عرض مشاركة واحدة
قديم 21-04-19, 11:58 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس : ثأر وثراء

استيقطت كارولين لتجد نفسها غارقة في ضوء النهار، كانت نائمة على بطنها بين بحر من الملاءات البيضاء.
أخذ قلبها يخفق، لقد كانت ذكرى الساعات الأربع والعشرين الماضية كافية لتجعلها جامدة مغمضة العينين بشدة وهي تحاول استرجاع ماحدث البارحة.

كان يوم البارحة مخيفاً، لكنها مازالت تشعر بذلك الخفقان الرقيق العذب الذي رافق عناقهما بالأمس قرب المسبح.
قالت بصوت خافت: "آه .. لويس!"
ثم تمنت لو أنها لم تفعل، فحتى الهمس باسمه يثير مشاعرها.

حدثت نفسها بأن عليها أن تكرهه، تكرهه لما فعله بها مرة أخرى، لا عجب أن تشعر بالخوف من ذلك كله.
عند ذلك سمعت طرقا خفيفا على باب الغرفة فقفزت جالسة في السرير عندما انفتح الباب ودخلت امرأة شابة تحمل صينية الفطور.

تمتمت بأدب:"صباح الخير سنيوريتا، طلب مني السيد لويس ان أوقظك في الوقت المناسب لتقابليه في المستشفى بعد الظهر"

كانت على وشك القفز من الفراش، عندما أضافت الخادمة :"والشيد يقول إن أباك بخير، وسيخرج من المستشفى هذا النهار"

وعندما جلست كارولين، لتستوعب هذا الخبر السار، وضعت الفتاة الصينية على منضدة صغيرة، ثم استدارت تسألها إن كانت تريد شيئا آخر، فأجابت بأدب:"أه، لا شكرا"

ولكن ماإن سارت الخادمة نحو الباب، حتى خطرت لها فكرة مفاجئة.

-
هل ترك السيد عنوان المستشفى؟ لقد نسيت كتابته أثناء الذعر الذي أصابني الليلة الماضية.
-
لقد وضع السيد"مارتيني"في خدمتك. وهو سيعرف إلى أين يقلك.

ثم خرجت الخادمة تاركة كارولين تتساءل عمن سيكون السيد "مارتيني"الذي تظن الخادمة أنها تعرفه.
وسرعان ماعرفت ذلك بعد ساعة عندما ارتدت بنطلونا ناعم النسيج وكنزة وردية اللون، اجتازت الفناء الخارجي، فوجدت أنه فيتو، النادل ومدير الألعاب، بملابس السائق الآن،



واقفا ينتظرها قرب السيارة السوداء. حياها بأدب بلهجته الأميركية:"صباح الخير آنسة نيوبري"
من هو بالضبط؟ أخذت تتساءل وهي تنظر إليه يفتح لها باب السيارة الخلفي.هل هو حارس لويس الشخصي، مساعدة في كل الأمور؟ صديقه؟

أن يتخذ لويس صديقا ذكيا يستخدمه في كل الأمور، لفكرة تدعو إلى الضحك فلويس ليس من هذا النوع. بل هو من النوع الذي يواجه الحياة وحده ولايسلم قيادة لأحد ولايأمن أي إنسان.

إنه ممن لايكشف عن مشاعره الداخلية في كافة الظروف ولم يحدث قط أن عبر لها عن مشاعره.
وهكذا، لا يمكن أن يكون السيد "مارتيني" صديق لويس، لأن رجلا مثل لويس يعتبر الصديق نقطة ضعف فيه.
والظاهر أن السيد "مارتيني"لا يبدو صديقا لأحد/ فكرت في ذلك متأملة وهي تنظر إليه وهو يستقر بجسمه الضخم خلف عجلة القيادة، إنه بارد الوجه صلب الجسم، فيه شيء من العنف والقسوة.

تواترت كل هذه الأفكار إلى ذهنها فقط أثناء فترة تحركه بالسيارة بعدما أسدل الفاصل الزجاجي بينهما.
كانت غرفة والدها في الطابق الثاني، ازداد توترها وهي تقترب من مواجهته بالحقيقة، لم يكن ثمة فائدة من محاولة الادعاء.

إنه يعرف الكثير، يعرفها، يعرف لويس، كما يعرف نفسه، ومعرفته تلك بالفرقاء كلهم هي التي أدخلته إلى هنا, ومالا تريده هو المجازفة بتكرار الشيء نفسه مرة اخرى، عندما يسمع القصة الكاملة.

اقتربت من غرفته. وكان الباب مفتوحا، وبدا خلفه كل شيء نظيفا أنيقا، رأت لويس أولا، واقفا ينظر من النافذة، وبدا تحت أشعة الشمس التي تحيط به أكبر حجما ومهابة.

إنه قوة تؤخذ في الحسبان! وتملكتها رجفة.
وقفت لحظة تشجع نفسها على الدخول.

سمعها فالتفت، ثم جمد في مكانه، ناظرا إلى وجهها وهي تنظر إلى السرير، ثم تقطب جبينها لأنها رأته خاليا. كان للغرفة حمامها الخاص، فنظرت إلى ناحيته فإذا هو خالٍ أيضا، وأخيرا.. حولت عينيها إليه، تسأله يخوف: "أين هو؟"

قال:"لابأس، لم ينتكس"

ارتجف فمها ارتياحا:"أين هو إذن؟"

-لويس؟
هتفت بذلك عندما لم يجب سؤالها.

أجابها بهدوء:"إنه ليس هنا"

ازدادت تقطيباً:"ليس هنا؟ ماذا يعني؟ أتعني أنه ذهب لإجراء مزيد من الفحوصات أو ماشابه؟"

هز رأسه وهو يقترب منها خطوتين، أما هي فقاومت الرغبة في التراجع، إن تحول الشمس عن وجهه، هو ماأخفى تعابير ملامحه، وشعورها المفاجئ بقربه منها هو ما أرهبها.

كانت ملابسه تشبه ملابسها، فكل واحد منهما ارتدى بنطلوناً بسيطاً وقميصاً عادياً، ولكن ليست الملابس في الواقع هي التي تصنع الرجل وليست الملابس الثمينة والثراء الفاحش هما ما جعلها تتقوقع على ذاتها في مظهر الدفاع عن النفس.

إنها ضعيفة أمامه, وأخيراً قال بشبء من الإكراه: "لقد رحل إلى وطنه، إلى انكلترا"
فأخذت تكرر ببلادة :"الوطن؟ انكلترا؟"

وصرخت:"ولكن هذا غير ممكن؟ صحته لاتحتمل السفر. أريد أن أراه!"

ازداد لويس اقتراباً منها بينما كانت تدور بعينيها في أنحاء الغرفة تتفحصها مرة أخرى، وكأنها تتوقع أن يظهر بمعجزة ليثبت خطأ لويس.

لكن أباها لم يظهر، وعندما نظرت مجدداً إلى لويس، بدأت الشكوك تساورها في أنه خطط لفصل الأب عن الابنة.

وقالت بصوت خافت:"أنت الذي جعلته يرحل"
أجاب برزانة:"لقد سافر لإصلاح بيته"

لكنها هزت رأسها:"أنت أجبرته على الرحيل لئلا نجتمه ونفسد خطتك بعثورنا على حل بديل لمشاكلنا"

-
وهل هنالك حل بديل؟
كان سؤالاً بنعومة الحرير وخزها كلسعة ذيل العقرب السامة.

فسألته وهي تسمع دقات قلبها العنيفة:"لما ذهب إذن؟"

فقال بجرأة: "الشعور بالذنب، لم يستطع أن يواجهك، وهكذا رحل قبل حضورك"

يعني أنه هجرها، يعني أنه هرب، يعني أنه تركها هنا لتواجه المشاكل وحدها!

كان هذا أكثر مما تستطيع احتماله، واستدارت لتخرج، ولكن ليس بالسرعة الكافية لاخفاء دموعها التي تدفقت. مد يده يمسك بكتفها يمنعها من الذهاب، متمتماً بصوت أجش:"حاولي أن تفهمي، لقد رأى نفسه الليلة الماضية ربما للمرة الأولى، رأى كيف دمر حياته، وأتعس حياتك!"

فقالت ساخرة:"وهكذا هرب، ماأشجعه!"

-
إنه الحل الأفضل، ياكارولين، أراد أن يصلح بيته، لاتدينيه لأنه رغب في المحاولة قبل أن يواجهك مرة أخرى.

-
في هذه الحالة، فليشنق نفسه لأجل ديونه التعسة، وأنت ابحث عن امرأة أخرى تتزوجك يالويس، لأنني سأخرج نفسي الآن من كل هذا!

وحاولت غاضبة، أن تنفض يده عن كتفها، لكن تلك اليد استحالت إلى فولاذ.

-
مازلت أمده بالمال ليصلح بيته.

أطلفت كارولين زفرة غضب بالغ، ثم همست:"وهكذا أنا، كما يبدو"

-
هذا مااتفقنا عليه.

وتصورت في ذهنها أباها يهرب كأرنب مذعور، بينما لويس واقف يشهد رحيله من موقفه المتغطرس في وكر النسر ذاك، سعيدا لرؤية وجبة شهية تذهب لأن لديه أخرى بين يديه.

ثم ارتجفت ووقفت تفكر، فهي لاتعرف كيف ستصف نفسها، ولكن صورة الحمل الوديع الذي يُقاد إلى الذبح ملأت رأسها فالتفتت تواجهه:"ألا تخسر أبدا، يالويس؟"

فبدت على فمه ابتسامة ملتوية وأجاب بصدق:"نادرا جدا"

أومأت برأسها وتركت الأمر عند هذا الحد، ماذا بقي لديها لتقول؟ إنها هنا لأن لويس أرادها هنا، وذهب أبوها لأن لويس أراد منه أن يذهب.

-
ماذا سيحدث الآن، إذن؟

سألته هذا أخيرا، عالمة بأنه سيفهم أنها عادت إلى الطريق السوي,, بحسب رغبته.

-
الآن؟

قال ذلك بفضول، وعيناه السوداوان مسمرتان على عينيها البنفسجيتين الرائعتي الجمال والباردتين، في هذا الوجه المماثل لهما جمالا والبارد هو أيضا، ثم قال لاويا شفتيه:"هذا ماسنفعله الآن ،وهنا"

ثم أمسك بها وجذبها إليه معانقاً إياها عناقاً حاراً.

لكنها لم تتوقع هذا, وسرت النيران في كيانها قبل أن تجد الإرادة لتخلص نفسها منه، تركها لويس ولكنه ماتركها إلا لأنه هو أراد ذلك، كانت واثقة من هذا.

قال والبسمة الملتوية ماتزال على ذلك الفم المقيت:"الآن، أدفأك عناقي جيداً"

أرادت أن تضربه وأدرك هو ذلك فنظر إلى عينيها الغاضبتين بعينين شيطانتيتن ساخرتين يتحداها أن تفعل ذلك.

مضت لحظات لم يأت أي منهما بحركة أو كلمة. شعرت بالتوتر وارتفع نبضها كراهية..ولكن شيئا آخر زاد في غيظها.

ذلك الشيء كان اسمه الحب..الحب الدافئ، الذي يتشبث بالحواس الغاضبة حتى يجعلها تغني كقيثارة غير منسجمة، لا هذا ليس عدلا ليس لحواسها الحق في أن تغدر بها بهذا الشكل!

-
الزواج بك سيكون مغامرة جهنمية.

تمتم بذلك وكان لتأثير هذه الكلمات قدرة رهيبة أعادتها إلى الأرض متدحرجة بدوي هائل.

-
أكرهك.

همست بذلك وهي تدير له ظهرها لكي تخرج شامخة الرأس.لكن خروجها تعطل بظهور الطبيب فجأة.زوج عمة لويس.

-
آه، هلة خرج أبوك؟

بدت عليه الدهشة نفسها التي بدت على كارولين حين دخولها، فأجابه لويس:"كان هناك مقعد خالٍ في الطائرة المتوجهة إلى لندت لم يشأ أن يفوته، فلديه عمل يستدعي اهتمامه الفوري قبل أن يعود في الوقت المناسب لحضور عرسنا الكنسب بعد أسبوع، أما زواجنا المدني فسيتم اليوم"

بعد أسبوع زواج ديني؟ واليوم زواج مدني؟ أجفلت كارولين، وضغطت أصابع طويلة على كتفها تنبهها إلى مراقبة ماستقول، وقال الطبيب بحكمة:"أتمنى لكما السعادة المطلقة، إن كنت ستأكل في القصر يا لويس، فخذ معك شخصا يذوق الطعام أولا، لأن كونسويلا-إذا أعطي لها الخيار-تتمنى لو تراك تحت التراب على أن تنظر إليك وأنت تسليها مابقي من حياتها"

لم تفهم كارولين كلمة مما قيل، ماعدا أنها ولويس سيتزوجان الآن مدنيا وبعد أسبوع كنسيا، قال لها الطبيب باسماً، راداً القلق البادي إلى مرض أبيها.

-
لا تقلقي على أبيك، ياطفلتي، كان بخير عندما رأيته هذا الصباح. وبعد ما حدث الليلة الماضية من جراء الصدمة التي تعرض لها، لن ينسى مرة أخرى أن يأخذ دواءه.



ومد الطبيب يده يقرص وجنتها بعطف قبل أن يستدير خارجاً من الغرفة، وهو يقول:"أراكما في الكنيسة، ولكن يجب أن تعرف أن العائلة لن تعترف بزواجكما المدني، ولن تعتبركما زوجين حتى يتم ذلك في الكنيسة، تمنياتي الطيبة"

-
ماذا كان يعني بقوله (شخص يذوق الطعام أولاً)؟ ثم أي قصر؟.. وأي عرس؟

-
العرس الذي عليك أن تتوقعيه، والقصر هو الذي ورثته مع اللقب أما تذوق الطعام أولاً..فهي نكته,,وإن كانت تافهة.

ولكنها لم تبد نكتة لكارولين، بل بدت أشبه بنصيحة خطيرة جداً.

فقال بغضب :"ليتك تخبرني عما يدور حقاً هنا"

فأجاب باختصار:"ثأر وثراء.."

ثم امتنع عن اي كلام آخر وهو يقودها إلى الممر حيث كثير من الناس يتمشون مايمنع أي حديث خاص.
كان فيتو مارتيني واقفا قرب السيارة ينتظرهما، وعندما اقتربا منه سأله لويس على الفور: "أي خبر؟"

-
لا شيء مستعجل.
أجاب الرجل ذلك ملقيا إلى كارولين نظرة ذات معنى.

ضايقتها تلك النظرة، ككثير غيرها ، فقالت بحدة:"عليكما أن تفكرا في الالتحاق بالمخابرات السرية"

ثم صعدت إلى السيارة دون انتظار جواب.

مضت لحظات قبل أن ينضم لويس إليها في المقعد الخلفي، وسرعان ما انسابت بهم السيارة، وقال لويس بهدوء: "لم يقصد فيتو أن يحرجك"

التفتت إليه بعينين بنفسجيتين استحالتا رماديتين لشدة الغضب:"أخبرني عمن أتحدث؟ عن فيتو مدير اللعب، أم فيتو النادل، أم فيتو السائق الخاص؟"

-
إنه فيتو مدير الأمن لدي وأكثر الموظفين عندي أهلا للثقة.

أجاب بهذا ببساطة، لكنه كان تنبيهاً رقيقاً لها بحفظ اللسان.

كانت كارولين من الضجر من هذا الوضع كله، بحيث لم تهتم بحفظ لسانها، فقالت ساخرة:"آه فهمت ، إنه إذن السيد متعدد المواهب ، هل هذا يعني أنه الرجل الذي ينتزع أحيانا أظافر أقدام أعدائك لكي تتأكد من أن الرجال المسنين المرضى سيرحلون بالطائرة خارج البلاد التي لا تريد وجودهم فيها؟"



-لم يُقلْ فيتو أباك إلى المطار، بل أحضرك أنت إلى المستشفى ، إذا كنت تتذكرين.

أومأت متفهمة : "آه، لديه مساعدون إذن"

تصلبت نظراته الثابتة بعض الشيء :"أظنك تحاولين افتعال مشكل"

إنه على صواب فهي تريد ذلك.

وضاقت عيناه وقال محذراً:"كوني ....حذرة جدا جدا"

قالت آمرة:"أوقف السيارة"

أما لماذا قالت هذا ، فهي لاتدري..ولكن لويس لم يتردد الزر الفاصل بين السائق والمقعد الخلفي فانزلق الزجاج، وقال آمرا: "أوقف السيارة يافيتو"

فوقفت السيارة.
خرجت كارولين ووقفت إلى جانب الطريق قبل أن تجد فرصة تدرك فيها أنها هناك، كان هذا جنوناً ، الوضع كان كله جنونا، هي لا تعلم ما تفعله في "ماريبا" لاتعلم لماذا تدع لويس فازكيز يسيطر على حياتها! كما لا تعلم ماالذي تفعله بوقوفها هنا تنظر إلى خليج "ملقة"الغارق بأشعة شمس الصيف المحرقة..فيما هي ترتجف..ككتلة من الثلج!

سمعت وقع خطوات لويس وهو يشق طريقه بصعوبة على الاسفلت الذائب، لكنها لم تنظر حولها، شعرت به يقف خلفها لكنها لم تقر لوجوده. كانت كرامتها مجروحة والقبضة الفولاذية عادت تشد على صدرها، ثم قالت بصوت خافت متوتر: " إنها ساعات معدودة على لقائنا وفي هذه الفترة القصية احتلت علي، ابتززتني،وخطفتني، وأغويتني، لقد ساعدتني على وضع أبي في المستشفى وبعد ذلك اختطفته خفية.. وباختصار سببت لي الصدمة بعد الصدمة، بعد صدمة ، وأتممت ذلك بتعاقب منتظم بهدف إفقادي اتزاني أتعرف ماذا يالويس؟"

-
ماذا؟

-
ليس لدي أي فكرة عن السبب الذي يجعلك تفعل بي هذا!

لم يجب..هل توقعت منه هذا حقا؟ تساءلت كارولين بمرارة وهي تستدير لتواجهه مباشرة، كان وجهه اللطيف الصلب مجردا من التعبير.. كالعادة استمرت واقفة تاركة الصمت يمتد بينهما عسى أن ينتزع ذلك تفسيرا منه، وعاد ذهنها إلى الماضي ممعنا النظر في تلك الأسابيع السبعة التي ظنت فيها أن الحب ملك يديها،، أرادت الآن البحث عن مفتاح لهذا اللغز الذي يجعله يعاملها بهذا الشكل، لكن الشيء الوحيد الذي وصلت إليه كان ذلك المشهد القبيح الذي وقع بينهما ليلة رحيلها عن ماربيا نهائيا، كان لويس واقفا هناك، كما هو الآن طويلا متوتراً، بينما كانت هي تقذفه بالاتهامات الواحد تلو الآخر.

وسمعت نفسها، وهي تشهق باكية، حينذاك وتقول: "كيف أمكنك أن تفعل ذلك، يالويس؟ كيف أمكنك أن تلاعب أبي ليلة بعد ليلة لتربح نقوده؟"



أجابها حينذاك ببرودة:"ألم يخطر ببالك أن أباك هو الذي كان يحاول أن يربح نقودا مني؟"

لم يزدها قوله إلا غيظاً، فصرخت:"أنت المحترف! أما أبي فما هو إلا شخص أحمق سهل الانخداع؟"

-
إنه مقامر مدمن ياكارولين، مقامر مستعد للعب مع أي شخص يريد اللعب ، أي شخص مادام يلعب!
كان رد لويس قاسياً، فأجابت:"يقول إنه يلعب معك، أتريد أن تقول أنه كاذب"

-
لا ، لم يكذب.

لقد كان في ذلك موت حب عظيم،، تذكرت ذلك وهي تعود إلى الحاضر، لقد رحلت عند ذلك، وتركها لويس تذهب، ومنذ ذلك الوقت لم يمر عليها يوم لم تغمض عينيها دون أن تراه كما تركته، واقفا تكسو ملامحه برودة الثلج، فتتمنى من كل قلبها لو كانت الأمور بينهما مختلفة.

-
ليس لهذا علاقة بالماضي، بل بالمستقبل.

قال لويس ذلك فجأة، فطرقت بعينيها حائرة قبل أن تدرك أنه يجيب عن سؤال سبق أن وجهته إليه قبل أن تستغرق في ذكريات الماضي، وعاد يقول متكاسلا: "أنا بحاجة إلى زوجة للحصول على القسم النهائي من إرثي، ولأنني اقتنعت أنا بوجوب ذلك، قررت أن تكون تلك الزوجة أنت ، فهل يرضيك هذا التفسير؟"
لا .. لم يرضها،

وشحب وجهها:"إذن أنا الوسيلة المناسبة"

قالت ذلك وهي ترى كم كانت سهلة الاقتناع فهو لم يحاول حتى التودد إليها بل الأمر كل الأمر أنه قدم إليها عرضاً لم تستطع رفضه، وقال ببرودة:"وأنا بالنسبة إليك وسيلة ايضاُ، وهذا يبدو عادلا، أن ترين ذلك؟"
ارتبكت لاتدري ماتقول، لأنه على صواب بوصفه الأمر بهذا الشكل! ثم قال فجأة: "فلننس الآن كل شيء.."
تمهل قليلا ثم أضاف بلهجة حاسمة:"هل يمكننا الذهاب الآن؟ لدي ترخيص زواج في جيبي وليس علينا إلا الذهاب إلى مكتب تسجيل العقود لنتزوج"

خفق قلبها بعنف بين جنباتها فكل مايحدث أشبه بالكابوس وكأن يدا عملاقة تجرها إلى هوة سحيقة.
قالت والدهشة على وجهها:"زواج..زواجنا الآن"



قالت والدهشة على وجهها:"زواج..زواجنا الآن"

-
هيا لا وقت لدي لمناقشة الأمر أكثر..أم أقل إن زواجنا المدني سيتم اليوم . .

توقف هنيهة قم أضاف مهددا:"تعرفين معنى ان ترفضي الآن"
عندما وصلا إلى مكتب تسجيل عقود الزواج كانت تشعر بشيء من الخدر وكأن مايحدث، يحدث لشخص آخر وفي مكان آخر.

** ** ** ** **

-
يمكنك الآن تقبيل العروس.
كان هذا صوت القاضي الذي اترفع منهيا بذلك سلسلة من الوعود والتمنيات بزواج سعيد.

أحنى لويس رأسه وفي عينيه بريق لم تستطع فهمه ثم قبلها برقة بالغة فحرك فيها رغبة بالبكاء.
همس لها: "أصبحت أخيرا لي، لي وحدي"

** ** ** ** **
تلك الليلة كان التعب والإرهاق قد أخذ منها كل مأخذ، جلست في السرير تفكر كيف انقلبت حياتها في يومين انقلابا كبيرا عندما دخل لويس عائدا.

نظرت إليه وهو يضع إبريق ماء مليئاُ بالثلج على المنضدة بجانب السرير قبل أن يدخل إلى الحمام دون أن ينطق بكلمة.

استقلت كارولين، غير واثقة مما عليها أن تفعله، أتهرب مادامت الفرصة سانحة، أم تيقى مذعنة وتتركه يفعل مايريد؟

لم تهرب، فقد كانت متعبة للغاية، وماهو إلا وقت قصير حتى خرج من الحمام لايرتدي سوى شورت قصير اسود يظهر جسمه الأسمر أكثر مما يخفي، وقد أحضر معه إلى الغرفة رائحة الصابون النظيفة والتوتر العالي لأنه بدا واثقا من نفسه إلى حد كبير.

قالت له بفظاظة وهو يعلق ملابسه:"لن أنام معك"

عندما تكلمت توقف ونظر إليها ثم سألها:"أتعنين النوم العادي، أم ماذا؟"

أجابت:"أعني الاثنين، ولا أدري كيف وجدت الغطرسة التي جعلتك تظن ذلك"

لم يجب على ذلك مباشرة، بل عاد إلى ماكان يقوم به أما هي فأخذت تتابع حركاته بقلب جهدت أن تبطئ من دقاته.

لكنها لم تفلح في ذلك، خصوصا عندما استدار نحو السرير وأخذ يقترب منه. كان على وجهه ذلك المظهر الحاقد الذي لاتحبه كثيرا، انحنى مسندا نفسه بوضع يد على الوسادة



بجانب رأسها، وواحدة عند ركبتيها المثنيتين. بدا شديد السمرة شديد الخطر وجادا جدا. ثم قال ببرودة ثلجية:"أنت زوجتي الآن، فإذا صممت على تجاهل ذلك فسأذكرك به بالرغم من مرض أبيك، ومن الآن فصاعدا، أريد منك أن تقنعي الجميع أنك تريدينني أكثر من أي شيء آخر في العالم، هل فهمت؟"

نعم لقد فهمت أنها مازالت لا تملك من الأمر شيئا وقالت:"إذا حاولت أن تلمسني، هذه الليلة فقد أتقيأ"
لم يعبس هذه المرة بل تنهد متعبا ودنا رأسه منها,,اقترب إلى حد شعرت فيه بأنفاسه الحارة تلامس وجهها.

-
إذا أنا لمستك الآن ياكارولين، فقد تنفجرين بالبكاء ثم تلتصقين بي وكأن حياتك تعتمد علي.

وليبرهن على ذلك ، مس شفتيها بشفتيه.. وتدفقت الدموع من عينيها عندما تركها.

ولم تشعر بالغثيان.. بل بالضعف.. لم تستطع النطق بكلمة حينما مد لويس يده واطفأ فغرقت الغرفة في ظلام دامس، وبعد ثوان كانت حركة بين الأغطية قبل أن تشعر بالفراش ينخفض بجانبها.

لم يحاول مد يده نحوها، لم يحاول اجتياز الحاجز غير المرئي الذي يقسم الفراش، واستغرقت هي ي النوم ومازالت تكافح مزيجا من المشاعر تتراوح بين الاستياء المر والاشمئزار البالغ من نفسها،، لأنه كان على صواب، فقد شعرت بالغربة في التشبث به.

استيقظت بعد فترة، لكنها لم واثقة مما أيقظها، ففي تلك اللحظات الذاهلة قبل أن تتذكر أي هي ، كانت واعية فقط إلى أنها ممدة على بطنها، منحرفة عبر السرير شاعرة باطمئنان نفسي رائع، ماجعلها تشعر بصدمة وهي تدرك أنها ليس نائمة فقط في سرير لويس، وإنما خدها ضاغط على كتفه وذراعها تحيط بصدره.

والأسوأ من ذلك أنه كان مستيقظا، علمت ذلك لأنه كان مستلقيا على ظهره وأصابعه تكر على ذراعها بخفة الريشة، كانت ملامسته عفوية أقرب إلى الملامسة بذهب غائب وكأنه في استلقائه بهذا الشكل محدقا في الظلمة فقد تاه في شوارد أفكاره.

وكان ذلك ممتعاً.
ممتعاً إلى حد لم تشأ حقا أن تنهيه، لكنها لم تكن تعلم ما إذا بإمكانها أن تستمر مستلقية متظاهرة بالنوم، لأنها أخذ تشعر بنبضها يعلو، وباتزان أنفاسها يتغير.

منذ سبع سنوات طويلة موحشة، وقعت في حب هذا الرجل الأسمر الجذاب نفسه، فيا لسخرية القدر إذ تجد نفسها بجانبه الآن في هذا الوضع، هذا الرجل الذي لم يستطع قلبها أن يجب غيره..

صدرت عنه آهه خفيفة، وتمنت هي لو تستطيع ذلك، لكنها علمت آهتها ستكشف اللعبة، وعند ذلك يكون عليها العودة لتدعيم دفاعاتها، فيعود إليها التوتر، وتصبح بحاجة إلى الاستمرار في مقاومته,

لكن الآهة أفلتت منها على كل حال، فكان أن حاولت أن تجعلها عذرا للابتعاد عنه، وكأن ذلك أثناء نومها، وتحرك لويس في الوقت نفسه، وتشابكت أصابعهما في اللحظة نفسها التي انقلب فيها على جنبه نحوها، ولم تكن سرعتها في إغماض عينيها كافية، فكان الأمر وكأنها تنظر في مرآة رأت فيها صورتها العابسة المزاج، كانت عيناه سوداوين ,, بسواد الليل الذي مازال يحيط بهما,,

كان يريدها ، رأت الرغبة مكتوبة هناك، لقد فات وقت التظاهر الزائف، فات وقت الهرب والاختفاء لقد عرف ذلك كما عرفته هي.

جذبها نحوه بأصابعهما المتشابكة، وسرعان ماأخذ يعانقها بنهم، وكأنها وجدت شيئا قد تاقت إليه طويلا، وربما لأنها لم تقاومه ولم تحاول الاحتجاج، أطال عنافه لها متمتما وكأنه يماثلها شعورا.

أو ربما يعود ذلك إلى الساعة المتأخرة من الليل، وشعورهما بالنعاس، يساعد على ذلك الدف الذي شملها لوجودهما معا والظلام الذي يحيط بهما.

على كل حال، كان عناقهما مختلفا، عن أي عناق آخر تشاركاه من قبل، فقد كان بطيئا عميقا إلى حد لا يصدق وطال وطال حتى شعرت بأنها تسبح.. تضيع في جمال رائع جعلها ترفع يدها لتلمس وجنته..وكأنها بذلك تريد أن تتأكد أنها لا تحلم وأنه ليس طيفا من أطياف مخيلتها الحالمة.

وبرقة فائقة، أخذ يلمس وجهها بالطريقة نفسها، ثم بدأ هذا العناق يتغير إلى مشاعر أعمق.

أحاطت عنقه بذارعيهاـ إنه الشخص الوحيد الذي دخل قلبها وتربع فيه ومنذ سبع سنوات وقلبها مشتاق إليه، ولكن هذا الابتعاد عنه جعلها غير واثقة من نفسها وأخذت تتخلل شعره بأصابعها، لقد نسيت مؤقتا كل شيء، غدره الماضي، عدم الثقة الحالية، في هذه اللحظات لم يعد لأي شيء آخر أهمية والمهم فقط هي مشاعرهما هذه.

عندما نام على جنبه وأخذها بين ذراعيها بطريقة لم تفسح لها مجالا للهرب كانت مسرورة بالظلام الذي يحجبها.

-
أنت ملكي الآن.
قال ذلك وكان هذا كل شيء.

ولم تزعج كارولين نفسها حتى بالاجابة، لأن إدراكها بأنها كانت دوما ملكه لأمر لايحتاج إلى ذكاء كبير، كانت ملكه أثناء السنوات السبع التي لم يقع نظرها عليه قط.







-علينا أن نرحل اليوم.
نرحل . . .
إنه يفعلها مرة أخرى . . يخرجها عن اتزانها بإحدى مفاجآته الصغيرة.
سألته وهي تشهق:"ترحل إلى أين؟"
-
إلى قرطبة.
-
وماذا في قرطبة؟
-
وادٍ صغير في الجبال يسمى "فال دي لوس أنجلس" وفي الوادي يقوم "قصر لوس أنجلس" وهو من أملاك "لويس أنجلس دي فازكير" الكونت ديل فال دي لوس أنجلس . ."
إذا ظنت أنها وصلت إلى الذروة في السخية والتهكم، فقد أظهر لها لويس الآن قلة ماتعرفه عن فنون السخرية ، واستمر يقول باللهجة نفسها:"هناك سيقيم "الكونت" عرسه في كنيسة"فال دي لوس أنجلس" حسب تقاليد "كونتات دي لوس أنجلس" جميعا، ثم يحمل عروسه إلى قصره المهيب، في الوقت المحدد لإقصاء الساحرة الشريرة المقيمة فيه، قبل أن يستمتع بكونتيسته الجديدة.
-
الساحرة الشريرة؟
سألته بحيرة ملتقطة الجزء الوحيد من كلامه الساخر الذي حيرها فأومأ يقول:"نعم ، الدونا كونسويلا إنغراسيا دي فازكيز" "كونتيسة ديل فال دي لوس أنجلس" الحالية.
-
هل هي السيدة التي تحدث عنها زوج عمتك؟
-
نعم، "ثيو فيديل: هو رجل بالغ الفطنة والدهاء، وهو أيضا الفرد الوحيد في أسرتي الذي يمكنك الوثوق به.
ثم أضاف جادا: " ومن الحكمة أن تنتبهي إلى قولي هذا".
** ** ** ** **


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس