عرض مشاركة واحدة
قديم 21-04-19, 11:59 PM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


8 - قصر الكونت

بعدما تجاوزا لويس أميتوس قطعا مسافة عشرين ميلاً اخرى قبل ان يصلا الى وجهتهما . وكانت المناظر حولهما تتغير كلما تقدمت السيارة , من سهول متبطحة بين التلال المنخفضة الى تضاريس طبيعية وعرة , حيث تتخذ التلال شكل الجبال المغطاة بالغابات.
تغير ايضاً نوع الطريق التي يمران عليها , اذا ضاقت كثيراً حتى كادت لا تتسع إلا لسيارة واحدة خاصة عندما بدأت السيارة بصعود مرتفع شاهق شديد الانحدار كان يحتضن جبلاً من ناحية تاركاً منحدراً صخرياً يهبط في واد عميق مكشوف على ناحية اخرى.
سألته كارولين وقد شعرت بأنهما لن يصلا ابداً:" كم بقي لنا لنصل ؟"
اجاب وقد عاد اليه التوتر واشتدت قبضته على عجلة القيادة.
-
الوادي التالي.
فكرت بصمت انه لا يريد العودة الى هنا . لا يريد ان يقابل اناساً سبق ان صمموا على الكراهية والعداء له , وكان ثمة نذير سوء و الجوّ اصبح بارداً وهاهي ترتجف وتدعك ذراعيها العياريتين , عندئذ سارع يشغل جهاز التدفئة قائلاً" كان عليك ان تحضري معك سترة "
ابتسمت آسفة " لو كنت اعلم الى اين نحن قادمان , لفكرت في ذلك"

- هناك دثار في المقعد الخلفي اذا كنت ...
-
بل أنا بخير.
طمأنته برقة, متمنية لو كان بمقدورها وصفه بالشيء نفسه , لكنه يعيد عن ان يكون بخير , فتملكها القلق , إذ كلما ازداد صعوداً , ازداد توتراً.
قالت مقترحة " يمكنك دوماً ان تقوم بلفتة ودية وتسلم كل شيء لأخيك غير الشقيق ثم تترك كل شيء"
هز رأسه قائلاً:" هذا ليس وارداً"
-
ألأنك تشعر بأنه مدين لك بالسنوات التي كنت لا تملك فيها شيئاً بينما هو يملك كل شيء؟
-
بل لأنه فقط ليس وارداً.
كرر ذلك بصوت متوتر أنذرها بأنها تنخس بالعصا حيواناً شديد الخطر.
تنهدت ولاذت بالصمت , وكانا الآن يسيران بين جبلين مرتفعين. ورأت كارولين انهما اذا لم يصلا الى الوادي بسرعة, فالمكان الوحيد الذي يبقى لهما هو الذي مابعد ذلك الجانب من الجبل لأنهما لن يستطيعا الصعود أكثر من ذلك. ثم, ودون إنذار حدث الأمر اخيراً, فقد استدار حول منعطف حاد ليجدا نفسهما فجأة يسيران في شق في الجبل .. ولاح لهما القصر.
كان أجمل مكان رأته كارولين في حياتها . قالت بصوت خافت " أوه , يا لويس !!"
اما هو فبدا عليه الجمود عدة لحظات .. قبل ان يوقف السيارة .

جلسا بعد ذلك لا يفعلان شيئاً سوى التحديق برهبة , مخطوفي الأنفاس.
انه قصر فال دي لويس انجلس .. مستحيل ان يكون غير ذلك, قالت كارولين في نفسها إنها تراه في اجمل اللحظات حيث شفق الغروب يتدفق كاللهب فوق المنحدرات المعشوشبة, مضيفاً على مناظر قعر الوادي الفسيح لمسات سحرية.
تحتهما مباشرة , كانت مجموعة من المباني البيضاء التي صبغتها حمرة الشفق , قائمة حول كنيسة صغيرة قامت وسط ساحة القرية , ومن هناك , في موازاة الوادي كان جدول ماء يتسلل برقة قرب طريق مشجر.
وهناك, انتصب امامهم القصر وكأن كل حكايات الجن الخرافية قد حدثت فيه. كان قصراً ابيض الجدران , سقفه من القرميد الأحمر , ذا ابراج اسطوانية وجسر يجري تحته جدول المياه , وينتهي امامه الطريق الترابي.
همست كارولين " إنه الجمال بعينه"
وتصلب جسم لويس بحدة, وكأن صوتها أيقظه من حالة ذهول , لكنه لم ينطق بكلمة , بل تحرك بالسيارة التي سارت بهما مرة اخرى وقد احاطت به موجة جديدة من التوتر ابقت لسان كارولين معقوداً.
لم يكن النزول الى الوداي مخيفاً كالصعود اليه. وبدلاً من المنحدرات المخيفة , اخذا يهبطان بشكل متعرج عبر جلال مزروعة انتشرت على جابني الطريق , وكلها خضراء خصبة.
استقرت بهما الطريق اخيراً في قعر الوادي خلف القرية مباشرة. وكان دخولهما الى القرية شيئاً مختلفاً تماماً, كان الناس خارج بيوتهم يتمشون او يتحدثون الى جيرانهم , بينما الكلاب تنبح حول اطفال يلعبون, إن الأمر أشبه بدخولهما عالماً آخر . وبدا كل شيء في هذا المكان , غير حقيقي , الناس البسطاء السود العيون و الشعر , والبيوت البيضاء الحسنة بأبوابها و نوافذها المتألقة الألوان .
و ازداد هذا الاحساس مع وقوف الأشخاص في الطريق يحدقون اليهما وهما يمران بهم.
فكرت كارولين في انهم يعرفونهما , او على الأقل يعرفونه هو . واستغربت وهي تراهم يحدقون بفضول من نوافذ السيارة الى جانب وجه لويس المتجهم .

قالت بهدف التخفيف من كل هذا التوتر :" هل علي ان ابدأ بمنادتك بقلب كونت الآن؟"
فأجاب متجهماً:" جربي لقب الابن غير الشرعي "
وهنا فرغ صبرها , لأن لويس وهو مشغول بالتفكير في نشأته , لم يكن يرى مايراه هؤلاء الناس وهم ينظرون اليه . لقد كانوا يرون وجهاً لطيفاً اسمر متكبراً لشخص منهم , كانوا يرون شعرهم الأسود الحريري وبشرتهم السمراء وعيونهم البنية الداكنة تقول , بوضوح تام , هوذا واحد منا , لم تكن ملامحهم ساخرة او عدائية .. او تعبر عن الازدراء حتى , بل كانوا فضوليين فقط.
إذا كان ثمة مايذكر , فهو النظرات التي تلقتها منهم, فقد كانت غريبة كلياً بشعرها الأشقر ولونها الناصع البياض وعينيها البنفسجتين , فشكلها لم يكن مألوفاً إطلاقاً.
عندما وصلا الى ساحة القرية حيث الكنيسة الصغيرة اللطيفة الشكل, انتبه الجميع الى شاب ركض يقطع الساحة الى الكنيسة . وبعد ذلك بحظة , خرج كاهن مرتدياً جينه السوداء البسيطة , كان طويلاً ونحيفاً , ذا شعر ابيض يحيط بوجهه المتغضن , اخذ ينظر اليهما, وهما يمران , بذكاء رزين شعرت معه كارولين بوخز في قلبها.
سألت بصوت مختنق :" هل هذه هي الكنيسة حيث يفترض ان نتزوج دينياً؟"
اجاب لويس " نعم "
-
ألا تظن , ان علينا ان نتوقف , او على الاقل ان نمضي النهار مع الكاهن ؟
تضمن سؤالها اللهفة واللوم معاً, لأنها لا تريد ان تجرح هؤلاء الناس وكانت واثقة من ان لويس عندما يتمكن من ان يهزم ذلك الذي يقتله ببطء فسيندم حتماً لأنه جرح اي شخص هو ايضاً.
هز لويس رأسه المتجهم , ولم يدع عينيه تتحولان عن الطريق امامه , ولو مرة واحدة, وهما يجتازان الساحة وسط صفين من المشاهدين.
ولم تبد عليه الراحة عندما تركا القرية ومرا بين صفوف اشجار الفاكهة المنتظمة من برتقال وليمون وخوخ ومشمش . سألت برهبة , وهي ترى كل مايمكن ان تقدمه الحياة من ثراء :" كيف يمكن لمكان كهذا ان يفلس؟"
اجاب لويس ساخراً:" بسبب تبذير و إسراف مالكيه السابقين"
-
لا احد يملك شيئاً كهذا, إنهم مجرد حراس له مسؤوليتهم تنحصر في العناية به بأجمعه اثناء إدارتهم له . وإذا لم يستطيعوا ان يروا مايجب ان يكون له من شرف و امتياز , فهم يستحقون ان يفقدوا حق رعايته .
قال ساخراً:" تتحدثين كسيدة املاك حقيقية , ربما علي ان ابدأ حياتي من جديد واتنازل لك عن كل شيء "
-
يمكنك ان تسخر مني كما تشاء يا كونت , ولكن إن كنت لا تستطيع فهم ما أعني , فعليك ان تفعل ذلك حقاً.
-
هل انتهت المحاضرة ؟
-
نعم, لقد انتهيت.
وتنتهدت , وهي تتساءل بضعف عما يجعلها تزعج نفسها بالاهتمام به . فهذا الرجل لا يقتنع بأي شيء لا يناسب وجهة نظره !
-
هذا حسن, لأننا وصلنا , واشعر كأنني في جهنم .
طعنها هذا الاعتراف المدهش في صميم قلبها , فالتفتت تنظر اليه فهالها شحوب وجهه وتقلص ملامحه فنظرت بشكل آلي الى حيث كان ينظر .. فارتعدت .
ذلك انهما , وهما يتبادلان الكلمات اللاذعة , وصلا الى نهاية البستان وسارا فوق الجسر المتحرك الى تحت قنطرة مدخل يخترق جداراً ابيض يحيط بأرض القصر الخاصة.

لم تر في حياتها قط شيئاً كهذا, كان يبدو مذهلاً من فوق الجبل , ولكن من هنا , من قعر الوادي وعن هذا القرب, بدا القصر السحر بعينه بجدرانه البيضاء التي غمرتها حمرة الشفق.
كان ذا جمال رائع مثير , الحدائق المنظمة, التي كانا الآن يجتازانها , تخطف الأنفاس , وطريق السيارة ينتهي الى فناء مبلط في وسطه بركة مستديرة فيها تمثال نبتون يتدفق من قمة الماء, ويحرس مدخل القصر الفسيح المزين بقنطرة.
اوقف لويس السيارة فنزلا منها دون كلمة ثم وقفا ينظران حولهما . وتمتمت تقول " يالها من حماقة !"
التفت اليها مقطباً بحيرة " ماذا؟"
-
أعني القصر , لا يبدو كما يفترض به ان يكون .
-
ما الذي جعلك تقولين هذا ؟
بدا عليه الجهد وهو يدفع بنفسه الى النطق , ولكنه ما إن فعل ذلك حتى تبدد بعض ذلك التقلص الفظيع من ملامحه.
-
انظر حولك, ليس من سبب يدعو لبناء قصر حصين هنا في الوادي, فالجبال نفسها هي التي تحصن هذا المكان , لو اردت ان تحصن ماهو لك, لكان عليك ان تقيم البناء هناك في أعلى الجبل الذي جئنا عن طريقه , هذا..
وأشارت برأسها الى القصر :" أقيمّ لكي يرضي غرور شخص غريب الأطوار"
وعادت تنظر الى القصر " إنها حماقة , لكنها حماقة رائعة "
وأضافت لنفسها , ان هذه الأسرة اخطأت في دفع نفسها الى الإفلاس نتيجة بذخها وإسرافها , ولكنهم على الأقل احتفظوا بالقصر الذي اصبح الآن ملكاً للويس , ونظرت من فوق السيارة الى هذا الرجل الذي هو مزيج معقد من ثقافات مختلفة جعلته يخفي شخصيته الحقيقية ولعله هو نفسه لا يدري ماهي حقيقته بالذات.
-
إنهم يراقبوننا.
اجابت " أعلم هذا "
نعم لقد شعرت بأعين تخترق جسدها من خلف زجاج النوافذ منذ اللحظة التي نزلا فيها السيارة .
-
ما الذي تريد ان تعمله الآن ؟ تقرع الباب وتطالب بالبيت ؟ أم تتصرف بشكل أكثر تهذيباً وتنتظر حتى يدعوننا الى الدخول؟
وفيما كانت تقول ذلك ساخرة, انفتح الباب خلف التمثال الكبير نيتون , خفق قلبها , وخلفها بجانب السيارة سمعت قدمي لويس تحتكان بالحصى , ودون ان تفكر , دارت حول السيارة ووقفت بجانبه.
عند ذلك, بدا رجل في عتبة الباب , كان قصيراً نحيفاً كبير السن , لا يبدو في ملامحه ما إذا كان يرحب بهما ام يدخلهما , كارهاً الى حرم القصر المقدس .
فقالت كارولين برقة :" حان وقت المواجهة "
-
هذا مايبدو.
وافقها على ذلك ثم امسك بيدها وكأنه يريد ان يسندها معنوياً, ولكم شعرت بالراحة وهي ترى لويس فازكيز العنيد يعود مرة اخرى ليحل مكان ذلك المتوتر المتضايق الذي انتهى امره .
دار حول النافورة معاً ثم صعدا الى الباب . وتمتم الرجل العجوز بجمود وهو يحني رأسه قليلاً" مرحبا بكما . تفضلا بالدخول من هذا الاتجاه"
وقف جانباً ليتمكنا من الدخول امامه , وعندما انغلق الباب خلفهم وجدا نفسيهما في مدخل فسيح مبني من الحجر ومن خشب السنديان وامامهما سلم حجري يبلغ اتساعه ثماني اقدام . كانت الجدران الخشنة مكسوة بالجص مطلية باللون المشمشي , فأضفى ذلك دفئاً الى مظهر الضيافة الباردة التي ينطق بها المكان .

بدأ قلب كارولين يخفق, لكن قبضة لويس اشتدت على يدها , كان معتاداً على قاعات الاستقبال الواسعة .. معتاداً على الوقوف بين الاشياء الرائعة الجمال . لكن الأمر هنا مختلف , فهنا ماضيه يواجه حاضره . حتى هي نفسها , التي عرفت دوماً مكان جذورها , شعرت بمدى اهمية هذه اللحظة بالنسبة اليه.
ومع ذلك, كان صوته هادئاً رقيقاً وهو يلتفت الى الرجل قائلاً:" من انت ؟"
سأله بلهجة الكونت النبيل الأصل , ماجعلها تشعر بالفخر به وهي التي تعرف مايشعر به في داخله.
اجاب الرجل باحترام " انا بيدور , يا سيدي , رئيس الخدم "
لم يبدُ في صوته إدانة للويس كونه ابن فاركيز غير الشرعي. وكان الرجل يتابع قائلاً:" ارجو منكما ان تتبعاني ..."
ثم قادهما على أرض حجرية ملمعة مارين ببذلتين من الدروع و كأنها تحرس السلم . كما كانت هناك قطع فنية منتشرة في كل مكان في الردهة جعلت رأسها يدور وقد استيقظت فيها روح المهنة , وكأنما احس لويس بذلك , فسألها متكاسلاً:" هل هنا مايكفيك من روح المهنة ؟"
-
شيء ممتع .
قالت ذلك باسمة وهي تقترب منه عندما فتح بيدرو باباً ضخماً ثم انحنى لهما بأدب يدعوهما الى الدخول :" السيد لويس فازكيز و زوجته"

اعلن ذلك لمن في الداخل , ولم يفت كارولين ان رئيس الخدم لم يشر الى لويس بقلب الكونت .
وإذا كان لويس لاحظ هذا الإغفال , فهو لم يظهر ذلك . كانت ملامحه مسترخية ويده تمسك بيد كارولين , و خطواته الواسعة تجتاز غرفة الجلوس الرائعة الجمال , حيث تحتل مدفأة ضخمة الجدار بأكمله تقريباً, وهناك وقفت امرأة تنتظر قدومهما .
كانت صغيرة الجسم رشيقة سوداء الشعر والعينين , ترتدي طقماً ذا لون رمادي فضي مظهره الفولاذي يشبه التعبير البادي على وجهها وهي تبادل لويس نظرته الباردة .
مضت لحظة طويلة مخيفة , بعد ان خرج بيدور مغلقاً الباب خلفه , لم ينطق احد اثناءها بكلمة , واخذ الإثنان يتفرسان في بعضهما بعضاً, وكارولين تشاهد ما يحدث حابسة انفاسها .
نطقت المرأة اخيراً:" مرحباً"
اجاب بلهجة رسمية متكلفة :" تشرفنا , يا خالتي.."
وقطبت كارولين حاجبيها وهي تفكر في السبب الذي يجعل لويس يناديها بكلمة خالتي! فمن المؤكد انها زوجة ابيه .
-
تبدو شبيهاً بأبيك.
-
وانت تشبهين أمي, لكن صحتك افضل بكثير مما كانت عليه صحتها حين رأيتها للمرة الأخيرة .
كان حديثاً تجمد برودته الدم , وكذلك حلاً للغز الذي حيرّ كارولين فهذه المرأة اخت والدته . ولا عجب ان تشتد قبضته على يدها . ما الذي حدث هنا منذ ثلاثين سنة؟
ثأر و ثراء.. تذكرت الآن فجأة ما قاله مرة . وبدأت تفهم ما حدث , واكثرها يدور حول اختين , ورجل واحد , وكل هذا.
مسّ وجه المرأة شحوب طفيف . لكن عينيها لم تطرفا , واجابت :" كانت سيرينا شاعرية حمقاء, يا لويس, وانت لن تجعلني اشعر بالذنب لالتقاط ما داست عليه بغباء"
اجفلت كارولين حين كاد لويس يسحق اصابعها , لئلا يتصرف لويس بعنف , قالت له بمرح " قدمني , يا لويس "
مضت لحظة ظنت فيها انه سيتجاهلها , لكنه قال باقتضاب " كارولين , هذه اخت أمي و أرملة أبي, الكونتيسة دي فازكيز "

بادرت المرأة المتصلبة الوجه بابتسامة مشرقة :
-
مرحباً ما أشد سروري لقدومي الى هنا, القصر رائع الجمال , أليس كذلك؟ لكنني لا اظنه قديماً جداً.
ادركت انها تثرثر كالمعتوهة , لكنها لم تهتم بذلك ما دام بإمكانها تغطية العداء الذي يتسلل بينهما.
-
يبدو من طراز القرن الحادي عشر , ولكنه على ما اظن يعود الى القرن السادس عشر فقط.
فجأة تدخل صوت قائلاً :" بل السابع عشر , تملكت جدنا يوماً نوبة غضب لكرامته الجريحة لأن رجلاً آخر فاز بيد سيدة معينة بسبب كبر حجم بيته , وكان ان قرر جدي بناء القصر هنا في الوادي وبنى لنفسه هذا البمنى المهيب, ثم تزوج شقيقة تلك السيدة الصغرى و التاريخ في هذه الأسرة يعيد نفسه دائماً, كما ستعلمان حالاً.
جمدت كارولين في مكانها عند سماعها هذا الصوت المألوف لديها , ثم ظهر رجل طويل اسمر جذاب من الناحية الأخرى لغرفة الاستقبال المستطيلة .
توقف ثم ابتسم وهو يرى ملامحها الذاهلة ثم تجاهل لويس كلياً وتابع بالثقة بالنفس ذاتها , تلك التي نفرت كارولين منه كثيراً عندما رأته للمرة الأولى , قائلاً:" فيليب دي فازكيز , في خدمتك سيدتي "
إنه الرجل الذي قابلته في المصعد في فندق لويس في ماربيا , وابتسم لها بتكاسل " لم نصل قط الى حد التعارف , أليس كذلك؟"
-
نعم , يا سيد...
أقرت بذلك ولم يجعلها تصافح يده المدودة إلا التهذيب , وكانت يده باردة ناعمة .
-
فيليب , من فضلك , بتنا من اسرة واحدة على كل حال .
اقتربت قليلاً من لويس ويدها تتوتر في يده بشكل غريزي .
ادركت وهي تقارن بين قبضة لويس الساحقة ليدها , وقبضة اخيه نصف الشقيق الناعمة ليدها الأخرى, ادركت اي القبضتين تشعرها بالأمان , لكنها عادت فتذكرت آخر مرة قابلت فيها هذا الرجل , وما احست به حينذاك من انها إذا حاولت الهرب منه , فقبضته ستشتد بشكل مؤلم.
قالت بأدب:"فيليب"
ثم سحبت يدها من يده وبسطتها على صدر لويس , كان هذا منها إعلاناً واضحاً عن علاقتهما الحميمة بشكل لم يغفل عنه حتى لويس , وقالت باسمة " لويس , أليست هذه مصادفة غريبة ؟لقد قابلت اخاك في الفندق ولم يكن لديّ فكرة انه قريب لك"
قال لويس بلهجة مطاطة:" نعم, يالها من مصادفة!"
كانت لهجته اكثر نعومة وكسلاً من ان تكون حسنة , ولأنها تعرف لويس وطبعه , تعرف انه كلما اشتد غضبه كلما ازداد هدوءاً.
هل ادرك فيليب ذلك يا ترى؟ هذا مافكرت فيه عندما تحولت عينا فيليب اخيراً لتشتبكا بعيني اخيه الذي طال ضياعه , وقال باسماً :" إذن, فقد اجتمعنا اخيراً"
اخيراً ؟ صدمت كارولين هذه الكلمات . لقد رأت فيليب في الفندق وهذا يعني ان لويس رآه . ألعله لم يره وقتذاك ؟ او يعلم بوجوده هناك.
ويبدو انه لم يكن يعلم بوجوده , إذ اجاب لويس بجفاء :"ربما ليس قبل الوقت المناسب"
اصبح الجو فجأة معقداً بفوضى المشاعر التي اضطربت في انفسهم , هم الثلاثة .
كان هناك ثلج .. ثلج كثير وفضول كبير .. كان هناك خصومة مشتركة تولدت عن منافسة اخوية متفجرة حيث اخذ الرجلان يقومان وزن بعضهما بعضاً.

لم تتأكد ايهما كان الفائز في تلك المعركة الصامتة لكنها تعلم بشكل مؤكد ايهما في مركز القوة بصرف النظر عن الحركة الفكرية.
-
مرحباً بك في بيتك يا لويس.
قال ذلك بابتسامة فيها شيء من السخرية ادركت هي منها ان فيليب اقر لأخيه الشيء نفسه , مسلماً له بالتفوق و متابعاً:" مع التمنيات بأن بأن تكون السنوات العشرون القادمة من حياتك , اسعد و أقوى حظاً من سنواتك العشرين الأولى ..."
وكان هذا قولاً قاسياً شهقت له حتى أمه. وهذا مافعلته كارولين وهي تقبض على قميص لويس بأصابع متوترة , وكأنها تحاول ان تهدئ الوحش قبل ان يقفز.
لكن لويس , لدهشة كل منهم , ضحك قائلاً " فلنأمل جميعاً هذا ..و إلا وقع هذا المكان في متاعب جمة"
وربح لويس الجولة , لكن الظاهر انه لم ينته بعد إذ تابع بصوت هادئ :" وهذا يذكرني بأنني بحاجة ماسة الى التعرف الى هذا المكان قبل زفافنا الديني الأسبوع القادم , فهل نبدأ بجولة في الانحاء قبل ان نجلس للقيام ببعض الحسابات المتعلقة بالمنزل ..؟"




Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس