عرض مشاركة واحدة
قديم 21-04-19, 11:58 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


7 - استراحة محارب

قال ان تنتبه الى قوله ذاك .. ولكن بعد اربع وعشرين ساعة, كان لويس هو من عليها ان تنتبه اليه وهي تراه يزداد توتراً كلما اقتربا من قرطبة.
جلست بجانبه واخذت تحدق من النافذة الى المشاهد المتغيرة على الدوام, متعجبة مما يشغل باله اليوم بهذا الشكل, فالمفروض ان يكون سعيداً, وبجانبه امرأة خاضعة له كل الخضوع, طائعة له كل الطاعة , حصل عليها بلا احتجاج بعدما استلم زمام حياتها بكل غطرسة , حسناً, منذ تزوجا لم تُمنح فرصة للاحتجاج على أي شيء, فبعدما قضى معها تلك الليلة خرج في الصباح مع رئيس رجال أمنه, ولم تره بعد ذلك حتى مجيئه ليأخذها هذا الصباح لهذه الرحلة .
وقد جاء مرتدياً ثيابه للسفر , التي كانت عبارة عن بذلة سوداء خفيفة وقميصاً ابيض , وقد بدا عليه التوتر نفسه البادي عليه الآن , تقريباً!
-
جهزي نفسك بسرعة , اظن ان بإمكانك ذلك.
كان يتكلم باختصار اقرب الى الفظاظة , ولم يكد يعطيها فرصة للاجابة , وعندما عاد بعد ساعة اكتفى بأن القى نظرة سريعة عابرة الى الكنزة الوردية الملتصقة بجسمها والى التنورة النبتية اللون اللتين ارتدتهما للرحلة والغريب انه لم يسمح لنفسه ولو مرة واحدة , بمبادلتها النظر بشكل كامل. لأنه يعلم ان ذلك دعوة لتبدأ بالتحدث عما في ذهنها مرة اخرى , وهو شيء لا يريده لويس , لا يريده مادام محتفظاً بذلك الحاجز طوال الرحلة , ربما هو خائف ان تسأله اين قضي الليلة الماضية , اخذت تفكر في ذلك بمرارة , فهو لم يقضيها معها , والحقيقة انه لم ينظر اليها, اما هي فنظرت اليه لترى مظهر رجل لم ينل كفايته من النوم.
لكنها هي نامت , نامت كالأطفال , ولم تفتقده قبل ان تستيقظ هذا الصباح فتجد مكانه بجانبها خالياً ممهداً كما كان حين نامت.
كاذبة , هتف هاتف في داخلها بذلك , بل استيقظت عدة مرات لأنه لم يكن موجوداً , وانت ايضاً قد افتقدته !
تمتم لويس وهو يوقف السيارة فجأة " اللعنة .. فتنا المنعطف للتو..."
ثم عاد بالسيارة الى الخلف في الطريق التي اقبلا منها وظل يقود سيارته حتى وصلا الى مفترق طرق عليه لافتة تشير الى ان مكاناً اسمه لوس امينوس هو الى اليسار.
اوقف السيارة مطلقاً زفرة ضيق , ثم اخرج خريطة طرق بسطها امامه واخذ يدرسها مقطباً جبينه , فعبست هي ايضاً " ألا تعرف الى اين نحن ذاهبان؟"
-
لا.
لم يشجعها جوابه الفظ, هذا , على إلقاءمزيد من الأسئلة , لكن الحيرة تملكتها , فهو لا يضيع عن الطريق ابداً فذاكرته غير عادية.
-
كم مرة سرت على هذا الطريق ؟
كان إصبعه يتابع الخط الأحمر في الخريطة من ماربيا الى قرطبة .
-
لم اجئ قبل الآن.
إستغرق منها استيعاب ذلك الجواب لحظة, ثم لاحظت توقف إصبعه على مفترق الطريق هذا , كما افترضت وهي تنظر الى اللافتة , واخيراً سألته " أتعني انك لم تجئ اليه من ماربيا من قبل؟"

اخذ إصبعه يتحرك مرة اخرى متابعاً الخط الى اليسار حيث كان اسم قرطبة.
-
عنيت انني لم اجئ الى هنا قط.
ووصل بإصبعه الى حيث توقف عند نقطة في الخريطة تحمل اسم فال دي لوس انجلس.
فوجئت بقوله هذا فالتفتت اليه " لِمَ لا؟"
لم يجب, وإنما اخذ يطوي الخريطة, وعاد الصمت الذي رافقهما طول الرحلة , ليلفهما من جديد.
-
لويس ؟
اجاب متوتراً: "لأنني كنت أعلم انني شخص غير مرغوب فيه هنا"
-
لكنه بيتك؟
-
وما علاقة ذلك بكوني مرغوباً فيه؟
تبلجت الحقيقة في ذهنها, فتمتمت برقة " تلك التي قد تسممك ؟ الساحرة الشريرة المقيمة فيه؟ أرملة أبيك؟"
-
هاقد عرفت.
-
وهي .. تكرهك؟
حاولت قول ذلك برقة, لكن اطلق ضحكة ساخرة " ألا تكرهين الرجل الذي اغتصب مركز ابنك في الاسرة؟"
لدى ابيه ابن آخر؟ هل للويس أخ غير شقيق ؟ وما إن استوعبت هذا الخبر الأخير حتى كان لويس يستدير بالسيارة , كان امامهما طريق طويل مترب متعرج إندفع لويس فيه, وفي هذه الفترة , لم تستطع ان تفعل شيئاً بسبب الجو الذي أشاعه راكباها فيها. والسبب ان هناك مئات من الأسئلة التي يريد كل منهما ان يلقيها على الآخر الذي يكره ان يجيب.
-
لماذا ورثت انت , دونه؟

اجاب ساخراً:" هل يمنع ذلك انني انا غير شرعي وهو ليس كذلك؟"
احمر وجهها قليلاً لهذا الجواب الوقح. قد يكون لويس متحفظاً الآن , لكنه لم يكن كذلك منذ سبع سنوات , لقد كان حينذاك, صريحاً جداً بالنسبة الى شخص نشأ دون أب , وعاش في بيوت فقيرة شبه متداعية في نيويورك مع أم كافحت كثيراً في سبيل العيش . كانت تعلم ان امه ماتت وهو في التاسعة من عمره فقط, وانه عاش بقية صباه في المؤسسات الخيرية.
-
اختارني لأنني املك ثروة كبيرة بينما الأسرة مفلسة .
وبمعن آخر , اختاره الأب وريثاً له لأنه رآه مناسباً وليس رغبة منه في ذلك, ولم تستغرب مايبدو لويس عليه من مرارة وسخرية , وسألته " وماذا حدث لأخيك غير الشقيق و أمه ؟"
ازداد وجهه صلابة:" الحرمان والإهمال اللذان تركوني فيهما معظم حياتي"
لا عجب اذن ان يمتنع لويس طوال هذه الفترة عن استلام إرثه , فهو ليس غبياً , ويعرف تماماً ما ينتظره , لكن سؤالاً واحداً بقي لديها لم تشأ ان تتركه" و زواجنا ؟ ما علاقته بكل هذا؟"
ظنت لحظة انه لن يجيب , فتوتر فمه وبدت الصلابة في نظراته المركزة على الطريق امامه , ثم اجاب " زواجنا هو الوسيلة التي اطردهم بها من البيت , فحسب قرار والدي , يمكنهما ان يعيشا في المنزل حتى أتزوج"
عادت قسوته الى الظهور , وبدأت كارولين تشعر بالأسف على اسرة لويس. وتملكها شعور فظيع بأن ليس لديهم فكرة عن طبيعة الرجل القادم اليوم للاجتماع بهم, وإلا لحزما امتعتهما وخرجا قبل وصوله.
سألته بصوت أبح " ألم تسمع قط بكلمة الغفران؟"
-
يُعطى الغفران عادة لمن يريده.
كان جوابه بارعاً ذكياً, ولكنه جعلها ترتجف, وكان ان التزمت بعده بالصمت. ولم يتكلما مرة اخرى حتى وصلا الى قرية أمينوس الصغيرة الهادئة " سنتوقف هنا لتناول الغداء"

لم تعترض كارولين , فالحقيقة انها بدأت تشعر بالعطش والتصلب , ولا بأس باستراحة قصيرة تقويهما على متابعة السير الى حيث لا تعلم.
وجد لويس مقهى صغيراً امامه موائد خشبية قابعة تحت مظلة باهتة الرزقة, اوقف السيارة وترجل منها يتمطى, وانتظر ان تلحق به كارولين , لم يكن الخان هذا مكاناً عصرياً, لكن الخبز وطبق السلطة الطازجة كانا لذيذين.
طلبا دجاجاً وجلسا يأكلان , لكن الصمت ظل السائد بينهما, تناولت قطعة خبز اخرى وهي تسأله , فقط لتخترق هذا الصمت " كم بقي أمامنا لنصل ؟"
اجاب باختصار وهو يتناول الخبز " بعض الوقت "
كان النهار حاراً والهواء رطباً.. لقد كذبت اذا قالت انها نامت جيداً الليلة الماضية , فالآن تأثير عدم النوم يسري فيها , سألها :" متعبة ؟"
-
إنها الحرارة و الرحلة , اين نمت الليلة الماضية ؟
كادت تقطع لسانها وهي تلمح البريق المفاجئ في عينيه.
تمتم برقة : " هل افتقدتني؟"
-
لا , لقد نمت كلوح خشب.
قال بصوت اجش " حسناً , أنا افتقدتك"
رفعت بصرها بحذر تظنه يمزح, لكنه لم يكن كذلك. وسرعان ماتغير الجو بينهما , فقد اخذ ينظر اليها نظرة عميقة مشبعة بالرغبة.
حولت نظراتها بسرعة لأن مشاعرها توترت وقلبها اخذ يخفق.
قال :" يمكننا ان نذهب الى مكان ما"
فكادت تختنق بالخبز , أتراه قال حقاً ماسمعت ؟
-
عليك فقط ان تقولي نعم .
آه , هذا غير معقول .
همست " لا , يا لويس."
واخطأت اذا عادت تنظر في عينيه.
اذا التهبت مشاعرهما , كان يريدها , يريدها الآن , وقالت بصوت خافت " كف عن ذلك"
وشعرت بوجنتيها تتوهجان , ومدت اصابع مرتجفة الى طبق السلطة, وإذا بيدها تصطدم بيده التي كان يمدها اليها .
وكأنما مست شريطاً مكهرباً , فأبعدت يدها بسرعة وهي تشهق بحدة . وفعل لويس اكثر من ذلك , فقد اطلق شتيمة قصيرة بصوت خافت , ثم هبّ واقفاً.
لم تعرف ما الذي حدث بينهما , فقد دس يده في جيبه , واخرج بعض النقود التي ألقاها على المائدة قبل ان يمدّ يده ليمسك بيدها.
وهذه المرة لم يكن ثمة مجال لنزع يدها لأنه لم يسمح لها بذلك, فقد ارتد على عقبيه يسير بخطوات واسعة , في الطريق الترابي تحت اشعة الشمس يجرها خلفه وكأنها ولد متمرد يريد ان يعاقبه .
ارادت الاحتجاج .. ان تسأله الى اين يأخذها فالسيارة واقفة في مكان آخر! لكن العنف البالغ الذي كسا ملامحه لم يجعلها تجرؤ على النطق.
وقف فجأة وهو يشد على يدها, ثم استدار ليدخل الى ردهة فندق صغير.
-
لويس.. لا.
استطاعت اخيراً ان تقول هذا , لاهثة لأنها ادركت مايريد. لكنه تجاهلها كلياً , بدا وكأن شيطاناً يسوقه . كان وجهه متوتراً وفكه منقبضاً, وشعرت بوجنتيها تتوهجان خجلاً , وهو يفاوض في استئجار احسن جناح في الفندق بسعر الساعة.
كان الأمر فظيعاً , اكثر المواقف التي مرت بها في حياتها إرباكاً.

اخيراً اعطاه الموظف المفتاح فاتجه الى الدرج, وعندما اخذ يصعد , جارّاً إياها خلفه , قالت بصوت مختنق:" لا اصدق انك تفعل هذا "
لكنه لم يزعج نفسه بالجواب, فقد كانت ملامحه من العنف بحيث شعرت بالخوف وهو يقودها الى فسحة السلم ثم يفتح باباً ويدفعها الى داخله.
كان الفندق صغيراً وبسيطاً, ولم يكن في الغرفة أكثر من سرير و منضدة وكرسين, ولم يكن هناك مكيف يلطف الحر الخانق, ولكن ما إن انغلق الباب خلفهما , حتى فقدت الاهتمام بمظهر الغرفة , إذ كانت مخطوفة الأنفاس.
سألته وهي تخلص يدها من يده اخيراً " ماذا أصابك ؟"
لم يجب ولم يكن بحاجة الى ذلك, لأنها علمت ماحدث له , فقد كان ذلك مرتسماً على وجهه.
وقفت مبهورة الأنفاس , تنتظر ما سيحدث , وهي ترى النار و الثلج يمتزجان فيه .. النار في عواطفه المحمومة , والثلج كوسيلة يتحكم فيها في نفسه , كل ذلك حرك في كيانها مالم تكن تعلم بوجوده .
-
لويس , هذا ليس...
لكنه امسك بمعصميها يقطع عليها حديثها, ثم وضعهما حول عنقه , كان يتصرف بعنف وقوة في المشاعر لم تعرف معه ما إذا كان شعورها بالإثارة سببه هذا, أم الخوف المجرد. لكنها لم تحاول الهرب منه , وكان في ذلك الجواب على حيرتها.
-
لويس..
همست بذلك بعجب .. فهي لا تفهم هذا الرجل مقدار ذرة. فهو, احيانا , بارد للغاية , قاس في مطالبه , لكنه الآن مختلف , وكأنه يبدو مرغماً.
-
أنا بحاجة اليك .

كان هذا كل ما قاله قبل ان يحني رأسه ليعانقها بنهم , وبعد ذلك لم يعد أي شيء مهماً.
كان السرير ينتظر , وعندما استلقيا عليه , عبقت رائحة الملاءات النظيفة المنشأة حولهما .. رائحة زادت , بشكل ما, في بهجة كل شيء , رغم ان كارولين لم تفهم السبب.
مرّ بهما الوقت بسرعة , ونسيا الى اين كانا ذاهبين .. او ربما تناسيا , فهذا لم يبد لهما مهماً.
بقيا في الفندق طوال العصر وقد ناما فترة , في احد الأوقات جرؤت على السؤال " لماذا , يا لويس؟ لماذا نحن هنا بهذا الشكل؟"
اجاب متذمراً" انت دوماً تسألينني (لماذا)"
-
هذا لأنك دوماً تفاجئني بأمور لا اتوقعها.
قال مكشراً" حسناً, أليس الجواب هذه المرة واضحاً ؟ فأنت , من الجمال , بحيث لا أتمكن من مقاومتك .. ومن الإغراء بحيث لا استطيع ضبط نفسي في رحلة معك دون التوقف اثناءها ..."
وانحنى يقبلها , لكنها تعلم ان قوله هذا وإن كان يرضي غرورها ليس هو السبب الحقيقي لوجودهما هنا.
لقد أثارت شيئاً ما اثناء الغداء حين ألمحت الى افتقادها إياه الليلة الماضية . وتمنت لو بإيمكانها ان تفهم ذلك الشيء , لأنها , عند ذلك, قد تستطيع فهم لويس.
واخيراً قررا كارهين , ان يستأنفا المسير ليصلا قبل حلول الظلام . خرجت للاستحمام , وعندما عادت وجدت الشمس قد تحولت عن هذه الناحية من المبنى ففتح لويس النافذة ليدخل الهواء النقي , وكان يقف بجانب منضدة عليها صينية تحتوي على طبق شطائر و إبريق ماء مع الثلج.
-
همم.. أرى ان صاحب الفندق شغل نفسه.
التفت اليها باسماً وهو يملأ كوبي ماء , وقال " لم نكمل الغداء , في الواقع, وبما ان العادة في اسبانيا ان يتأخر العشاء , فقد فكرت في طلب طعام خفيف قبل الرحيل

"

اخذت قطع الثلج تقمقع وهي تنزل من الإبريق الى الكوب , فجعلها سماع ذلك تتقدم نحو الطعام. لم تدرك مقدار ماهي عليه من عطش حتى سمعت هذا الصوت , وقالت وهو يناولها كوباً " شكرا "
فقال :" هذه شطائر جبن و زبدة وعسل , تفضلي"
ثم ذهب بدوره الى الحمام تاركاً كارولين تصب الماء وتنظر حولها .
ماكان من قبل مجرد ظلال غامضة مغرية , بدا الآن اشكالاً ممتعة في الضوء المتدفق من النافذة. لون جدران الأخضر الباهت بدا عليه تقادم الزمن, والبسط , المشغولة يدوياً كانت تغطي الأرض. والسرير بدا قديم الطراز, اما المصباحان الموجودان على جانبي السرير , فقد يجلبان ثمناً جيداً في سوق بضائع ما قبل الحرب.
هذه مهنتها , بهذه فكرت ساخرة وهي تختار شطيرة وتجلس على كرسي لتأكلها , ولأن المصباحين اعجباها اخذت تفكر في الثمن الذي يمكن دفعه فيهما , ومن ثم انتقلت افكارها الى مكان آخر لم تكن تريد التفكير فيه حالياً.
احبت الغرفة بشكل عام , وادركت السبب لأن هذه الغرفة ستبقى دوماً في ذاكرتها , إنه المكان الذي وجدت فيه سكينة النفس مع لويس. فهي تحبه وتريده وتريد ان تبقى له زوجة مهما كان نوع استغلاله لها في الماضي , او في الحاضر .
قد لا يستطيع لويس ان يبادلها الحب, ولكنها تعلم على الأقل انه يرغب فيها بكل جوارحه وهي مستعدة للعيش معه على هذا الاساس .
عاد الى الغرفة بعد ان اغتسل وارتدى ثيابه , فخفق له قلبها.
تناول شطيرة وجلس على الكرسي الأخير وهو ينظر حوله : " إنه ليس قصراً"
قالت باسمة " لكنه حسن, انا احب الفنادق الصغيرة المنعزلة مثل هذا"
فقال ساخراً" التي هي عكس فنادق الخمس نجوم المكيفة المرفهة ؟"
-
لهذه الأمكنة روحاً, فهي تخفي في خزائنها المظلمة اسراراً.
قالت ذلك باسمة وهي تفكر بأسى , بأنها أشبه بسرّها.
-
يمكنها ان تحدث عن قصصمضت , هذه الكراسي مثلا, من اول من جلس عليها ؟ من أهرق محبرته على هذه المنضدة الرائعة ؟
قالت ذلك وهي تمر بيد رفيقة على البقعة السوداء.
-
أتراها امرأة ؟ هل كانت تكتب رسالة وداع لعاشقها وقد اعمتها الدموع فاصطدمت يدها بالمحبرة ؟ أم هو رجل؟
قالت ذلك برقة فائقة وقد شردت عيناها وهي تنسج قصة بطريقة يعرفها أبوها , لأنها كانت تقوم بها على الدوام, لكنها كانت جديدة على لويس, فسمرته وهو ينظر الى تلك الرقة في وجهها ويستمع الى صوتها الحالم.
-
أتراه كان مستغرقاً في كتابة روايته الشاعرية الطويلة بحيث اهرق الحبر أثناء شروده ؟
قال ساخراً:" الشيء نفسه قد يحدث في فندق بخمس نجوم"
لكن كارولين هزت رأسها" لو اهرق الحبر على هذه المنضدة في احد فنادقك لاستبدلت بمنضدة جديدة في طرفة عين, ليس في ذلك روح , يا لويس , لا روح ابداً"
قال باسماً " انت تحبين , إذن كل الأشياء القديمة خاصة العائب منها "
-
احب أشياء قديمة , عائبة احياناً, كما احب الجديدة اذا أوحت لي بقصص , احب الشعور بالمتعة.
-
حسناً, بإمكاني ان اعدك بالمتعة في المكان الذي نحن ذاهبان اليه ؟

عادت السخرية فجأة , فمدت كارولين يدها تمسك بيده وهي تقول ضارعة :" لا, يا لويس .. لا تفسد ذلك"
نظر الى يدها على يده , وبقيت ملامحه متحجرة لحظة ما لبث ان تنهد بعدها وهو يقلب يده ليمسك بيدها , ثم وقف وجرها لتقف معه.
كان عناقه رقيقاً وكأنه يعتذر اليها.
اقتربت منه لتعانقه طويلاً, تراجع وقال وملامحه مغلقة " علينا حقاً ان نذهب"
وادركت ان الوقت الذي انسجما فيه كل الانسجام انتهي



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس