عرض مشاركة واحدة
قديم 29-03-19, 07:55 PM   #575

مروة العزاوي

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وضيفه متألقه في موضوع ضيف وقضية


? العضوٌ??? » 261420
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 5,283
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » مروة العزاوي has a reputation beyond reputeمروة العزاوي has a reputation beyond reputeمروة العزاوي has a reputation beyond reputeمروة العزاوي has a reputation beyond reputeمروة العزاوي has a reputation beyond reputeمروة العزاوي has a reputation beyond reputeمروة العزاوي has a reputation beyond reputeمروة العزاوي has a reputation beyond reputeمروة العزاوي has a reputation beyond reputeمروة العزاوي has a reputation beyond reputeمروة العزاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

جمود اصاب زبرجد منذ لحظات وهي تستمع لشيء لم تتوقعه بحياتها انتزعت كفها من بين يده ووقفت
" ماذا ..."
وقف هو الأخر أمامها وملامحه تدل على صحة ما يقول وفجاءة تتدفق الذكريات الكريبة لذهنها تهرب من المدرسة كل يوم والعرق يتصبب من صدغها خائفة أن تنظر للخلف تشعر أن هنالك شخص يتربص بها فتنتهي تلك اللحظات التي أرقت لياليها في يوم حيث تعود لمنزلها فتجد مجلس اقيم لمحاكمتها على جرم لم ترتكبه!! حاولت الدفاع عن نفسها لتضرب بمنتهى القسوة وتهان وتحبس مدة طويلة وكأنها حيوان... ترتجف ساعات عصيبة لوحدها تعرف أن لا أحد حي سينجدها لقد أدمت أناملها وهي تحاول فك طوقها القاسي واصيب بحالة جنونية وهي تحاول تحرير نفسها من قرب القفص الكريه حتى خارت قواها كلياً...تسمع بكاء زمرد بالأسفل ووالدها يصرخ وينعتهما بأسوأ الصفات يتمنى لو لم ينجبهم ثلاثتهم لتهمس وهي نائمة على أرضية السطح الباردة "أمي" وتكررها مراراً وكأن أمها الميتة كانت ستنقذها حتى لو كانت على قيد الحياة !!
في تلك اللحظات المريرة تمنت لو.. فقط تحتضنها لتخبرها كما كانت تفعل بطفولتها" أصبري بنيتي سيمضي الوجع ويصبح ذكريات"
رعب دام طويلاً يئست فيه من حياتها حتى ظهر أنسان أخيراً أو هذا ما اعتقدت !! وهو ربيع بعدما كادت تلفظ أنفاسها الأخيرة شخص يواسيها بمصيبتها يحاول انتزاع الطوق يحتضنها يوقف رعشتها ويطمئنها فتنتهي حياتها بعدها... ثواني عاد ذلك الشريط المقيت لخلدها بينما باشق محني رأسه لتخرج الكلمات من فمها باسى
"لهذا سامحتني وعدت الأن لتريح ضميرك!!"
هتف بقوة ينكر
"لا... عدت لأكفر عن تربصي بك مع يقيني أنك تعيشين بمجتمع لا يرحم الفتاة ...مجتمع حتى وقوفك بالشارع من دون فعل شيء يعتبر زلة عليك!! عدت لأكفر عن عدم تصديقي لندمك وتهمتك تهماً باطلة... عدت لأكفر عن اللحظات المريعة التي عيشتها لك على الجسر ومحاولة قتلك والشهور الثلاث التي اخذتها من عمرك ... فرصة واحدة أعطيها لي ..."
تشعر داخلها بخواء غريب وهي تقف تحدق به وفجاءة يهتز قلبها وهو يذرف الدموع
"ولنفتح صفحة بيضاء جديدة!!"
بانت كسرته بدموعه التي فلتت دون إرادته ...دموع خبئها شهوراً ليحدق بها بعينيه المهمومة و يا ليته لم يفعل لقد زاد من عبئها وحزنها لتقترب منه
" لا يمكنني ذلك"
"لماذا ..."
لتخرج الكلمات مرتجفة من بين شفتيها
"لأني أخبرتك أني أكره نفسي وأكره جسدي جداً يا باشق"
مؤلمة كلماتها لتنظر للبعيد
"أنت لا تتصور شعور من يكره نفسه وجسده سنوات طويلة أنه شعور كريه اتمنى أن لا تجربه...انا ألوم نفسي لعدم تفكيري السوي بتلك اللحظات وألوم جسدي لخضوعه هل فهمت أنا تائهة دربي!!"
قاطعها بقوة يرفض قولها
"جسدك..."
وضعت يدها تكمم فمه
"لا تفعل...ولا تهذي بسبب انفعال مؤقت نتيجة احساسك بالذنب نحوي!! نحن انتهينا من مرحلة صدمتك بعفتي وصدمتي بقرارك انهاء حياتي... انتهينا من غضبك و خوفي والأن نحن بمرحلة اليقين ونعرف أن ما كسر بي لا يمكن إصلاحه ..."
أبعد كفها ولم يتركه
"انظري لجسدك من خلالي !! دعيني أجعلك تتصالحي مع ذاتك عن طريقي كما تصالحت مع نفسي أخيراً..."
يريد الاسهاب وإخبارها ما فعله بالثلاثة شهور لتوقفه بغضب
"أنظر لي... أنظر لي ولا تكذب أنت الرجل الشرقي الحامي ...رجل يخاف من الفضيحة ويخاف أن ينعته الناس بصفة سيئة ...أنظر لي هل أنا هي العروس العذراء التي ترفع رأسك بين الناس!!هل أنا من ستفخر أن تكون أما لأولادك !! هل أنا من ستأمنها على أسمك وتنطلق للخارج مطمئناً لو تركتها لوحدها على سطح منزلك !!"
لم يجبها وهي بهذا التفكير الغاضب لتردف وتزيد استياءه
" أنا ممتنة الأن أنك لم تسامحني وقتها..."
هز رأسه بصدمة من تحولها!!
"لأنك لوقلت لي أسامحك وتقول مثل ما تتفوه به الأن لكنت سامحت نفسي وعشت ونسيت جرمي الكبير ولقلت اذا هو سامحني فلما اعاقب نفسي!! أنا أعاقبها ومصرة حتى أموت ...انت شاهدت بليلة زفافنا زبرجد الخائفة عندما دخل طرف ثاني لحياتها أنت قطعت جلدي لذاتي والذي انتهجته قبل رؤيتك ... أنت فعلت خيراً وأعدت لي صوابي لا يمكن أن نستهين باستهتاري وكأنه شيء بسيط... معك حق بما قلت سابقاً لا توبة لأمثالي كيف اعتقدت أني وباقي الفتيات بنفس المستوى كيف اعتقدت أن أمثالي يستحقون الرحمة من الله !!"
"إنك قاسية جداً وتعاندين بغباء كما كنت أفعل... اذاً أنا ايضاً سأفعل ما تفعلين وأعاقب نفسي وأكرهها مدى الحياة!!"
اسدلت اهدابها وجسدها يتمزق من الألم ليتغير الحديث مرة أخرى فمرة تصبح مذنبة وهو يدافع عنها والأن عاد هو المذنب وهي تدافع كم هما متناقضان وكل ثانية بحال غريب
"أنت كنت مصدوماً بحبك الطاهر واعتذر لك أنا قسوت عليك بكلماتي قبل قليل... غضبي لم يكن منك بل من حالي لأني أردت عفواً منك بينما الحقيقة غضبي من نفسي لن ينتهي "
زجر بقهر
" اغضبي مني أنا السبب قبل وبعد ..."
لترده بهتاف بائس أقوى من زجرته
"توقف... أنت كنت سبباً فقط وسبب غير مباشر أيضاً "
وأخيراً انفجرت بنوبة بكاء أعلى من السابقة تريد بها نهاية لقاءهم فلم تعد تستطيع تحمل حوارهما لم تعد تتحمل حديثهما بين صعود وهبوط بين دفاع واتهام بين شد وجذب لم يعودا يعلمان من المذنب ومن البريء اختلطت الأوراق ودموعهم فقط من تعبر عن ما يختلجهما من جحيم يحرق قلبيهما لتصرخ بقوة تتوسل به
"لنجمع كل ما حدث بيننا ونقفل عليه بدهاليز عقلنا ولينتهي هنا بهذه اللحظة... انظر لحالنا... كرهنا بعض وتمنينا موت بعض وبالحقيقة أنت تحبني وأنا لا أكرهك لكن ظروفنا تجعلنا نتصادم وسنظل هكذا فلنبتعد عن طريق بعض أفضل لكلينا!!"
وجع قلبه يتسلل لباقي انحاء جسده ليغمغم بخيبة
"الحقيقة الوحيدة يا زبرجد لأنك لم تحبيني وقلبك لم يهتز شعرة نحوي لذلك موقفك بارد هكذا!!"
توقف قليلاً يلتقط انفاسه التي كانت مؤلمة وهي تتغلغل صدره
"كنت بالنسبة لك مجرد رجل خائفة من الاقتران به كي لا تلوثيه وبعدها أصبحت رجل لم يرحمك ويقدر ظرفك والأن صرت رجلاً متساهلاً نسي بسرعة الكوارث وكأنها لم تكن !!"
لتبان نبرة الكرب بصوته
"لكن أنت بالنسبة لي من جعلت قلبي يخفق بقوة لأول مرة ...أنت محتلة كياني من سنوات... تطرفي بموقفي كان بسبب حبي المستميت لتكوني لي وتفكيري الخسيس بقتلك كان بسبب عشقي لك بجنون اختفاءي ثلاث شهور بسبب شعوري بالموت لما فعلته بك لأنك يا زبرجد كلي ولست بعضي ... من يعشق يمحي كل شيء بلحظة ولا يهمه منطق أو عقل ولا اقاويل !! حتى تنمري على العامل المسكين لم أكن أقصده لكنني تألمت أن بسمتك هو رآها بينما أنا لا ...أنا من أحبك وأتمنى لو تفتحي قلبك.... "
قطعت حديثه بآهة مرتفعة
"آه كيف أحبك وأنا لا أعرف كيفية حب نفسي!!"
يشعرها بالنقص يعتقد أنها لم تحاول لكنها لا تستطيع بينما هو الصورة المبهمة وضحت له هو كان يفكر كيف تسامحه على فعلته بينما تفكيرها يصب بأمر أخر حان الوقت لينتشلها من ظلماتها التي كان بها يوماً
"هل تعرفين هروبي ثلاث شهور أين كنت !!"
حدقت به بيأس
"اعتكفت فيها ليس للعمل أنما كرست حياتي لربي بعد أن احسست أن الشيطان اللعين استحوذ على عقلي وقلبي وكاد جري لطريقه الأعوج ...فعلت مثلك بالبداية فجلدت ذاتي كثيراً وكرهتها حتى كدت أتعاطى الحرام ...لذلك ابتعدت لأتعلم ديني الذي لم أعرفه بل كنت أتبع "عادات وتقاليد" ورغم أثمي الكبير اثمي الذي هو قتل مسلم يهتز من هذا الفعل عرش الرحمن لم أقنط هكذا ...اخبريني من مصيبته منا أعظم أنت أم أنا !!"
بذهول وصدمة تكشف اشياء أخرى عنه ليتمتم بتعاسة يتذكر ليلة زفافهما
"يومها زيفت وتبجحت بمعرفتي بالدين وقلت لا توجد توبة هل هنالك أحد افظع مني !! اخترعت قانون لعقابك وهو الموت وهو ليس قصاصك بل قصاص القاتل مثلي ولم أكن أفقه شيئاً...حللت لنفسي شيئاً جلل وجرمك كان وأنت لست على ذمتي ولست قاضي حتى أحكم على غيري... جعلتك تشككين برحمة الله وعفوه وجعلتك تيأسين ومع كل فظائعي ناجيت ربي بقوة ليساعدني وينجدني مما أنا فيه.. "
نظرت بعيونها الموجعة صوبه هو يعرف أنها تعتقد ان الله لن يسامحها فهو من زرع الفكرة بعقلها وهو جرم أخر يضاف لمحاولة قتلها
"عندما رأيت بقعتك بغرفتك القديمة التي بها سجادتك وقرآنك شعرت بالقرف من نفسي كم كنت شيطاناً عندها وكيف صدقتني "
افلتت شهقة مؤلمة منها هي فعلاً صدقت وتقبلت مصيرها "العقاب بالموت بالدنيا ونار جهنم بالأخرة "كما قال بهسيس خافت نطقت
"سألتك ليلة زفافنا وصدقتك والأن أيضاً سأسألك وأصدقك ...ألم يتركني الله حتى لو كنت قبلاً زانية!!"
"الله لا يتركنا...بل نحن من نتركه دوماً والدليل ينادي علينا باليوم خمس مرات لنلقاه كي لا نتوه عن دربنا ...بعضنا يصم أذنيه وبعضنا يفضل نومته العزيزة أو حديثه الشيق مع صاحبه ومنا من لا يمكنه ترك لعبته فهي بمراحلها الحرجة وأخرين يتثاقلون الوضوء ويعتبرونه واجب عليهم فينتهوا منه بثواني لا أحد سوى القلة من يكون ملهوف وسعيد لهذا اللقاء العظيم ومع كل هذا مازال ينتظرنا وينتظرنا فمن خلقنا يا زبرجد بابه مفتوح دوماً لعباده التائبين لنعود إليه بصلاتنا نناديه فيسمعنا ويسعنا برحمته التي تفوق الحدود ...هل رأيت ما اكتشفته خلال هذه الشهور من أمر كبير"
دموعهما اغرقت وجنتيهما فلم تعد رؤية بعضمها لبعض واضحة ...في هذه اللحظات قطع دابر الشيطان فهدأت القلوب المتألمة وسكنت الأرواح التائهة وتجلى طريق النور لكليهما فمادام رب العزة يغفر لعبده التائب فمن يكون الأنسان ليتعالى ويقسو ويتجبر!!
بعد لحظات طويلة كسرت زبرجد هدوئها
"باشق..."
ضمها لصدره بقوة وكأنه كان ينتظر نداءها فاتكأت عليه تفرغ انينها ونشيجها وحزنها بقوة علها تستريح
"سأحافظ عليك من الأن كجوهرتي الثمينة...سأحترمك وأعشقك أكثر من الأول...سامحيني لأني خذلتك"
بين ذراعيه المحبة وقرب قلبه الموجوع لم تستطع السكون!!
ابعدت نفسها ترفع يدها المرتجفة تمسح دمعته هذا هو باشق الحقيقي قبل دخولها حياته وقلب عالمه رأساً على عقب لتبتسم تريه أنه فقط من يستحقها لكن ... همست ببسمة يتخللها وجع مرير
"إن كنت فعلاً تحبني فقم باستئصالي من حياتك "
احاط وجهها يتساءل بألم وحيرة
"أفعلاً لا تريدين أن نكمل طريقنا معاً ... أنت لم تصدقي كل ما قلته!!"
تشعر بوهن شديد وهي تتحدث
"بل أصدق وأعدت لي الأمل بهذه الحياة...لكن لنبدأ طريق التوبة كل باتجاهه وليس معاً!!"
كانت تنطق الكلمات ببرود مصطنع لكن قلبها يبكي دماً ...لكنها لن تكون رذيلة لتؤذي انسان مثله يكفي أنها كادت تخسره نفسه بجعله قاتل... كادت تؤلم أمه الطيبة بضياع أبنها الوحيد... كادت تجعل عائلته يعيشون كابوساً طوال حياتهم فلتتوقف هنا خيراً لكليهما...بعد مدة طويلة انهكت قلبيهما وعقليهما وسدت بها زبرجد أي طريق أمامهما سيفعل ما تقول فهو لا يستطيع إجبارها ولن يتحمل أن يحزنها ويبكيها مرة أخرى وسيأخذ كل ما حدث بينهما ويقفل عليه مثلها بعقله ...
هل اعتقد أن بعودته هكذا ستفرح وتمتن له !!
ابتعد عنها لينطق بحسرة وألم دون أن ينظر بعينيها
"أنت ...طالق ".
.........................


مروة العزاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس