عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-19, 03:16 AM   #517

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ألقت (سؤدد) نظرة أخيرة على وجه زميلها الغارق بغيبوبته ومالت لتهمس في أذنه
_"لقد اقترب الوقت (كرم) .. أعدك ... أنا لن أتراجع مهما حدث حتى آخذ بحقك منهم جميعاً"
اعتدلت وعيناها تعلقتا به لوهلة قبل أن تلتفت لصديقتها التي تعلقت عيناها بها في قلق .. تحركت نحوها لتقول (ريماس) برجاء وهي تمد يدها لتقبض على ذراعها
_"لا تفعلي (سؤدد) .. أرجوكِ .. لا أريد أن أخسركِ أنتِ أيضاً .. لا يجب أن تذهبي لهذا الحد .. أرجوكِ فكري ملياً"
زفرت بقوة وهمست

_"لقد فكرت جيداً (ريماس) .. لا يمكنني أن أتراجع ولو كلفني الأمر حياتي"
حدقت فيها بذهول لتربت على كفها وتنتزعها من فوق ذراعها وهي تتحرك لتغادر
_"لا تقلقي أنتِ واهتمي بنفسكِ وبجنينكِ"
اندفعت (ريماس) خلفها وهتفت ما أن غادرت غرفة زوجها
_"لماذا أنتِ بهذا العناد (سؤدد)؟ .. من قال لكِ أن (كرم) راضٍ عما تفعلين؟ .. لو كان مستيقظاً لمنعكِ من هذه المخاطرة"
ابتسمت بمرارة
_"لو كان مستيقظاً لخاطر معي"
ارتجفت شفتا (ريماس) في عجز ودمعت عيناها وهي تهمس
_"أنتما أحمقان .. لقد أوقعني حظي مع أكثر الأشخاص حماقة في هذا العالم .. أحدهما زوجي والآخر صديقتي .. لماذا لا تفكران فيّ قليلاً؟ .. لماذا أنتما عنيدان هكذا؟ .. هل أنتما سعيدان برؤيتي أعاني بهذا الشكل؟"
ارتفع حاجبا (سؤدد) وهي تحدق فيها بصدمة وأجفلت مع انفجارها المفاجيء ودموعها تسيل بشدة وهي تواصل

_"أنا .. أكاد أموت قلقاً .. كنت أموت رعباً أن تتحقق مخاوفي ولم تستمعا إليّ .. لماذا عليّ أن أعاني هكذا خوفاً عليكما بينما تصران على إلقاء نفسيكما في المهالك؟ .. ألا تهتمان لي؟ .. لماذا لا .."
انقطعت كلماتها مع الدموع التي غلبتها أمام عينيّ (سؤدد) الفزعتين والتي سرعان ما تحركت لتضمها إليها وهي تقول
_"يا الله .. لماذا كل هذا يا (ريما)؟ .. بالله عليكِ لا تجعليني أشعر أنني ذاهبة لأحارب على الجبهة؟"
قالتها بصوتٍ حاولت أن تجعله مرحاً بصعوبة بينما تُربِت على ظهرها صديقتها التي شهقت بدموعها وهي تهتف
_"أنتِ حمقاء"
مسحت على رأسها بحنان وقالت كأنّها تتحدث إلى طفلة
_"نعم نعم .. أعرف .. هلا هدأتِ الآن؟ .. ما الذي حدث لتفتعلي كل هذه الدراما؟"
ابتعدت عنها ومسحت دموعها بقوة وهي تهتف
_"دراما؟! .. شكراً لكِ يا (سؤدد) .. كنت أعرف أنّكِ لن تشعري بي .. أنتِ وهو نسخة واحدة ويبدو أنني بالفعل في آخر اهتماماتكما .. لقد حذرتكما مراراً لكنّكما لم تهتما لي .. أنتما لا تهتمان لو مت من القلق والخوف بسببكما أنا وطفلي .. أنتما .."
لم تقاوم ضحكة صغيرة غافلتها ورددت
_"يا إلهي .. هرمونات الحمل مخيفة بالفعل"
فغرفت فاهها وهي تحدق فيها، قبل أن تقطب حاجبيها وترفع قبضتها محاولة ضربها لتبتعد (سؤدد) وهي تضحك من جديد وفتحت (ريماس) فمها لتنطق بشيء حين توقفت عيناها على شيءٍ خلف (سؤدد) لتلتفت تلك الأخيرة بتساؤل وخفق قلبها بقوة وهي ترى ما أثار دهشة صديقتها وشعرت بأنفاسها تكاد تتوقف بصدرها وعيناها تقابلان عينيّ حارسها الشخصي الذي كان يقف في نهاية الممر مستنداً للحائط بوقفته الشهيرة التي اعتادتها ولم تفقتدها إلا تلك الأيام التي غاب فيها وكلّف آخراً بحراستها .. حاولت بصعوبة التركيز مع ما تقوله صديقتها وهي تحاول انتزاع عينيها عن عينيه اللتين كانتا متعلقتين بها في انبهار واضح وتسارعت نبضاتها بشعورٍ غامض وهي تحاول تفسير ما تراه في عينيه .. كان هو أول من قطع تواصل أعينهما وهو يشيح برأسه لتعود للواقع وتلتفت نحو صديقتها التي كانت تنظر لها بغموض وقد اختفت دموعها وارتسمت ابتسامة عابثة على شفتيها وهي تقول بسخرية وعبث
_"مممم .. من الواضح أنّ هناك تطور كبير قد حدث ... جيد .. هذا وحده يخفف من حدة قلقي عليكِ"
قطبت (سؤدد) وهي تنظر لها بتجهم وقالت
_"من الواضح بالفعل أن هرموناتكِ المجنونة تتحكم بكِ هذه الأيام (ريماس)"
ابتسمت وهي تنظر نحو حارس صديقتها الذي كان يخرج هاتفه في تلك اللحظة وانشغل بتصفحه وقالت
_"أجل .. أجل .. حاولي التهرب من الأمر .. سأعذركِ فليس سهلاً الاعتراف بما نخشاه"
_"أنا لا أعرف عما تتحدثين .. من الواضح أن أعصابكِ متعبة بالفعل وتحتاجين لبعض الراحة (ريماس)"

تمتمت بضيق
_"أنا متعبة بسبب أفعالكِ أنتِ وزوجي .. تصران على لعب دور البطولة ولا تفكران في كل من يهتمون لأمركما"
_"(ريماس) أرجوكِ .. أنا لم آت اليوم لـ .."
قاطعتها قائلة بأسف

_"أعرف .. وأنا آسفة لأنني لم أمنحكِ الدعم الذي تريدينه .. يجب أن تقدري حالتي (سؤدد)"
اقتربت لتحتضنها بحنان وهمست

_"لا أريد أن أسافر وأنتِ غاضبة هكذا .. يجب أن تدعي لي لأوفق في مهتمي ويمر الأمر بسلام"
عانقتها بحب وقالت

_"أنا سأدعو لكِ كثيراً (سؤدد) لتعودي سالمة وأن تستمعي لصوت العقل قبل أن يفوت الأوان"
ابتسمت بقلة حيلة وهي تبتعد عنها وقالت

_"حسناً (ريما) .. يجب أن أذهب الآن .. هناك الكثير مما يجب أن أفعله قبل أن أسافر"
اختلست (ريماس) النظر نحو حارسها وسألت بقلق

_"هو سيسافر معكِ، صحيح؟"
زفرت بحنق ورددت

_"للأسف .. ذلك الوغد أقنع جدي بضرورة سفره معي وأنّه ربما أكون في حاجة أكبر للحماية هناك"
أومأت قائلة
_"جيد"
رمقتها بنظرة قاتلة لتبتسم ببراءة مفتعلة وقالت

_"ماذا؟ .. ألستِ سعيدة بالأمر؟"
كزت على أسنانها قائلة بتهديد

_"هل تريدين الموت؟"
ضحكت وهي تتراجع بعيداً عن قبضتها المهددة وقالت

_"تستحقين .. على الأقل سأشعر بالكثير من الارتياح وأنا أعرف أنّه سيكون معكِ .. يبدو رجلاً جيداً وعلى استعداد ليفديكِ بروحه لو تطلب الأمر"
كلماتها جعلت قلب (سؤدد) ينقبض وحاولت بصعوبة طرد تلك الأفكار التي لا زالت تصر على تشتيت عقلها .. لا تريده أن يحميها ولا أن يفديها بحياته كما تقول (ريماس) .. تريده فقط أن يبتعد عنها وعندها سترتاح .. صفعتها تلك اللحظة التي كانت تغادر فيها مبنى الصحيفة متوقعة رؤيتها لحارسها الجديد لتتوقف مصدومة برؤيته هو في انتظارها وعلى شفتيه أسخف ابتسامة رأتها .. حسناً .. هي لن تعترف أبداً أن ابتسامته تلك أوقفت قلبها تقريباً كما توقفت أنفاسها وهي تراه يقترب منها بخطواته الواثقة ليتوقف أمامها قائلاً بنفس الابتسامة عندما لم يحصل على أي رد فعل منها
_"ملامح وجهكِ المصدومة تعطيني فكرة عن مدى افتقادكِ لي الأيام القليلة الماضية"
بصعوبة انتزعت نفسها من ذهولها لترميه بنظرة قاتلة وتتحرك نحو سيارتها لتستقلها وتصفع بابها بقوة ليلحق بها في الحال وانطلقت هي بسرعة جنونية ورفقاً بأعصابها لم يحاول استفزازها بكلمة أخرى وإلا تقسم أنّها كانت ستتعمد الاصطدام بأقرب سيارة أو عمود إنارة بالشارع .. لكنّه .. ذلك الوغد .. لم يكد يوصلها ويغادر حتى عاد لاستفزازه واقترب منها متعمداً ومال قليلاً ليهمس
_"وأنا أيضاً افتقدتكِ كثيراً"
وهذا كان كثيراً بالفعل على أعصابها لكنّها لم تجد الفرصة لتنشب أظافرها في عنقه فقد ألقى بكلماته واستغل صدمتها الواضحة وتحرك مغادراً تاركاً إياها تحدق في إثره بذهول امتزج برغبتها في قتله إلى جانب ذلك الشعور الأحمق الذي تراقص داخل قلبها .. هزت رأسها بقوة وهتفت

_"مستحيل"
انتبهت على صوت (ريماس) التي ضحكت قائلة
_"ما هو المستحيل؟"
نظرت لها بحاجبين معقودين لتتابع بخبث

_"من الواضح أنّكِ شردتِ بعيداً .. هل كنتِ تفكرين به؟ .. رائع .. هناك تقدم بالفعل"
زفرت هاتفة بحنق
_"تباً يا (ريماس) .. لا تتسلي على حسابي أرجوكِ .. أنا المخطئة أنني قررت زيارتكما قبل سفري .. هيا .. اذهبي لزوجكِ وارحميني من أفكاركِ الجهنمية هذه"
ضحكت وهي تربت على شعرها كالأطفال

_"اهدأي صغيرتي .. أنا سعيدة جداً لأجلكِ ومعجبة بذلك الرجل الذي استطاع اختراق جبال الثلج التي تحيطين بها نفسكِ .. هل تعرفين شيئاً؟ .. سأذهب لأشكره بنفسي"
اتسعت عيناها باستنكار بينما تحركت (ريماس) في اتجاهه لتسرع وتشدها من ذراعها هاتفة

_"ستذهبين لتشكري من؟ .. هل جُننتِ؟ .. لابد أنّكِ تريدين الموت على يدي حقاً يا (ريماس) .. المرة القادمة التي ستلمحين فيها لهذا الهراء ستكون نهايتكِ، فهمتِ؟"
مطت شفتيها تكتم ابتسامة وهي ترفع سبابتها تغلق فمها إشارة لكونها لن تنطق بحرف لتهز (سؤدد) رأسها قائلة
_"جيد .. أكان يجب أن أستخدم العين الحمراء لتتوقفي؟"
فقدت (ريماس) السيطرة على ضحكتها لتتنهد (سؤدد) بقلة حيلة وقالت مشيرة بذراعها نحو غرفة (كرم)
_"لا فائدة .. أنا سأغادر .. هيا اذهبي لزوجكِ"

تأملتها للحظة بابتسامة رقيقة امتزجت بحزنها واقتربت تحتضنها مرة أخيرة وهمست لها برجاء
_"اهتمي بنفسكِ حبيبتي"
ربتت على ظهرها هامسة

_"سأفعل لا تقلقي"
ابتعدت متمالكة مشاعرها وقالت
_"أنتِ أيضاً اهتمي بنفسكِ وبـ(كرم)"
هزت رأسها لتبتسم لها (سؤدد) مودعة وتحركت بخطوات هادئة نحو حارسها الذي كان ينتظرها متظاهراً الانشغال بهاتفه .. اقتربت منه وهي تستعيد كلمات صديقتها .. يفديها بحياته لو تطلب الأمر!! .. استعاد عقلها لقاءهما الأول حين أنقذها من السيارة التي كادت تصدمها والطريقة التي حمى بها جسدها ليتلقى هو معظم الصدمة .. لم يكن يعرفها ذلك اليوم .. هل يفعل هذا لأي شخص لا يعرفه؟ .. هزت رأسها وهي تشتم نفسها بضيق لانزلاقها من جديد بأفكارها نحوه .. شدت قامتها وهي تقترب منه وكادت تناديه عندما وجدته ينظر لهاتفه بقلق قبل أن يرفعه إلى أذنه متلقياً المكالمة وفي ثانية واحدة تغيرت ملامحه بطريقة فاجأتها وأثارت قلقها فأسرعت تقترب منه وسمعته يهتف بحدة
_"ماذا تقول؟ .. متى حدث هذا؟ .. حسناً ابقى معه و .. ماذا؟ .. أي مشفى؟"
قطبت بحيرة وهي تقف خلفه ورأته يرفع رأسه ينظر حول المكان قبل أن يهتف
_"تباً تباً ... لا .. لا شيء .. يجب أن أذهب في الحال .. سأتصل بك لاحقاً"
أغلق الهاتف والتفت ليفاجأ بها خلفه تماماً ولمحت شحوب وجهه الواضح وارتباكه المفاجيء برؤيتها .. همست بقلق مع رؤيتها لحالته
_"ما الأمر؟ .. هل هناك مشكلة؟"
قطبت أكثر مع نظراته غير المفهومة التي نظر بها نحوها وشعرت به يجد صعوبة في الكلام وقبل أن تعيد سؤاله تنحنح قائلاً بسرعة
_"يجب أن نذهب في الحال"
_"ماذا حدث؟"
هتف بتوتر وهو يشد يدها

_"لا وقت .. سأشرح لكِ في الطريق"
اتسعت عيناها وهي تحدق في يدها التي اشتدت عليها قبضته وهو يسحبها خلفه والصدمة جعلتها عاجزة عن الإتيان بأي رد فعله .. كان يشدها خلفه في طريقهما لخارج المبنى لتستفيق أخيراً من صدمتها عندما اقتربا من الباب وحاولت شد يدها منه وهي تهتف

_"ماذا تفعل؟ .. اترك يدي"
لم يبد أنّه سمع حرفاً مما تقول وهو يتابع طريقه نازلاً السلالم الخارجية لتهتف وهي تحاول غرس قدميها في الأرض

_"تباً (مراد) .. هل جُننت؟ .. ما الذي تفعله؟ .. دعني .. أنت تؤلمني .. تباً .. هل تسمعني؟"
انتزعت يدها بكل قوتها ليتوقف فجأة وفقدت هي توازنها مندفعة نحوه وهي تشهق فأسرع يحيط جانبي خصرها بيديه ويسندها بينما تقف على أصابع قدميها فوق درجة السُلم التي كادت تسقط من فوقها .. تنفست بسرعة وهي تحدق في وجهه بعينين متسعتين وكفاها متمسكتان بكتفيه .. أسرعت تبتعد ما أن استوعبت الوضع ورفع هو يديه عن خصرها .. شعرت باحتراق شديد بوجنتيها وأشاحت بوجهها في حرج بينما يسألها

_"أنتِ بخير؟"
صوته جعلها تستفيق من ارتباكها وعاودها غضبها سريعاً فهتفت وهي تتجاوزه هابطة السلالم بسرعة

_"لا تلمسني هكذا مرة أخرى"
زفر وهو يقف مكانه محدقاً في إثرها بألم لينتبه في اللحظة التالية لسيارة الاسعاف التي توقفت ونزل منها المسعفون بسرعة وخفق قلبه بقوة .. لا .. هل وصلوا بهذه السرعة؟ .. ربما ليسوا هم .. نقل بصره بين السيارة وبين (سؤدد) .. لا يمكن أن يخاطر .. أسرع ينزل الدرجات التي تفصلها عنها وهي تتحرك لتقطع ساحة المشفى الخارجية إلى حيث ركنت سيارتها .. لمح بذعر سيارة (راجي) المألوفة تدخل إلى الساحة ليتأكد شكه وتحرك بسرعة أكبر نحو (سؤدد) .. رآها تتوقف وتنظر في اتجاه المسعفين ليسرع خطواته نحوها واقترب في اللحظة التي سمعا فيها صوت أحدهم يقول مخاطباً أحد الأطباء الذين سارعوا لاستقبالهم

_"إنّه مُصاب بطلق ناري ونزف كثيراً .. علاماته الحيوية ليست .."
لم يسمع باقي الكلمات وقلبه نبض بعنف شديد وهو يراها تنظر بقلق إلى النقالة التي حركها المسعفون بسرعة نحو مدخل الطواريء وقبل أن تتمكن من رؤية المُصاب كان قد أحاط معصمها بقبضته وشدها نحوه .. شهقت وهي تدور حول نفسها في لحظة لتجد نفسها مستندة إلى صدره ورفعت عينيها تنظر إليه دون فهم ونسيت كل شيء وهي تنظر في عينيه المعتمتين بالقلق والخوف وأشياء كثيرة لا تفهمها .. ماذا أصابه؟ .. لماذا ينظر لها هكذا؟ .. وما الـ .. توقفت أفكارها مع شعورها بنبضاته المتسارعة أسفل كفيها وشهقت بخفوت وهي تجد نفسها بين ذراعيه من جديد وتسارعت نبضاتها هي الأخرى وهي تنتزع نفسها وتدفعه بقوة هاتفة
_"ما الذي أصابك؟ .. قلت لك لا تلمسني أبداً بهذه الطريقة .. لابد أنّك جُننت"
وقف صامتاً ولمحته يضغط على فكه بقوة ولمعة غريبة في عينيه زادتها حيرة ليأتيها صوته مرتجفاً أو هكذا تخيلت وهو يقول
_"أنا آسف .. هيا لنغادر"
أعطاها ظهره متحركاً بسرعة نحو سيارتها لتحدق في إثره بدهشة وهزت رأسها وهي تتبعه هامسة لنفسها

_"لا بد أنّه فقد عقله"
لم تكد تقترب من سيارتها وتفتح بابها حتى أسرع يبعدها عن الباب ليجلس خلف عجلة القيادة وتسمرت مكانها لثوان وهي تحدق فيه بصدمة قبل أن تهتف

_"ماذا أصابك حقاً؟ .. هل فقدت عقلك؟ .. ابتعد من مكاني"
أغلق الباب بقوة لتتسع عيناها أكثر وقبل أن تنطق قال بصرامة

_"اصعدي ... ليس هناك وقت"
_"أنت .. هل جُننت .."
هتف فيها بحدة جعلتها تنتفض

_"اللعنة .. قلت اركبي في الحال (سؤدد)"
ارتجفت شفتاها بصدمة
_"أنت ما ..."
زفر بقوة وغادر السيارة وشدها من ذراعها وسحبها في اتجاه الباب الآخر وفتحه ليدفعها للداخل ويغلق الباب بقوة وأسرع يدور حول السيارة ويجلس في مقعد القيادة وينطلق بسرعة مغادراً المشفى تماماً وأخذت هي بضع دقائق لتستوعب ما فعله معها للتو ... هتفت أخيراً وهي تنظر له بغضب شديد

_"أيها الوغد .. لقد تجاوزت حدودك حقاً .. كيف تجرؤ على التعامل معي بهذه الطريقة"
لم يرد عليها وهو يركز على الطريق وضغط أكثر على دواسة الوقود ويداه تقبضان بقوة على عجلة القيادة لتهتف بغضب أكبر
_"هذا سيكون آخر يوم لك في العمل معي .. سأتحدث مع جدي وأخبره بتصرفاتك الوقحة معي .. ستعرف جيداً كيف تجرؤ على معاملتي هكذا"
أغمض عينيه متنهداً بقوة وهو يزيد سرعته أكثر متجاهلاً إياها ليشعل غضبها وجنونها أكثر واستمع بشرود لتهديداتها المتواصلة طيلة الطريق حتى وصلوا للقصر ليدخل عبر بوابته بسرعة وأوقف السيارة بصرير حاد لتندفع هي للأمام .. اعتدلت بسرعة وأزاحت شعرها الذي سقط مع اندفاعها ليغطي وجهها وفتحت فمها لتصرخ فيه عندما أمرها بجمود
_"انزلي"
_"ما .."
قاطعها هاتفاً بحدة

_"قلت انزلي هيا"
تنفست بقوة وقهر وأسرعت تغادر السيارة وأغلقت الباب بعنف وهتفت بكراهية
_"انزل أنت الآخر هيا .. لن تغادر اليوم إلا بعد أن يقرر جدي طردك نهائياً .. هيا"
نظر لها بشرود وأوقفتها نظراته الغريبة تلك عن الكلام .. تبادلا النظرات لبضع ثوان ليصدمها هو من جديد وهو يعيد تشغيل السيارة وينطلق بها بسرعة أمام عينيها الذاهلتين .. هتفت وهي تندفع نحو البوابة التي غادرتها السيارة

_"سيارتي ... ذلك الوغد .. أيها الأحمق .. كيف يجرؤ؟"
أخرجت هاتفها وأسرعت تتصل به وسمعت صوت الرنين دون أن يرد .. قبضت يدها على الهاتف وهي تهتف بغل

_"ذلك الوغد .. ذلك المجنون .. لن يمر ما فعله بسلام"
أسرعت تصعد سلالم القصر بخطوات عنيفة وهي تتنفس بقوة بينما تتوعده في كل خطوة أن تجعله يدفع ثمن ما فعله غالياً .. لن يستمر في عمله لحظة واحدة بعد الآن .. دخلت القصر عازمة على رؤية جدها وفي عقلها تردد قرارها الحاسم الذي لن تتراجع عنه مهما حدث .. اليوم سيكون آخر أيام حراسته لها.
*******************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس