عرض مشاركة واحدة
قديم 26-02-19, 06:49 PM   #839

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي


مال على الرجل الشاب مانحاً إياه الوقت الذي سيتمكن من مقابلة صاحب البنك :" أعتذر سيدي .. السيد فيتوريو ليس متفرغاً الآن سيكون عليك انتظاره ساعة كاملة "
ابتسم له جواد ببرود كامل ثم سأله مباغتاً:" هل للمكتب باب آخر غير هذا الباب ؟!".
ليحصل على إجابة قاطعة من السكرتير الشاب :" لا سيدي .. هذا الباب هو الوحيد لمكتب سيدي حتى يتم تأمينه جيداً".
استمر جواد في شرحه :" هذا ما توصلت إليه بسبب هذه الاحتياطات وهذا الجهاز الكاشف عن المعادن الذي كان لابد من مروري عبره ".
كان السكرتير يتحرك نحو غرفة جانبية .. مجيباً قبل غيابه داخلها :" هذا الجهاز حديث له أسبوع واحد".
غاب داخل الغرفة ليجلب الملف الذي يحتاجه رئيسه .. بينما ترك جواد كتلة من الأعصاب المهتاجة .. له ساعة كاملة بروما ولم يقابلها .. منذ حطت الطائرة بمطار روما وبعدها قام باستئجار سيارة بسائقها حتى لا يضيع بشوارع روما ويكون دليله لكل مكان أيسر .. وها هو عليه انتظار ساعة أخرى يتحطم فيها .. ما زالت رائحة المقبرة تقبع داخل مجرى أنفاسه .. من كان يظن أن أول من سيرحل هو هذا الطبيب الشاب .. عريس جديد ذهب لحتفه نتيجة أخطاء ليست له .. لماذا يموت الأبرياء .. قضية عميقة بفلسفتها المخزية .. أسبوع كامل أضطر أن يؤجل سفره لأقرب موعد فلم يجد غير الأمس .. أسبوع مقيت جديد بغيابها .. تمنى وجودها جواره لحظة موت باسم .. نزل الخبر عليه كصاعقة .. لم يكن على صلة قوية به فعلاقته بمدتها لم تكن كسنمار مثلاً الذي تربى معه ومع هادر وكنت غرفته تحتوي الجميع .. أما باسم رغم حداثة الصلة ولكنه كان يتمتع بكل خلق وطاهرة قلب .. إنسانياً كان شخص رائع .. كم تمنى ان يترك لروحه العنان تبكيه على صدرها هي فقط من يستطيع أن يضع لحظات انكساره أمامها بكل أريحية ..
تحرك السكرتير خارجاً من الغرفة التي غاب بها ثم مر ليدلف للمكتب الذي سيسبب له انتظار مقابلة من بداخله سكتة قلبية ..
نظر للساعة الجدارية يتوسلها الحركة كل هذا في عمر الزمن دقيقة .. دقيقة واحدة .. تنفس بضيق غاضباً .. كم يتوق في هذه اللحظة لمهدئه الجديد الذي كان ينفث فيه تعبه ووجعه.. سجائره .. لكنه منذ علم بقرب اللقاء عندما بدأت خيوط الخديعة كلها تجلب بعضها البعض .. قرر العودة لطهر أنفاسه من أجلها فقط .. كم كان سعيداً عندما كشف عن جميع المتآمرين .. والتحقيقات معهم ستجلب باقي الأطراف وخاصة الرؤوس الكبيرة سقطوا بالتتابع .. ها هي ميادة جبر وزوجها اللطيف جداً .. تذكر سيف المالكي بسخرية مقيتة .. كانت دهشته عظيمة عندما سمع صرخته في النيابة التي أمرت بحبسه خمسة عشر يوماً على ذمة التحقيق :" لم أفعلها .. لم أتاجر بالسلاح ..أنا بريء .. بريء ".
وقتها هتف فيه وقد كان حاضراً لينال قرار النيابة بمنح فرسان قرار براءة من سرى النيابة لم يعد أمام الجميع سوى تخليصها خاصة بعد الوصول للطرف الخارجي الأساسي أوبالدو تالبو الذي تم وصول الشرطة الدولية إليه وبسؤاله اعترف أن عميلته كانت السيدة ميادة جبر والسيد سيد المليجي وحتى صفقة الأدوية المسرطنة عن طريق ميادة جبر بواسطة قريب لها .. هاله أنهم عائلة .. عائلة موازية لهم .. اختاروا المال الملوث هذا شأنهم .. لم يعد يعنيه غيرها وحريتها في الحياة .. ها هو قرار النيابة داخل حقيبته الجلدية السوداء التي فتحها لتوه ليمتع عينيه بالنظر ليه وكأنه صك الحياة ..
سيصل لرونالدو فيتوريو مهما حدث سيعيدها معه حبيبة وزوجة .. حلمه الضائع الذي أضاعه بيديه .. عاد ينظر للساعة .. زافراً داخله تباً لها لما لا تتحرك .. دقيقتان فقط ..
خرج السكرتير متخذاً مكانه ثم تحدث بالهاتف بإيطالية لم يفقه جواد منها شيئاً .. لولا إجادة السكرتير الإنجليزية ما تم تواصل بينهما .. حتى بالسيارة يكتفي بذكر اسم المكان فقط ويدع التصرف للسائق ..
حضر أحدهم يتحدث مع السكرتير الذي استفاض بالشرح عندما أمره :" هذا ملف شركة دحية الاستثمارية .. يريد السيد فيتوريو إنهاء القرض كاملاً من حسابه الخاص ".
استلم الموظف الملف وغادر .. استفسر جواد الذي أنتقل من المقعد الجلدي الوثير في زاوية الغرفة للمقعد المقابل أمام مكتب السكرتير :" كنت سأتحدث بخصوص شركة دحية أنا العضو القانوني لها ".
أجابه الرجل بذات الكلمات ولكن هذه المرة بإنجليزية مفهومة تماماً.. استفسر بعدها جواد :" هل رأيت هنا سيدة تدعى فرسان دحية ".
لم يثر الاسم لدى الرجل أي ذكرى فوجهه الهادئ جعله يدرك أنه لم يسمعه من قبل .. ظل على نار متأججة مدركاً أنه لن يحصل عليها بسرعة .. كأن القدر يعاقبه على إهماله لها .. وشكه القديم فيها عاقبه بغيابها عنه .. والآن لم يعد يتحمل دقيقة جديدة من الانتظار .. لكنه يدرك من سفره القديم بدولة مشابهة ان ما أسهل لقاء القبض على من يحمل هوية عربية .. فقضايا الإرهاب وضعت خصيصاً لهم .. انتقل لمكانه الأول ينتظر انتهاز فرصة تسنح لتخلو الغرفة أو ينتظر الساعة كاملة .. قدرك جواد أن تتعذب بالانتظار .. انتظرت فرصتك نصف عمرك لضيعها داخل غياهب صغائر والآن لا تتحكم في قدركما .. غياب أميرتك عنك فرض عين لتتجرع مرارة فراقها أكثر ..
***********


الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس