لتنظر إلى الأمور من وجهه نظر مختلفة .أيمكن لنا هذا ؟ بدافع الانتقام أبعدت دوغلاس عن جده منذ ولادته .. و بعد موت شقيقك أصبحت في وضع للتفاوض و إذا أراد والدك رؤية حفيده يجب أن يتم هذا عبرك ...و سوف يضطر للدفع رغما عن أنفه .. و لهذا السبب كنت خائفة .. خائفة أن يكون والدك قد أتبعك بشخص ما و سيجد أين تسكنين .. و لو استطاع والدك أن يتوصل لرؤية حفيده ساعة يشاء ، فلن تستفيدي أنت بشئ أليس كذلك ؟ فالطبع إذن عليك إخفاء ابنك عن عين جده .
و تنفست نفسا عميقا... و قالت بصوت متهدج :
أنت لا تصدق هذا الكلام حقا .
والدك رجل غني .. وواضح أنك خالية الوفاض .
بل لدي الكثير . لدي ابني الذي يحبني و أحبه .. و لدي أصدقاء طيبون و عمل أتمتع به . و أنا محظوظة لوجود هذا المكان الجميل لأعيش فيه . و هذة هي الأمور المهمة ، و ليس مال والدي .
فوقف والتر .. و سار نحوها و عيناه مثبتتان عليها .
كم هذا ذكاء منك ، هل تقولين أنك لم تتوقي أبدا لقسم من ثروة والدك ؟
لا .أنا لم أقل هذا ! مر على أوقات احتجت فيها للمال و لكنني لم أطلب منه .. و لن يفعل هذا لقاء أي شئ . و إذا قال أنني فعلت فهو مخطئ .
أنا لم ألتق بوالدك .. قلتها مرارا .. تشارلز هو من أبلغني هذة التفاصيل ، و اللعبة التي تلعبينها .
وهل قال لك هذا عندما علقتما وراء التراكتور كم كان المكان مثاليا .. و إخترت أن تصدق مأجورا بدلا مني ؟
لقد صدقت وجهه النظر المعقولة .
و لماذا تبعتني إذا ، طالما أنا في نظرك دون مبادئ ؟.
و أمسكها بذراعها :
منذ خمس سنوات لطلاقي .. أنت المرأة الوحيدة التي استطاعت أن تؤثر بي .. و افهمي ما شئت من هذا .
أنت لن تكون ضابط بوليس محترم لو سمحت لغريزتك أن تقودك حيث تشاء .
اوه . أنت لست السبب الوحيد لوجودي هنا .. فهناك أطراف أخرى في اللعبة . هل نسيت دوغلاس .. أنا هنا لأحمي دوغلاس من كليكما .
الأفضل لك أن تتوظف للعناية بولدك !
و غادر اللون وجهه .. وقال هامسا :
كيف عرفت بأمر ابني ؟
surflower
لو أنها لم تشاهد في حياتها الألم الصرف الفج على وجهه إنسان ، فقد رأته الآن . و هي المتسببة فيه . فأسرعت تقول متلعثمة :
أنا آسفة ما كان يجب أن أقول هذا .. ولكن ابني من شأني لوحدي ..ولا شأن لك به . لقد اعتنيت به لسبعة سنين لوحدي و لا أريد المساعدة من شخص يكرهني . و كما كان بإمكاني الإستعانه بخدماتك يمكنني الاستغناء عنها و هذا ما سأفعله في الحال . اريدك أن تذهب من هنا في الغد . يمكنك وداع دوغلاس في الصباح ثم تغادر المنزل .لا بل ستفعل ما أقوله ! هذا بيتي ، و أنا من يقرر من يدخل إليه و من يبقى فيه .
ليس في هذا الظرف يا جاكلين .. أنا هنا و سأبقى هنا .
و تمادى غضبها إلى أبعد حد فقالت بخشونه :
سأجبرك على ترك المنزل .
فرد عليها بلطف :
كيف ؟ لا يمكنك الإتصال بالبوليس .. و لو أنك خائفة حقا من أن يخطف دوغلاس لكان عليك التوسل إلى للبقاء..
إنه على حق .. إنها خائفة .. و مع كل وجهات نظره ذات الاتجاه الواحد ، فهو لن يسمح لأحد أن يأخذ ولدها منها غصبا .
إذن .. عدني بشئ .أقسم لي أن لا تأخذ دوغلاس إلى جده .. و أن لا تتصل بتشارلز .
لفترة شهر أقسم أن لا أفعل .. و ما عدا هذا لن أقسم على شئ . و أحست بالراحه ، فقد ربحت شهرا من الأمان . فقالت له شكرا لك .
وهز لها رأسه باقتضاب .. و مرت من أمامه ، لتخرج إلى غرفتها و تغلق الباب خلفها . ووقفت أمام النافذة تحدق بنهر السين يتلألأ تحت ضوء القمر الفضى . ففي الدقائق الأخيرة التي مرت ، عرفت ماذا تريد خلال الشهر القادم . إنها تريد أن يؤمن بها والتر .. و أن ينظر إليها كما هي حقيقة .
في الصباح .. سارعت إلى صنع فطار من العجة و الفطائر المقلية ، ثم اختفت في غرفتها لتقرأ .. بينما جلس دوغلاس ينهي فروضه .
و بعد غداء متأخر ، خرجت مع ابنها للنزهة قرب النهر و ليتفرجا على طيور البط تسبح في دوائر .. و هما يسيران قالت له و هي تكره ما تقول :
دوغلاس هناك شئ يجب أن أقوله لك . الأمر هو عن جدك . و أخذت تنتقي كلماتها بدقة لتصف له ما جرى بينها و بين والدها و لتصف له تشارلز و أنهت بالقول :
لذا لا أريدك أت تتحدث إلى أي غريب ، ولا أن تركب في سيارة أحد .. أوكي ؟ ووالتر هنا ليراقبك و يحميك .
مثل رجال الأمن الذين يحمون رئيسة الوزراء تاتشر ؟ هل معه مسدس ؟ .
أتمنى أن لا يكون معه ، ساسأله ..واو .. هذا أمر عظيم !
و لكن لا تخبر أحدا في المدرسة .و لا كايت ؟
ولا كايت .. والتر أمام الجميع مجرد صديق يزورنا .أوه لقد اعتقدت أنه صديقك .. و إنكما يمكن أن تتزوجا .
لا يا حبيبي.
و عادا إلى المنزل .. سيارة و التر كانت في الكاراج و كان يشتغل بشئ ما في المحرك .. فسارع دوغلاس لينضم إليه و سمعته يقول له :
لقد أخبرتني أمي أنك حارسي الشخصي مثل الملكة أو رئيس الجمهورية . فهل لديك مسدس ؟
و لم تنتظر لسماع الرد ، فدخلت إلى المنزل . دوغلاس لم يكن قد أثار من قبل إمكانية زواجها ، أو إنه يفتقد تلك الحياة العائلية الكاملة التي يعيشها أصدقاءه .. و أحست بالغضب تجاه والدها . فبسببه كان وجود والتر ضروريا . وجود والتر مجرد وجوده هنا سيأتي بالتغيير .. و هذا ما هي واثقة منه . www.rewity.com
انتهى الفصل الرابع .