عرض مشاركة واحدة
قديم 06-04-19, 09:34 AM   #33

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



مدخل الفـصل الثلاثـون.
الحمدلله حمداً يليق بجلال وجهك وعظـيم سلطانك .
.
.
.
عُدت أعلى والساعة تقارب الثانيـة، للتـو رحل مُحـمد،
لقد وعدني انه سيأخذني في المرة القادمـة إلى الكبينة.
مُحمد قادراً على اخماد أي ثورة تثور في وجهي مانعتني من محادثة أهلـي،
لا أنكرُ أن آلـن قد عرضَ علي ذلك ، ولكن أخذتني العزةُ بالأثـم ورفضت!
طـرق الباب وفتحتُ فإذا آلـن من طرق البـاب، بطريقته نفسـها، متكأً على حافة الباب، وجه لم يُبشـر بالخـير.
فالعقدة التي بين حاجبيـه تُخبرني ان أمرٍ قد حصل لم يرضيـه!
هل أخبرته عمته بأمر السـلاح؟

ما بالي أصبحت أخشـاه ولم افكر به عندما سرقته: اشعدك؟

اتسعت ابتسامته أكثـر: سلامتج آغـاتي.

يستهزأ بي!
ما الذي جنيت؟
لم أخطأ أبـداً في هذه اليومين، لقد اقترفت أمر السـلاح الذي لن يظهر لاحد ان لم أظهرهُ بنفسـي: شتـريد؟
ارتعبت من نظرته تلك التي اعلمها جيداً، تخفي وراءها أمرا لابُد انه نهاية محتومة لي!

تشابه نظراته عندما اتهمني بالخيانة: اش لج بمحمد؟

نظرتُ إليه وانا مُستغربة سؤالاً كهذا: شنو هالسوال؟
محمد حسبة اخواني!
ما وَكَفَ معاي الا هو ..

نظر إليّ وهو يصدّ: من الـيوم وطالع تستغنين عن هالوكَفة .. فاهمة.

خرج وانا لم افهم ما الذي قصـده بحديثه!
لما استغني عن وقفة مُحمد معي؟
محمد وحده مـن وقف معي وسـاندني وسط تخاذل الجميع، هل هذه عقوبةً جديدة يا سيّد آلن!
لن ادعهُ يتصرف بي كيفما أراد،
لن يكون ذلك بمقدورك يا آلن، ان مرضَ اباك فلا علاقةَ بي حتى تخرج جنونك على حسابي!!
لن ادعك تتحكمُ بي..
خرجت من غرفتي باحثةً عنه، لا بُد ان يقف عند حده!
فقد تطاول كثيرا ابن آدم.


***


لم استطع ان أواجهها اكثر، فأنا لا احتملُ النظرَ الى عينيها بشكلٍ أطول من سابقه،
قالوا ان الحروب فتنة!
لا يعلمون ان عينيها حربيّ وفتّنتي..
ماذا فعلتِ بناسكٍ يتعبد في ارض العراق؟
ماذا فعلتِ حتى جعلتيه يُعيد حساباته مع بلدك؟
هل هذا ما يُسمى بالكيمياء، ا ترى كيميائك جذبتني من بين صحبيّ حتى أرى الأهواز لا ذنب لها !
هل يُعقل ذلك؟
ا ليس الأهواز جزء من ارضِ ايران؟ أي مجرمين، كاذبين، متدلسين بغطاء الدين حتى يمارسوا أهدافهم السياسة بعدما يجندوا شيعة العراق في صفوفهم ..
أرى هناك تشاوراتٍ خفية بين الملالي والجيش الإيراني تنص على تجنيد الشيعة بصفوف ميليشيا تحتـل العراق، كيف لهم ان يطلبوا من العراقي احتلال ارضه ورفع علم ايران بدلٍ من علم العراق؟
كيف لهم فعل ذلك؟
قبح الله ايديٍ تفعل هكذا ببلدها ..
وقبح الله من يتسربـل برداءِ الدين ليخفي أعماله الإرهابية!
وقبح الله من اثارت الفتنة مُجدداً واتت تقرع خُطاها خلفيّ..
ما الذي أتى بها بهذا الجو الذي ينخر العظم بعد إذابة الروح؟
ما الذي أتى بها خارجاً حيثُ من هَربَ من لقاءها في الداخل ؟
ما الذي تريدينه مني يا إيرانية؟
جلستَ ولَم تبدأ حديثٍ كعادتها بالثـرثرة!
كانت تتأملُ شيئاً في وجهي ولَم رفع نظري حتى أرى ما تأملت!
أ يعقلُ ان الرجل يخشـى ان يتطلع بعينيّ فتاةً حتى يرى ما الذي تأملته بوجهه؟
أ يعقل ان آلن يخشـى النظر لعينيّ فتاةً وهو لم يخشـى جيشٍ كاملاً؟
أ يعقل انه "ركَّع" جيش أميركا و "ركعته" عينيها ..

تحدثت وقد خاب ظني عندما قُلت انها صمتت!: متـضوج علمود ابـوك؟
كيف تسمح لنفـسها ان تسألني سؤالٍ. كهذا ؟
ما علاقتها بأبي، او ما علاقتها بي أساساً ..
قلبـي تعلّق بها ولكن هي لا أعني لها الا ذاك المسيحي الذي انتشلها من بين أبناء بلدها الى سجنها في شـقلاوة: ما متضـوج.

علمت انها استأت لاختصارٍ القيتهَ على اسماعهاَ، ولكن الثرثارة لا تترك ثرثرتهاَ التي تغضبني دائماً: ليش ما رايدني احجـي وَيـا محمد؟

ما زالت تستفزنيّ!
ما زالت تغضبني، لا تعلمين ما معنى الغيـرة التي تتملكنـي عندما اراكِ مُعلقة آمالك عليه!
لا تعلمين ما معنى حرقةً تسكن قلبـي عندما ارى املاً يشع من عينيك سببه مُحمد..

لا أريدُ ان يبقى بقلبك أثراً لاحد في قلبك غيري: هيـج!
ما رايـد تعذبيِه وياج .. يكفيه عذابه من ورانـه.

أراها تستشيطُ غضباً وتقف: يعني اني دعِذبه ويـايـه؟
طيب يا سيدي، وديني انته للكبينه، مُستحيل اعوف اهلي علمود ما اعذبكمّ! - وكأنها استدركت- وبالله شو هذا العذاب ياللي دعذبه؟
كل يوم وانته رايح الكبينه آغاتي، وكَفت على روحتي ويـاك!

ابتسمت وانا انظرُ الى حاجباها المعقودان وعينيهاَ التي يلمع بوسطها لؤلؤٍ مكنونٍ نتيجة غضبها: على كيفج بَسعاد !
خلاص اني اوديـج وبـاجر لو رايدَه، بس محمد لا

أراها تُديريني ظهرها ذاهبةً: ما اريد اعذبك!

ان لم تريدي عذابي فلا تذهبي مع مُحمد، لا تذكري جميلاً فعله معك غيري!
ان لم تريدي عذابي فلا تعامليني ببقايا روحك التي تعبت وهي تبتسم للجميع ثم تبتئس من كثر الابتسام عندما احـادثـها.
لا ترحلـي من امامي هكذا ثانية، دعيني أُشبّع عيناي باللؤلؤ المكنون الذي تملكه عيناكِ ..


***


لقد اعتدُت دائما عندما يغيب ابنائي ان هناك مصيبة وقعت وانا نائمة!
ولكن من الذي افتعل هذي المُصيبة؟
أ هو صادق؟
لقد اخافني ليلة البارحة عندما سألني لما قالت لي بَسعاد "آدم ما غيره"!
ماذا لو كَشفت قصتي له؟
لقد راودتنيّ نفسي في سابق الايام ان اخبره عن ما اغضب أعمامه ولكنني ايقنت ان "كل تأخيره فيها خيرة"
يبدو انه سيسّن سنة ابيه وأعمامه من قبله!
أنهُ اكثر منهم حلماً .. وهذا ما يُخيفني،
اتقِ شره يا زينب .. انه حليم..
لم يغضب بسببي أبداً، كان قَلِيل الغضب، دمثُ الأخلاق.
يبدو ان رُعْبي منه اقتادني اليه وها انا واقفةً امام غرفته، بكبري وشيبتي اخاف من ابن اخي الذي يصغرني بكثير،
لقد افتقدت شُعور الهيبة بعدما رحل ابَيه، ا تراني أهابه كما كُنت أهاب ابـيه.
والله انه يُشابهه فهم يتصفانِ بحلمٍ لا مثيلَ لَهُ،
وعندما غضب كاظم زوجني لفلاحٍ يعمل في مزرعة ابـي!
لم يُراعي تعليمي العالي الذي يجهل شهادته ذاك الفِلاح، لم يراعي اصلي وفصلي الذي يفوق أصله بمراحل..
فقد كان من اصلٍ غجري، بينما انا عشائرية للنُخاع!
فقد كان اخـوتي من وجهاء العشيرة الذين زوجوّا أختهم للراعي الغجـري..
لم يراعي كاظم هذا الشيء!
ولَم يراعي مكانته في العشـيرة، من غضبه جلب الراعي من آخر المزرعة وجلب الشيخ من اول الفرع السكني ثم عقدَا قرانيّ. . .
وبقيتُ مع ذاك الراعي الذي انجبتُ منه وحيـدي .. علـي،
وما تمّت السـنة على مولدُ علـي حتى مـات أبيـه، لا أكذبُ أن قُلت "فُرجت".
نعم !
يحق لي أن أقول فُرجت عندما مات زوجـي، فهو لم يكن ذاك الزوج الذي أتمـنى.. أو بالأصـح لم يكن آدم المنـصور!


***


ما الذي قصدته مَهتاب عندما سألت عمتي ان كان آدم الذي تعرف او واحدٍ غيره!
من هو الذي تعرف عمتي؟
وما الذي تعرفه عنه، او بالأصح ما الذي يعرفهُ عنها.
لم أنم ليلتي من ضجيج أفكار تقرع رأسـي!
اسمعُ صوت خُطى أمام غرفتي، يبدوُ انها عمتي،
ولكن لمَ هي خجلِة ولا تفتحُ الباب كعادتها،
هل تراها ثبتت عليها تلك التُهمة التي لا اعلمها حتى الآن؟
ولكن امرأة بقدر عمتي زينب لا تُخطئ، وقد تُخطئ ولكن خطأ لا يتعلق برجلٍ غريبٍ عنها.
طرقت الباب ووقفت تنتظرُ جوابٍ على غير عادتها، هل شعرت بنفوري من تلك الكلمة التي قالتها مَـهتاب، ليتني صغيراً كما كنت أُمثـل عليك النوم حتى أراك بأسرع وقت أردته!
ليتني صغيراً كما كُنت تحضنينني على صدرك وتسأليني ما هو الذي أهمّني؟
ليتني صغيراً كما كُنت تُمثلـي دور المستمعة لأحاديث هذا الصـبي الذي يتحدث بشقاوة ترينها وكأنها أساطير!
ليتني قادراً على فتـح الباب، أو قادراً على تمثـيل دور الوديع النائم حتى تجدي عذراً لوقوفكِ وقتٍ ليس بالقصـير خلف الباب!
اخـتفى طرق البـاب، كما اختفـى صوت خطواتها الذي اسمعهُ من بعيـد.
ما الذي سيضرني لو فتحتُ لها، أعلم انها تبحثُ عن جليسٍ يشاركها افطارها لم تجد أحداً " تمون" عليه كأبن اخيـها.
لقد اسأت لإحسانها .. لقد علمتني الاحسـان!
فأصبح احساني "زينبي" من الدرجة الأولـى، وهل يُجازى احسانها بتركها بعدما أتت من أسـفل عانيةً إلى غرفتي ثم أتركها تطرق الباب حتى تعود بائسـة بعدما وضعت أملها بـي.
لا أحتمل كل هذا الاحسـان يا زينب.
فتحتُ الباب والآيـة تُقلب وأنا أعود كما كانت باحثاً عن احسانٍ فُقد في ضخم هذه الأمور التي تُدير رؤوسنا وتقلب أفكارها ناقلتها إلـى جحيم مُستعـر!
ما ذنبُ زينب حتى يطالها جحيمُ أفكاري؟
وما ذنبي أنا أيـضاً ان جعلتني مُغفلاً عن ما فعلت، هذا ان فعلت يا صادق!
ما بك لقد جُننت هذه عمتك "أم علاوي" ليست أي امرأة أخرى حتى تشكُ بها.
وجدتها أسـفل بمكانها الدائم الذي تنتظرني به كل صـباح، وجودنا في بيتٍ مشـترك في بيتٍ يضم اثنين لا يربطنا بهم دمّ لم يؤثر على طقوس حياتنا الصباحية التي كانت من أيام الدراسة ثم الجامعة ثم أصبحت عادةٍ يومية نعيشها سـوياً ونطبق قول "من ترك عادته قلت سعادته".
هذه العادة لها لذةٍ خاصةٍ بها، للتو شعرتُ بلذتها، هل لأنها تجمعني بعمتي؟
أو تأنيبُ ضميري الذي للتـو أدّكر انها عمته اشعرني بلذتها.
وصلتُ لها بعد تريثٍ تصنعت في نزولي مع عتبات الدرج، لا أريد وصولاً سريعاً يُفاجأ بردٍ أسرع وأقـسى!
لا أعلم ما الذي يجُول بخاطرها، وأن كان مثلما يجول بخاطري وبنفس ظنوني التي ظنيت بها .. سأقتلها لا محالة!
فلا أحد يزعزعُ ثقتها بابن أخيـها كأينٍ من كان، فأنا صادق.. صادقُها.
لا اخون تربيتها وصـلاحي الذي كانت سبباً رئيسياً به!
ان لم أسـمع منها ترحيباً سأعوُد، فيبدو انها لم تشعرُ بي حتى الآن. . .


***


يوماً عن يوم يزيد انشغالي بأمر مَهـتاب ويقلقني!
صاحبي لن يتركـها أبداً فقد قال لـي انه لن يجعلها تذهب معي للكبينة حتى ولو كان ذلك يستوجب قطع علاقته بيّ.
لا أعلم ما معنى العناد الذي يتلبسـه بحضورها، ولكن كل ما أعلمه وأكـده لي صادق انه عـاشق!
نعم!
صاحبنا عاشق، وقعَ في هوى بنت إيران التي يُبغض، انتظر دورة الزمن ويأتي بعدها آلـن ممتدحاً إيـرانها.
سطوة تلك الفتاةُ عليـه قاسيـة، ومـاهي القـسوة التي تُعبر عن تلك السطوة؟
تأتيك فتاة بملمس الياسـمين الذي استعار من الصبارة شوكـها،
تهادينا وتحابينا بشهد الياسمين وتتكرم على صاحبي ببقايا شهده الضئيلة ودفعةً ليست بالقليلة من شوك صبارها .
لقد ادمت قلبه بكلتا يديها، ولم تكتفِ بعد .. بل وبدأت تنهشُ روحـه بمخالبها التي يبين من بينها لسـانٍ يتفوه بكلماتٍ تجعل صاحبي كأسدٍ كُسـرت قدمـه وسُلبت منه مملكته من أمامـه !
لا أعلم لما أشـعرُ انه أصبح أسدٍ جريح وليس جارح!
أصـبح آلـن فــعلاً آلنٌ حتى تنتهي تلك الإيرانية من نبش جروحه ونهش روحه. . .
لن يصمتُ لها أكثـر!
صـاحبي وأعرفه.. لن يبقَ هكـذا، لن يصمتُ لها.. أمتنُ كثيراً له عندما أراها سليمة العقل والجـسد من ورى جرائره التي يُوقع على رأسـها .
مـهلاً!
من قال ان آلـن صمت، بل ان افعالها ليست إلا ردات فعلٍ على شيءٍ سبقه بها.
دخلت مـلاذ من ذاك البـاب الذي سلطتُ نظري إليـه: اشبيـه الحلُو سـرحان؟

ابتسمتُ لها وكأن هم اخبار آلـن بابيه كان مُطبقاً على صدري ومانعني من الابتسام: صافن بيـج!

رمـشت بحركة كوميدية: بيه؟
لعد اش كنت تكَول؟

وقفتُ وأنا اهمّ بالخروج لانني أعلم أنها ستحقق معي بشأن أهلِ شـقلاوة: أكَول الله يعين اللي بياخذج.
خرجتُ راكضـاً ضاحكاً .. ومتفادي لتلك الخداديـات التي رُميت أثر انتهائي من جُمـلتي.
متى تعقلُ تلك الفـتاة ويحين تزويجـها فـعلاً، لقد رددتُ الكثير عن طلبها بحجة دراسـتها، ولكن الحجة المدفونة هي "مـتى تعقـل؟" وليس متى تُنهي دراستها.
فتاة مثلها في هذه الأيـام لن تكون الا "ملطشـة"..
طيبة قلبها ربُمـا تذهبُ بها إلـى الجحيـم، وروح الانتقام التي تتصارع دائماً في خلجاتها حتى تخرجـها لن تُبقيها يوماً في بيت رجلٌ يقدر عائلـته!
عقلها المُدبر الذي يُكيد الحيلة ويخرج منها كالـشعرةِ من العجين سيجعلها لا تخرجُ من مأزقٍ إلا بآخر.


***


وصـلتُ إليها بعدما سمعتها تقول "تعال بويـه هنانا".
أعلم انها كانت تشعرُ بتحركاتي خلفـها على ذاك الدرج الذي ابطأت خُطاي به حتى تُحدث قرعاً خلفـها .
جلستُ بجانبها وأنا لا أعلم أي حديثٍ ابتدأ، وهل اتركُ حديثَ أمسٍ يمرُ مرور الكرام؟
لا .. لستُ صادقٍ ان عدا هكذا من أمامـه دون سؤالـها عن ماهيته.

تحدثت مُبتدأه صباحي: كيف أصبـحت ماما؟

حان لي أن أكشف ما تخفيـه: ما نمـت،
علمود أصبَـح.

تركت قطعة الخبز التي ستناولني إيـاها: ليش؟
خوما بيك شي؟ ماما ليكون حايـشك بردية وره كَـعدتك امس مع آلـن بره.

ليت ذاك ما كانَ بي يا عمّـة: تبـين الصدكَ؟
ضليت هيـج على حالي للفجـر أفكر بسالفة هذا آدم – لم أجعل لصدمتها مجال- أصلاً منـو آدم؟

أراها تشرقُ بما قد ارتشفت من حليب، بانت لي مواريك يا عمّـة!
كأنني بدأت بكشف المسـتور الذي سيُفضح اليوم، وعلى يد من؟
على يـد ابنك.. ابن أخـوك!
تكلمت ضاحكة بعدما التقطت أنفاسها: مسويه زحمة يا ماما انته وأفكارك ياللي مسهرتنّك،
تعرف مين آدم؟ - أشرت بيدها أعلـى كأنها تُشير إلـى آلن – أبو ينال،
كثير احجي لمَـهتاب عن حياتنه قبل الاحتلال وهيـج، وكثير ما اقولها آدم ومريم،
ولما اجا طاريه كَالت ما غيـره،
وبس هاي كل الحجايـة!

يا لي من غبّي .. لمَ لمْ أفكر هكـذا؟
لقد ظلمتُ عمتي وظلمتُ عـمي آدم أيـضاً.
ما حال أبنه لو علم انني رسمت مساء أمس لوحة فنية لُطخت بدمـاء ابيه وكُتب عنوانها خيانةً عُظماء.
كيف اصدق بعمتـي؟ ألم تكن ام علّي العليّة؟
لما اوضعت من قدرها ومن قدري بعينها وأنا اسالها من ذاك الرجل.
ضمتتها وانا أتنفسُ الصعـداء، وسط ضحكاتها: عوفـني اشبييك؟
تركتها وأنا لا زلتُ مبتـسماً، فعمتي لم تغضب أبي من أجل رجلٌ فضلته على أخيـها،
عمتي لم تغضب أبي من أجل آدم الذي اخذتني الشكوك لكلمة "ما غيره" حاديتني عن التفكير ولو بجزء من الثانية بأنه عمـي آدم كما هي عمتي زينب!

تمددتُ على الكنبـة المقابلة لها، وأنا اسمعها تقول: يووم، تعال أفـطر.

رفعت لها يدي دلالة على الـ "لا": شبـعان يـوم شبـعان!

نعم!
لقد شبعتُ على ايديـك حبـاً، لقد شبعت عطفاً ، لقد شبعتُ حنانـاً..
واليوم اشبع من نهرك الوافر كرامـة!
وهل هناك شبعٍ يساوي شـبع الكرامة؟


***


أراه يأتيني بوجهٍ لا يُفـسر و وجهٍ بشوشٍ حيالُ انكاري بأنني لا أعلم عن ذاك الـ "آدمّ" شيئاً، وانما رنت إليـه مَهتاب بشـكل خاطئ.
أراه يشير لي انه شـبَع!
وانا لا أعلم ما الذي اشبعهُ على يدي؟ هل هو حب التملُك؟
أم الغيـرة التي جعلته يبحث بأمر آدم أكثر وأكثر. . .
لا تكذبي على نفسك يا زينب.. هو لم يفرح من جل ما قُلتي!
بل فرحَ ببراءتك من تهمةً اتهمك إياهـا .
هوّن عليك يا صـادق فـ "خبر اليوم بكره ببـلاش"
هوَن عليك يا صادق ففعلة عمتك لا تتحملها جبـالاً، ودُقَ لها الصدر ثلاثةُ أخـوة .. عرّت صدورهم واحنتَ ظهورهم وتبرأوا منها .
هوّن عليك يا ابن ابيك الذي أسكنني بيتٍ مجاورٍ لبيته حتى لا أعود لما فعلتُ سابقاً.
هوّن عليك يا ابنُ كاظم الذي لم يريني وجهه بعد تلك الحادثة إلا ثلاثة مرات، كانت أولها في عزاء زوجي ثم عزاء ابني واخي أيـضاً.. وبعدها أيـضاً في عزاءٍ في احد الأفرع القريبة الذي اجبره على ذهابي معه إلى بيتي بعد تأخر الوقت ونحنُ لم نخرج من العزاء!
لا تسألني ما هو شعوُري في تلك اللحظة.
كان يجتمع بين الاعتذار الروحي الذي لم يخرج الا على هيئة دمُوع، وبين عطفٍ ارتجيه من خلال اعتذاري.
ألا تعلم ما الذي يعني لي والدك؟
كان تلك الخيمة التي استظلُ تحتها متجاهلة حرارةً تجابهها من أجلـي!
كان ذاك العـصا التي تهشُ على من حـولي ان حاول الاقتراب ولكنها أخيراً هشـّت علي وزوّجتني لذلك الفـلاح!
لا أعلم ما الذي يفكر به كاظم حينها ولكن كل ما اعلمه انه قال لي بعدما وقّعت على ميثاق الزواج "كـسرتي ظهري".
لا أنكر انني حينها كسرتَ ظهره وانزلتُ قيمته بين النّـاس، وجعلت النساء الكارهة له تُسـمعه حديثٍ لا يطيقــه، يخبراه عن ما فعلتُ قبل أن يجيُ بي إلى الكاظـمية، يلفقن التهم لي حتى يعكّرن مزاج اخي الذي كرهنّ بسبب عرض زواج عرضـنّ عليه بناتهن ولم يوافق. . .
ولم يكتفنّ بذلك، بل جعلن حياتك أمـك جحيـماً، ويتمنّك صغيـراً فهنّ من وضعنّ الخرطـوش "الرصاص" على عتبة بيتك وكأنها وقعت منك حتى يأتي الاميركان ويقتلوك!
لا أنفي ان اباك مقاتلاً ولكن لا يُمسـك بهذه الطريقة!
أُلقـي القبـض عليه ثم قُـتل بعد مقاومته .. وكان السببُ في ذلك النـساء وكيد النسـاء.
كيد النساء الذي كُدتُ عليـك وصدقتني وعُدت صادق الذي جلبت من بيت أهلـه.
صادق الذي يلعبُ بالالعـاب وما ان يعلم انني سرقته من أحضان أمـه يأتيني بأنواعٍ من الشتائم وأسـاليب الضرب .. بل القـتال!
كـصادق الذي أمامي الآن يأتي بأسلحته الكلامية التي تزول بدقيقة واحدة ثم يعود مسالماً حالماً كمـا كان !


***


سأذهبُ إليـه وأخبره بأمر سلاحه!
ولكن ماذا عسـاي ان أقول؟ سرقت سلاحك وحان وقت عودته إليـك؟
والله بُت أخشـاه.. فلم يكن آلـن الذي توقعت، نعم توقعته سيءٍ ولكن ليس لهذا الحـد.
صمته بات يخيفني أكثـر. . .
أحادثهُ وأنا استعر ناراً وهو لم يزل ببروده المدفـون يقول "بس محمد لا".
ومن هو حتى يقرر مع من أذهب ومـع من أعـود.
ألم يكفيـه أنني صمت عندمـا قال لي أنني تحت عهدته إلى ان أعود إلـى طهران!
"حاميـها حراميـها" كما يقولون!
ممن يخاف علي يا آلن؟ من صاحبيّك الذي همّ أولهما بخطوبتي، أم الآخر الذي قطعتُ بيني وبينه أي آداة وصلاً ثانيـة.
لن أرضخُ لك يا ابن آدمّ!
والأيامُ ستشهد لك بذلك . . .


***


بعد يـومين من آخر لقاءٍ جمعني بـها، لم أراها في يوميـها السـابقين إلا لمحاتٍ تتوارى بعدها عن نظري!
لا أعلم ما الجريرة التي جررت حتى تعاقبني باختفائها وراء تلك الجدران البـاليـةّ!
لقد رفضت الذهابُ الى الكبينة، أقرّت لعمتي ان ذهابها لن يكون إلا بمجيء مُـحمد، وها هو اليُوم الموعود ومُحـمد سيصلُ قريباً.. فهذا وقت مجيئه الذي اخبرني به امس عندما حادثـتهُ من الكبينة طالبه المجيء عصراً حتى نخرجُ مـساءٍ إلى ذاك الجبـل المشؤوم "جبل سـفين"!


***



مُمتنةٌ لمحمد الذي يجمـعُ ابنائي ومَـهتاب في مكانٍ واحد بانتظار وصـوله!
كُل واحداً منهم ينتظره من أجل شيئـاً " في نـفسِ يعقُوب".
مَهتاب تنتظره من أجل محادثة أهلها الذين لم تحادثهم إلا مرةً واحدة خلال شهرٍ ونصـف!
أما صادق فهو ينتظره من أجل امرٍ أشغله يوميّه السـابقين ولا اعلم ماهيته!
أما آلـن فأنا لا أعلم ماذا ينتظر، ولكنني أرى بعينيه آدم مُنتظراً ضحكةُ من عينـاي!
أ تراه نفسُ والـده ينتظر مُـحمد الذي بالتأكيد سيبهجها مجيئه؟
لا تُعلق قلبـك بمسلمةً يا مسيـحي!
لا تُعيـد قصتي من والدك الذي ما زال جرحاً غائراً في قلـبك الذي ينزف دماً عليـه، أعلم حيرتـك وأعلم انتظارك البـائسُ أكثـر منهم !
لقد غاب عن بـالي .. انما ينتظر تصريحٍ يأتي به مُـحمد ليذهب إلـى بلجيـكا.
لقد خاب ظـنك به للمرة الثانية ولم يشابه أبيه،
ابيه الذي كان ينظرُ إلـي خلسةً في وجود زوجـته، كان يتذوق تلك الدولمة التي أطـهو رغم كرهه لها من أجل أن يقول " من يد ما نعدمها" بشكلٍ تلقائيٍ تحفـه أجواء "الجـيرة".
كنتُ اتعمد طباخ الدولمة حتى لا يتذوقُ شيئاً من طبخي امام زوجـته!
ولكنه يصر على اكلها ولو كان كارهاً . . .
لقد كان عـاشقاً إلـى حدٍ لا يعلمه أحد، ولم تسـطره دواويـنُ العشقُ بعد!
لقد ارسل إلـي زُمـرد ذات الأربـع سنوات وبيدها ورقـةً صـغيرة وقعت منها وهي تـلهو مع صادق وأخيـها ..
أسرعتُ للرسـالة ووجدتـها " علمـي بنتي العـشق علمود يكون هنانا طفل محظوظ بيـها".
رسالته مُبطنة، تُخبرني انه "كان" اسعدُ رجـلاً واوفر حظـاً،
يكتب رسائله وكأنه طايـشٍ لا أب لأربـع أطفال!
تلك الورقـة التي بلّت وأكل عليـها الدهـر لم تزل محفوظة في قلبي قبل ادراج غرفتي في بـغداد .

رفعتُ رأسـي على صـوت صادق: نحنُ هـنانا.

ابتسمتُ إلـيه ابتسامة المُذنبة التي لا تعلم كيف تعتذر، وهل هُناك عذراً يُغتفـر؟
ولكن من الذي ادخل صـادق بالموضوع؟
فهو لم يكن شاهده منذ بدايته .. أي لا علاقةُ له به!
وكيف لا علاقةُ به وهو يعتبر "رجـل حيـاتي ومسـند ظهري"،

ألم يكن آخر من بقيَ لي من أخوتي فلمَ أفرط به؟: هلا عميـمه، وياكم أني.

مخرج الفصل الثلاثون


اللهم صل وسلم على محمد



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس