الفصل الثاني
إختفى طريق الأسفلت السريع الذى كانوا يسيرون عليه.فلا شىء حولهم
سوى أرض غريبة المعالم وأكوام من الرماد تنتشر فى كل مكان وسماء قاتمة سوداء
وهواء ساخن يغلف الأجواء . سيطر الخوف والفزع على الجميع
ريماس شاحبة الوجه نطقت بصعوبه وهى تختبأ خلف عادل تتسائل
ما هذا المكان؟ وأين نحن ؟ وكيف تبدد الليل إلى نهار؟ هل ما أراه حقيقى؟
وهل ترون ما أرى؟ أسئله لا يعرف أى منهم إجابه لها, تقدمت سلوى ببطىء
وهى تقبض بقوة على يد الطفلة الصغيرة والتى ظلت على ثباتها وكأن ما
يدور حولها لا يخيفها بينما أسرع أكرم وأمسك بتلابيب سعيد وصرخ فى
وجهه كيف جئت بنا إلى هنا أيها الشقى ؟ تكلم وإلا قتلتك لطالما شعرت
بأن بك خطبا ما فدائما كان تتجمد الدماء فى عروقى وتسرى القشعريره
فى أوصالى كلما رأيتك , فصرخ سعيد والفزع يتملكه أنا مثلك تماما لا أعرف
شيئا ولا أعلم كيف جئنا إلى هنا
وهنا يتدخل عادل كفى شجارا هذا ليس وقته نريد التخلص أولا من هذا الكابوس
فقال إيهاب نعم لا مجال للعراك الآن لابد أن نتكاتف سويا لننجو من هذا الجحيم
فأذعن أكرم لرأى أصدقائه والتزم الصمت
قال إيهاب هيا نتحرك من هنا ولا نقف مكتوفى الأيدى هكذا
فتحرك الجميع وهم يلتفتون يمينا ويسارا لا يدرون أى طريق يسلكوه
مر وقت طويل وهم سائرون على غير هدى حتى دخل الليل
ولف الظلام ستائره على المكان فشعر الجميع باليأس والاحباط
وفجأه صرخ أكرم انظروا هناك على مرمى البصر شىء مضىء
من المؤكد أن هناك أحدا ربما يقدم لنا بعض المساعده أو يخبرنا
أين نحن فتسابق الجميع فى اتجاه الضوء حتى وصلوا إليه فوجدوا
قصر يحيط به سورا حديدا لكن بوابته مغلقه فاقتربوا من البوابه
وأخذوا ينادون على من بالداخل ولكن لا مجيب فأجهشت سلوى بالبكاء
وأخذت تردد بصوت مسموع سنموت هنا ولن يعرف أحد عنا شيئا
الهلاك مصيرونا فدنى منها إيهاب يهدأ من روعها ويحاول تهدأتها
لا تخافى سنكون بخير
وفجأة رأوا البوابه تفتح من تلقاء نفسها فشعر الجميع بالخوف
وتراجعوا خطوات قليله للخلف ثم ما لبسوا أن تقدموا للأمام وهموا
بالدخول فليس أمامهم حل آخر فلن يكون بالداخل شىء أسوء مما هم فيه
دلفوا بخطى ثقيله داخل القصر , هو قصر قديم فخم ومخيف والذى يشبه
إلى حد كبير قصر الكونت دراكولا الذى صورته أفلام الرعب فى السينما العالميه
ينادى عادل لعل أحدا من سكان القصر يجيبه ربما آذان تستجيب لنداء استغاثه
من أللسنة أنهكها التعب وقلوبا أدماها الخوف لكن لا مجيب خيب السكون أمالهم
فالقصر على ما يبدو لا تسكنه سوى الأشباح .
استبد بهم التعب فجلسوا فى باحة القصر وراحوا فى نوم عميق
فما مروا به ليس بالشىء الهين هو بلا شك شىء فظيع
مر وقت طويل وهم راقدون كالأموات حتى أفاق الجميع على صوت عادل
وهو يتشاجر مع سعيد أنت من أتيت بنا إلى هنا أنت من فعلت هذا بنا
من أنت أيها الملعون ثم دفع عادل سعيد دفعة أسقطته أرضا فانضم أكرم
إلى عادل يوبخون ويكيلون السباب لسعيد فقام سعيد من سقطته
ووقف على قدميه ثم أدار لهم ظهره ثم استدار مرة أخرى ونظر
إليهم نظرة باردة مخيفه أصابتهم كلهم بالهلع وقال أنتم من أتيتم بأنفسكم إلى هنا
وحدكم من فعل هذا بكم أيها الخطاؤن الأشقياء تلك جريرة أفعالكم
وجزاء صنيعكم ثم اقترب من عادل ودفعه إلى الحائط صارخا فيه بصوت
أفزع الجميع حتى أن سلوى اختبأت خلف الصغيره رحمه من الخوف
تريد أن تعرف من أنا ؟ تريد أن تعرف لما أنت هنا