عرض مشاركة واحدة
قديم 04-04-19, 05:37 PM   #1310

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي




" هل ارتحت هكذا "
نظر سليم لزوجته التي كانت دموعها تغرق خديها .. تجلس حيث هي مكانها ككل يوم .. لا تبرح الكنبة حتى النوم تنام هنا وكأنها تعلن عصيانها عليه منذ قررت تتبعه .. ولكنه يدرك أنها أم وقلبها مشتعل على طفلتها .. جلس على المقعد يرخي رباطة عنقه لينال الهواء ثم يتحدث بما سبق وأوضحه مسبقاً:" هل تظنين أني سعيد "..
لم يحصل بداية سوى على نظرات مبللة بدموع العار داخل عينين منغمستين في العذاب والحرقة .. حتى انفلت عقال صبرها لتنهال لوماً:" ما تفعله يعلن للجميع أنك طبيعي سعيد".
ضرب كفيه ببعضهما ثم أعلن غضبته الأخيرة :" نعم سعيد .. سعيد وأن أوقع شاهد على عقد من كان منذ شهراً واحداً زوج ابنتي .. كنت أشتري عشرة السنين يا هناء .. هؤلاء لم يفعلوا بنا شيئاً .. ابنتنا من فرت .. هربت بعد أن خانت زوجها بفكرها .. خانته عندما أطمئن إليها لجعل بصمته فوق كل شيء يملكه .. هل كنت توافقين على أن أسرق الرجل .. كنت أحتفظ لها بالعقود حتى تكمل الحادي والعشرون لتلدغه .. ماذا كنتِ تتوقعين مني هناء؟!! ".
هتفت بصوت عاق لكل المواثيق الزوجية :" لم أكن أريد هذا .. لكن كان يمكنك مواراة الأمر كنت مزقت العقود فيما بعد .. المهم كانت طفلتنا ستظل هنا معنا ".
وقف مكانه وهو يقول :" ما كنت ستتعلم ..دأبنا على ملاطفتها فلم تتعلم .. كنا نحقق لها ما تريد .. عندما كان الأمر بسيط ثوباً أو حقيبة أو حتى قطعة من حلي .. إنما رجل لامرأة أخرى كيف نجلبه لها .. وليست أي امرأة بل هي تفوق ابنتنا بكثير في كل شيء وأهم شيء في الأخلاق ".
صدح صوتها وهي تنهض واقفة :" من قال هذا يبدو ان ما يدور بالشارع حقيقية .. وأنها بالفعل كانت تشاغل فهمي وإلا ما تزوج بهذه السرعة ؟.. نعم يريد قتل القصة .. حتى لا يسيء سمعة حبيبة القلب فرسان ".
رفع أصبعه تجاه وجهها محذراً :" إياك ورمي المحصنات هناء .. إياك لا تدعي حزنك على ابنتك يجلب الخطأ على لسانك .. ماذا يقول الأغراب الذين لا يعلمون الحقيقة التي عشناها بأنفسنا ".
عقدت حاجبيها بضيق :" أنا لم يعد يهمني الناس .. كل ما يهمني طفلتي التي باتت وحيدة .. لا تجد أحد يدافع عنها .. وكل هذا لأنها ليست بغنى الأخرى .. أو تلك الصديقة التي أدعت حبها ولكنها ها هي تخطف منها زوجها ".
هتف بها ليخرس ما تريد جلبه من موبقات :" هناء توقفي ".
نظرت إليه ترتعد من قهرها منه :" أتوقف عن ماذا فها هو ابن أختك هرول خلف زوجته الغنية .. كل الناس يسألون عنها لأنها ثرية ".
هتف فيها بضيق منذر :" اتقي الله يا هناء .. اتقيه الكل يسأل عنها لأنها ثرية بأخلاقها لم تتعال على أحد في الشارع .. بينما ابنتك بمجرد أن شاهدت الشوارع الفخمة والقصور مدت يدها وتعالت على الجميع .. تعالت علينا نحن والديها.. أهانتنا لدرجة العقوق .. لا تقارني بينهما .. حتى لا تجعلي قلبي يتحسر على زرعة العمة الضائعة ".
وضعت راحتيها على رأسها تهدئ من هذ الضربات التي يفعلها بها ضغط الدم المرتفع :" لا يهمني شيء الآن سوى ابنتي.. أريد يسر ".
طوح كفه متحسراً :" ضاعت .. ابنتنا ضاعت بمحض إرادتها ".
أمسكت بكفيه تتوسله :" لا تدعها تضيع سليم .. اذهب وابحث عنها .. ابحث عنها في كل مكان ".
لم يدع قلبه يلين بهذا الاتجاه الجنوني :" اطمئني عندما ينضب منبع أموالها ستعود .. وقد أغلقت لها لحساب وأخذت كل مالها .. أريد فقط معرفة الأموال الإضافية التي تم إيداعها في الحساب من أين .. سوف أذهب لهادر وأمنحه رقم وأسم من أودع المال ليعرف من هو بالضبط".
أضمرت داخلها شيئاً فلاذت بالصمت .. لن تسمح له بأن يبلغ عنها في شيء .. لن تمنحه اسم هذا المودع .. فكل الأوراق في حقيبتها منذ أغلقا الحساب معاً..
تركته يغادر لغرفته مهزوماً منكسراً وقد بلغ به الشيب مبلغه فأصبح هرماً في أيام معدودة ..
أخذت الحقيبة وأفرغت محتواها أمامها ثم صورة الأوراق التي بها كشف الحساب هذا الكشف الذي تسلمه ليكتشف مبلغاً إضافياً فأدرك أن طفلته كنبات الهالوك يعيش مطفل على جذ الفول ولا يكتفي بالحياة بل يقتل الجذر المعيل .. ثم بحثت في الأوراق لتجد اسم إحدى السيدات .. سناء أحمد أبو الخير .. لم تكن تدرك أنه اسم من عشرات الأسماء شيء بلا مكان حقيقي ولكنها خشيت على طفلتها من بطش أبيها .. أخفت الاسم وأخذت الأوراق لتخفيها في أي مكان ظلت محتارة برهة أين تضعها وأخيراً نظرت للثلاجة كآخر مكان من الممكن أن يبحث فيه جمعت الأوراق داخل كيس بلاستيكي ثم عقدته ووضعته داخل علبة بلاستيكة وخلف أحد العبوات الكبيرة وارته داخل الثلاجة .. فزوجها لا يفتح هذه الثلاجة مطلقاً.. ثم أخذت الاسم عازمة على منحه لإحدى زميلاتها القدامى أخو زوجها يعمل بالمباحث قد يعرف من هي هذه السيدة سناء .. أخذت بعض الأورق البيضاء الخالية من أي كتابة ووضعتها داخل طبق كبير خاص بالغسيل اليدوي ،وأغرقتها بالمياه ثم وضعت فوقها مسحوق للغسيل ،ومعهم قامت بوضع بلوزتها التي كانت ترتديها معه يوم البنك .. هكذا ستدعي أن النسيان حضرها بسبب الحزن الذي قتلها على طفلتها .. إنما لن تدعه يسلم طفلتها للنيابة .. كنت ترتعد خوفاً عليها بسبب القضايا التي أصبحت أمر واقع .. لم تعد أسماء في محاضر كيدية فقط .. بل اعترافات كل يوم يجر أحد من الأسماء التي كانت تسمع عنها فيقف شعر جسدها رجفة لمجرد التفكير أن ابنتها ستحشر معهم قد يدفعهم غرورهم ليحملونها ما لا تطيق من جرائمهم .. تنظر للورق الذي بدأ يتحول لفتات في طبق الغسيل .. هكذا قناعتها .. فقد عانت سنوات عمرها كلها في مجتمع مثل البحر الغادر السمكة الكبيرة تأكل السمك الصغير .. وصغيرتها هي بريئة مهما حدث منها ستظل طفلتها وواجبها حمايتها بكل ما أوتيت من قوة ..
**************





التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 06-04-19 الساعة 04:38 PM
الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس