 الفصل الثامن مكتوب
الفصل الثامن
ليلة لا مفر منها
ارتدت جولي فستان الزفاف وساعدتها في ذلك ابنة عمها لانا... وضعت لها المكياج وسرحت شعرها والقته مبروماً حول كتفيها... ولقد بدت حينها في غاية الجمال نظرت لنفسها في المرآة وقالت في سرها هذه اذن النهاية سوف تتزوج وتربط حياتها للأبد ب المدعو ابن عمها مانويل الذي لايحبها... كادت تنفجر باكية ولكنها جاهدت لمنع ذلك.
كان الجميع متلهف لرؤية عروس مانوي ... ركبت السيارة المخصصة للعروسان وذهبت مع الاشبينة الوحيدة لانا… .. بعد نصف ساعه وقفت جولي تنظر للمدعوين بفراغ لا حدود لهُ ثم اخذت تخطو ببطئ وقلبها يعتصره الألم الى من سيسلب كل شي فيها ولن يقدم لها ولو كلمة واحدة احبت ان تسمعها منه ولكن ذلك مستحيل لم تتخيل انها ستتزوج هكذا لقد تخيلت انها سترتبط مع من يحبها وتحبه.
كان مانويل واقفاً بعيداً عنها كان ينظر لها بافتنان والجميع كانوا سعداء الا هي كانت ليس كذلك ملامح جامدة باتت حتى تخلو من المشاعر... هل لأنها العروس مرغمة على الابتسام القت بفكرة الادعاء بعيدا عنها .
-مانويل جواكين اتقبل الزواج من جولي اليكس؟
تطلع اليها متلهفاً وهو يجيب بكل جديه
-نعم اقبل
ثم وجه السؤال ل جولي
-جولي اليكس اتقبلين الزواج من مانويل جواكين؟
ارتبكت جولي وهي تنظر له وتسائلت في سرها ماذا سيحدث لو اجابت ب لا كلمة واحدة منها ستنهي هذا الزواج لن يستطيع احد اجبارها على زواج منه كان الكل ينتظر جوابها واولهم مانويل الذي تلاشت ابتسامته عندما راها صمتها المخيف... حدقت بمن حولها بصمت مريب عمها الذي كانت الابتسامة تعلو شفتيه بدأت بالاختفاء.
اغمضت عيناها وقالت بهدوء
-نعم اقبل
فقام الاثنان بتلبيس الخواتم لبعض وهنا صفق الجميع وانتابتهم الفرحه فنظرت لعمها فكان يجلس على كرسي متحرك وابتسامه عريضه ارتسمت على وجهه فاخذ الكل يردد بأن يقبل العروس احنى برأسه وقبل جبينها باستسلام ليسكت الجميع... عاد الجميع للقصر لأكمال مراسيم الزفاف فقام مانويل وجولي بقص شريط ابيض يربط بين رغيف خبز طازج قبل دخول مكان الحفل وقاموا برمي الارز والسكاكر تعبيراً عن فرحتهم.
ارتسمت ابتسامة مصطنعه لتخفي ما يعتمل بأعماقها و لكي لايلاحظ احد ماتشعر به واخذ الكل يرقص تحت اصوات موسيقى العالية... احتضن خصرها بذراعه القويه قأئلاً بنعومة
-آهٍ ياجولي كم انت رائعه... تبدين الذ من في الحفل؟
اربكها صوته وحركته المفاجئه... سرعان ماالتقت عيناها بعيناه التي لاحظت فيهن رغبة لاحدود لها... ارعشتها فكرة ان يكونا لوحدهما فقط.
ابتلعت ريقها بصعوبة وقالت بجفاء
-لم يسعدني مديحك اطلاقاً... قربك مني يخنقني هلا ابعدت ذراعك عني.
وفجأة تبدلت تعابير وجهه ليحل محلها تعابير لاتخلو من القسوة والغضب
-هل انت تشكين من شيء ما؟كيف تجرؤين على مخاطبة زوجك بهذه الطريقه
صوت الموسيقى العالي والمدعوين انقذهما من فضول المتطفلين.. قهقهت ساخرة
-زوجي! هل تدرك معنى هذه الكلمة...
سكتت لوهلة ثم تابعت ساخطة
-انت لست زوجي ولن تكون كذلك
رفع قبضة يده محاولاً لصفعها ولكن صوت اخته لانا انقذها من هول ماسيحصل… اقتربت منهما وهي تحمل اناء من السكر وتقول بمرح واضح
-خذي بعضاً من السكر واغمري قفازيك به لتصبح حياتكما حلوة كالسكر
ضحكت جولي لهذه العادة الغريبة وامتثلت لما قالته بدون تردد… ولوهلة شردت بفكرها حزناً… حلوة كالسكر ستصبح اما مرة كالقهوة…
وعندما انتهت جولي عن فعل ذلك… حدقت لانا بهما متذمرة
-امركما غريب! لم اراكما ترقصان معاً… تبدوان كالتماثيل
امسكت بذراعيهما وجذبتهما وسط المدعوين… وهي تردد بحماس بالغ
-هيا ارقصا ودعوا الجميع يستمتعون برؤية هذا الثنائي الرائع..
سرعان ماطوق مانويل خصرها وجذبها لتلتصق بجسده بقسوة… افقدتها هذه الحركة توازنها ولكنه تمكن من اثباتها… اهتزت ملامحها عنفاً
-حركتك مقيتة
ابعدها عنه بقسوة وجذبها من جديد لتلتصق بجسده الفولاذي… كانت اعصاب يده تضغط على ذراعها وكأنه سيقطعها… حقاً الابتسامة لا تفارق شفتاه ولكن ثوران الغضب كان واضحاً بعمق عينيه… .. لايزال لسانها ينطق سماً
-اوقف هذه المهزله لم اعد احتمل حتى شم رائحتك
احتضن ذراعها وبالاخرى فردها بشده قائلاً بحدة
-الويل لك هذه الليلة… سأقطع لك هذا اللسان وسأبكيك الماً
سخطها الشديد نحوه بدأ بالنفاذ… هل عليها الهروب من عقابه اما تستمر من مجابهته رغماً عن انفه.. التمعت عيناها بالدموع وقالت بنبرة مهزوزة
-كلامك هذا لايخفيني ابداً
احتضنها بقوة واجبرها ان تنظر اليه
-لن يكون كلاماً بعد قليل
وكأنهما نسيا العالم من حولهما.. وكأن لا وجود لأحد غيرهما… فقط صوت الموسيقى المرتفع يرنو حول مسامعهما… اصبحت لاتطيق لمسه اليها وكأنه اوقف الدماء بجسدها…لم تستطع ان تكبت غيضها منه
-لن تجرؤ على فعل ذلك… سأحطمك
واخيراً توقفت الموسيقى وبنفس اللحظه ابعدها عنه فكادت تفقد توازنها لتقع… ولكن يده القوية منعت ذلك
ازاحت يده عنها وقالت وهي تخطو بعيداً عنه
-لا احتاج مساعدتك
وقفت جولي بعيداً عن الحفل وهي تشعر بارهاق وتعب شديدين ولاتحتاج سوى الخلود للنوم.
وفجاة انضمت اليها المدعوة ليزا… وهي تقول بابتسامة مشرقه
-لايبدو مانويل سعيداً بزواجه…. ياللدهشة جولي لم تتمكني من اسعاده في ليلة زواجكما..
اشتاطت جولي غضباً من نبرة صوتها المستفزه
-هذا الأمر لا يعنيك ابداً
امسكت بخصلات شعرها واخذت تلفها حول اصبعها بعفويه
-جولي… جولي.. لاتستهين بقدراتي بأمكاني ان احطم غرورك وانهي زواجك من مانويل بهذه اللحظة.
-افعل مايحلو لك… زواجي من مانويل لايهمني ابداً
حدقت بها لوهله ثم تابعت بعصبيه وهي تنهض مبتعدة عنها
-وابعدي يدك عن شعري
فغرت فاهه صدمة لما قالته جولي لتتركها عاجزة عن النطق.
بعد لحظات اخذ المدعوين بالانسحاب واحد تلو الاخر… تنهدت جولي بانزعاج وهي تنظر لما حولها ..حتى رأت ليزا قريبة جداً من مانويل فأعتصر قلبها الماً وهي ترى سعادته البالغه وهي يتحدث معها غير ابهه لوجودها.
ازاحت وجهها بعيداً عنهما وانسحبت لداخل القصر… اوقفها صوت والدتها
-جولي حبيبتي… هل تعانين من خطب ما؟
هزت راسها
-لا
امسكت بوجهها وقالت بقلق
-هل انت مريضه… ام انك خائفة من هذه الليلة؟
امسكت بيد امها لتطمئنها
-انا بخير يا امي لا تقلقي… انني فقط متعبة واحتاج للراحه قليلاً
قاطعهما صوت لانا
-اووف ياعروسة اخي لابد انك متعبة جداً
-هذا صحيح لانا… عن اذنكما سأذهب لغرفتي لأرتاح
امسكت لانا ذراعها وقاطعت سيرها
-هذه لم تعد غرفتك جولي… سأخذك لغرفتك انت ومانويل…
اتسعت عيناها صدمةهي ومانويل في غرفة واحدة! كيف تنسى ذلك هي لم تعد عازبه اذن سينامان بنفس الغرفة وبنفس السرير قالت جولي مرتبكه
-هذا صحيح لقد نسيت ذلك تماماً
قالت لانا مخاطبة والدة جولي
-عن اذنك زوجة عمي… سأخذ جولي لغرفتها واعود لنتحدث سوياً
سرعان ما وجدت نفسها في غرفة ضخمة جداً… الاثاث والجدران كله منتهى الرقي… جدار باللون الفستقي… والاثاث يتدرج بين اللونين البني والابيض ذو الطراز الملكي.
فتحت لانا خزانة ملابسها وهي تشير بيدها موضحة
-كل هذه ملابس النوم مصنوعة من الحرير والساتان الناعم… ارتدي ما يناسبك او مايريحك لن تجدي الكثير ولكن لا تقلقي اخي مانويل لن يبخل عنك بالشراء.
ابتسمت جولي لها
-شكراً لانا على كل شيء… وجودك معي حقاً اراحني كثيراً…
احتضنتها لانا بحنان وقالت بحماس
-هذا واجبي جولي… ليلة موفقة لكما… سأذهب الآن ربما يأتي مانويل في اي لحظة ولن يكون وجودي مناسباً
فور خروج لانا حدقت فيما حولها بتمعن دون ان تبدي اعجاب بأي شيء… وكأن ما حولها باهت لا لون له… علقت جولي على كلام لانا الأخير وهي تبحث عما ترتديه
-مانويل ابني عمي الاحمق لن يقضي ليلته معي بالتأكيد لديه من تسليه هذه الليلة… كل من هنا اغبياء لانهم يظنون اننا ستحدث بيننا علاقة
رمت بالفستان ارضاً وتناولت فستان اسود طويل مصنوع من الستان وصدره من الدانتيل الناعم.
ارتدته ومسحت المكياج بأكمله واطلقت العنان لشعرها الحريري لينسدل حول كتفيها بكل اريحيه… اطفأت الانوار واستلقت في السرير لتنام ملئ اجفانها.
سرعان ماايقظها ثقل يحيط خصرها ونفساً يعانق عنقها وشعرها الحريري… فتحت عيناها صدمة وهي تشعر بشخص يلتصق بها دون ان تراه… اطلقت صرخة قويه… اجبارها على الخضوع اليه دفعها لتنهال عليه ضرباً وعضاً في يده.
…… .
|