عرض مشاركة واحدة
قديم 26-03-19, 05:47 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث
كان المطعم خلا من زبائنه ومن ضجيجيهم . فقط شخصان تضج بهما الحياة فرحاً ومرحاً. فكرة واحدة قيدت روث بقوة وهي حلقة مفرغة ملؤها اليأس , لكن ماذا عن الرجل الذي احبته ووهبته كيانها. بماذا يفكر يا ترى ؟ والحل الذي استطاعت الوصول اليه في هذه اللحظات الحرجة, هو السيطرة على اعصابها لتتفادى وقع صدمة اللقاء بالحبيب السابق وجهاً لوجه بينما يقف الحالي الى جانبها صامتاً.
اطلت برودة غير مبالية من عيني فرناندو بعد ان تلاشت صدمة اللقاء ببعضهما حين كانت روث تتفوه بملاحظات لا معنى لها وكأن اصداء ذكريات الماضي القريب مازالت تكمن في اعماقها ثم بصوت لم يعط ادنى دليل على انه صوتها ورأته يرمق موافقته ينظرة قلقة حذرة, وملأت عينيها غشاوة وهي تطيل التحديث بوجه ستيف. خيم في تلك الاثناء صمت مربك الى ان استطاعت روث ان تبدأ بثرثرة لا معنى لها مما شجع فرناندو الى التمسك بزمام الأمور.
قال بهدوء"سنتشارك العشاء بالطبع" والتفت نحو الساقي, لكن قبل السؤال عن طاولة اكثر ملاءمة , اعترضت ماريا لويزا واسرعت بالخروج من المطعم .
تصرف ستيف بسرعة , واخذ يسرع خلفها . تجهم وجه فرناندو وكان على وشك اللحاق بها عندما اسرعت روث لتمسك بذراعه وتمنعه.
نظر الى بعضهما البعض. لم تكن هناك أي حاجة للكلام , وفهم كل منهما ان هذا ليس اللقاء الاول بين ستيف وماريا لويزا.
سقطت روث فوق مقعدها . ضائعة بكل ماقد حدث وماجرى. لم تعرف ماهو الأفضل للقيام او التفوه به , حتى لو كانت تعرف , فعقلها وقلبها كانا عاجزين عن اية مبادرة .
جلس فرناندو في المقعد الذي خلاه ستيف , موجها الكلام الى الساقي بلهجة سريعة قبل ان يعيرها اهتمامه.
قال بايجاز " إذاً انت في ماجوركا. من اجل ماذا؟"
وكأنه غير مهتم سلفاً بالجواب الذي ستدلى به . وهذا ما اثلج قلب روث ببرودة شديدة.
قالت له متمالكة اعصابها " من اجل العمل " وكأنها تفتش في اعماق نفسه عن شيء يشير الى الذي كان يربطهما في سفيل,لكنها لم تهتم الى شيء و آلمها هذا بشدة. لقد اوضحت كلامها وبنيت بإيجاز اسباب وجودها في هذه الجزيرة وكان فرناندو مصغياً, وهو يهز رأسه من وقت الى آخر.
" ربما في استطاعتي مساعدتك , لي معارف كثر في هذه الجزيرة و..."
قاطعته بسرعة " لدينا مافيه الكفاية لأنفسنا" لا تستطيع قبول اية مساعدة منه . لأن ذلك سيتطلب لقاءات متكررة وهذا غير قابل للاحتمال, وتابعت " لكن .. لكن اشكر عرضك هذا"
" هل انتما متحابان ؟"
---------------------------
طرح سؤاله هذا بهدوء . سؤال لم تتوقعه روث, فهزها ذلك بعنف وايقظ حواسها الملتهبة وارادت الرد بتهكم.
" تعني مع هذا الساقي الذي يحوم حولي؟" وانتقلت عيناها الزرقاوان نحو الساقي وكأنها تعنيه فعلاً بكلامها.
ضاقت عينا فرناندو السوداوان بغضب ظاهر لتسقرا بعدها على الساقي . وطلب شراباً وبعض انواع المقبلات الملائمة. وحالما انتهى من طلبه اعارها كل اهتمامه مرة اخرى.
" اظن ان من المفروض ان اتوقع ملاحظة كهذه منك, لكن وعلى اية حال ..."
قاطعته روث بانكسار " لكن على اية حال .. شعرت نفسك مناسباً تماماً لطرح ذلك السؤال. لم افقد يوماً روحي المرحة منذ آخر مرة التقينا فيها , يا فرناندو, ولكن انت من فقدها" لقد اضاع اكثر من هذا بكثير , هذا مالاحظته روث, مازال ذاك الاسمر الجذاب كما كان من قبل, لكنه بات يفتقد بعض الحيوية, وتساءلت فيما لو كان هذا سببه ضغوطات في العمل.
" لا ارى اية فرصة في تجاهل سؤالي فيما يتعلق بالساقي , ومامن شيء مضحك في نظرتك له بهذا الاسلوب وكأن التورط يلزمه نظرة. لا, مامن شيء مضحك في هذا يا روث . إنه ببساطة امر محرج للغاية"
وافقت بسخرية " نعم إنه محرج , أليس هو كذلك ؟ إنك تخرج مع سيدتك الاخيرة , تلاحقها ومع ذلك لا اظن اني كنت يوماً تلك الاخيرة . بكيانك الطبيعي وبسرعة اصطيادك , لابد انك ,ومن دون شك شبكت عدداً وافراً منهن منذ سفيل "
كرهت نفسها لادعائها هذا, لقد جرت نفسها الى روح منتقمة وحاقدة الى مستوى امرأة مزدرية . لم تعتذر, مع انه مامن سبب يدعوها الى ذلك الا إذا كانت نادمة على الشخص الذي سببت له حرجاً ووجهت اليه سمومها. كل اسفها كان على نفسها , وليس عليه. لم يعان ماعانته السنة الفائتة بالتاكيد .
"حسناً, لكني متأكد من انك منذ ذلك الوقت تعديت حدود السرعة مع نفسك , وعلى ما اذكر كنت على عجلة بالانفصال من البداية وعند الضوء الاخضر لحكايتنا"
تقبلت روث هذا لأنها الحقيقة بعينها . وبطرقة ماكان هذا مساعداً للحضور المتعذر اجتنابه عندما يلتقي متيمان بعد علاقة تركت جرحاً اليماً من الذكريات بدأ يندمل.
الح بعدما وضع الساقي المقبلات على الطاولة " إذاً , اجيبي عن سؤالي , ولأثبت لك بأنني مازلت محافظاً على روحي المرحة, هل هو شريكك في كل شيء؟"قالها من دون ان يكلف نفسه بالابتسام ليدفئ تلك العدائية الصغيرة.
بذلت روث قصارى جهدها للمحافظة على رباطة جأشها . إنها في حاجة لتجاوز هذا الألم .
"لا يمت بأية صلة الى الروح المرحة يا فرناندو, ولا الى الظرفة, وبالمناسبة, هل من خصائصك او من مدى اهتمامك لتعلم فيما اذا كنت اتقاسم كل شيء مع شريكي ؟" قالت ذلك وهي تستوي جالسة في مقعدها.
" لا ابداً ولا بأي شكل" رد عليها ببرودة ثم اضاف بقساوة " اعني هذا ليس من مصلحتي "
" من اجل مصلحة إذاً؟"
-------------------------------
" من اجل ماريا لويزا"
ابتسمت روث بمرارة وهي تاخذ حبة زيتون من احد الصحون الصغيرة. " ولماذا تظهر هذا الاهتمام بالعلاقة السابقة لصديقتك الحالية ؟ او بالاحرى شكوى من امرأة مجربة " لم تستطع التوقف عن الاستمرار في توبيخه . وكان لذلك سبب واضح .. غيرة واضحة للقاء به في حضور ماريا لويزا الحسناء.
" لا احصي مغامراتي مع المرأة المجربة" قال لها ذلك بهدوء , ثم مد يده لتناول قطعة سمك منقوع بزيت الزيتون والثوم والخل. ثم نظر اليها بعينين باردتني فيهما العداء.
"قمت بشيء استثنائي مرة . وكان درساً جيداً للاستفادة منه " والتهم قطعة صغيرة من السمك وكأنه يقضي عليها قضاءاً تاماً.
قالت باستسلام مؤلم " لقد استفدنا كلانا من التجربة في سفيل يا فرناندو, واقترفنا الاخطاء, اقترفت خطأ عندما وثقت بك الى درجة انني قلت لك كل مافي قلبي واخبرتك عن خطيبي السابق . لم اظن لحظة واحدة بأنك ستصفعني بها بمرارة فيما لو كتب لنا اللقاء مجدداً من دون أي مراعاة لشعوري" واخذتها الرجفة وهي تدلي بكلامها هذا , واعصابها ترتعش بعنف. لماذا يعاملان بعضهما البعض بهذه القسوة ؟ لقد احبا بعضهما مرة, والآن هذا مايحدث .
احس بغصة في حلقه فتمتم " إنني آسف" وكان هذا مقنعاً على سمع روث ولكن ليس مقنعاً كفاية لتتمالك اعصابها وتريحها. فهي مازالت على حالها من الحذر, وربما اكثر بكثير .
"إذاً, ما الذي يدفعك الى الاهتمام بماضي ماريا لويزا ؟ انت تعلم حق العلم انها وستيف كانا على علاقة , ولكن قل لي ماذا في تناولي العشاء مع شريكي , فأنا لا أرى أي خطأ في ذلك؟"
"لم اسألك ان كنت تتناولين معه العشاء, سألتك ان كنتما متحابين , وبما انك فعلت كل شيء للتهرب من جواب صريح فمن حقي افتراض الاسوأ أو الأفضل , وذلك يتوقف مع اي جانب انت"
" مع اي جانب الأمر واضح بالتأكيد "
" واضح بالتأكيد , فأنا لا اشعر بشيء تجاه ستيف كانوك , ولكن اشعر كثيراً تجاه ماريا لويزا, فأنا لا اريد ان تتأذى , لا اريد لها التورط بشيء" وقست تعابير وجهه وهو يتكلم .
احست روث بالوهن إنه لم يبد اية اشارة تدل على انه احبها. فرناندو سيرا لم يهتم بها مطلقاً وهذا ماكانت تعرفه. قالت باندفاع من فداحة المها " إذاً تميل الى الاعتقاد بأن ستيف متيم بي؟"
" سيبهجني هذا فيما لو كان صحيحاً , عندئذ نستطيع انا و ماريا لويزا الاستمرار في حياتنا معاً"
رفعت كأسها بارتعاش الى فمها , كان قلبها يئن باكتئاب كان لهما حياة معاً, إنه حب فرناندو وستيف السابق , من كان ليصدق هذا؟ إنها سخرية القدر عندما تهب من دون شفقة.
قالت له بهدوء " حسن , لديكما الحرية للانطلاق بحياتكما معاً, لا خوف على ماريا لويزا من ستيف" وكان هذا القول بمثابة اعتراف رفع عنه الستار وكأنها فعلاً متورطة عاطفياً مع شريكها , وليكن هذا . في استطاعة فرناندو تصديق مايريد تصديقه لأن مامن شيء يعيد بغمضة عين ماتقاسماه في سفيل.
---------------------------
قال لصوت خافت " وماذا عنك ؟ هل من خوف عليّ منك ؟"
وتكدرت روث من مدى قساوته. كان هذا فرناندو آخر غير فرناندو الذي احبته قبلاً من كل قلبها . لقد تغير , وهذا ليس في مصلحة ماريا لويرا . لربما كان لستيف منفذاً ضيقاً للهرب.
قالت له بلطف " لم يكن ابداً اي داع للخوف مني يافرناندو" واخفضت نظرها في محاولة لاخفاء الألم الذي بدا في عينيها. وحدقت باكتئاب الى القماش الدمشقي على الطاولة وهي تمر باصابعها من فوقه وكانه يحمل جواباً عن العصير الذي ينتظرها بعد هذه الليلة .
كانت تحاول منذ ساعات خلت جمع اشلاء نفسها ظناً منها بأنها ستجتاز هذه المرحلة وتفوز , لكن الآن يبدو لها المستقبل خاوياً وموجعاً.
رفعت نظرها , ليسافر مباشرة في عينيه, وعيناها تجيشان بالدموع المختنقة .
"انت كثير الاهتمام بماريا لويزا , هل يعني انها شيء مهم في حياتك؟"
رد عليها بثقل " نعم, إنها في غاية الأهمية بالنسبة لي "
ألم ذاتي , عقاب ذاتي , ولم تستطع منع نفسها من الكلام " و.. وهل تنوي الزواج منها؟" وخطر على بالها فجأة , ربما انهما يتحضران للزواج الآن وحبست انفاسها.
لم يدل بشيء , لكنه تناول قطعة اخرى من السمك, ثم ابتلعها بنفس الاختلاف الذي قد يكون تصنعه في معالجة اموره.
قال اخيراً " انا لست من النوع المزواج"
استعادت انفاسها , مرتاحة بلطف نوعاً ما لأنه لم يقم بأي تعهد مع ماريا لويزا , ومن جهة اخرى حزينة من الذي عرفته لغاية الآن . لا, انه ليس من النوع المزواج " ولا أنا " قالت بمحاولة ساذجة لتتاسوى معه " ولا أنا " كان سخيفاً لدرجة انه تجاهلها.
قال متابعاً" لكن ماريا لويزا وانا نعيش معاً"
وتساءلت روث ما الذي دعاه ليعترف بهذا. من الأفضل الظن بأن علاقتهما كانت تعني شيئاً له , وبعد سفيل كان يفتش عن الأجمل لحياته وعثر على السعادة مع امرأة اخرى . اغلب الظن انه كان يحاول دفعها نحو الغيرة لأنه مازال يهمه امرها. إنه لا يضمر لها الضغينة, وقد يكون من الأفضل لها تمالك اعصابها ومواجهة وقائع الحياة القاسية ! لم ولن يهتم فرناندو سيرا بها على الاطلاق.
قالت بصلابة " يسعدني ذلك, والآن حان الوقت كي اعود الى شقتي"
" لم تتناولي شيئاً من الطعام بعد "
" لا شهية لدي اكثر من ذلك" وتشجعت للنظر في عينيه , متسائلة فيما لو هو الآخر فقد شهيته ولنفس السبب مثلها . كان هذا اللقاء مؤلماً للغاية.
" الى الشقة , وهل تشاركين فيها شريكك؟"
---------------------
كم يكون الآمر مهماً إن كان يحاول استبقاءها بأسئلته . لكنها شكت في ذلك. هناك متسع من الوقت لانتظار ماريا لويزا ولماذا لا يملؤه بمضايقة روث.
سألت بثبات" ماحجم البرهان الذي تريده يا فرناندو؟ اظن انه سبق و اوضحت ان ستيف وأنا اكثر من شركاء في العمل"
" آه , لكن يجب ان اعرف ذلك بالتأكيد , فهمت , ولأن لدي بعض الظنون وقبل ان تسأليني لماذا أنا على هذا القدر من الاهتمام , اؤكد لك انه نوع من الاحترام لذاتي بالذي اود معرفته"
رفعت روث حاجبيها بتساؤل وتمتمت ببساطة " تابع "
" لا يعجبني ستيف كثيراً"
اردفت روث معترضة " إنك لا تعرفه !"
" صحيح , لا اعرفه ولا نية لي في ان اتعرف اليه, لكنه يثير فضولي , أراه رجلاً ليس بالطويل, يسر بمجرد النظر اليه, لكنه بارد , غير مثير , ولا يتمتع بالجاذبية"
قاطعته بنفاذ صبر" ما الذي ترمي اليه يا فرناندو ؟"
تشابكت نظراتهما , نظرت روث باردة وعدائية , ونظرات فرناندو حالكة وغير نافذة " ما الذي يملكه هو وأنا لم استطع تأمينه لك ؟" سألها بنبرة قاسية هزت روث هزاً اكثر مما لو صرخ في وجهها .
اقشعر بدن روث , لو يعرف فقط انه مامن رجل يستطيع ان يقدم لها ماقدمه هو , ثلاثة عشر يوماً من الايام المثيرة الحالمة التي ستلازمها حتى آخر حياتها. ازدردت ريقها ورفضت الاستسلام لاغراء كأس جديد, لأنها كانت في حاجة الى صفاء ذهنها .
" لا تريد حتى سماع ذلك, أليس كذلك؟ الذي تريده مني هو ان ان اضربك على الوتر الاحساس واغذي غرورك كأن اقول لك إنه من صعب مقارنته بك"
ابتسم اخيراً" بالطبع فلدي كرامتي"
" نعم اعرف ذلك, ولدي ايضاً كرامتي بألا اشير في هذا السؤال الى مدى المقارنة بين ماريا لويزا و بيني . اعتبر هذا شيئاً مبتذلاً" قالت ذلك بامتعاض, ثم وقفت بارتعاش وتناولت حقيبة يدها المسائية من على الكرسي القريب منها.
" والآن , لو تعذرني "
" سأوصلك الى شقتك"
اصرت روث " لا داعي ابداً لذلك, اعرف الطريق وهي ليست بعيدة" إنها لا تريد مرافقته الى شقتها . ارادت ان تكون بمفردها, لمواجهة صدمة هذا اللقاء الذي قلب كيانها .
" لقد بدأ المهرجان , والشوراع ستكون مزدحمة .. بالمشاهدين"
قالت روث بحدة, وعيناها تضيفان بانذار " سأكون على احسن حال ! ألا تظن ان من الواجب عليك ان تنتظر ماريا لويزا ؟" عاد الساقي الى الطاولة ووقف فرناندو للتكلم معه. لقد كانت فرصة لروث للانسحاب لكن كان عليها دفع فاتورة الحساب , التقتطت حقيبتها بارتباك لتتناول محفظتها , لكن فجأة كانت يد فرناندو تمسك رسغها واجبرت على الخروج من المطعم.
" لم ادفع"
--------------------------
" لا تهينيني "
" لا اتوقع منك ان تدفع "
" لا تتوقعي شيئاً "وهو يجرها باحكام من مرفقها حتى بدأت تشعر بالألم.
" فكر عميق, أهو فلسفتك الشخصية؟"
" نعم , منذ سفيل"
كادت روث ان تقع وهي تهبط درجات سلم المطعم نحو الشارع المرصف بالحصى. كانت كسيرة القلب فلم تستطع ان تحلل ماالذي قاله الآن. كان اول ما لمح به هو ان سفيل عنت له شيئاً . كان مريراً. لو كان فعلاً مهتماً بها لما جعلها تبعد عنه بهذه الطريقة.
" من هنا" صاح بها فرناندو, وهو ينقل قبضته من مرفقها نزولاً الى يدها " الا إذا اردت ان تنتهي في البحر المتوسط"
لم تعد روث تميز أي اتجاه يسلكان منذ ان سحبها من يدها بوحشية , وكانت تتأرجح من خلفه بكعب حذائها العالي. كان الناس في كل مكان. يحتشدون عند جانب الميناء لمراقبة الأنوار المنبعثة من المراكب المزينة والاسهم النارية التي تحلق في هواء الليل الساخن .
فتيات صغيرات يرتدين فساتين الغلامنغو الطويلة الفضافضة يذهبن ويجئن بابتهاج, ويرقصن رقصات الغلامنغو الملتهبة فهن صغيرات جداً لأدراك ماكن يفعلن.
" اين تلك الشقة التي تشاركين فيها حبيبك؟"
سحبت روث يدها بقوة منه " كال دل باريسو " غنتها له بسخرية , آه , لقد كانت في غاية الشجاعة المؤلمة .
قاطعها ليتعادل معها في السخرية " العيش معه يعني السعادة , أليس كذلك؟"
" لقد كنت ساخرة , كما تعلم وقد حان لتعلم ان ستيف و أنا ..."
انفجر سهم ناري فوق رأسيهما وصرخت من هول الدوي . احتضنها فرناندو بين ذراعيه ودفنت رأسها في قميصه عندما انفجر وابل من تلك الأسهم فوق رأسيهما . كان قميصه ناعماً من النوع الحريري فشعرت بدفئه . كان عبيره يثير الذكريات المؤلمة. احست بدوامة عاصفة من الرغبة نقلتها الى سفيل باضطراب . لقد افلتها وكأنه هو ايضاً جرفته ذكريات سابقة.
" انت ... من الافضل ان تعود الى المطعم .. ماريا لويزا .."
قال بخشونة " يختي هناك . إنني مهتم أكثر بك أنت في هذه اللحظة. انت غريبة عن هذا البلد واريد الاطمئنان الى انك وصلت الى شقتك سالمة"
ذكرت اسم مبنى الشقة من دون مجادلة. ممتنة جدا لاهتمامه. وكانت هناك ضجة كبيرة من حولهما , اطفال يصرخون بحماس بينما عرض للأسهم النارية ظهر عند الخليج. وفتيان يرتدون ثياباً مخيفة تفرقوا عبر الطريق وهم يصرخون بأعلى اصواتهم .
----------------------------
نبض قلبها بشدة لكن سرعان ماهدأ عندما ارشدها فرناندو الى شوراع جانبية اقل ضجة وبعيدة عن الميناء.
سألها بينما كانا يسيران " الى متى ستبقين هنا؟"
بقيت روث على مسافة منه, لكنها لم تستطع فعل شيء إزاء العبير الفواح الذي احاط به. بدا مميزاً وهو يمشيء عبر الشوراع, رأس وكتفان تعلو عن الجميع , نساء يتمايلن فوق الشرفات وهن ينثرن الزهور, ونساء اخريات اصغر سناً واكثر انفتاحاً اظهرن ابتهاجهن بصوت عال غريب وتخطى فرناندو هذا كله. بالتأكيد كله.
اجابت " إلى ان نصل بعملنا الى مرحلة الانجاز"
" لقد عنيت ماقلته لك بشأن الاتصالات . إن كنت في حاجة الى اية خدمة وفي استطاعتي القيام بها , ما عليك سوى السؤال"
زال التوتر عن روث واحست براحة عميقة . هذا مايجب ان يكون بين صديقين سابقين عندما يلتقيان , تصرف طبيعي , لا عداء فيه , لكن مع الماجور كي كان الحب او لا شيء , لذا اللا شيء يجب ان يكون.
" شكراً لك , ساحفظ هذا جيداً" مع انها لن تفعل ابداً.
" اتريدين بعض القهوة قبل الدخول ؟" سألها بعدما وصلا الى المبنى الذي تسكن احدى شققه وكان هناك مقهى بمقاعد وطاولات بيضاء من المعدن في الشارع. كان مزدحماً ويضج بالضحكات العالية بينما تعالت اصوات الموسيقى من اوتار القيثارة ونقر الرق. اردات كثيراً القهوة لتنسى بها مآسي تلك الليلة المزعجة , لكنها فضلت ان تقول وداعاً. وبطريقة ماكان مرح الناس في المقهى يقلقها ويضغط على اعصابها.
" لا , اشكرك , لقد تأخر الوقت "
" هذا بالنسبة الى البريطانيين , اما نحن الماجوركيون فقد بدأت السهرة عندنا الآن"
كان هذا التصريح يظهر حجم الاختلاف بينهما, فكرت روث بأسى . إنهما يعيشان في عالمين مختلفين.
مد فرناندو يده فحدقت روث بها. استحثها وهو يلوي بأصبعه " مفتاح شقتك لو سمحت"
هزت روث رأسها " استطيع رؤية طريقي"
" المفتاح يا روث"
ناولت المفتاح من دون ان تجادله أكثر , كان دائماً سيداً محترماً. لحقت به نحو المصعد . في ما كان قلبها يخفق بشدة !
لقد كان المصعد خاوياً تماماً مثل عقلها عندما اسلمت نفسها ببساطة للحب في سفيل.
" اين تقييمين في بولنسا؟"
" بولنسا؟" شعرت بالانهيار وهي تضغط على زر الطابق الذي تقيم فيه رافعة رأسها نحو الأرقام التي تتوالى كما يفعل الجميع عندما يقفل باب المصعد " كيف عرفت انني ذاهبة الى بولنسا؟"
" انت من اخبرني , في وقت سابق قلت إن شريكك سيهتم بمركز خدمات السياح والخطوط الجوبة هنا في بالما "
" نعم, نعم , تذكرت الآن " كان رأسها مشوشاً, غير قادر على التركيز من وقع الصدمة من دون ادنى شك , لقد استخدمت هذا المصعد سابقاً للنزول به مع ستيف , وهاهي الآن تستعمله مع آخر شخص تصورته في هذا العالم للصعود به.
-------------------------
خرجا من المصعد والتفتت روث نحوه.
" لم يكن هناك حاجة لتجهد نفسك لهذه الدرجة"
" لقد اجهدت نفسي اكثر مما تظنين" تمتم بغموض وهو يتحول عنها , وفتح باب الشقة ثم تراجع ليفسح لها المجال في الدخول.
" قبل ان تقدمي لي شراباً , سأضي..."
قاطعته بسرعة " لم يكن هذا مرادي "
هز كتفيه بعدم مبالاة "ما ظننت انك كنت كذلك, هذا بدافع من روحي المرحة , كم انت سريعة النسيان"
تورد وجهها وهي تعض على شفتها " نعم, تتسارع عجلة الايام بسرعة مذهلة هذه الايام "
"اوافق" ارتفعت يده فجأة لتستند على حافة الباب . موضع رائع يهيء نفسه به من اجل قبلة , فكرت روث بسرعة في هذه اللحظة الحرجة. لكنه لم يفعل واحست بقلبها يبطئ بدقاته احياناً ويسرع احياناً من شدة خوفها فكادت ان تسقط.
" هل لك ان تخبريني ؟" ثم توقف عن الكلام, في حين ارتفعت حرارتها كإنذار لواقعة قد تحدث " هل تنامين جيداً في الليل؟" وجاء صوته فجأة مبحوحاً مخيفاً ومتوعداً.
" لا..لا مشكلة " تفوهت بذلك وهي على اعتقاد ومتوعداً بأنه قادر على تلمس خوفها. لم تعجبها نبرته على الاطلاق, لقد ادخلت الوجل الى قلبها.
" إنك تدهشينني يا روث, انت فعلاً تدهشينني" كان صوته يتقطر سخرية " لابد وان ستيف هذا يخفي مواهب كثيرة. ظننت انني الوحيد الذي ترتاحين معه, هذا ماقلته لي في يوم من الايام , لقد قلت انني الوحيد الذي جعلك سعيدة "
" اخرس!" قالتها من دون وعي, ودموعها تتجمع الآن , الدموع التي وعدت نفسها بها يوم افترقت عنه.
قال وهو يرفع حاجبه الداكن" هل يحرجك هذا؟ تكلمنا مرة عن كل شيء"
اعترضت روث بقوة "مرة ! هذه المرة التي تتكلم عنها قد ولت"
صاح وهو يسبل يده الى جانبه " لا, الآن هناك ستيف كانوك , ربما كان هناك قبل ستيف كانوك آخر"
"ماذا .. ماذا تعني؟"
"حسناً, اظن انني بدأت ادرك كيف تتعاملان انتما الاثنان , انتما حبيبان الآن وهناك احتمال بأنكما كنتما كذلك قبل سفيل"
"لا"
"لا؟ اظن نعم , واظن ان هناك تدبيراً بينكما باختيار آخرين عندما تشعرون بالحاجة الى ذلك, لكني احذرك يا روث , لا احب هذا الصنف من الألاعيب . فإنها مؤذية وتجلب الألم للآخرين"
لقد جرحته , لذلك لابد وانه كان مهتماً . واختلجت انفاسها عندما جاء صوته متوعداً" اخبري حبيبك وشريك عملك لدى عودته بأنني سأدمره ان وضع اصبعاً على ماريا لويزا مرة اخرى. هل تفهمين ذلك؟."
---------------------------
تمنت روث الموت . ارادت في لحظات ان تضربها صاعقة وتحولها الى رماد. لا , لم يحب فرناندو هذا النوع من الألاعيب التي يتصورها, لكن ليس من اجله.. فعواطفه ممنوع مسها. كان هذا شعوره تجاه ماريا لويزا الغالية , كان يهتم بها بصدق , وكان هذا شيئاً لا تريد روث التفكير فيه.
" لن ...لن اخبره بشيء من هذا القبيل يا فرناندو, لأن مشاكلك تعنيك انت وحدك" كان صوتها يعبر عن اشفاق كبير" لكن تذكر امراً قبل ان تهدد ستيف كانوك . إنه لم يعد بعد ولا ماريا لويزا الغالية عليك, ونعلم كلانا انه قد فات الآوان الآن !"
اختلجت مشاعر روث وهي تشاهد التعبير الذي بدا في عينيه الداكنتين . كانت قبضتا يديه تتكور عند جانبيه. لم تره غاضباً قبل الآن. برقت عيناها بعصبية وكأنها تتوقع انفجاراً لهذا الغضب.
قال بخشونة " إذاً كلانا لديه مشكلة للتدوال فيها"
قاطعته روث بشجاعة" لا! لا مشكلة .."
قاطعها فرناندو " لكن لديك ! لأنه إن لم تبعدي حبيبك عنها سأعمل على اخراجكما من هذه الجزيرة بسرعة أكبر من سرعة النارية التي تنطلق هناك, هل كلامي واضح؟"
تمتمت ببرود" تمام الوضوح" عيناها مثلجتان كعينيه, واجهت تحديه بشجاعة, عزمت على ان لاتقوم بأية بادرة من هذا النوع , إنها حياة ستيف, فرهبة هذا الموقف جعلها عاجزة عن التدخل على اية حال. لكن فرناندو لم يدرك هذا, مع انها حاولت المستحيل لأن توضح له انها وستيف لم يكونا حبيبين في يوم من الايام , لكن هذا لا يهم الآن. قال ستيف انه يؤمن بالقدر وإن كان فرناندو في استطاعته فعلاً اخراجهما من الجريرة فهذا يعني حكم الأقدار وهي لن تتحدى هذا ابداً.
ابعدت نظرها عنه ودارت لتدخل الشقة . لم يعد هناك أي شيء لفعله او قوله . وشعرت فجأة بارهاق شديد, احست بالألم يلف جسدها ورأسها يكاد ينفجر نتيجة حبس دموعها.
امسك فرناندو بيدها وادارها لتقف في مواجهته. كانت يده دافئة وقوية, وامسك ذقنها بيده الأخرى واوقفها بحزم.
همس" يالبرودة! اعصابك, ومع ذلك كنت ذات مرة دافئة ومليئة بالمشاعر , لايهم إن تصرف ستيف معك كماتصرف مع ماريا لويزا, ذلك لأن لا قلب لديك. ستيف وانت تستحقان بعضكما بجدارة , فلتذهبا الى الجحيم انت وهو "
سمرت الصدمة روث في مكانها كان يخالجها غضب والم شديدين في اعماقها ولفرط ذهولها من قساوته لم تستطع الدفاع عن نفسها.
احنى فرناندو رأسه وصوبت روث وجهها نحو الباب . آه , لا . اغمضت عينيها, وهي تحاول السيطرة على اعصابها . لن تستطيع كتم الحقيقة ان حبها لا زال على حاله على الرغم من حقده عليها.
فتحت روث عينيها بامتعاض بينما كان فرناندو يحدق بها, إنه فرناندو آخر, لم تعد تعرفه ابداً. لمعت عيناه الداكنتان باستهزاء والتوى فمه بقساوة وهو يقدم مفتاح الشقة اليها عوضاً عن القبلة المنتظرة.
-----------------------
قال بخشونة" كنت اتمنى لو لدي الشجاعة الكافية لاقبلك, لكنني أراعي آداب السلوك وقاعدتها في هذه الحياة وهما مهمان ويضعان حداً بيني وبينك في لحظات الضعف هذه"
رفع يدها الدافئة ووضع مفتاح الشقة فيها وبما انه لم يعد هناك أي شيء لقوله استدار ومضى, تاركاً روث فاقدة الحس, فاقدة القوة لتصرخ في وجهه مدافعة عن نفسها.
انتهت روث من رشف قهوتها ثم غسلت الفنجان قبل ان تكتب رسالة الى ستيف . وكانت قد اطمأنت عليه في غرفته وكان غارقاً في نوم عميق, حتى انها لم تشعر بالامتعاض من نومه بسلام واطمئنان بعد ان عانت من ليلة مؤرقة من الذعر. لقد عاد عند الفجر , متسللاً الى داخل الشقة كي لا يوقظها. من المؤكد انه لم يرد استيضاع الموضوع وهذا ماجعل روث تشعر بالارتياح . لم تكن جاهزة بعد, وكذلك ستيف . كان كل منهما في حاجة الى الانفراد بنفسه لبعض الوقت.
قالت في رسالتها انها في طريقها الى بولنسا كما هو مخطط وسوف تتصل به هاتفياً بعد ذلك. لم تشر الى الليلة الفائتة او الى ماريا لويزا . ستستمر الحياة كما خطط لها, قالت لنفسها بعزم وهي تجتاز الشارع نحو مكتب لتأجير السيارات وحقيبة السفر في يدها. في استطاعة فرناندو سيرا ان يهدد مايشاء لكنه لا يستطيع توقيفها عن الاستمرار في عملها.
تركت روث بالما وتابعت طريقها نحو فالدموسا. كانت السيارة المكشوفة التي استأجرتها سهلة القيادة . مماجعل الهواء الذي اخذ يعبث بشعرها ان يمنحها ذهناً صافياً.
استغرقت في التأمل قائلة لنفسها , إنها جزيرته وهي تستمتع بالقيادة بساتين اللوز و الزيتون. كانت مميزة . كان الوقت متأخراً من السنة لتنضج ثمار اللوز لكن منظر الوادي كان رائعاً جداً. كانت ماجوركا شهيرة بفصلها الربيعي حيث يتفتح زهر اللوز, هذا ماقاله لها فرناندو يوماً. لقد تكلم ايضاً عن فالدموسا, من اجل ذلك سلكت هذه الطريق نحو شمال الجزيرة . لقد امضى شوبان شتاء في هذه الجزيرة مع حبيبته جورج ساند. لقد رجمها سكان الجزيرة بالحجارة بسبب ارتدائها السروال في الشارع واضاف فرناندو بكآبة : كم تبدلت الأمور منذ حينها, والآن قد تغير كل شيء في ماجوركا.
كانت روث مفتونة بمكان اقامة شوبان , حيث الف مقطوعته الموسيقية ( مسيرة الجنازة ). كانت ترتاح على لوح مفاتيح البيانو وردة حمراء كثيرة المشاعر. وشكت روث , لابد وان حبيبته اشمأزت لهذا الضرب الخيالي, وكأنها ايضاً لم تستطع التأقلم مع السكان المحليين ولا هم معها. تعاطفت وشعرت روث معها . لقد مرت الحبيبة باوقات صعبة.
كانت محطة روث التالية بلدة ديا. هنا المكان الذي قصده كل المفكرين والفنانين. أنشأ روبرت غريف مكان اقامته هنا وفهمت روث ما الذي دعاه الى ذلك. لقد كان مكاناً شاعرياً حالماً. القرية جميلة بمنازلها الملونة ونوافذها ذات المصراعين وبشوارعها الضيقة ضمن بساتين الزيتون المنتشرة فوق التلة . يبدو انه المكان الذي يقع فيه سحر ماجروكا , الدويند, كما كان فرناندو يقول .
-------------------------
وسكن بيكاسو ايضاً قرب مجموعة من اكواخ المزراعين . وتساءلت في اي مرحلة كان مبتهجاً خلال اقامته هنا.
تابعت روث القيادة الى بوارتو سولر حيث توقفت من اجل استراحة قصيرة وشراب منعش قرب الشاطئ. كان المكان مزدحماً بالسياح يتمتعون باشعة الشمس وهم يمارسون رياضة البحر . احست بانعزال تام وبأنهما ليست جزءاً منهم. ثم ابعدت عنها هذا الشعور بعزم وتصميم. سوف تقوم بأفضل ما لديها في الايام التالية, العمل وهناك وقت كاف للراحة وجمع اشلاء نفسها , والأهم من كل ذلك نسيان فرناندو سيرا.
اعلنت روث " اسمع, هذا في غاية السخافة, اعرف ان شريكي قام بالحجز الكامل, باسم شركتنا , وقد اتصلت البارحة لأؤكد حجز تلك الشقة, كما انني اميز صوتك"
لكن الشاب الذي يقف وراء مكتب الاستعلامات في المدخل هز رأسه باصرار " اظن انك على خطأ, يا سينيوريتا"
اعلنت روث بضيق" لا اقترف الأخطاء" كانت تشعر فعلاً بالتعب الآن, متمنية عدم اطلاق العنان لنفسها على مرأى من الجميع " اسمع , لدي فاكس " وفتشت باضطراب في حقيبتها . اللعنة, من المستحيل ان تكون تركته في بالما. كان من الممكن حدوث هذا, وبسهولة , بعد الذي حصل الليلة الفائنة من اضطراب وفقدان للأعصاب ! قالت باستسلام " حسناً, هذه الأمور تحدث, إذاً اريد استئجار غرفة اخرى"
" لا يوجد أي مكان"
حدقت روث في وجهه غير مصدقة. بدا محرجاً وغير آسف بالتأكيد .
صاحت روث بشك" اكتمل معي؟ هذا غير معقول !" واشارت بيدها عبر الباب المفتوح نحو عدد هائل من المساكن البديعة العطلية بالكس الأبيض وعلى الشقق الخاصة بالسياح التي تملأ قسماً كبيراً من الريف" لديك الآلاف منها في الخارج هناك "
" لا يوجد مكان شاغر, يا سينيوريتا , ربما نسيت انه الموسم السياحي"
شحب وجه روث بارهاق . إنها في حاجة الى ثلاثة ايام كاملة في هذا المكان وفكرة القيادة ذهاباً وإياباً من بالما كل يوم ...لا . هذا غير ممكن.. هذا مستحيل.
سألت بضعف وهي تدفع خصلة من شعرها المتشابك بفعل الهواء عن حاجبها " هل .. هل من مكان آخر تقترحه ؟"
"آسف , ما من مكان شاغر في بولنسا , لدينا الآن المهرجان الموسيقي " جاء صوته متقطعاً بينما كانت روث تنظر اليه بحدة, فاضطر الى ان يخفض نظره نحو اوراق العمل التي امامه. كانت ايماءة لها بالانصراف , وفهمت روث انه لا يستطيع المساعدة اكثر.
وتحرك شيء عميق في داخلها مشككا , لكن لا, لم يكن هذا معقولا. من المؤكد انها لم تقم بأي خطأ في الحجز وكانت قد اكدت عليه. كانت الشقة في الليلة الماضية في متناول اليد, اما اليوم فلا.
-----------------------------
حاولت روث ان تفتح فمها للاعتراض لكنها سرعان ما عدلت عن ذلك . خرجت بيأس ووقفت تحت اشعة الشمس الساطعة محتارة في امرها, وادركت انه لا بأس في التفكير قليلا.
سي الكويلا - كان هناك العديد من اللافتات التي كتب عليها للإيجار عندما كانت تقود ببطء عبر المجمع, كلها تطلب من الزبائن الذهاب الى مركز الاستعلامات من اجل التفاصيل واحست روث بغضب شديد.
فرناندو سيرا , انك في ورطة كبيرة , واعتمل الغضب في داخلها ومرة اخرى سحبت نفسها الى الخارج من مركز الاسعتلامات, هذه المرة لن تنخدع ابداً. كان في استطاعتها ان ترشو عامل الاستعلامات الحقير . لكنها عقدت العزم على كشف الحقيقة وكشف ملابساتها.
------------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس