عرض مشاركة واحدة
قديم 19-04-19, 09:39 AM   #15

سارة حمادي

? العضوٌ??? » 441389
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 234
?  نُقآطِيْ » سارة حمادي is on a distinguished roadسارة حمادي is on a distinguished roadسارة حمادي is on a distinguished roadسارة حمادي is on a distinguished roadسارة حمادي is on a distinguished roadسارة حمادي is on a distinguished roadسارة حمادي is on a distinguished roadسارة حمادي is on a distinguished roadسارة حمادي is on a distinguished roadسارة حمادي is on a distinguished roadسارة حمادي is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السابع
تسمرت شيرين في مكانها ما أن انتبهت لوجوده... اختفت ابتسامتها وعلت الصدمة ملامح وجهها ... آخر ما توقعته أن ترى عمر أمامها... شعر حازم الذي كان يقف جوارها بصدمتها... بينما اقترب عمر منها لا اراديا...
" شيرين..."
نطقها عمر بصعوبة وهو يحتضن ملامح وجهها الذي اشتاق إليها كثيرا بعينيه ...
حاولت شيرين السيطرة على مشاعرها فنطقت بصعوبة :
" كيف حالك عمر ...؟"
استفاق عمر من شروده ورد عليها :
" بخير ... وانت كيف حالك ..؟"
اجابته بخفوت :
" بخير..."
" ماذا تفعلين هنا ...؟"
سألها لتجيبه بجدية:
" لدي عمل هنا ... "
ثم أشارت إلى حازم معرفة عنه :
" السيد حازم مديري ..."
" اهلا ..."
قالها عمر باقتضاب ليومأ حازم رأسه دون أن يرد حتى ....
عاد عمر بانظاره ناحية شيرين ليقول بشوق من الصعب أن يخفى :
" مر وقت طويل على آخر لقاء جمعنا ..."
اومأت شيرين رأسها دون أن تعقب وقد تملك الشوق منها هي الاخرى ... لم يكن هينا عليها أن ترى طليقها السابق وحبيها الوحيد أمامها بعد سنين من الفراق ...
في هذه الأثناء تقدمت انجي ناحيتهم بعد ان قررت الهبوط من الجناح ... ما أن وصلت إليهم حتى قالت :
" عمر حبيبي لقد بحثت عنك طويلا..."
غزا الارتباك عمر بينما سيطرت الدهشة على شيرين ما أن رأت انجي فهي تعرف بأن عمر تزوج من مها ابنة عمه ...
ابتسمت شيرين بسخرية لاحظها عمر على الفور ثم قالت موجهة حديثها إلى حازم :
" سيد حازم يجب أن نعود إلى العمل ... لقد تأخرنا كثيرا ..."
ثم تركتهم واتجهت بسرعة إلى الجانب الآخر من الفندق يتبعها حازم... ركض عمر بسرعة ورائها مناديا عليها توقفت في مكانها والتفتت إليه ليقترب منها أمام أنظار حازم المزدرءة وأنجي المندهشة...
" شيرين هناك أشياء كثيرة لا تعرفينها... لا تحكمي على فورا قبل أن تسمعيني..."
رمته شيرين بنظرات مزدرءة قبل ان تقول بضيق :
" لا يهمني اي شيء يا عمر ولا أريد معرفة اي شيء ...لدي عمل يجب أن أقوم به ... عن اذنك ..."
ثم اتجهت الى عملها تاركة عمر يلعن حظه فاخر ما تمناه أن تراه شيرين في وضع كهذا...
.................................................. .......................
" من هذه يا عمر ...؟ ألن تخبرني عن هويتها ..؟"
سألته انجي بإلحاح بينما عمر ما زال شاردا في دوامة أفكاره التي بدأت منذ أن رأى شيرين ...
كررت انجي سؤالها بنبرة أعلى ليزفر عمر أنفاسه قبل أن يقول بملل:
" أنها شيرين يا انجي ... طليقتي ...."
اتسعت عينا انجي بصدمة مما سمعته لتسأله بعدم تصديق :
" انت كنت متزوج قبل مها ...؟"
اومأ عمر برأسه مؤكدا كلامها دون أن يرد عليها لتشعر انجي بإحباط لا ارادي ... فهي لم تكن تعرف بأمر زواجه هذا ومما زاد إحباطها شعورها بأن عمر ما زال يحب طليقته فقد كان هذا واضحا بنظراته ناحيتها .... نظراته التي تعصف شوقا وحنينا إليها...
ابتلعت غصة داخل حلقها وقد تأكدت ظنونها ...عمر لا يحبها ... نظراته ناحية شيرين أكدت لها هذا ... فهي لم تر منه نظرات كهذه مسبقا ... وفوق هذا كله لم يخبرها يوما بأنه يحبها ... شعرت بأنها وقعت في خطأ كبير وورطت نفسها في زيجة مصيرها الفشل فقط لانها أحبته...نعم تعترف هي وافقت على هذا الزواج لانها أحبت عمر بالرغم من كم الاختلافات التي تجمعهما...
افاقت من افكارها المؤلمة على صوت عمر ينادي عليها قائلا:
" انجي ... اين ذهبت ...؟"
اجابته وهي تهز رأسها نفيا :
" انا هنا..."
" ما رأيك أن نتعشى في أحد المطاعم القريبة ...؟"
سألها لتجيبه بلا مبالاة:
" كما تريد..."
ثم أردفت وهي تنهض من مكانها :
" سوف انهض لأغير ملابسي ..."
اتجهت انجي لتغير ملابسها بينما جلس عمر في مكانه مستمرا في أفكاره التي تتمحور حول شيرين وعملها الجديد ...
في هذه الأثناء رن هاتفه ليجيب عليه فيأتيه صوت ياسمين الباكي تخبره بأن والدته تعرضت لأزمة قلبية...
انتفض عمر من مكانه ما أن سمع ما قالته ياسمين ليغلق الهاتف معها ويتجه إلى انجي مخبرا اياها بما حدث ...
طلب عمر من انجي أن تجهز حقيبتها فهما سيعودان إلى البلاد فورا فنفذت انجي ما طلبه على مضغ وقد سيطر عليها الانزعاج فشهر عسلها انتهى قبل أن يبدأ ...
.................................................. .........................

جلست شيرين أمام حازم يتناولان عشائهما سويا في أحد المطاعم...
كان الشرود واضحا عليها وقد شعر حازم بها وبكم الأفكار التي تتمحور داخل رأسها فسألها:
" طليقك... أليس كذلك ...؟"
اومأت شيرين برأسها قبل أن تجيبه :
" نعم ..."
ثم أردفت بحزن واضح :
" لم اتوقع ان اراه هنا ..."
" هل ضايقك انك رأيتيه هنا ام ضايقك كونك وجدتيه مع امرأة أخرى...؟"
شعرت شيرين بالضيق من طريقة سؤاله الصريحة لكنها أخفت ذلك وهي تجيبه بلا مبالاة مصطنعة :
" لا يهمني ... لقد انفصلنا منذ سنوات ... لقد انتهى أمرنا ولم يعد يعنيني اي شيء يخصه ..."
" لماذا ..؟"
سألها حازم بإيجاز لتسأله شيرين بعدم فهم :
" لماذا ماذا ...؟"
وضح حازم سؤاله :
" لماذا تطلقتما...؟"
لتجيبه شيرين :
" ألا ترى في هذا السؤال خصوصية لا يحق لك ان تسأل عنها ...؟"
صمت حازم ولم يعقب بينما قالت شيرين فجأة:
" لم أستطع أن أمنحه الطفل الذي يريده ..."
رفع حازم رأسه منتبها لما قالته قبل أن تكمل بحسرة:
" هو الوريث الوحيد لعائلته...الجميع ينتظر رؤية ذريته... وانا لم أستطع أن أمنحه ما يريده ..."
شعر حازم بالشفقة من أجلها فهو لم يرد أن يعيد الذكريات إليها بينما ابتسمت شيرين بألم وقالت :
" لا تنظر إلي بهذه الشفقة أرجوك ..."
تحدث حازم بعدها بجدية :
"انا لا أشفق عليك... بالعكس انا معجب بك كثيرا ... ما مررت به صعب على اي امرأة... لكن انت تخطيته .... وهذا في حد ذاته إنجاز عظيم يا شيرين ..."
ابتسمت شيرين بخفوت من حديثه وإعجابه الواضح بها ليبادلها حازم ابتسامته ثم يستمران في حديثهما سويا عن شتى المواضيع المختلفة ..
.................................................. ........................
دلف عمر إلى غرفته اخيرا ... شعور إلارهاق يسيطر عليه... لقد عاد في أول طائرة إلى البلاد... ليتجه مباشرة إلى المشفى ليطمئن على والدته ... حمد ربه أن حالة والدته الصحية كانت جيدة و قد تخطت الأزمة على خير ...
شعر بصداع شديد يكاد يفتك برأسه فتقدم ناحية أحد الادراج وفتحه بحثا عن الدواء المناسب... وجد الدواء اخيرا فتناوله بسرعة ... عاد ووضعه في الدرج لينظر بتعجب إلى دواء آخر موجود في نفس الدرج ... حمله بيده وأخذ ينظر إليه بشك ... بدأ يربط حديث والدته عن تأخر حمل مها بهذا الدواء الذي وجده صدفة ... فتحت الباب ودلفت مها إلى الداخل ليستدار ناحيتها ويرفع الدواء في وجهها متسائلا:
" ما هذا الدواء يا مها ...؟"
شعرت مها بصدمة شديدة مما رأته... لم تستطع أن تنطق بحرف واحد وقد سيطر الخوف عليها ... كرر عمر سؤاله بعصبية أكبر:
" ما هذا الدواء يا مها ...؟"
اجابته مها والدموع تنهمر من عينيها :
" إنه دواء مانع للحمل ..."
قبض عمر على ذراعها قائلا بغضب كبير وهو يهزها بعنف :
" أيتها الحقيرة... تاخذين حبوب منع الحمل ... لا تريدين أن تحملي مني ... لماذا تزوجت اذا طالما انك لا تريدين أن تحملي ...؟"
حاولت مها الحديث من بين دموعها :
" انت لا تريدني... لا تحبني ... لماذا تريد ان تنجب مني اذا ...؟"
افلت عمر ذراعها اخيرا ليقول بغضب مدمر :
" وهل هذا يعطيك الحق بأن تفعلي شيئا كهذا ...؟ اخبريني..."
اجابته من بين شهقاتها المتتالية:
" انت لا تحبني .... لماذا تفعل بي هذا...؟ "
قبض عمر على كتفيها وأخذ يهزها مرددا بعنف :

" نعم انا لا احبك ...لكنني تزوجتك ... أتعلمين لماذا...؟ لكي احصل منك على هذا الطفل اللعين ... وانت بكل حقارة تريدين أن تحرميني منه ..."
ازداد بكاء مها اضعافا بينما قال عمر اخيرا :
" لملمي اغراضك... سوف اخذك إلى اهلك ... "
" أرجوك لا .... سوف يقتلني والدي ان علم بما فعلته ... أرجوك لا تفعلها يا عمر ... اتوسل اليك .. "
قالتها شيرين برجاء وتوسل ليقبض عمر على فكها بانامله قائلا:
" كان عليك أن تفكري بهذا قبل أن تفعلي ما فعلته يا مدام..."
" اعدك بأنني لن اكررها .... اقسم لك بانني تركت هذه الحبوب من قبل أن تسافر ...والله تركتها ..."
صمت عمر ولم يعرف ماذا يفعل ...هو يدرك جيدا بأن والدها لن يرحمها اذا علم بما فعلته ... شعر بالحيرة تسيطر عليه ... حمل سترته وخرج من الغرفة تاركا مها لوحدها تنهار باكية ...
نهاية الفصل


سارة حمادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس