عرض مشاركة واحدة
قديم 13-04-19, 11:34 PM   #3

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي

لم استطع النوم ليلة البارحة فقررت ان اتحرك نحو المدينة فالسفر اليها يستغرق ثمانية ساعات ومع وصولي ذهبت الي الشركة لاتاكد من سير العمل والان علي زيارة اختي فهي كانت قلقة علي منذ ان علمت بوفاة ذلك المجرم طرقت الباب فات وسام لفتحه وهو ابنها الذي يبلغ الثامنة من العمر وما ان دخلت حتى ارتمت قنبلة بشرية في حضني ابعدت ازهار عني وانا ارى شقيقتي تخرج من المطبخ والدموع تمليء عينيها " متى ستتوقفين عن البكاء كلما رأيتني يبدو انني ساتوقف عن زيارتك سعاد"
فقالت سعاد وهي قدمها على الارض " حينها ساجرك اليها انها خائفة عليك لانك اخر من تبقى لها "
قلت لها وانا اضربها على جبهتها " وما دخلك انتي يا سليطة اللسان ابتعدي ودعيني اسلم علي شقيقتي "
فقتربت سعاد فتلقيتها في حضني وقبلت راسها وقد بدات بالبكاء فعلا " انت من تبقى لي عماد فلا تفجعني فيك ارجوك عدني ان تبعد تلك الافكار من راسك "
لم استطع الرد فانا اعلم جيدا انني لا استطيع أن اعدها باي شيء
قالت ازهار " ما هذه الدراما لا وقت لدي للبكاء فتوقفا "
قلت وقد تذكرت امر زهور وهي تؤم ازهار " واين زهور "
قالت ازهار وهي تغادر المطبخ " في غرفتها كالعادة اذهب اليها وساعد لك شيئا تاكله فلا احد يقدر طبخي غيرك "
فقال وسام " هذا لانك لا تعدين الاطعمة اللذيذة الا له ونحن ناكل تجاربك التي لا تنجح الا بعد المرة الالف"
قلت وانا اسير لغرفة زهور " هذا لانك تمدح تجاربها تلك ظنا منك انها سترحمك"
طرقت باب غرفة زهور فسمعتها تقول تفضل فدخلت فاذا بالغرفة تغوص في عالم من الظلام والضوء الوحيد هي تلك الصادرة من التلفاز وهي تشاهد احد افلامها الهندية نظرت اليها وقد قامت من السرير تتقدم نحوي انها تشبه ازهار كثير بل هما متطابقين سوى في تلك الشامة التي تملكها ازهار الفرق الوحيد هو ان زهور تعتني بنفسها كثيرا وتتبع الموضة لم يسبق لي ان رأيتها خالية من الزينة وكانها ذاهبة الي حفل رغم انها لا تغادر غرفتها الا للتسوق ونادرا ما تجلس مع اسرتها نظرت الي عينيها ولمعة الحزن التي تبرع في اخفائها عن الجميع وقد وصلت الي ومدت بيدها وهي تبتسم" اعذرني خالي لم اعلم بقدومك "
سحبتها لحضني وانا اوبخها " وهل سيختلف الامر متى ستخرجين نفسك من هذه القوقعة زهور"
ابتعدت عني وهي تعود لتجلس على طرف السرير وهي تمرر اصابتها في شعرها الذي وصل لاسفل ظهرها بظلامه الحالك " اي قوقعة يا خالي كل مافي الامر انه لا شيء لدي لافعله"
جلست بقربها وقلت " عودي لدراستك "
نظرة الي بنظرة وكأنها تلومني " وهل فكرتم بدراستي عندما زوجتموني وانا لا ازال في الثانوية فلم تهتم الان وماذا سادرس بعد كل هذه السنين "
قلت وقد آلمني ما قالت " لم نمنعك حينها من اكمال دراستك فانت من تخلت عنه ثم يمكنك اختيار اي مجال فانت انيهت الثانوية بمعدل جيد"
قالت وقد بان الحزن الذي تخفيه " انت لا تفهم الامر يا خالي ما حدث كان ضربة موجعة وانا لم افق من اثاره بعد "
نظت الي تلك الندوب واثار الجروح التي تملىء ساقيها والتي تصر على عدم اخفائها فهي دائما ترتدي تلك التنانير والفساتين القصيرة "لو انك اخبرتنا.."وقبل ان اكمل حديثي انتفضت واقفة وهي تشتعل غضبا " اخبركم بماذا خالي اخبركم انكم زوجتموني برجل له زوجة وبنات يكرهنني حتى الموت اخبركم بانهن حولن حياتي الي الجحيم بمكائدهن اخبركم ان جميع اهل زوجي يكرهونني وينبذنني في مجتمعاتهم ماذا اخبركم الم يقل ابي عندما اخبرته عن المرة التي ارسلت لي ضرتي الحبيبة ثوبا ابيض ملوث بالدماء قال بانها غيرة نساء ولن تستطيع فعل شيء حتى انتهى بي الامر مربوطة في منزلي والجروح تمليء جسدي دون ان اعرف من فعل ذلك لتطلقوني منه ببساطة هكذا "
قلت بهدوء "الخطأ خطأ زوجك زهور كان عليه.." وقبل ان اكمل قاطعتني ثانية وهي تشير باصبعها " لا ليس كذلك لقد كان يستمع لشكواي ويعاقب زوجته وقد هجرها اكثر من مرة ووضع لي حارسا " قلت بتهجن " واين حارسك المغوار حينما تهجم عليك ذاك الذي لا ندري من يكون حتى الان"
قالت " اخبرتك انه كان موشحا بالسواد وقال له بانه والدتي ام كنت تتوقع منه ان يطردها "
قلت " حسنا لنتجاوز كل هذا هل كنت تتوقعين ان نتركك على عصمته "
قالت وقد هدأت " لم يكن له دخل وقد حملتموه كامل المسؤولية كيف تريدون منه ان يعلم من وراء ذلك وماذا كان سيفعل اكثر من انه طلق زوجته وقاطع اهله كنتم حللتم الامر بطريقة اخرى "
قلت بحذر خوف منردة فعلها " تحبينه "
لم تقل شيئا وقد صدع تلك الغنية الهندية من الفيلم الذي تتابعه فاتجهت الي وسط الغرفة وبدات بالرقص ملجأها الوحيد الذي تهرب اليه دائما وقد ندمت على سؤالي وانا ارى تلك الدمعة اليتيمة التي سقطت من عينيها ما كان علي ان اسال سؤالا اعلم جوابه جيدا فزوجها كان يحبها لدرجة انه وقع مغما عليه عندما اتفقت العائلتين على الطلاق وقد خيره والده بين ان يطرد من القبيلة وهدر دمه وبينها ولا شك لدي انه سيختارها لولا ان جدها حذره من ذكر اسمها والى سيعلن الحرب على عائلته فماكان منه ما ان استفاق حتى قام بتحويل كل املاكه اليها وتطليقها وقد اختفى من البلاد بعدها اما هي فقد دخلت في حالة صدمة لعامين لا تتحدث فيها الي احد وقد ظننا انها فقد عقلها الي ان تحولت الي ما هي عليه الان تركتها وقد اغلقت عرفتها فسمعت شهقتها التي اطلقتها ما ان غادرت ثم تتالت الشهاقات وقد بدات بالبكاء فتركتها لعلها ترتاح ان افرغت حزنها في البكاء رغم اني اشك في ذلك غادرت نحو المطبخ لاحد انواع من الاطعمة التي اعدتها ازهار فقلت وانا تجلس على الطاولة " كل هذا من اجلي لابد ان زوجك سيغار كثيرا واشهد انه محظوظ بك "وضعت صحن الصلطة امامي وقالت " لياتي هو اولا واعدك لان ترى اي من هذه الاطباق"
ضحكت عليها وانا اقول " ظننت بان شقيقتك كونت عندك عقدة من الزواج الا انك متلهفة لفارسك "
قالت بهيام " اي عقدة اقسم لو انه يمتطي سلحفاة لدل منزلنا اعتقد بانه هو من لديه عقدة وليس انا "
ضربتها على جبهتها وقلت " استحي قليلة يا خائبة الرجا "
فدخلت اختي قائلة " لقد فقدت الامل منها كل ما ارجوه ان ياتي من يقطع لها لسانها هذا ويحقق احلامها الحمقاء "
قالت ازهار مغادرة " يا الهي الا يحق للمرء ان يحلم "
قالت اختي بحزن " كيف هي "
علمت بانها تقصد زهور فقلت " لا تقلقي سياتي من يخرجها من قوقعتها هي الاخرى" جلست امامي وهي تقول " وماذا عنك متى ستاتي من تخرجك من عزوفك هذا "
قلت وانا اكل من سلطة ازهار " يبدو انها لم تولد بعد "
★★★★★★★★★ "
.






التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 17-04-19 الساعة 08:30 PM
ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس