عرض مشاركة واحدة
قديم 06-04-19, 11:20 PM   #114

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,365
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل (الرابع والثلاثون)

بسم الله الرحمن الرحيم
،
سبحان الله وبحمدة ، سبحان الله العظيم
،
الفصل (الرابع الثلاثون)
،
،
يتلـو آيات الذكـر الحكيـم بتأني وخشوع على أسماع الامـام الذّي أصبح بمثابه الأب له ، يُراجع ماتّسير من حفظه بصـوت يملئه الخشّـوع والتدّبر ،
: حسبّك ..
أغلق الإمام المُصحـف ليضعه جانباً ويتحدث : ماشاءالله يافهد صوتك فيه طمأنينه وخشّـوع
: الله يجزاك خير
،
تمرّ الأيـام برتابه بعد وفاة إبيه ، يطاردة في إحلامه كل ليله ويجعله نومه صعباً ، ينّحر الفقد قلبه وهو الذي كان يجّزم بإن أقوى من ذلك ، ولكن وفاة إبيه أمامه لاتزال صورتها تتمّحـور بين ناظريه ، يحاول السلوى بالقرآن والعمل الدؤب ، وإستشعار رحمه رب الاكوان ، ولكن الشيطان يكون له بالمّرصاد ، يؤرق عليه نومه !
إعتدل بجلسته وإستنشق هواء لعّله يصل الى رئتيه المُقتضبـه ، يكرر الإستغفار بداخه ،
: عسا ماشرّ يافهد ؟
إنجذب بصّرة للأمام ليقول ببلاة : هاه ؟
: عسّا ماشر ياوليدي فيك شي ؟
برمّ شفتيه : إبوي مايتركني ياشيخ بإحلامي
: وش نوع الاحلام
تنهد: كل يوم شكل وكل يوم اقوم متضايق ، موتته قدام ماهي بهينه علي ياشيخ !
وضعّ يدّه على فخذة ليطمئنه : تعوذ من الشيطان يافهد هذا كلها أضغاث احلام ، وعشانك تفكر بموته تشوفه بإحلامك ..
إنعقدت سحنّتـه ليزدرء ريقه : إي والله مأثر فيني واجد واجد ! وانا أحسب إبوي مبّ غالي بقلبي لمين فقدته !
: إدع له بالرحمه وبالمغفرة ، وإنت يافهد بذرة صالحه ماراح تنّساة من دعائك !
إنفكت تعاقيد سحنّته ، وتردد لإذنيه " بذرة صالحه "!
،
تهادى الصمًت لدقائق ، ليتنبه الامام ويسأله :يافهد إنت وش تشتغل ؟
تحدث بإنقباض : كاشير بمحل حلويات !
!
ليأتي حدّيث إبن خالته يزيد عليه ضيّقه ، وحدّيثه ذاك !
: انا ولدي مدير جمعيه تحفيظ قران ومحتاجين موظفين ، ومارح يّلقون أفضل منك !
قال بخيبه أمل : ماراح تصير من نصيبي يابو أحمد
: وليشش ؟
بلّل شفتيـه وشتت ناظريه : ماراح يقبلون بخريج سجون !
!
كُنيـته التي يرددّها لّسـانه ، وتتراودها الألسنه !
: وش سالفتك إنت يافهد ؟
رفع ناظريه له ، لتهطٌل عليه ذكريات المَاضي الإسود !
تقذفه ببراكين من تأنيب الضمير المّوجع !
. . وتكون هي بالصـورة ، تلك الصغيرة !
طأطئ برأسه وتحدث بمشّقه : كنت طايش ودخلت بعصابه مخدرات وجلسنا كم سنه نروج ! وبعدها إنمسكت وهم بعد . . وطلعت قبلهم لإني حفظت القران الكريم مكرمه !
عاد الأمام يربت على كتفيه : وليش تقولها وإنت مستحي يافهد ؟ كلنا نخطي وكلنا نرجع نتوب ماشاءالله تبارك الله ربي أنعم عليك بتوبه نصوحه ، وإنعم عليك بشّاشه وجهه ويمكن ربي ماكتب ابوك يتوفي من يدّينك الا لحكمه يدري إيمانك بيغلب حزنك !
: الله كّـريم ! . . بس ياشيخ !
إردف دون فلّترة لحدّيثه ، وكأن يريد من هذا الرجل الصالح طمأنته : ظلمت ياشيخ ! ومدري شلون أكفر ذنبي ! ادري ربي غففور رحييم ، بس الناس ماتسّامحً!
!
. . بعد حدّيث أبن خالته ، تيّقن بإن فعلته لم تُستساغ حتى الآن بقلبيهما ، ، لا ابن خالته ولا هي !
إدرك بإن ظّلم ، والناس لن تنسـى . . ويجزّم بإنها لم ولن تنسى !
: وش ظلمته فيه يافهد ؟
نظر لنقطه غيّر مرئيه ، يحكي للأمام حكايه كانت بدايتها نزوة ، ليكون آخرها وقوعهً على رأسه !
: وليش ماتخطبها يافهد ؟
إنتشله من ضيقه ليقول بعقد حاجبيه : أخطبها ! مستحيييل !
: مافيه شي مستحيل على رب العباد ، مادّامك تبيها وتبي تكفر على ذنبك مافيها الا تخطبها وبعدها تدري البنت إنك للحين تبيها !
إزدرء ريقه : لا وين ياشيخ ، ابوها ماراح يرضى بخـ..ـريج سجون !
: الرجال الكفو ماراح يشوف ماضيك اللي راح وبشوف حاظرك اللي يّشرف ! اعقلها وتوكل على الله يافهد !
إطرق برأسـه ليقول بسخريه : اذا قلت بينسى الماضي وحاظري وش فيه يشّرف ؟ لا وظيفه زينه ، ولا حال زين يابو أحمـد . . وإستقـام ليّقطع أمل زائـف : الله يجزاك خيـر ياشيخ على كلامك اللي يطيب الخاطر ، فمان الله !
!
وخـرج خـارج المسجـد بعد إنتهاءهم من صلاة الظهـر ، ليهتز هاتفه ويجيب بإقتضاب دون حتى إن يرى الأسم المدّون : هلا ؟
: هلااا فهد شخبارك ياعيني
كتم تنهيدته : هلا خالتي عواطف ، بخير وشلونكم إنتم ؟
: بخير ياعيني ، طلعت المسجد ؟
: اي آمري
: تعال تغدا عندنا انا عازرمتك !
هبّط قلبه بوهن ، كيف يكون قريب منها للحدّ هذا ؟
تحجج : بس . .
قاطعته : تتررراني إنتظظررككك لا تتأخر !
!
تأفف بصوت مسموع !
ليغيّـر إتجاهه لبيّـتها ! ، وقلبه يضرب بين أضلعه بلا توقف !
.................................................. ......................
،
،
( مأجور يافهد ، الله يرحمه ويغفرله ويجعل قبره رياض من رياض الجنـّـه ، ويبرد قلبك )
!
رسـاله من رقم غريب بعد وفاة إبيه بشهر وعشّـرة إيام !
هو . . ليس بإجتماعي للحد الذي تتوافد عليه الأرقام بالتعزيات من حدّب وصوب !
،
كـان خارج بيت خالته بعد أنقضاءة من الغدا ، وبإتجاهه لبيتهم لإخذ قيلوله قبل اذان العصّـر
،
( الله يأجرنا وياك ويجزاك خير ، من معي ؟)
،
إتجه بسيّارته إبيه التي أصبحت له ، والذي يمقتّها لهذة اللّحـضه ! ، وإرث والدة لم يوزع حتى الآن . . ويعتقد بإنها سيّبيعها ويرث مالها أفضل من ذكرى سيئه !
!

توقفت سيّارته امام بيتهم ، ليرفع هاتفه ويقرأ بتعجب !
( ( ماعتقد بيّسرك اذا عرفتني ،)
( وليّـش ؟ وش بيني وبينك ؟ )
أتى ردّة ليصعقه ويشتت تفكيرة !
( بيننا عيش وملح ، وايام حلوة !)
!
سأل! بإرتباك
( مرعي ؟ طلعت من السجن ؟)
( من مرعي ؟ اها اللي كنت تروج معه مخدرات ) !
،
إزدرء ريقـه ، ليقول ( إنت هو ؟)
( توقعت اذكى . . خاب ظني والله !)
زادد تشّتته ليرفع حاجبه بإستنكار ( بتقول ولا إطلع رقمك بإي برنامج تراهاا سهله !)
( نصيحتي لا تطلع . .بيوجعك قلبك أزود )
!
تبّلج بصّـرة ، عرفها . . هي مُرتبطه بوجع القلب!
( عموماً ، الله يرحم إبوك رحمه واسعه . . الفقد يوجع القلب ، والله يصبّر قلوبنا !)
!
ضربت اصابعه على الحروف بإربعه حروف يحفظها عن ظِهر غـيب ، يظم أوله ليكـون لكنّته أروع ( سُلاف ؟)
!
.................................................. .....
!
شخّصت أبصارها عندها رأت إسمها بين الصدور !
عرفها ! . . عرفها !
أتصرخ فرحاً ؟
إم تعزّي نفسـها . . على الوجع المُرتبط به !
وكعادتها حين تكون معه ، ، يمسك قلبها زمام السيطرة ويرمي تعّقلها جانباً!
( اي . . سُلاف يافهد ! )
!
طال صمـته لثواني ! ليأتي ردة يصدمها !
( شلون جبتي رقمي ؟ . . وشلونك ؟)
( لونيي ؟؟؟ اي لون تتوقع ؟ )
،
وبالطرف الآخر ، إشتدت أعصابها وإرتبك قلبه بوهن !
ليتمكن فرصه ستكـون بالعمر !
( أسـف )
كلمه . . تمنى يقولها عند وضع الإصفاد بيدّيه ، وكلمه . . قالها لوالدته حين خروجه . . وتمنـى لو هي تسمع أسـفه !
وتستمع . . لتأنيب ضميـرة !
(على إيش ؟)
!
بينما هيّ . . عندما رأت تلك الكلمه . . سقطت دموعها بلا هوادة ، وتسأله عنّ ماذا يتأسف ؟
عن وجع قلبها ؟
أم عن ماضيه الأسود ؟
لتعود وتكتب وهي ترتجف ( على كذبك علي ؟ ولا على استغلالك لي ؟ ولا عن وجع قلبييي ؟ ولا عن موت إمي ؟ ولا عن إيشششش وإيششش يافهد ؟)
!
،
إطرق رأسه بألم ، يسـمح لها بكتابه القليل من شعورها ناحيـته ، وزيادة عدد جيـوش تأنيب الضميـر ، يزدرء ريقه بألم ، ورفع هاتفه ويتّمعـن بحروفها
( تدرييي كررهتككك يافهد كررهتك وكرهت الساعه اللّي سمحت لنّفسي إني . . افضّ اللي بقلبي لك ! )
( إنت ماتدري شلون كنت .. كنت شي ثمين . . بس للإسف . . الحين !)
بلّل شفتيـه ( والحيـن آيش ياسُلاف؟)
تنهـدت لتراوغ ( تتوقع إيش ؟)
حاصرته من جميع الجهـات !
،
ليـسحب الكثير من الاوكسجين لرئتيه المُقتضبـه ، وهو يّدرك جحم الخطأ الذي يفعلانه الآن !
ولكـنه . . فرصه !
ضرب بالإحـرف دون هوادة !
لتقطـع أملـه
( والحيـن ولا شي!)
!
فتح ثغـرة ببلاة ، ليرى مكنّونات حديثه بفارق حديثها الموجـع والمُهلك لإمله !
إزدرء ريقه ليمسح بوّحه ويكتب بتوهان ( إنتي كل شي!)
!
هي إرادت أن توجعه وتوجع قلبها معه !
تريد إن تبرهن لقلبها بإنه لاشئ !
ماعدا ذكـرى ماضيه وسيئه !
،
وعندما رأت السطور التي توضح أهميتها عندة ، وتعالت ضربات قلبها بجنـون !
لتضحك بسخريه تنفى حديثه بإفعاله السابقه ( إضحك فيها على غيري )
( سُلاااف ! انا اسسف للمرة المليـون واللي بعدها ، وإرجع وأقول إسف . . والله الشاهد كان شعوري صدق وكل كلمه كانتتت صدق ! لكن سامحيني . . ويمكن ربي مايكتب بيننا نصيب ! ، والله يوفقك ) !
!
ورمى هاتفه جانباً ، وإطرق رأسه بألم ، هذا أفضل شئ يمكنه فعله ، لا يريد وضع نفسه ولا وضعها بأمل مُزيف !
. . يدرك حقيقه الحواجز التـي تحيل بينهما !
،
ويدرك . . بإن ماضيّه . . سيلاحقه إينّما حلّ وإرتحل !
، فك إزاير ثوبه وهو يشعـر بالإختناق يعود ليسكن رئتيه ، وترجل تاركاً . . هاتفه تسّعر شمس الظهيرة!
،
بينما هيّ . . أنقطعت أخر خيـوط الأمل أمام ناظريها ، وهي ترى حروفه وخروجه من المُحادثه نهائياً!
. . كيف يحق له إن يفعل بها هكذا؟
كيف يجرؤ على نحر قلبها بهذة القسـوة ؟
إيدرك هو الألم المُرتبط به ؟
إيدرك بإنه باتت تعشق هذا الألـم !

،
شعّرت بإختناق حويصلاتها الهوائيه ، لتركض باحثه عنّ بخاخ الربو لتجدة في حقيبتها وتضّعه في فمها لتنفتح شيئاً فشيئاً !
تنفست بهدوء ، لتخـرج لدورة المياة تغسّل وجهها ، !
نظـرت لإنعكاسها في المرأه ، شعّرت بالشفقـه على حال قلبها الفتّـي والمتألم من حُبـه !
،
وضعت يدّها على قلبها تتحسحس نبضات الواهنه ، وألم سحيـق ماتشعّر به !
كيف يجرؤ على قطع أملها ، وإخبارها بإنها كُل شي ؟
كيف يجرؤ ؟
فتحت الصنّبور لتغسل وجهها بهدوء ، تمنع تدفق الدموع !
لايستحق . . دمعه من عيّنيها !
ولكنّها . . لماذا تبكي الآن ؟
،
كيف يكون قريب منها لهذة الدرجه وبعيد بنفس الوقت ؟
خـرجت من دورة المياة المُقابله لغرفتها ، وتدلف لترى زوجة إبيها تربض على سريرها وتمسك بهاتفه بصدمه !
!
لينّعـاد السينـاريو المؤلم . .
رفعت ناظريها لتقول بلؤم : وش هذا ياسُلاف ؟
إقتربت لتلتقـط هاتفها من بين يدّيها وتقول : ماذكر إنك ياخالتي تفتشين إغراضي من وراي !
عّلى صوتها : ربي إرسلني اشوف جوالك ياسلاف ، ماهو بقصدي ! وش هالكلام اللي بينكم ياسُلاف ؟
تنهدت ، لتستسلم : إظن قريتي كل الكلام . . اللي بيننا إنتهى !
عقدت حاجبيها لتسئل :وش بينكم اصلاً ؟
تحشّرج صوتها : ولا شي ولاشـ ..ـئ ، تكفين خالتي سكري على هالموضوع ! يكفي اللي جرى لي منـ..ـه !
إرتعدت فرائضها لتقول بوجل : سلاااافف لا تخوفيني وش اللي بينكم ؟؟؟ لاتخربين صورة فهد بعييوني !
إطرقت برأسها لتمسح دمعه إسترتسل بضعف : لاتطيح صورته من عينك ، فهد رجال ماشاءالله عليه واصلاً . .
قاطعتها : سلاف لا تشوشين مخي ! وش اللي بينكم بعدها أنا احكم ، ولاً والله السالفه ماراح تصير عندي بكبّرها !
!
: توعديني اذا قلت لك تسّكرين عن هالموضوع ؟
قالت على مضض : إوعدك !
!
ربضت بجانبها ، تحكي بتلعثـم بدايه حكايتهم ، ونهايتها!
وتصّـد بوجهها عنها ، وعن فضيحتها التّـي فُضحت للمرة الثـانيه !
. . ولازالت تهـاب إبن عمها خِفيه ، لان مُطلع على ماحدث!
!
عند إنتهاءها ، وسردها بالتفاصيل !
تحدثت زوجة أبيها بعقلانيه : سُلاف تدرين إنك غلطانه باللي سوّيتيه ! وإستغفري ربك وتوبي له ماييجوز تكلمين رجل مو محرم لك ، ولو إحد شاف المحادثه غيري ماصار طيب !
وإردفت بتأني وهي ترى دموعها تنّسـاب بألم : والماضي راح ! وكنتم جاهلين ! وهذا هو ولد اختي كبر بعيوني زود ولو هو ماعقّـل كان طقّها معك سوالف !
،
وضعت راحه يدّيها على وجهها لتقول بإختناق : خـ..ـالتي تعبـ..ـت والله ! أتمنٰـ..ـى أنسـ..ـاه اتمنى !
،
حـارت بماذا تقـول !
لتردف تلك بألم : صح اللي سويته غلط ! بس برّد قلبي شوي ! وبنفس الوقت أوجع قلببي ! يقولي إنتي كل شي وهو مايسوي اي شي عشششاني !
،
إقتربت لتحتضّنها بهدوء ، : فهد خايف أبوك يرفض لانه خريج سجون ومامعه وظيفه زينه !
أبتعدت : وش دراك ؟
: ببااايينه السالفه ياسُلاف ، دايم هي على لسانه خريج سجون خرريج سجـون . . لكـن إنتي قومي صلي ركعتين وإطلبي من ربّ العالمين يدّلك على الطريق الصح !
تحدثت بعبرة : ايي خيير خالتي كل شي إنتهى !
تنهدت : ماتدرين وش الخيـر ياسُلاف ، يمكن الخير بدون فهد ! ، قومي صلي وإدعي ربس إن مايعلق قلبك الا فيه سبحانه !
أعتدلت بجلسّتها ، لتنظـر للإسفل بعبرة !
وحثّتها بقوة : يالله سُلاف!!
!
إستقامت بركـاكه ، لتخـرج خارجاً حيـث دورة الميـاة !
.................................................. ...........

.
يتّفنن في الغيـاب !
ليأتيها بغّته وهي تظن إنه لن يأتي ! يعشـقه حتى أصبح من خِصاله ! وهاهي تكتشف أول خِصاله للتو ! ومـاهي خِصاله الأُخرى ياترى ؟
ماهي جعبتك ياهذا ؟
ماذا تُخبئ أكثر .. بعدما إنهزمت أمامك !
بلا حول ولا قـوة !
..
مرّت عشرة أيام منذ أخر لقاء !
حتى نسته تقسم على ذلك !
ليأتيها بغّته هكذا ليرغمها على معاودة شعور الخسّـارة والشفقه على نفسـها !
ولكن . . هي ستكون بالمـرصاد ، خسارة واحدة لايعني الموت !
في قانون الحـرب!
!
إزدرءت رِيقها وهي تنظر نظرة إخيرة على شكلها !
بنطال واسع مايسمى (بالشروال) وقميص إبيض رسمي !
وشعرها القصـير منسدل بنعومه !
وأحمر شِفاه بلون الزهر .. والقليل من الكُحـل !
شحنـّت طاقتها ، لتستدير بتأني حيث هو بالإسفـل !
أغمضت عينيها متناسيه مافعلت !
وماجنته !
لينفتح بغته وتظهر والدتها : ماريّا خلصتي؟
إختصرت بـ: ايه
لتقول والدتها بإبتسامه : الله يوفقكم ويسخركم لبعض ويفتح السعادة بوجيهكم يارب .. امشي ننزل !
!
لم تأمن على دُعاء والدتها ووسارت معها حيث الجلاد بتجاهله المُقيت ، وكأنها سّتهتم !
ويثير حنّقها مُبالغه والدتها به ، وكأن سقط من السمـاء لها !
بينما . . والدها ، تكومت غصّه بحنجرتها . .
كيـف يفعل والدها هكذا؟
كيف يجعلها تخسّر ثقتها بنفسها هكذا ؟
،
ولكـن هل كان يعلم ، بإنكِ تفوهتِ بإستكبار نحوة حُبه ؟
هل كـان يدرك . . اللعبه الخفيه التي كانت خلف الكواليس ؟
،
أنصفّه القدر يامارّيـا ، وإنتِ من خسر !
،
عقدت حاجبيها من تزاحم أفكارها !
قطعا لن تكـون الخاسـرة.
سيرى !
!
وصلت اخيـراً حيث الغرفه التي يوجد بها ، وصوته يزلزل أعماقها بحدّيثه مع والدها وأشقاءها !
دّلفت بجانب والدتها ، وحمّـرة تلونت بخدّيها!
،
لتسـلم عليه والدتها ، وهي أحتارت ماذا تفعل !
وإكتفت بالمُصافحـه ، والجلوس بصمت بجانب شقيقها سالم ، فهو ألاكثـر لّبـاقه من ياسر وفارس!
،
تنهدت بضيق عندما تحدث فارس بصفاقه أعتادّتها : عاد ياعمـر إختي حيـلك فيها ، ترى دلوعة البابا وللحين نغّـار منها !
إطلق ضحكته العميقه ولم يعلــق !
ليقول والدها : والله هذاّ القلب ! ماحدن يجي زّيها !
: شفتت يافارس ! لنـا الله ! يمه عسّاك تحبّيننا بس ؟
!
ردّت والدتها على سمًاجه ياسر : والله كلكم واحد يانظر عيني !
إحتظنها سالم ليقول : ياشنيكم مفروض توصون عمر عليها ، عزالله بنفقـدها !
: وش بنفقد غيـر الدلع والنونه المعقـودة !
!
تمنـّت لو أنها تلـكم أخيها الساذج !
إعترضت والدتها : عاد فارس ياشينك كلش ولا ماريّا!
تحدّث هو اخيـراً : هي صادقه عمتي ، حدّك على زوجتي ولاّ ماعاد تشّـوف إختي !
تحدث ياسر بسخريه : عاد أخوي خاروف ياعمـر
: كللششش ولا لولومتي ياعميّـر ، وإختي بتختارني عليك ؟
نظّـر لها : ياماريّا لو خيّروك بيني وبين عمر ؟
! من تختارين ؟ انا صح ؟
تمنّـت لو إن الإرض تبتلعها في تلك اللّحضـه ، لم تهتم لعيّون عائلتها ، بل نظراته المصّوبه نحوها تنتظـر جواب !
!
هذي فرصتك ماريـا !
رفعت عنّقها بخيـلاء لتتحدث بزنق غفلت عنه عائلتها وألتّمسـه هو بحدّيثها : والله على حسـب اذا بيختـارني ولا بيختـار لميـاء!
!
تّعالت الضحكـات !
: عاد عمر كلشّي ولا إخوانه !
: إنتي عين ، وإخواني عيّني الثانيه ، ماقدر أعيش بدون عيوني !'
!
إهتـزت حدّيقتها بعنف ، لتشتت ناظريها هُنا وهناك ، محاوله إخفاء الخجل الذي طغى عليـها !
ماذا يقصـد بقوله السّمح هذا ؟
هل يعتقد بإنها ستتأثر بحدّيثه ؟
أم إنه فقط يريد إراحه قلب والدها ، وبينما هو يلعب بذّيله خلفٰه ؟
!
: الله الله يامارّيا ياحظك بعمر !
وإنتي ماقلتي لنا ردّك ؟
،
تمنـت لو تختفي بهذة اللّحضـه من سماجه إخيها ، رفعت ناظريها له تترجاه أن يصمت أو يقل خيراً !
،
ولكـن أبيها تحدث : خلاص يافاررس أحرجت الغاليه قوموا ، خلوهم براحتهم شوي
!
.................................................. ....................
،
تساءل بدّر بذهنـه ، وهو يراها تربض بعيدة عنده بعد خلّو المكـان !
هل هي جميله لانها يحبها ؟
أم هو أحبها لانها جمـيله ؟
،
ولكـن القلـب عجزّ عن تفسيـر مكنّونات هذا السؤال البسيـط !
الشعـور كمّـا هو !
خفقٌات القلب كمـا هي !
وكأنه في كـل مرةّ تخبرة بكل الدلائل إنها باقيه بقلبه لحين يبعثـون !
،
وحتى في مراهقته ، وفي صبّاه ، ورشـدة ، كـان يرى وجهها البدري بكـل صورة إمرأه جميـله ، أو مُمثله تتهاتف قلوب الرجال عليها ، هو صامد بوفاءه بحبّها !
وحتـى . . عند جُرحه منها !
باقيه !
لذلك . . لايمكن إن يكون حُبه بلا ثمـن !
ولا وجعـه بلا مُقابل !
فقط يُريدها أن تّحـس . . بالإعصارات الفتّاكه التي بداخله !
!
إهتزًت حدّقتي عيّنيه عندما ، إستقامت متجهه حيث الطاوله بهدوء ، وتحمل القهوة لتّصـب له بكل هدوء أجفله !
ليأخذة منهـا الفنجان بتوهـان ، وتصبّ لنّفسها هي ايضاً ، وتأخذ من الحلوى الموضوعه لتجلـس في نفس مكانها بعيدة عنه !
!
إرتشف فنّجانه يرُيد تبليـل حلقه الذي جفّ !
ليقول بصوت شائب : قربي ياماريّا!
!
لـم تحدّث إي ردة فعل على حدّيثه ، وإخرجت هاتفها من جيبّ بنطالها ، بتعمّد تتجاهله !
عَّلـى صـوته : ماريّا !
!
رفعت ناظريها : هلا؟
: قربي !
: مرتاحه هينا ، اذا عندك شئ قوله اسمعك وراي أشغال ضروري إطلع !
فتح عيّنيه ببلاة ، : على وين إن شاءالله ؟
نظّـرت لّـه : برروح مع صديقتي إتعشـى ، إي وش كنت تبغى ؟
ونظـرت لفنّجانه : تبغـى أصب لك ؟
!
إرمش ليحاول إستيعاب أسلوبها المُستفز
وإستقامت تارة إخرى تمدّ يدّها لتّصب له وهي تحمل القهوة بيّديها !
: مابي إجلسي !
وضعتها فوق الطـاوله ، : تمام !
وعادت لحيث مكانها ليقول بغلظه : ماريّا قلت لك قربي!
تأففت بصـوت عالي ، لتستقيـم وتجلـس بمسافه أقرب على الآرائك المصطفه بإكمل الغرفه !
: وش كنت تبغى ؟
!
بلّل شفتيه ورفع حاجبه بإستنكار : اي وين قلتي بتروحين ؟
: بتعشّى مع صديقتي !
: وإنا حظّـرتي إيش ؟ طرطور قدامك !
ضحكت بسخريه : لا حشّاك ، بس فيها شي؟
وهي تميـل برأسها وتنظر له بعمق !
جاوبها بذّات الأسلوب: لاابداً ، بس أظن انا زوجك وماتطلعيـن وانا موجود وعلى الاقل خبريني !
مدّ شفتيها ورفعت كتفيها : والله لي 10 أيام أطلع مااظنك أهتميت ؟ وش معنى الحين !
!
نظـر لها لثّـواني دون إن يتّفوة ببنت شفّـه
لتستّفزة : شوفتك سكت ، ماعندك ردً! ولا المحـل اللي فاتحينه أشغلك ! هذانيي ياسر كل صبح وليل قدام ماأنشغّـل مثلك !
!
أبتسـم بصمت ، هي تعاتبه وتعاقبـه على عقّابه لها ، ليطلق ضحّكـاته ، التي أستفزتها !
: والله ماحسبّ غيّابي بيضايقك ، ولا تخافين بزّيدها عشّـرين يوم مدّامك حاسبتها !
!
إزدرئت ريقها لتقول : لو ماتجي أفضل !
: مايصحش ! عيـني إنتي شلون بشّوف الدنيا بدونك !
!
عاود إهتزاز حدّقتيها بحدّيثه !
لتقول بركـاكه : ماأظن فيه واحد عاقل يجرح عيّـنه بيدّة ! تررررى العين غاليه ومن غلاها فيه ملكين يحرسونها ! إنتبه لا تجنّي على نفسك !
جاوبها : بس قلتّيها عيني ! أنا اسوي فيها اللّـي أبي !
!
إحتد الصمـت بينمها ، هو بنّظـراته المصوبه على ناظريها !
وهي بمقتها من حدّيثه ، وعبوسها الوّاضح ، وكأنها أمّه بعصـر الجاهليه !
لتقول لتبديد ثقته بإنها يستطيع جُـرحها : خلّ عينـك لك ياعمر وأجرحها مثل ماتبـي ! بس أنا ؟
آمال رأسه وهو يصّوب نظراته على وجهها ، أرتبكت لثواني ، ليصّر عليها : إنتي إيش يامارّيا؟
!
: انا غيّـر !
تنهد : إي والله غيييررر غييييرررر !
!
بلًلت شفتيها بتوتر ، مالذي يتّفوه بِه هذا العُمر ؟
يجعّلها تتّوة بحدّيـثه الملّغـم تارة ، وتارة بحدّيثه المُتشعب بحبّـها !
!
غيّـر مجرى الحديث : بكرى العصّـر بإذن الله بمّرك نروح لبيتنـا الّلّي ناويّـن نشتريه إنتي ومريم ! تقدرين ولا .. مشغوله
: إشوف جدولي وإردلك !
!
إطلق ضِحكـه صاخبـه وهو يتستّقيـم مُتجـه للخـارج !
تاركـها مُتخبـطه !
.................................................. .....................
،
،
دّلـف بهدوء لبّيـتهم وهى يردد إستغفارته بداخله ، ليذهب إلى المطبخ يبحث عن مُهجهه الحيـاة ، وربيع إيـامه ، لم يجّدها ليّتجه حيث غرفه المعيّشه ويجد والدته وجدّته مُتقابلاتان وحدهما دونها ، قبّل رأسه والدته وجدّته ، ليسئل عنها : وين مريم ؟
: مانزلت اليـوم أبد !
!
عقّـد حاجبيه بتّخوف ، خيّشه معاودة الحمّى لها بسبب ضيّـق تخفّيـه عنه ! ليعاود الإستفسار : فيها شي ؟
أجابت والدته : لا مافيها شي مرّيت عليها لاهيه ترتب !
!
إزداد عُقدة حاجبيـه إكثـر ، أهو وقت التنظيـف وجدته ووالدته يُقاسـان الوحدة المُقيتـه بغياب والده الحبيب !
يحـاول الجلوس بالبيت إكثر من إجلهما ، وتّسليتها هو وزوجتـه ، ولكنّـها . . تعلم بإنه سيطول غائباً بالخارج من إجل تصليـح سيّارته . . ألم تُدرك بإنهما وحدهما !
،
: تبي إحط لك عشٌّا يامحمد ؟
قِطع إسترسال تفكير صوت والدته !
: إنتم تعشيّتوا ؟
: لا بنحطه الحين ، نادّ مريم
زمّ شفتيـه بغيّض ، ليستقيـم حيث غرفتهما الأحب لقلبه والتي جمّعة إجمل اللّحضـات برفقتها !
دًلف ليّراها . . تصّلي العِشاء على مايعتقد . . خَلع فردتي حذائه ليجلس على السرير ينتظرها !
،
إنتهت ، لتلتف له برحابه وجهها الجميـل : هلاوالله بنّظـر عيني !
حلّقت كلماتها لبقاع قلبه ، لتمحي تهجمه وتنرسم بسمه على ثغرة !
: شلونك ؟ زانت سيارتك !
وهي تستقيم تطوى السجادة وتضعها جانباً ، وتجلس بجانبه ، ولم يخّفي عليها تهجمه !
: فيك شي ؟
أجاب بتنهيدة وهو ينّهل من وجهها الجميل بنظرات هائمه : ليش مانزلتي اليوم عند إمي وجدتي ؟ تدرين إنهم بفترة حساسه !
بّرمت شفتيها : والله اليوم إنشغلت
عقد حاجبيـه : بتنظـيف غرفه ماتسّوى ؟ واذا بعدين سكنّا بتلهين إكثر عنههم ! مريم ترى هالموضوع يضايقني !
برًمت شفتيها من هجومه الغير مُبرر !
:حبيبي ، ترى الدعوى ماتسـ..
قاطعها بنبرة غليظه : تستاهل مريم ونصّ ! وإستقام : خلينا ننزل نتعشى وبعدها نشّوف الدعوى اللي ماتستاهل !
عقدة حاجبيها ، وإستقامت خلفه للنزول للإسفـل !
وتجاهلته قاصدة المطبخ ، وهي تبرم شفتيه بضيق !
!
دّلف لمساعده والدته بصمّت !
: عسّا ماشر مررايم فيك شي اليوم ؟ مانزلتي !
: والله خالتي جلست احوس بغرفتي فوق وإنشغلت ، عسّا مااتضايقتي بس ؟
نّفت : وليشش إتضايق ويلي ؟ ياعمري ماتقصرين والله والواحد بينشغل غّصب !
: اي محمد جاني زعلان يقول مانزلتي اليوم
رفعت حاجبيه بتّعجب ، وإطلقت ضحكه عميـقه ، لتقترب منها : هذا هو محمد كلشّ لا انا ولا جدًته سايرة عشاني ومشّيها له !
!
وحملـت العشاء وهي تتجه لغرفه المعيّشـه !
وهيّ . . شحنت طاقتها لثواني ، لتسيّر حيث ماكانوا يجتمعون !
،
شاركتهم الجلسه بجانب جدّتها التي تأكل وهي تتحدث بشأن الورث الذي سيّوزع قريباً ، وراجح تكفـل بإنهاء إجراءاته !
: ابوك موصي على المزرعه لاتجونها !
: اي ابد ياجدتي بنخلّيها مثل ماتبين ، وش تبغين غيّرة ؟
تنهدت بضيق : ماابغا شي ، الله يرحمه ويغفرله والله صوته معبّي البيت !
تحدث بلّطف : الله يرحمه ياجدتي ، مالنا الا الدعاء ، والصدقه . . وبنجمع تبرعات نبني له مسجد ، واذا قدرنا بيّـر بالدول الفقيرة
: عسّا ربي يجزاكم خيير يارب ،
،
:يارب
!
تنهدت بهدوء ، هيّ تدرك مكانه والدته وجدّته بقلبـه ، وتدرك بإن حديثه كان إستياء من إجل نفسه ولانها لم تجلس معها ، ولكنّ يجب إن يخفف الثقل الذي على قلبـه بشأنهما !
هي لن تدوم . . وهو آيضاً !
!

عند إنتهاءهم من العشاء ، حملته لتًضعه في المطبخ ، وتعود حيـث مكانها تاركه تنظيف الآواني للخادمه ، ربضت بجانب جدّتها !
لتّخبـرها بهدوء : جدّتي بكرى انا وعمر بنشوف البيت اللي ناويه يشتريه !
أستبشرت : الحمدلله لّقـى بييتتت ؟
: اي والله ، بس بنشوفه اذا يناسبنا
تحدثت خالتها نورة : وين عسّا قريب ؟
عبّست : لا بعيد شوي . . وين مكانه بالضبط محمد ؟
!
تنهد ، كيّف لحروفه الأربع وُقـع هكذا بقلبه ، عندما تنّاديه !
هو مُستـاء منها . . ولكنـ قلبٰه ضدّة !
نظّر لها بنّظـرة هي تعرفها فقط ، نظـرة تخصّها
: بالجنـوب جدتي ، اذا شرى أوديك تشوفينه
: لا والله ماني برايحه عسّا بس اقوم لغرفتي هالحين ، عظامي ماهن زي أول
ضحك : توك بعزّ الشباب جدّتي ،
إستقامت بوهن ، لتساعدها هيّ ، : وتقول بعد بعزّ الشباب لو إني بعزّ الشباب كان ماشديت حيلي بمريم
: عسّاك على القوة ياجدتي !
!
.............................
سبّقته لغرفتهم ، بعد إستأذانها من والدته ، هي تتفهم اللحضات التي تجمعه بها ، وتتركهما لإقضاء وقت أطول ، وتدرك مكانته هو ايضاً بقلب والدته !
!
غيّرت ملابسها لإريح ، لتستلقي على سريرها ، وتأخذ مُصحفها تقرأ وردها اليومي ، وتنتظرة !
!
قاطع إسترسالها صوت هاتفها حملته من المنضـدة لتجدّ لميـاء تثرثر بشأن إصرار فارس بتعجيّل الزواج !
ولم تتـوانى أن تتصل عليها !
تركت مُصحفها على المنضـدة وشحنّت طاقتها !
ليأتي صوت شقيقتها حانق : مررريييممم ليششش ماتفهميني ؟
إعتدلت بجلستها لتقول بغّضب : لميياء !!! انتي اللي ماتفهميييننن !! اقولك توك توك !!! وين تتزوجين وتتركين سلمى وناصر ! شوي خفّي أنانيه !
صاحت بإستياء : أنانيـه !!!!!!!! حرام عليك مرييم .. وبعدين ناصر وسلمى خلاصص كبّار لمتـى وإنتي بعيونك صغار ! لمتى نعيش الحياة عشانهم
ضاقت ذرعاً بها لتقول : لمياء ! والله صعبه بسنه وحدة كلنا نتزوج ونتركهم! وبعدين إنتي شارطه الزواج يكون بعد ماتتخرجين ليش جاء فارس ينّبش بالسالفه مرة ثانيه ؟
تأففت : لانه أحتمال يروح يشتغل بمدينه ثانيه ، ويبغاني معه !
: وإنتي لّنتـي صح ؟
تأففت : لااا ! بس سهى تدّق براسي هو كل يوم يكلمني بالموضوع مرت عميي تققول شرايك تروحين معه شسوي !!!
: إنتي شتبغين ؟
تحشّرج صوتها : مدري !
: شلون ماتدرين ؟
!
صوت فتّح الباب أجفلها ، لتراه يدّلف بهدوء ويغّير ملابسّـه لإريح وهي تغمضّ عينيها بأستحياء كمالعادة !
وإستلقاءه بجانبـها جعلها تقول للميـاء : بكرى إجيكم ونتفاهم . . مع السلامه !
!
إغلقت وهي ترمي هاتفها جانباً ، لتستدير له بحنق مُتناسيه أستياءه بشأنها : محححمممددد !
: ياعيون محمد !
برمت شفّتيها : بالله شسوي بلمياء ؟ والله تعبت منها !!!!!
إعتدل ليكون أمامها بهيئتها التي تنّحره بجمالها : شفيّها بعد ؟
: للحين مّصرة على انه يتزوجون الحيين !
برم شفتيه : طيب خليهم يتزوجون وإرتاحي !
: لا ويييينننن ! صعبه .... حنا خلينا نخلص من عمر تجي هي !
عقد حاجبيه : شفيه عمر ؟ هذا هو بيتزوج وبترتاحين !
اشاحت وجهها بضيق : اي واضح برتاح ! بيطفش بنت عمي منه !
عقد حاجبيه : ليشش ؟
نظّرت له لتحكـي قصّه أخيها ، تطلب المّشـورة منه !
تحكـي . . حجم عطائها الذي لا ينضب بشأن مسؤليه وضعت على عاتقها منذ أن كانت بالخامسه عشّر !
وتحكي . . خوفها على الصغيرين بعيّنها !
أمـال برأسه ليقول بسخريه : وانا وش سويتي فيني ؟
برمت شفتيها بضيق ، لتقترب لتحضنه بسخاء : إنت غير عن عمممممررررررر صح ؟
شدّها إكثـر ليستنشق رائحتها العطّـرة : اهه والله حلم حلم تكونيين بين يديني ! مالوم عمرررر ! ولا ألوم قلبه !
: إنت قلبك ططييييببببب !
حاولت الأبتعاء لكنّه إمتنع ليقول : وإنتي قلبك إيش ؟ خفّي شوي على نفسك وإتركي اخوانك شوي !
،
كان يعّصـرها بقوة !
. . وهي مستسلمه لعتابه !
:ماقدر ! . . إنت قدرت تتركني وتنساني ؟
: لأ !
: ماقدر بعد انا !
عصّرها أكثر وتمللت بألم !
: تقارنينييي فيهم ؟
: اه محمد شوي شوي علي !
لم يجبّ عليها وهو يستنشق عطّرها الآخاذ !
لتقول كعادتها سخّيه : إنت . . نظر عيني !
قاطعها بإعتراف : صرت أكره اخوانك !
! : تتتغغار ؟
: اييي !!!!!
تتأوهت تارةً أخـرى ، ليبعدها قليلاً !
تبّسمـت بوجهه : أحبـك !
!
أغمضّ عينيه بتوهان : من متى ؟
برمت شفتيها : مدري ! . . فجأه يوم نسيت خوفي وصرت إنت مكانه !
عقد حاجبيه بضيق !
لتردف وهي تشعّر بالخجل من قربه ! وترفع سبّابتها تفك عقّدة حاجبيه بجلبها لسيّرة الخوف !
: يوم كنت انام وانا افكر فيييك ، ولا افكر بالخوف !
يوم كنتتت اكذب على نفسيي إنك ولا شي !! ييوم كنت مبسوطه إنك تفكر فيني ...
فتحّ عينه بحبّ !
لتغيّر مجرى الحديث : ليش كنت زعلاان عشاني مانزلت تحت ! ؟؟؟
: نسيت الزعللل ! ... قلبي مايقدر يززعل علييك !
.................................................. ..................
،
،
صلّت تلك الليله إستخارة لتّشعر ببوادر الراحه !
من يدري قد تكون سبب لجمع قلبيـن !
هي . . تعرف أبن شقيقتها جيـداً ، تعرف أخلاقه وتعرف دينه الواضح بتقاسيم وجهه !
وتعرف . . إبنت زوجها الطيبه . . التي أستقبلتها ببشاشه بأول ايام زفافها ، لتصبحا صديقتين !
!
تتمنـى الخيـر لها من أعماق قلبها !
وعند خروج زوجها لعمله ، ألتقطت هاتفها لتتصل على أبن شقيقتها ، ولكن هاتفه مُغلق !
!
أجلـت فكرتها لحين وقت لاحق من اليوم ، قد يكون نائم بهذة السـاعه !
وهي تدعو الله أن يسًهل لها مانوته !
.................................................. .............
،
،
تـربض بجانبـه بإجفال واضح ، وهو هادئ بتقاسيمه ويمسك بالموقود بكلتيا يدّيه !
!
كيف أستطاعت أن توافق ان تذهب معه وهما وحدهما ؟
هي كانت تعتقد بإن شقيقته ستكون معهما ولكن إين هيّ ؟
إدزرءت ريقها بتخّـوف ، ماذا لو فعل بها شئ جعلها تندم ؟
ماذا لو . . بقيّا في بيت مهجـ ...
وحيّك يامارّيـا !
تعلمين . . بإنه لن يصل لهذا المستـوى البتهً !
!
تنفست بصوت عالي ، وهي تطمئن نفسها بآيات من القران !
تـوقف سيّارته ، أمـام البيت المقصود ، لتقف سيارة بجانبها ، وتنفست الصُعداء عندما رأت شقيقته مع زوجها يترجلان !
: يالله إنزلي !
ترجلـت بهدوء ، وأقتربت شقيقته لتّحيها ببشاشه واضحه على نبرة صوتها : هلا والله ماريّا شاأخبارك ؟
أجابت بإقتضاب : الحمدلله
،
: شوفي ماريا جدّ اذا مافي أعجبك قولي ترى اهم شي راحتتك ! انتي اللي بتسكنيين بالبيييت !
لم تعلق !
وهي تشعّر بالضغط عليها !
هي بالكاد تستسيـغ إرتباطها به ! وكيـف بالبيت الزوجيّـه ؟
سار هو وزوج شقيقته أمامها ، لتثحها برويه ويُدلفـان خلفهما !
!
جابوا البيت بإكملـه ، كان بيت مُناسب جداً لها !
الدور العلوي بإكمله لها ، سوا غرفتين للميـاء ولسلمى

: شرايك يامارّيا ؟ عساه أعجبك ؟
أومأت برأسها : اي حلو !
تحدثت بخوفت : ترى عمرر أهم شي عنده رايك ، اذا هو جلّف معك مشيها ولا قلبه .. إنتي تدرين فيه !
!
بللت شفتيه بضيق ، يبدو بإن شقيقته تنّاست حدّيثها بينما هو لم ينسـى !
وتتعجبّ من حالها هي ايضاً ، بفرحته غزًت قلبها عندّ دخولها للبيـت ، وترسم خيالاته برفقتـه !
!
شعّرت بمغّص بطنها ، وهي تراها يقترب منها ينظر لشقيقته فقـط يُخاطبها بلّيـن ولطف بالغ !
ونظـراته !
حنـونه !
وهي تتجاوب معه بإريحيـه ،
وعندما ألقى نظّرة عليها ، كانت نظـرته تخلوّ من التعبيـر ، قرأت فيها شئ أوجعها !
لينطقه عند أبتعاد شقيقته لزوجها : عسّاة أعجبك .. ذوقك خبري فيه إنتقائي !
!
أشحات بوجهها: يمدّيك تسئلني عن رأي بدون ألغام توجع ! .. بس مدّامه إنتقائي على قولتك .. الديكور مبّ عاجبني وبذّات الغرف اللي فوق غيّريها !
همسّ : ليـش دائم تدققين إني أوجع عيني ؟
دغدغ حدّيثه أعماقها لتقول : والعيين تحسّ ، ياعمر !
لتقول بضيق : رجعنيي البيييتتتت خلاص !
كان يقف بجانبها ويطرق رأسه لإذنيها بهمـس ، يجفلها !
: جدولك مّزدحم يعني ؟
تحدث بغنّج : ايي يعني شركات وأموالي الطائلـه لازم اشوف شصار عليها !
رفع رأسه بضيّـق ونبرة غليظه : إمشي يالله !
!
فتحت ثغرها بإجفال ، هي لم تقصـد بحديثها شيئاً البته ، بينما هو .. فهمه خطأ !
تبعته بغّصـه تكومت بحلقها ، كيف يكون هكذا معها وهي عيّنه ؟
كيف يستطيع جُرحها ، حتى إنها أصبحت تكرهه حدّيث قالته بكبرياء !
عمـر . . يعاقبها بشدّة !
،
هي فيه قرار نّفسـها ، تريد أن تحيّا معه حياة رائعه كسيرته التي تحفظها عن ظهـر غيب !
يعاملها . . بلطف
ويحادثها . . كمًا يُحادث شقيقته
تريد . . إن ينظر لها بحنـان . .
!
ولكن تذكري ذلك !
هـو لم ينسـى . . ماقُلتيه
.................................................. ....................
،
،
: اخخوووك غارق لشوشته مريم ، وين كلامك اللي تقولين ؟
تكتفت بغّيض : ياليت ياليت محمـد ، أحاول ماأدخل نفسي بالموضوع .. بس ماقدر !
تنهد : اخوك كبر البغل خليه هو يتّصـرف وماعليك منه ! وغيّر مجرى الحديث : بعد المغرب أجيك ؟
: ويين محمد بتعشى معهم ..
عقد حاجبيه ، لتّدرك بإنه ماحدث بالأمس لايزال عالق !
تحدثت بروًيه : حبيبي ، إدري ان هالموضوع يضايقك وإن جدتي وخالتي بفترة حساسه بس لازم تعرف إنه ماراح ادوم طول عمري لهم إجلس معهم ولا إنت ! خفً على نفسك شوي . . وعودّهم هذي سُنه الحيـاة !
!
تنهـد بضيق ، وهو يدّرك حديثها العقلاني .. ولكن الحيله بقلبه !
قال بإقتضاب : تدرين غصب علي!
إستدارت بكامل جسدها إليه ، وهو ينظر للأمام ويقود السيارة بهدوء !
: والله أدري ، وكلنا مانقصّر راجح ترى يوم ويوم يجون هم وزوجته ، وبرضو خالاتي مايقصرون وأنت بعد ! خفّ على قلبك .. عشنـ..ـا حنـ..ـا بدون أبوي وامي الله يرحمهم لتحاول أبعاء غصّه تكومت في حلقها : خّف على نفسك !

توقف سيارته عند الاشارة ، إخذ يّدها ليطبع قبلـه طويله
: انا أمك وأبوك وكل أهلك !
إزدرئت ريقها بتأثر : ياعساني ماأخلا منك ! يانظر عيني !
،
سادّ الصمـت لدقائق وهو لايزال يُمسك بيدها ، حتى أنارت الإشارة بالضوء الإخضـر ، وترك يدّها بلطف
لتتحدث بغًصه : تدري يوم ابوي وامي حيّين ، كنت أتعجب من حبهم ، وأتعجب من تسميه أمي لابوي "نظر عيني " .. ويوم مات .. قالت وش ابي بالشوف بعد مامات نظّر عيني !
مستحيـل انسا كلامها .. وكنت اتعجب شلون ماتعيش بدونه ؟
لتنظر لها ، وهو هادئ يستمع لحديثها بقلبه قبل أُذنيـه !
لتردف : وماحسبت إني بحس مثل ماتحسّ فيه الله يرحمهم أجمعين .. وماكنت متوقعه بقول مصطلح "نظر عيني " لإي حد .. لانه احسه يخصهم .. بس جربت وإكتشفت نظر عيني .. هو إنت !
!
توقفت سيارته بإخر حدًيثها ، ليستدير جسدّة ، ويمسك كلتّا يدّيها ويقبلها بنّهم !
: وياعسّا هالنظـر مايخذلك !
! .................................................. ...................
،
،
تعتـقد في قرار نفسـها ، بإنه لايوجد أسمّـى وإنقى من حُب الأبنته لوالدها..
!
تشّعـر بإن الحياة عادت لها بوجودة معهـم !
وإن طعمها كان زقـوم ، وحتى بعد إرتباطها بزوجها ، تشعر بشئ ينغّص عليها !
،
حبيبها الأول ، مُهجه حياتهم ، وأمانهم الثاني ،
فالآمان .. رب العباد .. وبعده هو .. ويأتي زوجها !
قد تحدد .. موعد زفافها اخيـراً ، سيكون بالعطله الصيفيه إي بعد 6 أشهـر ..بإذن الله
!
يجلسـون في غرفه المعيشه بألفه أفتقدوها !
يربض والدها بجانب والدتها يغازلها أمامه أنظارهن ، وهي تتحرج وتبعدة بلطـف !
: خلاصص ابو حنان ! خف شوي قدام البنات !
إطلق ضحكـاته : والله خليه يغمضون عيونهم !
!
قالت رؤى بحرج : يبببه عندكم غرفه ! صرت إكره اجلس بينكم !
: ههههههههههههههههه يالله عشان يارؤى !

،
تغيّـر مجرى الحديث لإغاضتها التي إستقامت تاركتهم بحنق !
لتقول رغد : يبه شكل شوي شوي عشان تتفرد بإمي !
:هههههههههههههههههه وهذي الخطـه !
تحدثت هيّ : انا عن نفسي بقوم وبعرف قدر نفسي ، يمه شتبغين إسوي عشّا ؟
تحدث والدها : شكلنا بنتّسمم ياساميه !
عبًست : يبببهههه !
تبّسم : امزح يابوك ، عزالله اللي من يدّينك عسل
قالت رغد بضيق : اي الدلع بس لحنان وحنا !!! ياويلكم من رؤى لو تسمعكم !
: انا غير صح يبه ؟
قالت ببسـمه : والله ياوليدي كلكم غلاكم واحد عسّا ربي يقر عيوني فيكم ، ورؤى قلبي مايقدر براضيها وهذاني قمت !
!
أستقام وقبّل رأسه زوجته ، وبعدها رغد .. وهي الأخيـرة .. ليتجه حيث رؤى الغاضبه !
!
قالت والدتها بتأثر : الحمددلله اللي رجع لنا ايامنا الحلوة !
.................................................. ....................
،
،
،
كان يأكل عشـاءه بعد يوم طـويل ، وكعادته يأكله وحيداً فهو لاياتي حـتى إغلاق المحل في الساعه الثانيه عشـر ، وتكون والدته تربض تنتظره وبينما جدته تغطّ في نومها !
!
دًلفت والدته وهي تمسك بهاتفها وتمدّ لها : عواطف تدّق عليك ماترد إمسك تبغاك !
!
ماذا تريد خالته الذي أصبح سيّرتها تؤلمه ، فهاتفه قدّ تعطل بسبب إنصهار ذاك اليوم بشمس الظهريه ، ليأجل تصليحه بحنـق ، خوفاً من معاودة قرأت رسائلها والتحسّـر على حالهما !
ردّ بإقتضاب : هلا خالتي ؟
: هلا فيك فهد ، وينك ماترد ؟
: ججوالي خرب .. أمري؟
تنهدت ، لتصقعه بحدّيثها : سُلاف بنت زوجي صدق تبغاها ؟
.................................................. .......................
تم !
قراءة ممتعه💘


الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس