عرض مشاركة واحدة
قديم 20-02-19, 12:14 AM   #6

noor1984

مشرفة منتدى قلوب احلام وأقسام الروايات الرومانسية المترجمةوقصر الكتابة الخياليّةوكاتبة،مصممة متألقة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية noor1984

? العضوٌ??? » 309884
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 23,038
?  نُقآطِيْ » noor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الرابع والأخير

"حنانيك يا من سكنت الفؤاد , لاتجهز عليّ بسهام الفُراق"

*****

دلفت هايدي هي وحُسام إلي مالك , إستقبلهم هو بإبتسامه فاتره ,, فبادلته هايدي بأخري
وهي تسير نحوه المكتب والابتسامه مرسومه علي شفتيها , حتي نطق هو بمرح وهو يوجهه حديثه للصغير المتواجد أمامه
- إحنا بقينا كويسين خالص اهو
إبتسم الصغير حتي إضيقت عيناه , فأصبح شكله طفولياً لطيفاً , في حين أردفت هايدي والابتسامه مازالت تشُق شفتيها
- الحمدُلله , حُسام إتحسن خالص
ثم نكست رأسها للأسفل , وفركت يدها بتوتر , ثم هتفت بوهن داخي
- بس .. بس هو بدأ يسأل علي باباه
آماء هو مُتفهماً , بينما ظلت هي تُراقب رده فِعله .. لكنها لم تجدْ أي تغيير ولو طفيف علي وجهه , بينما أردف هو بنبره عاديه , وعيناه تتفحص الصغير برويه
- طبيعي جداً , حاجه كان متعود عليها ,,
ثم وجهه نظره ناحيتها , وهتف وهو يُشدد علي حروف كلماته
- وفجأه , مبقتش موجوده
توترت هي إثر تخبط الانظار , ووجهت نظرها ناحيه صغيرها
ثم بدأ مالك بفحصه كعادته , ودرسّ حركات الصغير .. وما تم من تطورات

*****

في منزل " رأفت "
كانت سماح تجلس أمام شاشه التلفاز , فجأه شعرت بإنقباضه قويه تحتل صدرها .. فإهتزت هي لوهله , ثم وضعت يدها علي صدرها وظلت تُردد وهي تلهث
- إستغفر الله العظيم يارب , إستُر .. إستُر يارب
وسُرعان ما تذكرت مالك فإلتقطت هاتفها وإتصلت به , ليأتي الصوت بعد نزر من الوقت
- أيوه يا ماما
تنهدت هي بإرتياح وغمغمت بالشكر لله , ثم هتفت بحُب
- خدت الدوا يا عيون ماما
رد هو بالإيجاب قائلاً
- أيوه متخافيش خدته , وكمان شويه وهاجي عشان نخرج نتعشي برا بقي ,, قومي إجهزي يلا
تحدثت هي بسعاده عارمه , وهي تسمع صوتهُ صحيحاً مُعافيَ
- ماشي يا حبيبي ,, هستناك متتأخرش بقي
- مسافه السكه ..

*****
كانت هي تجلس في غُرفتها تتذكر جلسه اليوم , فقد شعرت بهاله الحُب تُحيط بها , لاول مره تحس بذلك الشعور , كأن أحداً نثر حولها عطراً آخاذهُ رائحتُه .. فتاهت هي بين الرائحه التي تذوب مشاعرها , وتُدغدغ قلبها بشيئ إسمهُ حُــب

*****

كانت سماح تجلس قلقه في منزلها , فقد مرت ساعه ونصف منذُ أن حدثها مالك ,, إتصلت به عٍده مرات به لكّن لا رد .. تسللَ الشكُ لقلبها , ونهضت من علي الاريكه التي كانت تحاوطها وهمت بالذهاب لمكان عيادته ,, فجأه رن الهاتف بإسمه , أجابت هي مُتلهفه
- أيوه يا مالك , بتخضني عليك ليه يبني ,, إنت فين
رد الطرف الأخر
- إحم , أنا مش الدكتور مالك يا حجه , الدكتور تعب ونقلناه المُستشفي
لطمت هي علي صدرها بقلق سافر , ثم تحدثت بصُراخ وقلب مكلوم ,
- مُستشفي إيه , اللي شغال فيها ؟!
أجاب الطرف الاخر سريعاً
- أيوه هي
لم تنتظر رداً , وأغلقت الهاتف .. ونزلت مُهروله علي السلم , لتركب لأول تاكسي يُقابلها , وتذهب مُسرعه للمشفي الذي يوجد به روحها الثاني
دلفت إلي المشفي بخطوات ثقيله , وهي تلهث بشده من فرط القلق والتوتر الباديين علي وجهها الابيض , إنتقلت ببصرها إلي الموجودين بساحهٍ الإستقبال , ثم هتفت لواحده منهم بلهفه سريعاَ
- لو سمحت في هنا مريض عندكو , إسمه مالك رأفت
أجابت الأخري بإعتياديه شديده , وهي تنظر في الاوراق أمامها .. ثم وجهت بصرها ناحيه تلك السيده كبيره السِن ..
- الدور التالت يا فندم أوضه العمليات
تركتها سماح وهي تسير بسرعه , حتي كادت أن تسقط عِده مرات , إستقلت المصعد , ثم سارت بسرعه حتي إستكانت امام الحُجره التي يقبع بها ولدها الوحيد , جلست تقرأ القرأن وهي تدعي ألا يُصيب صغيرها مكروه , فـ فؤادُها يتقطع إرباً صغيره ًحينما كانت تجده يتألم , كانت النيران تشتغل في قلبها , تنتظر بـ وله خروج الطبيب من غٌرفه العمليات
وبعد أربع ساعات ,,
خرج الطبيب المسؤل عن مالك , وهرولت هي نحوه مُمسكه بمصحفها وأردفت بلهفه
- هاا يا دكتور , إبني عامل إيه هو فاق ؟!
نكس الطبيب رأسه للأسفل , فإقشعر جسدها للحظات قبل أن تهتف بصُراخ
- إبني ماله يا دكتور ,, حالتُه صعبه ؟
أردف الطبيب بنفاذ طاقه فهو لم يعُد يحتمل أكثر ,,
- البـقاء للــه
رمشت سماح عِده مرات , كأنها لم تستطعْ سماعهه .. ثم أعادت السؤال عليه مره أخري ,, غير عابئه بما قاله
- نعم ؟! ,, بقولك إبني ماله حالته صعبه ,, أخده ونسافر بره طيب
نطق الطبيب الماثل أمام , بحزن جم علي تلميذه , وهو مُطرقاَ برأسه للأسفل يُغالب حُزنه ,, ويُظهر التجلد
- يا حجه سماح , خلاص ميش أمل ,, إحتسبيه عند ربنا
نظرت هي حولها بشرود ثم تهاوت علي المقعد بلا روح , كأنها هي من لفظت أخر نفس فيها ,, هي من ماتت بفقدها لصغيرها .. هي من ستُعاني إثر فُقدانه .. فقدت هي الأن كُل شيـئ ليُبقيها حيه ,, كان هو نفسها وروحها التي تتحرك بين صدرها ,, موته جعلها بلا روح فقط الجسد الذي يتحرك كـ عرائس الماريونيت ‘
كانت تخاف من أن يأتي ذلك اليوم , كانت تدعي دائماً أن يكون يومها قبل يومه , كانت تخشي فُقدانه مثلما فقدت والده أيضاً بنفس المرض اللعين ‘
أجهشت بالبُكاء غير واعيه بكم المُمرضات والأطباء المُحيطين بها ‘ .. تتذكر فقط أخر مره رأته .. أخر صوت سمعته
شعرت في ذلك الوقت بأن روحها قد ذُبحت , عمودها الفقري قد كُسر ,, كانت تعرف أنها لن تتحمل قدوم ذلك اليوم ,, كانت تنظر له كُل يوم بخوف وهي تراه يتألم ,, كانت تخشي رحيله .. وها قــد رحـــل ‘

*****
بعد إسبوع من الوفاه ‘
تجلس في بهو الفيلا ,, تتشح بالسواد كعادتها , لكنــها تلك المره تذرف الدموع بشده .. فمن دق قلبها له مره أخري رحل وتركها وحيده ,, إلتفتت لصغيرها الذي تعافي تماماً , وكأنه ترك بصمه أخري في حياتها حتي بعد مماته .. تري هي بعينيها أثره علي صغيرها ,, فكلما ستقع عيناها عليه ستدعو لمالـك ,, فهكذا تتصل معه بعد موته

*****
كانت ميراي تبكي بشده وهي تُمسك بتلك الورقه التي أعطتها إياها والدته ,, وكانت تحوي عِده كلمات تم خطها بيده
"إلي بندُقتي الجميله
إذا كُنت علي قيد الحياه فأخبرك الآن أني " أُحبك " وسأظل أقولها لكِ حتي مماتي ,, وإذا كُنتُ قد رحلت فـ أخبرك أيضاً أني " أحبك " وسأبث لكِ حُبي , الذي لم أستطع أن أشعرك به حينما كانت روحي مُلازمه لجسدي .. فارقت روحي جسدي ولكن لم تكن أنتِ لتفارقيها ,, أعتذر بشده عن عدم إعلامك بأمر دقات قلبي قبل أن يلتهم جسدي القبر .. ولكنّي أريدك أن تمضي في طريقك مُتناسيه ما تم ذكره أعلاه ,, لتمضِ في حياتك , ولا تُعطِ لي بالاً .. فـ أنا الآن في مكان أعظم من أن تحزني من أجلي
"طلباً صغيراً " ... ألا تتركي والدتي وحيده , فهي تخشي الوحده كما كانت تخشي رحيلي .. حتي إن أنجبتي ,, زياره واحده في الشهر ستكفي "
إنتهت هي من قرأه الجواب , وهي تذرف شلالات من الدموع .. تملكتها الصعقه حينما سمعت بخبر موته , عندما هاتفته وردت والدته وهي تبكي ,, والانكيّ انها كانت تُنادي بإسمها بصُراخ
- ماات يا ميــراي ,, كان بيحبك ,,كان بيحبك يا ميــراي
لتغلق هي السماعه دون رد , وتبدأ دموعها تُبلل وجنتها غير عابئه بوالدها الذي يهزها برفق ليعلم ما حلّ بها ,, لكنها كانت ساكنه , هادئه .. وقع الخبر عليها كوقع صاعقه أودت بحياه مشاعرها ,,
كانت تنتظر ذلك اليوم الذي سيعترف بحُبه لها .. شعرت بشعور غريب حينما لامست يداه يداها , تلك النظره التي كانت في عيناه أخر مرهِ إلتقت هي به ,, لم يجول بخاطرها أن وداعه سيحين , وأنها لن تتمتع برؤياه مره أخري .. فقط إستسلمت لمُخدر المشاعر الذي أصابها بعد أن قضي علي مُشكلتها التي كانت سبب في لقاءها بــه
كانت تنظر للجواب القابع في يدها , وتهتف بخفوت وعيناها كاسات من الدم من فرط البُكاء
- إنت في الجنه يا حبيبي , الجنــه أحلي ,,
كانت تحلُم بذلك اليوم الذي ستجتمع معه فيه ,إختارت هي خيالاًمجهول الهويه .. لتستبقيه
إنسلت دِمعه من عينيها لتتراقص علي وجنتيها مُشكلهً مُنحنياً لتستقر علي شفتيها , بادرت بسمح تلك العبره التي تُثقل قلبها .. لم تتمكن هي من شُكره علي ما حلّ بحياتها إثر قدومه المُفاجئ , لم تُحبذ فكره الطبيب النفسي كانت تعتقد أنه فور دخولها
تلك الحُجره الكئيبه , ستجد طبيباً خط الشيب شعره في أخر عقده الخمسين , يتحدث ويسير ببطئ , ظنت أنها ستظل أسيره الصمت لفتره طويله حداداً علي وفاه والدتها , لكنها كانت أسيره عشقه في تلك الايام التي قضتها برفقته تحجُجاً بمرضها المُزيف ,,
أما هو كان يشعر أنها ليست كـ أي مريضه إلتقي بها قبلاً , أخذت روحه المُعلقه بـ مرضه الذي يُهدده في أي لحظه , ترك الحبل علي غاربه وأحبها بكُل جوارحه , نسيّ اليوم الذي ستبقي بلاه.. أكثر ما كان يشخاه أن يرحل ويتركها هي ووالدته التي كان يعلم أشد العلم , أنها كانت تخاف ذاك اليوم قبله ‘ , لم يكُن بيده تركهم نفذت إراده الله التي أقوي من حُبه لها , وحُبها له , وحُب والدتهُ لهما معاً ,, وأقوي من أي شيـئ
لم يكُن صراعاً بين الفتاتين ومن يدُق لها قلبه هي من ستكون ملكه علي عرش حُبه ,, كان هو يُصارع قلبه بالبقاء حياً من أجل والدته , ومن أجلها هي الاخري ,,
تذكر يوم أخبر والدته بـها , كم سعدت وتمنت لهُ حياهً سعيــده ..فـ أخيراً صغيرها سيتزوج ,,
أما عن والدته " سماح "
كانت تهاب مجئ ذلك اليوم بشـده , هي لن تتحملَ حتي فكره أنه سيفارقها و ولن يبقي معها كانت تؤرقها كثيراَ , كانت لديها فكره مُرسخه أنه مازال صغيراً وهي ترعاه .. كانت دائما تُناديه بــ " يا صُغنن " حتي أصبح في الصف السادس الابتدائي , حينما أخبرها ذات يوم أنهُ كَبر علي تلك الكلمه التي تخص الصغار ,, تتذكر ذلك اليوم إبتسمت هي علي كلامه وعقلها يهتف " لقد كبر صغيرك .. وأصبح رجلاً "
لاحت ذكري مريره أخري , عندما ظهرت نتيجه الثانويه العامه وةحصل علي مجموع 98, كيف كان فرحاً والبشاشه تملاً وجهه الوسيم ‘ ... عندما إحتضنته والدموع تملأ مُقلتيها فرحهً علي فرحته العارمه ,, كيف قبذل يد والده أول يومٍ في الكُليه المرموقه ,, إحتلت الذكريات جُزءاً من تفكيرها حتي صاحت بصوت عالٍ
- ربنا يرحمك يا حبيبي , سبتني ليه يا مالك ,, ليه يا قلبي ..

تمت بحمد الله
4/7/2017
#ســاره_عاصـــم_شريــف


noor1984 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس