عرض مشاركة واحدة
قديم 29-03-19, 07:56 PM   #576

مروة العزاوي

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وضيفه متألقه في موضوع ضيف وقضية


? العضوٌ??? » 261420
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 5,283
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » مروة العزاوي has a reputation beyond reputeمروة العزاوي has a reputation beyond reputeمروة العزاوي has a reputation beyond reputeمروة العزاوي has a reputation beyond reputeمروة العزاوي has a reputation beyond reputeمروة العزاوي has a reputation beyond reputeمروة العزاوي has a reputation beyond reputeمروة العزاوي has a reputation beyond reputeمروة العزاوي has a reputation beyond reputeمروة العزاوي has a reputation beyond reputeمروة العزاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد مرور شهر
تسند زمرد جسدها على الحائط خلفها بصعوبة أنها ممددة على الأرض طوال الوقت في غرفة جلوس منزل أبيها... منذ عادت إليه حالها سيء ولم تتحسن من يومها لتتمتم وهي تشعر بحليبها يتدفق مرة أخرى
"لماذا لا يجف!!هل طفلي جائع !!"
كلامها بشرود بات يخيف زبرجد التي تنام معها أيضاً على الأرض فأرجوان لن تسمح لهن باستغلال غرف منزلها لم يبالوا لها فما يهمهن أن تكونان مع بعض... اسندت زبرجد رأس شقيقتها على كتفها
" هل نذهب للطبيبة حبيبتي"
"أحسد كل أم الأن وطفلها بين ذراعيها يبتسم فتبسم الحياة لها!! أمنية بسيطة لما لم تكتمل لأستطيع تحمل حياتي!!"
لتظهر أرجوان تجلس على الكنبة بالغرفة تضع قدم على أخرى تشرف عليهن من فوق تنظر بازدراء
"المفروض اليوم كنا سنفرح بزواج القاضي وكنا سنحتفل لكن ماذا أقول!! "
لم ترد زبرجد عليها لتكمل بمقت
"متشحتان بالسواد من رأسيكما لأخمص قدميكما ووجهيكما الشاحب هذا يجعلني اكتئب من حياتي وكأنكما قادمتان من العالم الأخر كان ينقصني أن تعودان بنفس الوقت "
خطفت نظرة متلهفة للظرف الذي تضعه زبرجد تحت مخدتها لتتكلم بسخرية
" ظرف واحد كل شهر من زوجك السابق سيجعلنا جميعاً أغنياء فعلاً كانوا عائلة لا تفوت وليس مثل قليلين الأصل أهل بشار الذين لم يعطوها شيء بعد عملتهم السوداء..."
تأففت كم حاولت أن تثني زمرد عن الطلاق لكن الفتاة كانت كالمجنونة وقتها وهددت بقتل الجميع
" هل كان عليك أن تطلبي أنت الطلاق فتخرجي من هذه الزيجة دون مكسب انظري لزبرجد جعلته هو يطلقها كي تستفيد فتعلمي منها!!"
لتهتف زبرجد
"انا لم أطلب نقود من باشق لأني لا أستحقها لكني للأسف مضطرة أن أقبلها لأني لو لم أملك الظرف كنت طردتني وأختي للشارع ولم يكن ليهمك مصيرنا"
ليطل أيمن يقف أمام الباب كالعادة يستمع لزوجته لكنهم مخطئون فزبرجد لم تعد تتحمل كما كانت
" هل تعلمين يا أرجوان العيش معك كعيشي بالسجن وأن قتلتك سأذهب للسجن هو نفس الأمر لكن على الأقل قتلك سيساعد أختي لتعيش حياتها براحة"
شهقت ارجوان تنظر لأيمن بعصبية
"أرأيت لهذا يقولون لا تأوي مطلقة ببيتك وكأنك تأوي عاهرة "
"عاهرة "الكلمة التي تقض مضجعها من سنوات وهي تقولها لنفسها ها هي زوجة أخيها تضيف الملح لجرحها لتنهض زبرجد لتردها لكن كلمات أيمن المرتجفة وكأنه خائف من نطقها جعلتهم ينظرون له
"لا ...لا تنعتي أختي بعاهرة "
ليردف ومازال هنالك نبرة تردد بصوته
"سابقاً كنت اؤيدك خوفاً من أن تجلب لي الفتاتان سمعة سيئة وزوجتهن أناس لم نعرف عنهم شيئاً... ضربتهن وأمرتهن وغصبتهن على القبول وبالنهاية واحدة يقتلون طفلها والأخرى كاد زوجها يقتلها وهجرها وبالأخر طلقها لماذا!! لم يفعلن شيئاً محرجاً لم يتطاولن على أحد ولم يؤذين أحد ...فقط قلن سمعاً وطاعة كما كانت أمي تفعل!!هذه المرة لا أرى خطئاً بهن!!"
نهضت أرجوان بسرعة تجرجره للمطبخ
"ما هذه النبرة الجديدة!! هل أنت سعيد بجعل أخواتك يشمتن بي!! نسيت من وقفت لجانبك يوم شدتك نسيت من مسحت دموعك قبل سنوات هل تجازيني بإهانتي أمامهن ...حسناً انت غاضب لنذهب لغرفتنا فيتحسن مزاجك لكن بعدها ستؤدب زبرجد!!"
ليضرب يدها بقوة
"كفى ...مللت من هذه القذارة !! كانت بالبداية شيء غريب ومثل أي حيوان أعجبني ما يحدث لكن الأن أشعر بالقرف من نفسي أنها ليست طبيعتي فلتكن علاقتنا مثل باقي الأزواج واترك شقيقاتي بحالهن "
تصاعد الغضب داخلها لتحمل الاطباق أمامها وترميها أرضاً فتتناثر القطع بكل مكان
"أنا خارجة وأتمنى أن لا تنضم اليهن وتصبح مطلق أيضاً"
لتخرج من المنزل فتدخل زبرجد تعطي لشقيقها نقود
"المفروض أرجوان تأخذها لتشتري لي ولزمرد طعام ككل يوم بما أنه غير مسموح لنا الخروج لكن..."
رد يدها وهو يعرف مغزى نظراتها
"اعرف أنكن تكرهنني فتوقفوا عن النظر لي هكذا أنا لست تابع لها..."
هزت زبرجد رأسها
"نحن لا نقول ولا نتكلم أبداً لقد روضتمونا جيداً"
تركت المطبخ تمسك بقلبها الموجوع... شقيقها وزوجته يزيدون همومهما ولا يرحموها قليلاً انها بالكاد تستطيع منع نفسها من الاتصال بباشق فلم يمر يوم دون أن تفكر بدموعه وبكلماته لها كيف آلمته بقسوة واحزنته ... تتمنى أن يعيش سعيداً مع فتاة تستحقه وتعيد البسمة لشفتيه ولو أن التفكير بسعادته مع أخرى تجعل دموعها تتساقط بمرارة ...
بعد مدة كانت زبرجد تحاول جعل شقيقتها تنام وتتوقف عن البكاء ليدخل أيمن يحمل كيساً ينظر إليهن بتردد ليجلس على الارض أمامهن فبدت الحيرة على ملامحهن ليخرج من الكيس علبة من صاحب حلويات مشهور علقت زمرد أنها "زنود الست"!!
يبدو أنه استغل غياب زوجته ليشاركهما بها فأرجوان لا تحب الحلويات وتمقتها على عكسهن
"تذكرون بالماضي عندما سافر أبي كانت أمي جمعت نقود من وراءه واشترتها لنا لأول مرة ....كانت حلم لنا أن نذقها أو حتى نراها من بعيد!!"
ابتسمت زبرجد وهي تعود بذكرياتها لذلك اليوم المفرح وسط بؤسهم
"طعمها اللذيذ والذي ذاب بفمنا من أول قضمه أنسانا حزننا وكأننا ملكنا العالم "
لتكمل زمرد بهمس
"لكن الفرحة كادت تموت وأبي يدخل علينا فجاءة فشحبت وجوهنا ...نحن وأمي ابتلعنا ما بفمنا بسرعة لنمسح بقايا القطر والفستق من شفاهنا بينما أنت يا أيمن اصبت بالاختناق اعتقدنا أنها النهاية وسننال ضرباً مبرحاً وننام متوجعين ذلك اليوم"
ضحكوا دون شعور ليكمل أيمن
"وعندما نجونا شعرنا بالفخر وكأننا انتصرنا بمعركة فلأول مرة لم نضرب وكأن ضربنا كان واجب يومي علينا تلقيه لنعيش "
دموع اختلطت مع بسماتهم الأن ليناول أيمن اخواته قطع الحلوى يأكلونها دون خوف دون رهبة ويقرئوا الفاتحة على روح والدتهم التي أحبتها مثلهم ... في هذه اللحظات كان من يجلس الأن يضحك من ذكرياته الحزينة ليسوا الاخوة البالغين اللذين دمرتهم السنون بل الأطفال الثلاثة اللذين لولا الظلم والقهر ومن دخل حياتهم يفسدها لكانوا وجدوا سعادتهم ولو من تناول حلوى بسيطة!!.
................................


مروة العزاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس