عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-19, 03:18 AM   #519

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

دفن (عاصي) رأسه بين كفيه وهو يصرخ بحنق .. تباً .. تباً .. ما الذي فعله؟ .. هل هو أحمق؟ .. رفع رأسه يحدق أمامه وهتف بذهول غاضب
_"هل أنت أحمق؟ .. كيف تفعل هذا؟"
لقد أفسد كل شيء .. كل ما كان يعمل عليه الأيام الماضية وخطته لكسب قلبها فشلت قبل أن تبدأ وبسبب خطأ غبي واحد
هتف وهو يضرب رأسه فوق سطح المكتب
_"لقد أفسدت كل شيء أيها الأحمق .. كيف ستصلح الأمور الآن؟"
ضرب رأسه بضع مرات قبل أن يرفعها ليزفر بحرارة ويهمس
_"لن تسامحني هذه المرة أبداً .. لن تفعل"
نهض ليقطع غرفته بخطوات متوترة وهو يستعيد من جديد ما حدث في غرفة (رهف) .. ما كان يجب أن يذهب إليها وهما منفعلان .. كان يجب أن يتركها تهدأ وتستوعب الأمر، لكنّه أراد أن يطرق الحديد وهو ساخن ... لا يمكنه أن يغير ما حدث .. هو في النهاية أفسد الأمر .. لقد استفزها وهي استفرته بأسوأ طريقة
_"آآآآه تباً"
هتف وهو يغرس أصابع كفيه في شعره ويشده بحنق وألقى بنفسه على حافة الفراش وأغمض عينيه مستعيداً تلك اللحظات التي نسي نفسه فيها ولم يتذكر غضبه وغيرته التي فجرتها بكلماتها تلك .. لم يتذكر كل عهوده لنفسه أن يسير طريقه إلى قلبها الذي غلفته بالجليد والأشواك بكل حرص وتفهم .. لم يتذكر سوى كونها بين يديه .. في اللحظة التي لامسها تبخر كل شيء وتخبط قلبه داخل صدره كما فعل أول مرة حين قبّلها ليلة عيد ميلادها .. كان مغمضاً عينيه يرتوي من نبع حبها الذي حرم نفسه منه طويلاً وادعى أنّ لا حق له فيه بينما هي منحته ذلك الحق بطيب خاطر وهو رفضه بكل قسوة .. كان جباناً .. هي كانت له .. منذ البداية كانت له .. منذ فتحت عينيها العسليتين هاتين حين رآها أول مرة وأسرت ذلك الطفل الذي كانه وجعلته يأخذ عهداً على نفسه أن يكون بجوارها وأن يحميها دائماً .. انقبض قلبه متذكراً أنّه حنث بعهده فكان أول من آذاها ودفعها نحو الخطر بسبب خوفه من نفسه ومشاعره نحوها .. ذلك الألم الذي طعن قلبه وهو يذكره بكل قسوته معها جعله يقربها إليه برقة أكبر يريد أن يعوضها عن كل ألم وجرح عاشته بسببه يوماً، متجاهلاً ضربات قبضتيها الرقيقتين لكتفيه وهي تحاول تخليص نفسها من عناقه .. لم يكن أي شيء ليبعده عنها في هذه اللحظات ولا حتى هي .. تراجع للخلف ليجلس على حافة فراشها وهي فوق ساقيه .. أصابعه ذابت في خصلاتها العسلية وذراعه الأخرى ازدادت إحكاماً حول خصرها عندما شعر برجفة جسدها التي أرسلت رجفة مماثلة بقلبه .. شعر بضربات كفيها تضعف وانتبه لطعم دموعها على شفتيه فابتعد مرغماً لينظر إلى عينيها المغمضتين اللتين سالت دموعهما وهمس برقة وهو يداعب أنفها بأنفه
_"حبيبتي"
فتحت عينيها مع كلمته تحدق فيه بنظرات غير مفهومة فمال يهمس بحب وهو يضع بين كل كلمة وأختها قبلة برقة الفراشة على شفتيها
_"أحبكِ .. أحبكِ عسليتي"
اعتمت نظراتها أكثر بطريقة غريبة لتهمس بجمود فور أن شعرت به على وشك تقبيلها من جديد
_"أنا .. أكرهك"
همستها بصوتٍ ميت كنظراتها التي قابلت بها نظراته العاشقة والصقيع الذي كان يتدفق من عينيها اندفع بقسوة نحو قلبه ليجمده بين ضلوعه بينما يهمس بألم
_"(رهف)"
لم تحرك ساكناً لتدفعه عنها وهي تردد كآلة صماء
_"(رهف) ماتت يا (عاصي) .. أنت قتلتها بيديك"
توقف قلبه وجسده ينتفض بخفوت مع كلماتها وحدق فيها بنظرات اشتد فيها الألم وهمس

_"لا تقولي هذا (رهف) .. أنا .."
قاطعته بنبرتها الميتة
_"توقف عن استجداء الحب من الموتى .. لقد فات الأوان .. لم يعد بقلبي مكاناً لك أو لغيرك .. لم يعد لدي قلبٌ من الأساس ... أنت مزقته بنفسك .. لذا مهما فعلت لن تجد لك صدى داخلي"
كل كلمة منها كانت تمزق قلبه وتنفس بصعوبة بينما عقله يصفعه دون رحمة هاتفاً فيه أنّه يستحق .. يستحق أن يشعر بكل الألم الذي شعرت به من قبل بسببه .. يستحق أن يتألم وينزف قلبه كما فعلت هي قديماً .. شعر بيديها تتحرك فوق صدره لينتفض قلبه بجنون تحت لمستها فيما هي دفعته وهي تقول
_"اتركني الآن .. لا تقترب مني مرة أخرى .. لا تحاول أن .."
قاطعها هاتفاً بحرقة وهو يعيد ضمها إليه بقوة

_"لا .. انسي أن أفعل .. اكرهيني كما تشائين .. اصفعيني واضربيني وخلِصي ثأركِ مني .. لن أفعل شيئاً .. لن أقاوم .. افعلي ما تريدين لكن لا تطلبي مني أن أبتعد عنكِ (رهف) ... لا تفعلي هذا لأنني لن أطيعكِ في هذا الأمر"
شعر بيديها تحاولان دفعه بكل قوتها ليضمها أكثر
_"لا تطلبي مني أن أحرركِ (رهف) .. لأنني لا أستطيع .. لا يمكنني أن أفعل .. ليس بعد الآن .. عاقبيني بأي طريقة حبيبتي إلا هذه"
تجمدت بين ذراعيه تماماً وظن أنّه قد أثر عليها .. أنّها بدأت تلين فأبعدها ينظر لوجهها وهاله شحوبها الشديد وتنفسها الضعيف بينما سال خيطان من الدموع فوق خديها فمال يلتقط دموعها بشفتيه هامساً بحب
_"لا تبكي يا قلب (عاصي) .. أنا آسف .. لم أقصد ... أنا .."
سمعها تهمس بتقطع وهي تحرك وجهها محاولة تجنب قبلاته لخدها
_"أ .. أريد أن .. أبقى وحدي .. اذهب .. من هنا"
_"(رهف) .. أنا .. "

قاطعته وهي تدفع صدره بيديها ونظرت إليه بنظرة أصابت قلبه بصاعقة وهو يحاول ألا يصدق ما فهمه منها لكنّها لم ترحمه وهي تقول مشيحة بوجهها عنه
_"أنا .. أ .. أشعر بالنفور ..عندما تلمسني .. أرجوك .. د .. دعني"
حدق فيها بصدمة ورآها تعض على شفتيها وجعدت أنفها كأنما تشعر بالقرف بالفعل لقربه بينما تهمس وجسدها بدأ يرتجف بوضوح
_"أشعر بالغثيان عند .. عندما تلمسني .. لا .. أريدك أن تلمسني أبداً أو تـ .. تقبلني .. أ .. أنا لا أريدك بقربي .. أشعر أنني سـ .. سأموت في أي لحظة .. أرجوك ا .. ابتعد .. لا أريدك"
بدا أن عقله توقف عن العمل وهو يحدق فيها لينتبه على ارتجافها الشديد وشحوبها الذي اشتد .. بدت على وشك فقدان وعيها أو الأسوأ .. بدت كأنّها ستتقيأ في أي لحظة .. تنفس بصعوبة وألم ساحق اعتصر قلبه لينهض من مكانه ليضعها على الفراش وتراجع للخلف مسرعاً وهو يتنفس بسرعة، بينما هي انقلبت على جانبها تعطيه ظهرها ممزقة قلبه المسكين أكثر ليتحرك للخلف بخطوات بطيئة مصدومة .. (رهف) تكرهه .. حبيبته الوحيدة تكره لمسه لها .. تشعر بالغثيان والنفور منه .. ما الذي فعله بها؟ .. كيف أوصلها لهذه الحال؟ .. شعر بحرقة شديدة في عينيه وهو يتحرك مغادراً غرفتها بسرعة كأنما تطارده الشياطين مندفعاً نحو غرفته .. ما الذي فعله بهما؟ .. هل يتساءل الآن ماذا فعل؟ .. لقد حطم كل شيء .. لقد أفسد كل شيء بغبائه .. منذ البداية .. كان أحمقاً وأضاعها من يده .. هل كان يجب أن يحاربها بهذه الضراوة ليكتشف أنّه لم يكن هناك مهرب من القدر في الأساس وأنّه كان يحارب في معركة خاسرة .. لماذا كان يخشاها لهذا الحد؟ .. لماذا كان يجب أن يخشى على نفسه منها؟ .. آهة متألمة غادرت شفتيه وهو يضرب على قلبه بقوة وهتف
_"هل ارتحت الآن؟ .. هنيئاً لك العذاب الذي تعيشه أيها الأحمق .. لقد أضعتها من يديك .. اللعنة على غبائك .. يا إلهي ماذا أفعل الآن .. كيف ستغفر لي بعد كل ما حدث؟"
صوت طرقات على الباب جعله يعتدل ويمسح وجهه بقوة وهو يسمع صوت (سلمى) تناديه فأسرع يهتف بصوت متحشرج

_"نعم أمي .. تفضلي"
انفتح الباب وأطلت هي من خلفه وهي تنظر له بحنان دفع بالدموع لعينيه لولا أن قاومها بشدة لكن يبدو أنّها لم تنخدع بصلابته الظاهرية فاقتربت منه قائلة بحنان
_"هل ستظل معتزلاً بغرفتك هكذا بني؟"
تنهد بقوة وهو يرد
_"أنا بخير أمي لا تقلقي"
جلست إلى جواره وربتت على رأسه في حنان قائلة
_"حبيبي لا يمكنك أن تخدعني .. أنا أمك ويمكنني أن أشعر بحزنك دون أن تنطق .. ألا تريد أن تشاركني تعبك؟"
نظر لها بألم وابتسم بحزن قائلاً
_"ستكرهيني أمي .. أنتِ أم (رهف) قبل أن تكوني أمي .. لقد آذيتها كثيراً ويحق لكِ أن تكرهيني كما تفعل هي"
مسحت على وجهه بحب ودمعت عيناها وهي تهمس
_"لقد ربيتك كولديّ تماماً (عاصي) والأم لا تكره طفلها حبيبي .. أنا أعرف أنّك لم تقصد كل هذا .. أعرف أنّك كنت تحاول حمايتها بطريقتك .. صحيح كانت طريقة حمقاء وتسببت بإبعادها عنك لكنك كنت تفكر في مصلحتها"
نظر لها بفزع متسائلاً إن كانت تعرف ما فعله ليلة عيد ميلاد (رهف) ونظرت له بتفهم قائلة
_"أنا لا أعرف ماذا فعلت بالضبط وجعلها تنفر منك وتتمرد قبل عامين .. لكنني توقعت أن تكون قد قسوت عليها بالكلام لتفيق من تعلقها ومشاعر مراهقتها نحوك"
همس بألم

_"كنت سيئاً جداً معها أمي وأنا أعتقد أنني هكذا أحميها مني ومن غيري .. (رهف) كانت عاطفية جداً أمي وخشيت عليها أن تتورط مع أحد الشبان .. هي هددتني ليلتها بهذا ولم أشعر بحجم خطأي إلا بعد فوات الأوان ..أنا .. أنا أعترف .. لقد شعرت بالغيرة المجنونة أمي .. لم أفهم هذا بوقتها لكنني عندما تخيلتها مع ذلك الشاب الذي تتحدث عنه .. شيء مجنون انتفض داخلي .. وتكرر هذا من جديد وهي تهددني أنّها تحب رجل آخر وتريد الزواج منه"
كانت تستمع له بصمت ليلتفت لها قائلاً بمرارة

_"زوجتي أنا تخبرني أنّها تريد الطلاق لتتزوج من رجل آخر .. بحق الله كيف كان يجب أن أتصرف أمي؟ .. لم أشعر بنفسي ... لقد أفسدت الأمر أكثر وأضعت كل فرصي معها"
ربتت على كتفها قائلة بتفهم
_"(رهف) مجروحة ومصدومة الآن يا (عاصي) .. كان يجب أن تتركها حتى تهدأ .. عندما تفكر بهدوء وتتواجهان كشخصين عاقلين ستجدان الحل لهذه المعضلة"
ابتسم بسخرية مريرة وقبضة مؤلمة تعتصر قلبه مستعيداً كلماتها من جديد

_"(رهف) تكرهني أمي .. إنّها تنفر مني .. زوجتي والمرأة الوحيدة التي أحبها تشعر بالغثيان عندما أقترب منها أو ألمسها"
نظرت له بدهشة وقالت

_"(عاصي) .. أنت لم .."
قاطعها قائلاً وهو يطرق رأسه بتعب
_"أخبرتكِ أنني لم أشعر بنفسي وغيرتي أعمتني لكنني نلت عقابي في لحظتها أمي .. لقد قالت أنّها لا تطيق قربي منها وأنني أصيبها بالقرف والغثيان"
تنهدت بحرارة وهي تنظر له بألم وشفقة قبل أن ترفع ذقنه لتجعله ينظر لها وقالت برفق

_"لقد نسيت ما تعرضت له (رهف) يا (عاصي)"
اتسعت عيناه مع كلماتها واشتعل الحقد في قلبه .. لا .. هو لم ينس أبداً .. كيف يفعل؟ .. سمعها تواصل

_"هي لم تشعر بالنفور منك أنت لشخصك .. عليك أن تستعد لهذا الأمر .. هي لم تعد كما كانت .. لقد تعرضت لصدمة كبيرة ومن الطبيعي أن تشعر بالنفور من العلاقات الجسدية وهذا سيحدث مع أي رجل يحاول الاقتراب منها"
ارتفع حاجباه وهو يدرك تلك الحقيقة وانقبض قلبه بعنف .. اللعنة عليه ذلك الحقير .. سيضع يده عليه قريباً ويجعله يدفع الثمن غالياً .. انتزعته (سلمى) من أفكاره وهي تربت على يده برفق
_"لهذا كما أخبرتك من قبل حين سألتني النصيحة لتتقرب منها .. (رهف) في حاجة للرفق والتأني .. أمامك طريق طويل يحتاج لنفس وصبر كبيرين حبيبي .. حبك لها سيجعلك تكمل الطريق وتحتمل كل الأشواك التي تدوس عليها .. أنت لن تتخلى عنها وتتعب في منتصف الطريق بني، صحيح؟"
هز رأسه بقوة وشد على كفها قائلاً بحزم
_"أبداً أمي .. ربما أكون قد أفسدت كل ما فعلته الأيام السابقة بتهوري ورجعت خطوات كثيرة للخلف لكنني لن أفعل ثانية .. سأخطو نحوها بحرص وسأصبر ولو لسنوات لو تطلب الأمر أمي .. لقد حان الوقت لأدفع ثمن أخطائي في حقها ولأعوضها عن كل ما قاسته بسببي وفي سبيل ذلك سأدفع أي ثمن"
ربتت على كفه مبتسمة
_"هذا هو الكلام السليم بني"
بادلها ابتسامتها قبل أن ينظر لها بامتنان ورفع كفها مقبلاً بحب وهو يقول
_"شكراً لكِ أمي"
وضعت كفها على خده تبادله نظراته المحبة وهي تدعو بقلبها لابنتها المسكينة أن تجد راحة قلبها وروحها قريباً وأن يمنح ذلك العاشق الأحمق ابنها الآخر الصبر والقوة في طريقه إليها لتطمئن عليهما معاً بعد كل هذه السنوات من العذاب والألم.
*******************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس