عرض مشاركة واحدة
قديم 15-04-19, 09:58 PM   #13

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

11_عذاب الضمير



نظر ( منصور) إلى ساعته و كانت قد تجاوزت الخامسة صباحا بعدة دقائق و عادت عضلات وجهه تتقلص و قد احس بذلك الألم الشديد يهاجم أحشاءه و لكنه حمل حقيبته و تحامل على نفسه ليتسلل إلى داخل الفيلا حيث صعد إلى الدور العلوى و فتح باب غرفة نوم حفيده كان وائل مستغرقا فى النوم و قد بدا فى نومه كالملاك الحالم عندما اقترب جده من فراشه و جثا على ركبتيه ليقبل جبهته هامسا :
ـ كم سأفتقدك أيها الملاك الصغير ليتك نعرف أننى أحبك كثيرا
و اخذ يمسح بيده على شعره و هو يتأمله بنظرة حنون ثم نهض واقفا و هو يسنعد لمغادرة الحجرة لكنه فوجئ بزوجة ابنه واقفة لدى الباب فهمس لها قائلا :
ـ ىسف يا ( نجلاء) هانم يبدو أننى قد أقلقتك و لكنى أردت ان ارى وائل قبل رحيلى
قالت له و هى تصحبه خارج الغرفة :
ـ و هل كنت تريد ان ترحل دون ان تودعنا ؟
( منصور) :
ـ هذا افضل لقد تعلقت بكم كثيرا و عندما يحب شخصا آخرا يفضل أنة يرحل دون وداعه لأن لحظات الوداع غالبا ما تكون مؤثرة و مرهقة للعواطف و مع ذلك و ما دمت قد التقيت بك قبل رحيلى فلا مناص من أودعك شاكرا لك حسن معاملتى طوال الفترة التى قضيته هنا
( نجلاء) :
ـ ألن تخبرنى عن سبب رحيلك المفاجئ هذا ؟

( منصور) :
ـ لقد قلت لك من قبل يا هانم أننى مضطر إلى السفر
( نجلاء) :
ـ لا أعرف لماذا لا يبدو لى هذا السبب مقنعا ؟ و على أية حال إذا كان الأمر متعلقا بالمال فيمكننى أن ...
قاطعها قائلا :
ـ ليس للأمر أية علاقة بالمال إنه ارتباط لابد منه
و هم بهبوط درجات السلم عندما امسكت ساعده قائلة :
ـ عم عبده
و صمتت قليلا قبل أن تستطرد :
ـ أريد منك أن تعرف قبل رحيلك أننا أيضا أحبناك و تعلقنا بك و كنا نتمنى ألا تتركنا و ترحل
نظر إليها مليا ثم قال :
ـ بارك الله فيك يا بنيتى
ثم أسرع بهبوط درجات السلم ووقفت ( نجلاء) تراقب رحيله من نافذة غرفة نومها إلى ان غاب عن عينيها ثم عادت إلى الفراش حيث كان زوجها راقدا و قد استلقى على احد جنبيه و هو ينظر إلى الجهة المقابلة للنافذة و سألها بصوت خافت :
ـ هل رحل ؟
سألته باستغراب :
ـ هل أنت مستيقظ ؟
( وجدى) :
ـ نعم
قالت معاتبة :
ـ لم لم تحاول ان تنهض لتوديعه
قال و قد ازداد صوته خفوتا :
ـ لا أعتقد انه كان سيرحب بذلك
( نجلاء) :
ـ هذا ما قاله و لكن كان يمكنك على الأقل أن تعرض عليه توصيله إلى موقف السيارات
( وجدى) :
ـ و هذا ايضا رفضه
التفتت إليه قائلة :
ـ لا أعرف لماذا يسيطر على ذلك الشعور بأن هذا الرجل يمت لك بصلة ما ؟
تصرفاته و افعاله
و صمتت و قد ارتسمت على وجهها ملامح الحيرة ثم قالت :
ـ لقد كان ينظر إلى ( وائل) بحنان بالغ حتى أننى خشيت أن يختطفه و يأخذه معه قبل ان يرحل و موضوع ( هالة) لقد سمح لنفسه بالتدخل فى الأمر و اصلاح العلاقة بينها و بين زوجها كما لو كان فردا فى العائلة و أنت لقد رأيتك متأثرا هذا المساء لرحيله بالرغم من أنك نادرا ما تتأثر لفراق احد و لا تتميز بذلك الحس العاطفى و هذا شئ غريب بالنسبة لأجير عندك بالرغم من أننى لا أنكر أننى أيضا تأثرت لقراره بالرحيل عنا فقد احسست أن وجوده فى منزلنا يضفى عليه لمسة ما .. لمسة غريبة لم نعهدها فى احد ممن يعملون لدينا او ممن نعرفهم و ازدادت اقترابا منه و امسكت ساعده قائلة :
ـ ( وجدى) أما زلت مستيقظا ؟
لكنها لم تتلق جوابا منه و إن احست بجسده يرتعد فقربت وجهها من وجهه و رأت عينيه محتقنتين بالدموع فهتفت غير مصدقة :
ـ ( وجدى) هل تبكى ؟!
نهض من فوق الفراش ليجلس على حافته و هو يدير لها ظهره قائلا بعد ان اطلق زفرة قصيرة :
ـ ( نجلاء) ألا تكفين عن ذلك الفضول ؟
و لكنه قفزت من الفراش لتواجهه قائلة :
ـ هل تعرف ان هذه هى المرة الأولى التى ارى فيها الدموع فى عينيك ؟
مد يده ليزيل أثر الدموع من عينيه قائلا و هو يشيح بوجهه إلى الجهة الأخرى :
ـ إن عينى متعبتان قليلا ربما بسبب الإجهاد و قلة النوم
و لكن ( نجلاء) ألحت عليه :
ـ لا اعتقد أن للاجهاد و قلة النوم علاقة بتلك الحالة التى تبدو عليها
نهض من الفراش دون ان يرد عليها ليجلس فوق أحد المقاعد و هو يشعل لنفسه سيجارة فى حين ظلت ( نجلاء) جالسة فوق حافة الفراش و هى تقول :
ـ هل تعرف السبب الحقيقى فى تلك الازمة التى كادت تودى بزواج أختك ؟
إنها لم تصدق ان زوجها يحبها حبا حقيقيا و لم تكن تثق به و بنواياه تجاهها بل كانت موقنة انه لولاك و لولا مساعداتك له ما استمر هذا الزواج و ذلك هو الخطأ الفادح الذى كاد يعصف بزواجهما لأن ( منير) كان يحبها حقيقة و يتألم لأنها لا تثق بذلك و أنت ترتكب نفس الخطأ فأنت لا تثق فى حبى لك و فى تمسكى بك بالرغم من كل شئ و من أى شئ و تنسى أننى أحببتك و تزوجتك بالرغم من كل عيوبك التى غفرتها لك و عملت على اصلاحها لكنى لم افكر للحظة واحدة ان اتترك بسببها إنك تنظر لى دائما على اننى انتمى إلى اسرة ثرية و من أصل عريق و أنك يجب ان تبدو أمامى دائما فى الصورة المثلى و فى المستوى اللائق حتى لا يؤثر ذلك على ارتباطنا و انه يتعين عليك من أجل ذلك ان تخفى عنى الكثير من اسرار حياتك و بعضا من تلك الهموم التى تصل بك إلى حد البكاء كما رأيت هذه الليلة فى عينيك و نسيت أننى امرأتك و زوجتك و حبيبتك قبل أى شئ آخر و أننى أتألم لأنى لا تثق بى و بحبى لك بالقدر الذى استحقه و تعمل على ابعادى عن مشاركتك ما يتعين على ان اشاركك فيه كزوجة احبتك و رضيت ان تشاركك حياتك بكل ما فيها و بكل ما تحتويه من أسرار تحرص على اخفائها عن الآخرين يوم أن وافقت على الاقتران بك
سألها بصوت واهن :
ـ ماذا تريدين منى ان اقوله ؟
اقتربت من المقعد الجالس عليه لتجثو امامه و هى تضع يديها على ركبتيه قائلة :
ـ الحقيقة
سألها و قد عادت عينيه تحتقنان بالدموع :
ـ أية حقيقة ؟
( نجلاء) :
ـ من هو هذا الرجل الذى جئت به إلى منزلنا فجأة و رحل عنا فجأة ؟
لاذ ( وجدى) بالصمت دون ان يعطى جوابا و ظلت ( نجلاء) تحدق فيه برهة و هى تنتظر منه ان يقول اى شئ بلا جدوى ثم ما لبثت ان نهضت و هى تستعد لمغادرة الغرفة قائلة :
ـ مع الأسف كنت أظنك تثق بى اكثر من ذلك ؟
و لكنه أمسك برسغها قائلا و قد سالت العبرات على وجنتيه :
ـ إنه ابى
ظلت ( نجلاء) صامتة لحظات و هى تحاول استيعاب ما قاله ثم ما لبثت ان عادت تجثو امامه قائلة :
ـ كنت اعرف و اشعر بان هناك صلة ما .. صلة قوية تربطك بهذا الرجل و لكنى لم أكن اتصور
و بدا تفكيرها مشوشا و هو تزداد قائلة :
ـ والدك ؟! غير معقول !
ثم نظرت إليه قائلة :
ـ و لكن كلنا نعلم ان والدك قد مات لقد اخبرتنا بذلك
قال ( وجدى) بصوت مرتعش :
ـ لم تكن هذه هى الحقيقة
( نجلاء) :
ـ و لكن لماذا ؟ لماذا اخفيت عنا هذه الحقيقة و لماذا تركته يعمل حارسا لدينا و أنت تعلم انه أبوك ؟
( وجدى) :
ـ كانت لدى اسبابى
بدت ( نجلاء) و قد تخلصت من صدمة المفاجأة و هى تقول بصوت غاضب :
ـ لا اعتقد ان هناك اى سبب فى هذه الدنيا يجعلك تنكر وجود ابيك و ترضى له هذا الوضع المهين
( وجدى) :
ـ سأروى لك القصة من البداية و لكنى اوافقك على انه مهما كانت الأسباب فقد كنت نذلا للغاية فى تصرفى هذا و اخذ يروى لها القصة كلها
بعد ان انتهى من روايته لقصته صمتت ( نجلاء) قليلا ثم قالت :
ـ إننى لن اتجادل معك فى كل ما حدث فى الماضى بل اناقشك فى تصرفاتك مع ابيك بالرغم من أننى اعترف بأنها قد صدمتنى فلم اكن أظن انك بكل هذه القسوة بالرغم من كل المبررات التى سقتها و لكن سأسألك سؤالا واحدا : ماذا ستفعل الآن ؟
نظر إليها ( وجدى) و كأنه يتطلع إلى الإجابة فى عينيها و قال :
ـ و ماذا تنتظرين منى ان افعل ؟
قالت بدهشة :
ـ لا اعتقد انك ستستمر فى ارتكاب هذا الخطأ الفادح يجب عليك الآن تصحح كل الأخطاء التى ارتكبتها لابد ان تعرف ( هالة) بوجود أبيها و يجب ان تكشف لها عن شخصيته فهذا حقها ثم يتعين عليك بعد ذلك أن تعثر على ابيك و ان تعيده إلى هنا ليأخذ مكانه الصحيح و يستعيد ما فقده منك و من اختك من حب و احترام لابد ان تعيد له أبوته المفقودة و بنوتك التى حرم منها طويلا يجب ان يأخذ كل شئ مساره الصحيح منذ هذه اللحظة
قال و قد ارتسم الخوف فى عينيه :
ـ و لكن وضعى و مكانتى فى المدينة و الانتخابات التى أسعى إلى خوضها إن أبى له سابقة اجرامية ثم ماذا سيقول الناس عنى بل ماذا ستقول ( هالة) عندما تعلم أننى أخفيت عنها و عنهم الحقيقة و اظهرت أبى بمظهر الأجير الذى يعمل لدى ؟ هناك أشياء كثيرة متشابكة و معقدة إننى سأفقد احترام الناس و تقديرهم لى إن لم يكن بسبب ماضى أبى فسيكون بسبب فعلتى معه يجب أن اضع كل هذا فى حساباتى
انفعلت ( نجلاء) قائلة فى غضب :
ـ فلتذهب حسابتك و كل تلك الأشياء إلى الجحيم المهم الآن هو والدك الرجل طاعن فى السن و لابد انه رحل عن هنا و هو حزين منكسر القلب لجفائك معه و حرمان من استعادة حبك و حب ابنته الذى حرم منه طويلا ألم تفكر لحظة واحدة فى هذا ؟ ألم يحرك فيك شيئا ؟ ما الذى ستجنيه من احترام الناس لك إذا نا فقدت احترامك لنفسك ؟ و بأى ضمير ستواجه نفسك بعد الآن ؟ بل كيف سيمكنك ان تنظر إلى نفسك فى المرآة بعد هذا الجرم الفظيع الذى ارتكبته فى حق ابيك الذى قد يموت بعيدا عنك دون ان تراه او تدرك موته و فى قلبه غصة منك و من جحودك ؟ هل ستكتفى وقتها ببعض العبرات التى تتساقط فوق وجنتيك كما تفعل الآن ؟
هب ( وجدى) من مقعده و هو يقول فى انفعال :
ـ كفى يا (نجلاء) كفى إنك تعذبيننى بهذه الكلمات
وقفت ( نجلاء) إلى جواره و احاطت ذراعه بيدها و هى تقول :
ـ سيكون العذاب اضعافا مضاعفة إذا ام تسع إلى ايقاظ ضميرك و اصلاح الأمر مع ابيك و رد اعتباره إليه صدقنى إننى اقول لك ذلك لأننى أحبك و اخشى عليك من عذاب قاس لا يرحم .. عذاب الضمير ذلك لأننى اعرف أنه بالرغم من كل شئ فأنت لست بهذه القسوة و العقوق و الأنانية التى تحاول ان تبدو عليها هيا أسرع .. أسرع قبل فوات الأوان

***


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس