عرض مشاركة واحدة
قديم 04-05-19, 12:29 PM   #30

sabrounaa

نجم روايتي وطباخة في مسابقة فطورنا يا محلاه وكنز سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية sabrounaa

? العضوٌ??? » 298324
?  التسِجيلٌ » Jun 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,358
? دولتي » دولتي tunis
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » sabrounaa has a reputation beyond reputesabrounaa has a reputation beyond reputesabrounaa has a reputation beyond reputesabrounaa has a reputation beyond reputesabrounaa has a reputation beyond reputesabrounaa has a reputation beyond reputesabrounaa has a reputation beyond reputesabrounaa has a reputation beyond reputesabrounaa has a reputation beyond reputesabrounaa has a reputation beyond reputesabrounaa has a reputation beyond repute
افتراضي

ألقى درار بنظرة صارمة لأسامة معلنا عن غضبه منه و بأنه ليس بالوقت المناسب لإلقاء النكات ...فإستقبل صديقه الملاحظة بكل رحابة صدر ...فللذين لا يعرفان درار و أسامة هما أكثر من صديقين بل هما أخان لم تلدهما نفس الأم ...جمعت بينهما الغربة أيام الدراسة بفرنسا جعلت منهما توائما روح و كما يقول أسامة لدرار "عشيري " صداقتهما يضرب بها المثل ..
دقات على الباب و من ثم دخلت الممرضة بخطا متثاقلة ...خلفها يجرا النقالة ممرضان صغيرا السن و يبدو أنهما سيساعدا على نقلي للنقالة ..
إنتفض درار مسرعا تجاهي حين فهم ما كان سيحدث فوجه خطابه للممرضة بشراسة:
- "أنا من سيحملها للنقالة لن أسمح لأحد أخر يحل مكاني .."
أجابته الممرضة بغير مبالاة:
-"عفوا سيدي غير ممكن... يمكن تتضرر أكثر في حال حملتها بشكل خاطىء.. إنه عملنا... أرجوا الا تتدخل فيه .."
لم يأبه أبدا للممرضة بل توجه للسرير و هو يردد :
-"على جثتي أنا من سيحملها... هل فهمتم؟"
قالها بصراخ مما أربك الممرضة و جعل المسكينة تنتفض في مكانها ..
شرع في حملي و أنا كالمخدرة لم أعي و لم أستوعب ما يحدث لي... و لم أنطق كلمة... حنانه أربكني و أفقدني قدرتي على الكلام ..
تلك الثواني و أنا بين أحضانه مستنشقة رائحته التي لطالما بعثرتني و أفقدتني السيطرة على نبضات قلبي المتسارعة ..
توقغي على الهذيان مرام درار لم يعد لك إنه طليقك ...لن تعودي للنقطة الصفر كفاك ما عانيتي سابقا... لقد شفيتي منه... إهدئي... و لكن كل خلايا جسمي تندد به ...تلح عليه... يا إلاهي إنقضني من هذا الصراع... أنجدني يا إلاهي ..
بعدما وضعني على النقالة ...جراها الشابان و خلفهما الممرضة متجهينا لغرفة تركيب الجبيرة ..
خلال ساعة من الزمن أتتممت جميع الإجراءات في المستشفى كما قدم أفراد العائلة الذي تكفل كل من درار و أسامة طمئنتهم على وضعي الصحي و من ثم غادرت للمنزل و على ما يبدو كما قال أسامة سيرتاح الموظفين قليلا من وجودي و صرامتي في العمل
.................................................. .....
"مرام"
نهضت مفزوعا من النوم يبدو أنه كابوس مزعج للغاية ... الحادثة التي تعرضت لها مرام أرعبتني أفزعتني أخرجتني من طوري ...فكرة فقدها في حد ذاتها بإمكانها جعلي ميتا على قيد الحياة ..
الحياة بدونها لا طعم لها... فقط معرفتي أنها بخير و إن كان من بعيد تفرحني ..
فتحت باب الشرفة كي أستنشق بعض الهواء لعل هذا الإختناق الذي أشعر به يزول و من ثم
أشعلت سجارة محاولا أن أهدأ من روعي و أخفف على نفسي هول ما عانيته اليوم ..
حين هاتفتي أسامة كنت في منزلي أعد فطور الصباح المتأخر كعادتي منذ عودتي... لم أجعله يتم كلامه بل أغلقت بسرعة بعد معرفتي لمكان المشفى ...غيرت ملابسي بسرعة خيالية لم أهتم لا لتنسيق ملابسي أو بتفقد حذائي كعادتي..
قدت السيارة بسرعة جنونية حتى كدت أقدم على حادث من فرط السرعة لم أهتم لم يكن لدي وقت لأفكر كل ما كان يشغل فكري هي فقط ...مرام بالمستشفى تعاني تتألم و لست بجانبها كل ما كان يهمني وقتها الإطمئنان عليها ..8
وصلت سريعا و توجهت للإستقبال وبعدها للغرفة التي بها مرام صارخا بوجه الجميع يكاد اللهيب يخرج مني من فرط خوفي ...
حتى كلام أسامة المطمئن لم يطفىء النار و الخوف داخلي ما أحتاجه فقط رأيتها و الإطمئنان عليها ..
حاولت الممرضة ثني على الدخول متعللة أن المريضة تحتاج للراحة بعد إبرة مسكن و لكنها لم تستطع بدورها إبطال ما أرمى إليه إقتحمت الغرفة محاولا السيطرة على إنفعالي و لكن هيهات مجرد رأيتها على سرير المشفى مرعب للحظة المشهد يعاد بمخيلتي ألاف المرات ..
من الممكن أتجاهل مشاعري و أحاول التصرف ببرودي المعتاد أمامها و لكن لا يمكنني رأيتها تعاني تتألم لا يمكنني تحمل يصيبها خدش فما بالك بكسر في ساقها
النوم جافاني التخيلات تملى رأسي لو كان الأمر بيدي لذهبت هذه الساعة كي أطمئن عنها و لكن مستحيل مرام لم تعد زوحتي و لم تعد تحل لي فما محلي من إعراب بجانبها يمكن ان تحل كارثة إن فعلتها ..
يبدو ان تأثير الكحول التي شربتها البارحة لا يزال لهذه الساعة ...كان محقا أسامة حين أثناني عن شرب المزيد ولكن لم أعر محاولته اي إهتمام معتقدا أنه بإمكاني نسيان ما أشعر به ...مشاعري المتتأججة المشتعلة لم يداويها كحول ،سجائر و لو كانت الأقوى مفعولا... ما يداويني شخص واحد أهدته لي الحياة بتهور و إندفاع أضعته من بين يداي ..
سأفعل ما يمليه علي قلبي لم أعد أهتم فل يحدث ما يحدث ...أخذت هاتفي الموضوع على المنضدة بجانبي سريري ثم ضغطت أرقام أحفضها عن ظهر قلب مثلما أحفظ صاحبها... ثلاثة رنات ما إحتجته حتى سمعت أحلى و أجمل صوت أعشقه :
-ألو درار ؟ صوتها المبحوح من تأثير النوم عليه أربكني و لكن علي الأعتراف إن لم أفعلها الأن فل افعلها أبدا ..
أجبتها :
-"أحتاجك مرام .."
لم أترك لها مجالا حتى تجيب بل باغتها:
- " هلا تعودي لي؟ هلا تتزوجيني ؟ "..


sabrounaa غير متواجد حالياً  
التوقيع