المشاركة الحادية و العشرون
الترياقElteriaq
بَصَمَاتْ بِعِبْقِ الياسمين..
حين سائلتها من أنتي؟
أجابت بضحاتها الرنانه أنا قطرةُ ندى مَخَاضُ صقيعُ ليلةً شتويه وَضَعَتْ خَتْمَها على ورقةِ ياسمين.
سألتها :- كيف لكي و أنتي مَخَاضُ صقيع تروين عطش الياسمين و الأرض للحياة.
ساد السكون ولم تُجِيبُني و أختفت ْ! ثُمَ فجأةً هَبَ نسيمٌ برائحةْ الياسمين دافئ ، كدفئ حُضْنُ الأم.
أهٍ كم كان جميلٌ عَبْقٌُ خَتْمَُها.
.....................
أستمر فضولي و أنا أنتظرها كل ليلةٍ شتويةٌ تستعمِرُ داخلي ، طال أنتظاري و تحول الأنتظار لشوق كاد يغزوه الكلل.
فظهرت ثانيةً سألتها بلهفة غبتي كثيرا" فهل عودتُكي مُثمِره .
أجابت باسمه مُثْمِره كثمار فضولكي المجنون.
سألتها ذاك الحزن خلف الأبتسامه مُضْنٌ أليس كذالك؟
لم تُجِني لكنها زحفت مُتراقصه على ورقة الياسمين ، ستسقط ! مددتُ كفي لمنعها من السقوط لكنها أنزلقت من بين أصابعي كقطرة زئبق و أبتلعتها حبات الرمل بعطش ، تاركةً خلفها بصمة شغوفه قبلة حياة كبراءة شفاه الرضيع.
.ها أنا أشتمُ عَبْقُها من جديد نفس الدفئ لا بل أرق ، دافئ كَحُضْنُ الوطن.
......................
مازلتُ أنتظرها و أنتظر ضحكاتها على فضولي المجنون.
غاابت كثيرا" ، و كلما تذكرتها ، شممت عَبْقُها ، و كلما زاد شوقي لها و زاد شغف فضولي ، أزداد ذاك العَبْق دفئ و حراره !
كأنها تُخبرُني بل تُأكِدُ لي أن خَتْمُها على أوراق الياسمين ، و بصمةُ قُبلتها لحبات الرمل أعمق و أكثرُ دلالةٌ من وجودها و أقوى من ذاك الحزن خلف الأبتسامه.
الترياق.