعم أنا خائف من هذا الصغير .. لم ينظر لي لأني أهملت فيه .. كان يجب علي أنا أن أتحمل هذا الوجع .. لو كنت أعلم أنهم يحتاجون لي كنت ذهبت ومنحتهم نفسي مقابل أن لا يفكرون فيه هو .. جلس فهمي مكانه على الأرض عاقداً ساقيه عندما وجد الصغير ينظر من خلال كفيه المعقودة بملابس أمه مستمراً :" كنت بالماضي لا أخاف شيئاً لاني أعلم ان أبي هنا بالمنزل .. لكن أنت يحق لك الخوف لأني لا أستحق طفل مثلك أن يحبني .. كنت أشعر بالفخر كلما نظرت لي وكلما قلدتني .. هرولت نحو جواد لأشهد الحق .. كانت سيدة من ذاك النوع المحترم مثل أمك .. الجميع ينهشونها وأنا أعلم الحقيقة هل كنت أتركهم .. أجبني أنت .. سأنتظر إجابتك عمراً كاملاً.. لكن عليك أن تجيبني لأكمل ".
نظر الصغير بعين كاملة وحرص على تغطية الأخرى .. بينما تسمرتا المرأتان وكأنهما صور هلامية لا وجود لها .. ارتبكت عين الصغير ثم أومأ بصمته المعتاد مما جعل فهمي يقرر :" لا أفهم .. أجبني لأكمل لك ".
أخرج الصغير صوته ضعيفاً للغاية ليصل أقل من الهمس :" لا ".
ابتسامة أطلت داخل عيني فهمي الذي كان قد تضاعف عمره خلال الأيام الماضية .. انتشله الصوت الهامس من الحصار الذي كان مكبل به بين الذنب والعجز تم حصاره .. مد فهمي يده لمازن مكملاً طريقته لسحب الصغير نحوه من جديد بقصد منحه الحياة الطبيعية :" تعال معي لنجلس كرجلين .. يتحادثا ويتفاهما فيما بينهما .. دع النساء يحضرون لنا الطعام ".
لم يصدق مازن ما يريده منه ورفض بحركة من رأسه الابتعاد عن حصن أمنه من لن تتركه أبداً كما قال الطبيب .. فأشار فهمي لشروق لتجلس مكانها بأن طرق على الأرض الباردة :" اجلسي هنا شروق ليجلس جوارك ".
ثم رفع عينيه لأمه يطالبها :" حضري أنتِ الطعام أمي فأبي أكيد على وشك الحضور ".
تحركت أمه للمطبخ بينما نفذت شروق ما طلبه وجلست على الأرض ليجلس الصغير جوارها وكل همه ان يختفي داخل طيات ملابسها حريصاً كل الحرص على وضع عينه داخل قماش ملابسها .. بدأ فهمي الحديث بهدوء شديد موضحاً موقفه :" لم أكن أتخيل أني بين أهل شارعنا قد أحتاج تقيدك بكفي .. لم يكن الشارع فيه خطر بالماضي كنا هنا .. جميعاً نراعي بعضنا .. لم أدرك ان التغير سيكون .. لكن كل هذا لا يعفيني من المسئولية ".
كان الصغير ينصت بأذنه ويتذكر صراخ المرأة التي شاهدهم يجرونها للغرفة الداخلية وينصت أيضاً لصوت خشن يقول:" بعدما ننتهي منها نأخذ هذا الطفل لنتخلص منهما تماماً"..
سمع صوت فهمي الذي لم يجد مفتاح لمازن غير ما تلاه هذه اللحظة :" هل يكفي أن أقول لك آسف ".
انتفض الصغير وشعرت هي بانتفاضته فنظرت لفهمي بعيني شاكرتين متألمتين لمجرد محاولته المثابرة مع طفلها .. لتجد صوت فهمي يؤكد :" لم تكن تكفيني هذه الكلمة .. لكنها هي كل ما أعرف .. آسف لأني غفلت عنك بدون قصد .. آسف لأني عرضتك لهذا الشيء البشع ".
رفع مازن عينيه ببطء تجاه فهمي الذي أعاد الآسف بحركة شفاهه ثم مد كفه نحو كف مازن الذي قرر عندما شاهد بريق خافت في عيني فهمي يعانق صدق صوته أن يمنحه فرصة جديدة في الثقة .. مد إحدى كفيه الصغيرة تجاه كف فهمي الذي لم يترك فرصته فسحبه لأحضانه يطبق عليه بذراعيه بشكل لم يمنحه له رجل من قبل يهمس بصوت باكي :" ليتني لم أضيعك لحظة .. كنت أجن لمجرد أنك تعاقبني "... تجمدت شروق مكانها تتمسك بطرف طرحتها تمسد عينيها تخفي دمعاتها التي تتراقص بين العذاب والفرح .. فرحت لقرار مازن بالتخلي عن موقفه من فهمي وعذابها لأنها تدرك أنه ما زال يعاني لكنها قررت ترك هذه المسئولية لفهمي ليتجاوز بطفلها ما عجزت هي عنه .. صوت فهمي المنساب داخل أذني الصغير جعل مازن يبكي بدموع غزيرة وكأن الموقف أكبر من تحمله حتى وجد ربتات خفيفة على ظهره رفع عينيه تواجه عينا فهمي معاتباً بصوته :" هل اتفقت مع شقة أن يخطفني ؟!!|.
قطب فهمي عينيه فظهرتا غاضبتين بشكل مفترس .. بعد برهة من النظرات المتبادلة سأل الصغير بصوت حرص على انخفاضه :" ماذا قال لك شقة وهو يخطفك ؟!!".
أجاب الصغير وهو يلوذ بحضن فهمي :" قال سوف أتصل بالمهندس فهمي أشكره لأنه ساعدني في خطفك ".
شهقت شروق وبدأت تتفاعل بالحديث عندما مسد فهمي جبينه بحدة من لا يعرف كيف يتصرف .. ربتت على ظهر طفلها تفهمه :" لم يساعد عمك فهمي شقة .. بل كان هو الذي يبحث عنك في كل مكان .. لكن شقة أراد وصف سهولة خطفك فقط .. طرقته هكذا ليس معناها أن عمك فهمي هو من ساعده أو خطط معه".
كانت أم فهمي واقفة لم تترك المجال نهائياً خلفها تراقب وتحلل هي الأخرى .. لتهتف سائلة :" أتذكر مازن عندما طلبت منك أن تضع طبق الطعام للقطة على الدرج ".
نظر إليها مجيباً برأسه المتحرك بموافقة .. جعلتها تكمل معه :" ماذا حدث للطبق ؟!!".
أجابها بخجل :" سقط على الأرض ولوث المكان ولم تأكله القطة ".
لتكمل هي بهدوء شديد متأكدة انها ستصل لما تريد :" وقتها شكرتك .. لماذا في ظنك ؟!... هل لأنك أسقطه عمداً .. أم لأنك وضعته بطريقة خاطئة جعلت من السهل له السقوط ؟!!".
نظر مطرقاً للأرض :" لاني تعجلت في وضعه فسقط مني ".
ابتسمت مرحبة به مؤيدة له :" نعم حبيبي .. هذا هو .. شقة أراد المزاح الرخيص لأن عمك لم يظن أن هناك خطف أصلاً ".
سأل الصبي :" أين شقة الآن ؟!!".
أجابه فهمي بهدوء جاد :" في السجن .. تنتظره محاكمة ".
لم يفهم الصغير ما يقصد .. كانت أم فهمي تتحسب على شقة وتطالب شروق :" هيا ابنتي نعد الطعام فحفيدي مازن جائع أعلم هذا .. سنتركه لعمه فهمي يفهمه معنى المحاكمة .. حسبي الله ونعم الوكيل من هذا الرجل الذي جعل الصغير يسأل عنها ".
وقفت شروق طائعة بسرعة .. كان فهمي يحاول الوقوف بالصغير لا يريد تركه لمحة من وقت .. مدت كفها الرقيق لفهمي الذي رحب بكفها فعانقها بكفه ثم وثب بسرعة مما جعلها تتحرك من مكانها لولا أنها توازنت بسرعة قبل أن تسقط عليهما .. هرولت بعدها للداخل مانعة أي تواصل بصري بينهما يكفيها تلك المشاعر المتدفقة داخل أقنية جسدها ..
بينما فهمي يضحك براحة متجهاً للأريكة الوثيرة :" تعال يا أخ مازن كدنا نسقط أمك .. تعال أفهمك ما هي المحاكمة ؟!!.. لأنك ستذهب وتشهد يا بطل بما رأيته أو سمعته ".
ارتجف الصغير وهم ان يرفض لولا فهمي قال له :" هل تريد أن يصاب طفل غيرك بالأذى ".
هتف الصغير بردة فعل صادقة :" لا .. لا أريد ".
ليجد من صوت فهمي يجدد لقاء الصداقة بينهما :" حتى نفعل الشيء الصحيح يجب أن نذهب معاً للمحكمة ونقول على شقة أنه خطف مازن ونقول ما رأيناه ".
انخفض صوت الصغير :" هل أنت ستذهب لتكون بطلاً".
أجابه فهمي بنفي جازم بحركة رأسه :" أنا بطل لأني معك.. أنت البطل الحقيقي .. أنا وأمك لابد من ذهابنا للشهادة ".
بدأ الصغير يمنح ثقته فيسأل من كل سؤال آخر جديد.. مما جعل فهمي يقص عليه أشياء كثيرة .. وهو الآخر أخرج ما في داخله من وجع :" لست بطلاً.. لقد نظرت للرجل خارج الصندوق وهو يجر المرأة ويقول لها :"لو شربت العصير ما كنت شعرتي بشيء .. لم أكن بطل وتركتها أغمضت عيني فقط حتى لا يراني ".
ربت فهمي على ظهر الصغير الجالس على قاعدة ساقيه يحدثه بما فيه فيفهمه :" لا .. أنت بطل .. حتى مع إغماض عينيك هذه بطولة .. لم تكن تستطيع لها شيء .. هذه المرأة من سهلت خطفك من شقة وكانت تعلم ماذا يريد منك هؤلاء الأشرار ".
دلف صوت الحاج ناصف مهدياً إياهم كلمات جعلتهما ينظران إليه معاً:" عندما تساعد الشيطان يأتي اليوم الذي يزج بك الله في النار .. هكذا هي ساعدت الشر فنالها عقاب الله ".
توسعت عينا الصغير ليعود إليه شغفه للحقائق شيء جعل الحاج ناصف يهتف بحب ك:" حمداً لله على سلامتك مازن .. هل ستأتي لجدك ؟!!.
تحرك الصغير ببطء على ساقي فهمي الذي أشفق على الصغير مما يوجهه فقام حاملاً إياه هامساً:" تعال يا صغيري نقبل جدك .. ثم نجلس على المائدة .. صار الطعام يتأخر منذ عادت خالتك أسما لمنزلها ".
مال بالصغير تجاه أبيه الذي ربت على وجهه ثم أجابه:" نعم كانت تجبرنا على الطعام مبكراً لأنها تعلم الوقت الذي يكون فيه فتحي جائع .. ها هو بالمعرض راض منتفخ .. كأنه أسد داخل العرين ".
مال مازن على فهمي يسأله شيئاً.. جعل أبيه يستفسر :" ماذا يريد ؟!".
أجابه فهمي بابتسامة :" يريد معنى كلمات لم يفهمها .. منتفخ والعرين ..".
وصلوا للمائدة فجلس فهمي وجعل الصغير جواره .. ثم استدار للصغير يكتم هواء الزفير داخل فمه فتتكون بالونين على جانبي فمه .. يشير عليها ثم يخرجها ويعقب :" كان هذا منتفخ .. أما العرين فهو اسم بيت الأسد وهو حيوان مفترس ".
هتف الصغير بحيوية :" أعرفه .. كنت أراه في الكتاب المدرسي ".
علق فهمي :" سوف أخذك يوماً لحديقة الحيوان لترى كل الحيوانات على حقيقتها .. أغلب الحيوانات الصغيرة بيتها اسمه جحر والطيور بيتها اسمه عش ". الصغير كان يومئ له رأسه بطاعة كاملة .. نظر إليه الحاج ناصف مطلقاً زفرة حارة أعقبها بصوته السمح :" ما أعظم الله في خلقه .. جعل ذاكرة الأطفال تعبر بسرعة نحو البراءة ".
ربت فهمي على رأس الصغير الذي لم يكن ليصدق أنه سيعود أبداً لطريقه .. مما جعل أبيه يعقب بأمنية :" كم تليق بك الأبوة يا فهمي .. ربما نرى لك أطفالاً قريباً".
هتف مازن بحيوية :" سيكونون هنا متى .. لألعب معهم .. سأكون أخوهم الكبير .. أليس هكذا ؟!!".
ضحك فهمي ومال عليه يقبله هاتفاً فيه بجدية مرحة :" نعم ستكون أخيهم الكبير حتماً".
كانت شروق من فرط سعادتها تشرد في هذا الرجل الذي اعتذر لصغيرها فاستحق غفرانه تخرج في هذه اللحظة حاملة بين كفيها صينية كبيرة قد رص عليها الأطباق حتى طرف المائدة فتلتقط أذناها كلمات فهمي فتسأله :" هل يقصد أبناء أسما؟!!".
رفع عينيه يعانق البريق السعيد داخل عينيها بنظرته الراضية .. ليجيب الحاج ناصف :" لا يقصد أبناء فهمي .. يبدو أنه قد قرر أن يتخذه أباً له ".
ثم مال على مازن يحثه :" لو أردت أن يكون أبناء فهمي أخوة لك قل لفهمي بابا فهمي ".
لم ينتظر الصغير طوق عنق فهمي هاتفاً فيه :" بابا فهمي أريد أخوة ".
وضعها الحرج الذي شعرته مع طلب طفلها جعلها تدرك خطورة الوضع الذي هي فيه فهتفت بصوت حازم :" مازن .. ما تقوله عيب كبير .. المهندس فهمي هو عم لك ".
رفع فهمي كفه تجاهها حتى لا تصرخ بالصغير ثم نظر إليها محملقاً في أسباب هذه العصبية فلم يجد غير الحياء داخل عينيها التي لم تستطيع ان تشيحها عن عينيه وكأنها تنشد نجدته .. لكنه هو الآخر يريد البقاء في محيطهما معاً .. أهداها صوته المؤكد لمازن :" لا تسمع لها هذه المرة.. مازن أحب ان أكون أباك وتكون أخو أولادي ".
كانت أم فهمي تنظر لزوجها الذي افتعل هذه الكلمات حتى يحرك الماء الراكد .. منذ علما بأنها أرملة وداخلهما اتفاق على هذه الفتاة التي ظلمتها الحياة .. لكن وضع مازن ألجم الجميع ..
ربتت على ظهر شروق لتجلس مكانها تتناول طعامها .. تحركت بعدها لتفتح مصاريع النافذة الخشبية التي دائماً تفتحها بعد زوال الشمس معلنة عن مقدم الليل .. حلول الظلام بالخارج جعل مازن يغمض عينيه باطباق جفنيه .. هيئته الصغيرة الخائفة جعلت الجميع ينظر في تبادل لبعضهم.. وبدأت الدموع تتجمع داخل عيني شروق وداخلها إحساس بالغبن لصغيرها وكأنه لن يعود للراحة .. ركض الكدر لملامح الرجل العجوز وزوجته التي تحسبت على من فعل هذه المفاسد داخل الوطن المسالم .. لم ينتظر فهمي أن يعود مازن أدراجه للخلف .. مال على أذن الصغير يهمس له بكلمات :" هل لو أغلقت عينيك ستمنع أحد أن يراك ".
حرك رأسه نفياً بصمت مطبق .. ليكمل فهمي بهدوء وهو يحث الصغير على فتح عينيه :" إذا لا جدوى من غلق عينيك .. عندما نغلق أعيننا لا نرى من يضرنا ".
فتح الصغير عينيه بتوجس وخشية وكل برهة ينظر للنافذة وكأنها مصدر خوفه الحقيقي .. بينما فهمي يراقبه كصقر حام لن يتركه يضيع منه حتى لو داخل نفسه .. يلقمه الطعام في فمه فيمضغ الصغير والكل يسانده بالقصص اللطيفة ... تعده أم فهمي أنها ستريه صورة الصغير داخل بطن أسما وتجعله يختار معها ملابس الصغير عندما تنزل تبتاع له .. كل ما يستطيعون بذله من أجل إخراجه من ظلمات الحادث الأليم ليصبح ذكرى .. كان يبتسم وداخل عينيه أمان تام هذه المرة لن يضيع منهم .. كنت شروق تنظر لهذه العائلة تكاد عينيها تطفر بالدموع .. خرجت من سطوة المال الذي لم تلهث خلفه يوماً وهذا يكفيها .. تريد تكريس حياتها لطفلها الصغير .
كانت كل أحلامها تكمن في عشق غير مشروط ولكن المدية تحدثت في يد أبيها .. كم تمنت أن يعود بها العمر وتخنق تلك السنوات بالرفض فلا تعيشها ولا تكن هي تلك الصغيرة التي جعلها أبوها عروس لرجل كبير .. ملكت كل شيء ولم تشعر بشيء من السعادة بكل هذه الماديات .. مصاغها مهمل في خزينة البنك ..خزينتها بشقتها الفاخرة مكدسة بملابس باهظة .. تتمنى ان تكون بأمان مع طفلها .. تسعد باحترامها لذاتها .. لحظة دفء كالتي تحياها الآن تساوي كل ما تملكه من مال .. هنا كل ما تمنته ولم تحصل عليه سابقاً.




التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 09-02-19 الساعة 01:45 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس