لم أشهد درار كيومها حتى أنه لم يهتم بجنة كما أخبرتني والدته بل إنتظر لأستيقظ من المسكن ..
-"هل أنت بخير؟ ما الذي يألمك؟ أخبريني.. "
و من ثم أمسك كتفي و وجه حديثه بعينان يتملكهما الرعب قائلا :
-"هنا "
حركت رأسي نافية ثم أردفت :
-"بعض الألام في قدمي و رأسي ما زال لم يعد لوعيه التام بعد على ما أعتقد و ما أخبرني به الطبيب أنه من هول السقوط .. "
-"ألم تخرج النتائج بعد ...ما هذا الإستهتار... لقد مضت ساعة كاملة منذ قدومك لهنا ...أين المسؤلين هنا ؟ما هذا المستشفى؟ "
بينما هو يصرخ إذ بالطبيب يدخل مبتسما كعادة الأطباء دوما ثم وجه كلامه ناحيتي :
-"الحمد لله على سلامتك أنسة مرام ..الإصابة لم تكن بذاك السوء رغم أن الحادث كان من الممكن أن يسبب الكثير من الأضرار... توخي الحذر المرة القادمة فلا نعرف ما قد يحدث.. "
-"سيدة مرام دكتور و ليس أنسة.. "
قاطع درار الطبيب و هو يصر على أسنانه ..
يبدو أن الطبيب بروح رياضية تقبل ملاحظة درار فأجابه مبتسما :
-"عفوا سيدي لم يكن قصدي أسف.. "
ومن ثم أردف:
- "أما الأخبار الغير جيدة قليلا و هي أنه سنضع لك جبيرة فكاحلك الأيسر كسر جراء السقوط.. أرجوا أن تلتزمي بالدواء في مواعيده و أن لا تتحرك كثيرا حتي تشفى في الأجل المحدد.. تمنياتي لك بالشفاء سيدتي.. "
غادر الطبيب.. بقيت برفقة درار و أسامة الصمت أطبق على الغرفة ثواني معدودات ...ليتدخل أسامة محاولا تلطيف الأجواء المشحونة قائلا بمزاحه و مرحه المعتاد:
-"الحادثة أتت بنتائج جيدة على ما يبدو سنستريح قليلا من الإنظباط في العمل ...أرجوا أن تطول المدة.."
و من ثم ختم حديثه بضحكاته المعتادة التي جعلتني أبتسم رغم عن الالام التي أعانيها.. |