عرض مشاركة واحدة
قديم 23-04-19, 04:34 AM   #42

شيري سماحة

? العضوٌ??? » 444044
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 60
?  نُقآطِيْ » شيري سماحة is on a distinguished road
افتراضي

الحلقة الثامنة والعشرون

- لن تأخذي مكانه أيتها الماكره مهما فعلتي ،
وأستعدي لمغادرة هذا القصر منذ الغد بلا رجعه !!

علي أثر جملته المهينة تلألأت عيناها بدمعات لعينة تعبر عن ما تشعر به من حزن شديد ..
أكتفت بالصمت فما عاد الأحاديث تفيد معهُ و دائماً ما سيراها خليفة لإمرأة يهودية ترعرع علي خيانتها .. إذا الي هذا الحد أكتفت حقاً بل وأكتفت منه أيضا وحمدلله أن جاءها الخلاص أخير عن طريقة هو ..

لملمت مشاعرها الجريحة بوجهٍ شامخ ، ثم تحركت من أمامه في صمت رهيب علي أمل اللقاء في الغد ليتم الوداع الأخير بينهما .. متيقنه بأنها لن تتقابل معه بعد ذلك طيلة سنوات عمرها القادمة ..

مغادرتها دون أحتجاج .. دون معارضة .. مصاحبه بميلاد الدموع ذبحته ذبحاً .. لم يعلم لما يتأثر بها قلبه بهذا الشكل .. في المرة السابقة حين ترجته باكية وتلك المرة الأن .. ولكنه لن يقع في خطأ والده مرة أخرى .. وهي حتما مثل غيرها من بنات جنسها .. لهذا يريدها أن تغادر قبل أن يتأثر بها أكثر من ذلك .. وتصبح كاقنبلة موقوتة قد تنفجر به في أي وقت ..

لا هو ليس مستعد لتلك التطورات فطالما عاهد حياته بدون مشاعر .. فأعدائه أكثر من عدد شعر رأسه وهو لن يضع عنقه أسفل أقدامهم حين تسيطر عليه فتاة مغطاة من بداية رأسها إلي اخمص قدمها بالسواد ..

لهذا قراره جاء في وقته .. فالعجوز الذي كان يجبره علي وجودها غادر الي الأبد ولن يستطيع أحد أجباره الأن علي بقائها ، متغاضياً عن ميلاد نور لمشاعر نادره في جوف صدره المظلم !!

ولا يعلم بأن للقلوب حديثا اخر رغم كانت قوانينهما !!

وأن لرب السماء أرادة فوق أرادة البشر !!

وعلي ذكر العجوز عاد ألمه كما كان ، وحزنه تملك منه ثانيا .. مغادرا للأعلى يستعيد ذكراه وذكرى والده الحبيب !!

إلا أنه جاء أمام غرفتها وتباطأت أقدامه .. لا يعلم لما .. ولكن يعلم ان مقاومته بمعتقداته القديمة أقوي بكثير .. غادر بالفعل لغرفته يقتحمها بعنفوانية .. فجحظت عيناه المثبتة بقوة علي الفراش من أمامه .. شعر لوهلة بأن موت العجوز ما هو إلا أكذوبه وها قد أتي وقام بتحضير ملابسه كما كان يفعل من قبل .. ولكنه عاد لواقعه بصدمة تخبره بعدم وجوده حقا وأنه برفقة تلك الفتاة فقط في هذا القصر .. إذا هي !!

يا ألهي !!

قالها وهو يرجع بعددة خطوات للخلف ليرمق باب غرفتها بصمت متألم ..

تتخبطه الحيرة بشدة فكلما صدها ، تأتي بقوة أمامه !

طأطأ برأسه بخزي .. فأي مادة تتكون هي .. يقسوا لتحن .. يهين لتسامح .. يجرح فتصمت .. حقا بات لا يعلم ..

علي اثر عتابه الذاتي تذكر كلمات العجوز له مراراً وتكراراً بإعطائها فرصة فهي ليست كغيرها مما عاشرهن ، حتي أخر كلماته علي قيد الحياة يوصيه بها ..
ولكن حتي وأن كانت علي غير ما عهده من النساء قبلها ، فحياته مهددة بالمخاطر إذا حانت اللحظة وتم أكتشافه من قبل إعدائه .. أو حتي أذا تم الانتقام كما ينبغي قبل كشف هويته .. فحتما من يمشي في طريق الانتقام ينتظر مصيرٍ مجهول يحوطه المخاطر بل ولمن يحوط به ! وهو لن يقحم معه فتاة في هذا الشأن مهما شعر من أحاسيس ملعونه ..

رفع راحتي يديه يمسح بهما وجهه بعنف إلي نهاية خصلات شعره الغير متمادية .. أملا أن يغادره التفكير قليلا لو لبعض الوقت ..

تناول ملابسه المعدة بهدوء ودلفا ينعم بأستحمام دافئ يأمل به خيرا في أن يجعل تفكيره يهدأ ولو قليلا ..

-------------------------

- في الغد التنفيذ !!!

قالها براد فيليب بتركيز شديد وهو يتمعن بعيناه القويتان في وجوه رجاله بتركيز أشد ..

فأومأ أحدي رجاله برأسه بالأيجاب ، ليردد براد ثانيا علي مسامعه بجدية صارمه معهودة منه دائما :
- أخبرني بالخطة ثانياً وكيف ستنفذها ؟!

فأجابه الرجل بذكاء يعيد ما خططا لهما مسبقاً :
- لن يتم الهجوم علي بيته لأنه حسب تحرياتنا مفعل بنظام أمني ألكتروني محكم .. لذلك سيكون الهجوم عليه الليلة في أحد الملاهي التي يتردد عليها دائمًا ، بالاستعانه بأحدى النساء لجلبه للمكان المراد لتحقيق هدفنا به ومن ثم نفر هاربين قبل أن يكتشف أحد أمرنا ..

هتف براد بعينان ضيق حيزهما بمكر لئيم :
- وأن أكتشف أحد أمركما .. فالمباحث الفيدرالية شديدة الذكاء ومنصبي حساس ..

فهتف الرجل علي الفور دون تردد :
- حتي وان تتدخلت المباحث الفيدرالية في الأمر .. لا شأن لك نهائيًا بذلك الامر .. بل نحن من نحمل معه عداوة شخصية من زمن مضي ..

تسربت علي ملامح براد الأرتياح ليطلق لهم أشارة من يده بالمغادرة للاستعداد جيداً للغد ..

متمنياً لهما التوفيق في تلك المهمة التي يراها من أخطر مهماته .. فهجوم " علي " علي صفوة رجاله في أقليم الجبال بأسد أفريقي جائع .. يجعله يقتنع بأن تلك الحقيرة قبل موتها سردت له جميع أسرارهم الخاصة بالمنظمة .. وبالتالي أصبح خطراً علي مركزه الأعلي شأناً في البلاد .. ولهذا الخلاص منه بات محتوماً .. ولكن قبلها يجب ان يخبرهم بمكان المعادلة الفيزيائية التي أرُهق في البحث عنها طوال تلك السنوات الماضية .. والأن يشعر بأنه علي علم بها ويعرف مكانها !!

------------------

ارتمى علي الفراش بأنتفاضة جبارة .. فالأستحمام لم لم يبعد أنشغال ذهنه المتأجج .. بل وأصبح يصاحبه ضيق صدره كل ما تذكر بأنها ستغادر لوطنها بالغد بلا رجعه !!

ما هذا الشعور اللعين !!

ومنذ متي يشغله أمور أحد غيره وخاصة لو كانت إمرأة !!

هل ندم علي جملته التي خرجت في لحظات غضب أم هو قرار حكيم .. وأذا كان بالفعل قرار يراه جيداً فلماذا هذا الشعور الان !!

زفر أنفاسه بضيق جلي أثناء تذكره لموقفهما منذ قليل .. تذكر نظراتها المضطربة في بداية الأمر ثم تلعثم كلماتها ثم نظرتها المتلألئة بالدمعات .. عند هذا الحد طرأ علي ذهنه فجأة كلمتها المتلجلجة بشئ ما يسمي الصيام ..

فأنتفض قائماً بجزئه العلوي من نومته والفضول يأكله .. ليستقر جالساً وهو يلتقط هاتفه المحمول من على جانب الفراش يبحث في إحدى برامج البحث عن مصطلح " الصيام في الأسلام " !!

تقلبت عيناه ببطئ بين كلمات البحث .. لتجحظ فجأة بقوة بين سطورها غير مستوعباً طريقة صومهم ..
حقاً يمنع الانسان منذ بزوغ الشمس عن جميع ما يدخل جوفه حتي غروب شمس هذا اليوم .. لا ويستمر أيضا لمدة ثلاثون يوماً ..

حينها أنتفض كامل جسده بقوة مترجلاً من علي الفراش ، كأنه لمسته صاعقة كهربائية أنذرته لجرمه الشنيع !!

تطلع لتوقيت البلاد فعلم موعد الأفطار وتلك الوجبة الثانية المسماه بالسحور الذي قرأ عنها منذ قليل ..
أذا هي كانت صائمة وأنتظرته حتي موعد قدومه ، بل وقلب لها علي الأرض ما عانت به طوال اليوم بمجهودها المبذل في ظل أمتناعها عن الطعام ..

تجمعت ملامح وجهه بعبوث شديد ثم أطاح بالهاتف علي الفراش بعنف أشد ، وتزايد ضيق صدره لأقصي درجاته ..

فرك وجهه براحة كفيه باستياء ظاهري ، يقنع ذاته بأنها ستهبط حتماً للإسفل لتناول بعض الطعام قبل بدأ موعد صيامها التالي ..

ولكن الأن الثانية والنصف ويتبقي عليه من الزمن ساعة واحدة فقط ولم يسمع حتي الأن صوت أنفتاح باب غرفتها !!

لم يعي في حالة قلقه إلا وأرجله تتقدم أمامه حتي أستقرت أمام بابها .. ليتفاجأ بصوت أنين بكاء خافت ، يصل لخلف الباب بدرجة تكفي لتميزها جيداًx ..

أذا هي ما زالت حزينة بسب ذلك الموقف .. ومازالت تبكي .. ويبدوا أنها لم تعي بأقتراب الوقت ونفاذه !!

شئ خفي من جيناته العربية يكبته دائما لعدم الخروج حرك ضميره وجعله يتجه للإسفل لغاية أقنع بها نفسه القاسية بأنها ليست من أجلها ، ولكن من أجل ليلتها الأخيرة هنا ومن أجل ذكرى أبيه !!

وطأت قدماه داخل غرفة تحضير الطعام في أول زيارة له من نوعها .. استدار حول نفسه بغير هدي .. واضعاً راحة يده خلف مؤخرة رأسه بذهن مشتت .. فماذا يفعل .. وما هو الذي سيفعله ؟!

تيقن أنه لن يجيد فعل طبق رئيسي .. وأيضا الوقت لن يسعفه .. لهذا سيفعل أي شئ بسيط يكفي بالغرض ..
فأتجه للبراد وهما بفتحه ليرمق ما بداخله بتمعن حتي استقر الحال به علي عمل طبق بيض مقلي وبجانبه طبق چبن وبعض الخبز المحمص .. ويكفي هذا بل وسيكون مجهود شاق عليه ..

جمع نشاطه وبدأ الاستعداد للمهمة التي يراها جبارة ولا يستطيع اي أحد فعلها !!

أولي خطواته هو وضع الخبز في ألة التحميص .. وثاني خطواته التي عصر لها ذهنه جيداً هي كيفية عمل البيض !! والذي أنتهي به الحال كما يشاهد دائما في الفنادق الكبرى والمميزة بالأوبن بوفية حين يرغب منهم بأعداده له طازج .. حيث يقومون بتحضير مقلاة عريضة وكسر البيض بها واحدة تلو الأخرى حتي يتغير لونه ومن ثم شقلبته في الهواء ودقيقة ويصبح طازجاً غير متذكر الرزاز الدهني الذين يقومون برشه قبل أضافة البيض ..

إذا فليفعل كما شاهد .. بدأ بتفريغ بعض البويضات بعجالة في أحدى المقلات ووقف بجانبها حتي يتغير لونها كما يشاهد دائمًاx .. ولكن العجيب في الامر بأنه لم يتغير شئ .. فحركا أحدى أصابعه في رأسه في حيرة .. إلي أن وعي أخيرا لعدم أشتعال الموقد .. فاسرع بأشتعاله وأنتظر بترقب النتيجة المرجوة ..

وها ظهرت عليه علامات النضج واصبح بالون الذي يراه دائما .. فرسم علي شفتيه ابتسامة تعالي وفخر بأن أولي محاولته داخل هذا الكيان العريق نجحت وبقوة .. تعاليه أهدي به الحال بأن يشقلبه أيضا .. وها قد قبض علي يد المقلاة جيدا ثم استعدا ذهنيا حتي يتهيئ لتنفيذه كما يراى دائما ..

استعدا ، وتهيئ ، وبدأ ، ولكن لم يقلب شئ !!

ظل يجبر المقلاة بقوة حتي تترك البيضxلشقلبته ولكن لم تستجيب بتاتًا !!
تعجب من أمرها حتي أضطر إلي شقلبت المقلاة نفسها رأس علي عقب فلم يسقط منها شئ !!

أنخفض برأسه لينظر أسفلها فشاهد البيض يستكين في قعرها كما هو ..

تخبطته الحيرة فهو قلد ما شاهده جيدا فلماذا لم تقلب !!

لم يشغل باله كثيرا وقاما بأخراجه عنفوانية من قلب المقلاة عن طريق أحدى المغارف الصغيرة ..

أقتحم أنفة رائحة حرق شديدة فأسرع يلتفت لمصدره فشاهد ألة التحميص يصدر عنها بخار حريق قوي .. فأتجها اليها في الحال يخرج الخبز منها بعجالة بأطراف يده التي لسعتها سخونتها الشديدة ..

قام بتجهيز حامل طعام متوسط ووضع عليه طبق البيض وطبق الچبن والخبز ..

وقف يتطلع لإنجازاته الجبارة بعين منبهرة حقاًx !!

نعم البيض به بعض الحروق ولكن لا يهم .. الأهم بأنه في الأساس بيض !!

والخبز أيضا أطرافه محترقة ولكن لايهم .. فأكثر الأشخاص تحب المقرمشات المصطنعة بموادها الحافظة ، وهذا طبيعي من صنع يده !!

توجه لغرفتها والحامل بين يداه يحمله بحذر شديد إلي أن استقر بوضعه أمام بابها .. وقام يطرقه بطرقة واحده هادئة ثم أبتعد في الحال لغرفته .. ينعم بنومه هنيئة بعد أن أرتاح ضيق صدره بعض الشئ .. أملا بأن تستجيب وتتناول طعامها قبل موعد بدأ صيامها !!

----------------------
--------
-


شيري سماحة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس